الحوثيون يلقنون الجيش الأمريكي درساً
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
قال أندرو رولاندر، خبير في شؤون الحرب غير النظامية والمنافسة الاستراتيجية، إن الجيش الأمريكي قد يستلهم الكثير من الفوائد من خلال تكتيكات الحوثيين في اليمن، موضحاً أن النهج غير التقليدي للحوثيين في الحرب البحرية أعاد تعريف إمكانيات القوات البرية في السيطرة على المناطق البحرية الحيوية ومنع الوصول إليها.
وقال الكاتب في مقاله بموقع "أسب استراتيجيست" الأسترالي إن الحوثيين يستخدمون بفعالية كبيرة الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والطائرات دون طيار والصواريخ المجنحة لتعطيل الشحن في البحر الأحمر، مما يشكل تحدياً لأساليب السيطرة البحرية التقليدية وتوفير نموذج لكيفية قدرة الجيش الأمريكي على التكيف في صراع محتمل في المحيط الهادئ مع الصين.
وتابع الكاتب أن استراتيجية الحوثيين تدور حول الهجمات الدقيقة بعيدة المدى والطائرات دون طيار الرخيصة والمستقلة والتي تشكل تهديداً مستمراً ومنخفض التكلفة، وتقدم تحديات غير مستدامة اقتصادياً للقوات الدفاعية التي تعتمد على الصواريخ الاعتراضية باهظة الثمن.
'The character of war is always changing, and the Houthis’ ongoing attacks against shipping in the Red Sea may prove to be one of the more significant inflection points in military history', writes Andrew Rolander.https://t.co/HHoLakDJJE
— ASPI (@ASPI_org) November 8, 2024ومن خلال الجمع بين الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار الهجومية وغيرها من الأسلحة الدقيقة، تمكن الحوثيون من إتلاف أو إغراق العديد من السفن التجارية وأظهروا طريقة قابلة للتطبيق لتحدي القوات البحرية المهيمنة دون الحاجة إلى البحرية التقليدية.
ويمكن أن يفيد هذا النهج استراتيجيات الجيش الأمريكي في بيئة بحرية متنازع عليها، خاصة إذا كان متورطاً في صراع في غرب المحيط الهادئ، حيث قد لا تكون القوات الثقيلة الفورية متاحة.
المبادرات العسكرية الأمريكيةولفت الكاتب النظر إلى المبادرات العسكرية الأمريكية القائمة التي يمكن أن تسهّل مثل هذا التحول قائلاً إن برنامج تايفون أو برنامج النيران الاستراتيجية متوسطة المدى التابع للجيش، والذي يدمج صواريخ الضربة الدقيقة وصواريخ توماهوك، يمكن أن يمكّن الوحدات الساحلية من استهداف الأصول البحرية بشكل فعال.
علاوة على ذلك، يوفر تطوير قوة المهام متعددة المجالات وحدات قادرة على الضربات بعيدة المدى والحرب الكهرومغناطيسية والقدرات السيبرانية المصممة خصيصاً لمسارح أحداث محددة مثل المحيط الهادئ، مما يوفر طرقاً جديدة للتنافس على السيطرة على الممرات المائية الحيوية.
بالإضافة إلى ذلك، دعا الكاتب إلى تبنى الجيش الأمريكي عناصر من مفهوم "العمليات البحرية الموزعة" لطاقم البحرية، والذي يسمح للوحدات البحرية المنتشرة بالعمل في انسجام عبر مسافات شاسعة.
Houthis' lesson for the US Army: how a land force can fight a maritime war | Andrew Rolander | https://t.co/C91tTlqWjI pic.twitter.com/Xda6qOoqBQ
— ASPI (@ASPI_org) November 7, 2024وعلى نحو مماثل، يتابع الكاتب، يمكن لوحدات الجيش في غرب المحيط الهادئ التنسيق كشبكة متفرقة، متمركزة في جزر نائية ولكنها قادرة على شن هجمات بعيدة المدى وعالية الفتك.
وقال الكاتب إن هذا الانتشار الجغرافي من شأنه أن يزيد من القدرة على الصمود بقوة في وجه الخصوم الذين يتمتعون بقدرات استهداف دقيقة بعيدة المدى، مثل الصين.
وأوضح الكاتب أن بوسع الجيش الأمريكي استغلال تكنولوجيا الطائرات دون طيار لتحقيق تأثير أكبر. تعمل وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (DARPA) على تطوير تقنيات الطائرات دون طيار، والتي يمكن أن تدعم القوات الأمريكية في الحفاظ على السيطرة البحرية.
توضح استراتيجية الطائرات دون طيار الحوثية، القائمة على الطائرات دون طيار الرخيصة والموتفرة بكثرة كيف يمكن للقوات البرية تحدي حتى الدفاعات البحرية المجهزة تجهيزاً جيداً بتكلفة فعالة. ومن خلال دمج هذه الطائرات دون طيار، يمكن للقوات الأمريكية خلق تهديدات مستمرة وفعالة اقتصادياً قادرة على تقويض العمليات البحرية.
وتؤدي قابلية الحركة والانتشار السريع هذه إلى امتلاك وحدات الجيش الأمريكي القدرة على تأسيس تواجد سريع في سلاسل جزر المحيط الهادئ، حيث يمكنها ضرب الأهداف البحرية، بما يحاكي ما يقوم به الحوثيون من عمليات على الشاطئ من داخل العمق اليمني.
ورأى رولاندر أن التوافق مع الحلفاء، وخاصة أستراليا، سيكون حاسماً لنجاح الجيش الأمريكي في هذا المسرح. ولن تعمل التدريبات المنتظمة مع القوات المتحالفة على تحسين قدرات الانتشار السريع فحسب، بل ستعزز أيضاً الاستعداد الجماعي للصراع المحتمل.
وأكد الكاتب أهمية الجبهة الموحدة، حيث يتم دمج الدول المتحالفة بشكل كامل في استراتيجية الجيش الأمريكي في المحيط الهادئ، مما يزيد من فعالية هذه التكتيكات البحرية البرية. تعزيز النفوذ الأمريكي في المحيط الهادئ وأوضح الكاتب أن العمليات الحوثية ذات قيمة كبيرة للجيش الأمريكي، حيث توضح كيف يمكن للقوات البرية إجراء عمليات فعالة للسيطرة على ساحة حرب بحرية. ومن خلال دمج تكتيكات الحوثيين ــ ومنها الضربات الدقيقة بعيدة المدى والطائرات بدون طيار منخفضة التكلفة والعمليات الموزعة ــ يمكن للجيش الأمريكي أن يظل ذا أهمية وفعالية في أي صراع مستقبلي في المحيط الهادئ، وخاصة ضد خصم متطور مثل الصين.
ورأى رولاندر أن هذا التحول من شأنه أن يجهز الجيش بشكل أفضل للرد على التهديدات البحرية الجديدة مع تعزيز ومد نفوذه الاستراتيجي عبر المحيط الهادئ.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الطائرات دون طیار فی المحیط الهادئ الجیش الأمریکی بعیدة المدى الأمریکی فی القدرة على من خلال یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الجيش الأمريكي يعلن عن سقوط طيّارين اثنين فوق البحر الأحمر
أعلن الجيش الأمريكي، اليوم الأحد، أن طيّارين اثنين من البحرية الأمريكية قد تم إسقاطهما فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة "نيران صديقة".
وتم إنقاذ الطيارين، لكن أحدهما أصيب بجروح طفيفة، وفقا للأسوشيتد برس.
وجاء في بيان القيادة المركزية: "أطلق الطراد الحربي يو إس إس غيتيسبيرج، وهو جزء من مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان، النار بالخطأ على طائرة من طراز إف/إيه-18، والتي كانت تحلق من على متن حاملة الطائرات هاري ترومان".
وكانت القوات الأمريكية تنفذ ضربات جوية استهدفت الحوثيين في اليمن وقت وقوع الحادث، ولم يقدم بيان القيادة المركزية الأمريكية تفاصيل إضافية حول طبيعة المهمة.
وكان الجيش الأمريكي نفذ ضربات ضد أهداف للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، بينها منشأة لتخزين الصواريخ و"مرفق قيادة وتحكم"، بحسب ما ذكرت القيادة الوسطى الأميركية "سنتكوم".
وقالت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" في بيان إن القوات الأمريكية أسقطت أيضا خلال العملية طائرات مسيرة هجومية عدة للحوثيين فوق البحر الأحمر إضافة إلى صاروخ كروز مضاد للسفن.
وأضافت أن "هذه الضربات جاءت بهدف تعطيل وإضعاف عمليات الحوثيين، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف السفن الحربية الأمريكية وسفن الشحن التجارية".
وتابعت "تعكس هذه الضربات التزام القيادة الوسطى المستمر بحماية الأفراد الأميركيين وشركاء التحالف، بالإضافة إلى الشركاء الإقليميين وحماية الملاحة الدولية".