“انتهازية عديمة الضمير ومتملقة”.. ترامب يختار “مدافِعة شرسة” عن إسرائيل سفيرة لدى الأمم المتحدة
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
اختار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب البرلمانية المنتمية للحزب الجمهوري إليس ستيفانيك لتشغل منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ما يمهد الطريق أمام شخصية من أشد منتقدي المنظمة شراسة لتولي مقعد قوي على طاولتها.
وذكر ترامب في بيان “يشرفني أن أرشح إليس ستيفانيك للعمل في حكومتي سفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.
ستيفانيك لديها خبرة قليلة في السياسة الخارجية.. معروفة بالدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي من خلال مهاجمة الأمم المتحدة
ستيفانيك (40 عاما)، رابع عضو جمهوري بالمرتبة في مجلس النواب وموالية مخلصة لترامب، لديها خبرة قليلة في السياسة الخارجية. لكنها بنت سمعة على مدار العام الماضي باعتبارها مدافعة عن الاحتلال الإسرائيلي، جزئيا من خلال مهاجمة الأمم المتحدة مرارا لأن المنظمة الأممية انتقدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واتهمت المنظمة بأنها مصابة بـ “العفن المعادي للسامية”.
ويرسل ترشيحها كأعلى مبعوثة أمريكية لدى الأمم المتحدة إشارة مبكرة إلى أن ترامب ينوي الوقوف إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حليف ترامب الذي تجاهل دعوات الرئيس بايدن لوقف إطلاق النار في المنطقة، مع توسع الصراع في الشرق الأوسط وتكثيفه.
كما يرسل هذا الاختيار رسالة أوسع نطاقا إلى العالم مفادها أن نهج ترامب “أمريكا أولا” – والذي يتصور تقلص دور الولايات المتحدة في الدبلوماسية العالمية والشؤون العالمية – من المرجح أن يسود في ولايته الثانية.
ومن المرجح أن تتجلى هذه الاستراتيجية بشكل أكثر وضوحا في أوكرانيا، حيث رفض ترامب الالتزام بمزيد من الدعم العسكري في حين تواصل كييف معركتها المستمرة منذ سنوات ضد القوات الروسية الغازية.
وفي قبولها للترشيح يوم الإثنين، دافعت ستيفانيك عن تحول ترامب نحو الانعزالية، مشيرة إلى أن من شأن ذلك أن يدفع حلفاء أميركا إلى القيام بدور أكثر نشاطا في السعي لتحقيق السلام العالمي.
وقالت في بيان لها: “إن أمريكا تظل منارة العالم، لكننا نتوقع، ويجب علينا أن نطالب بأن يكون أصدقاؤنا وحلفاؤنا شركاء أقوياء في السلام الذي نسعى إليه”.
وسارع حلفاء ترامب الجمهوريون في الكونغرس إلى الترحيب بالترشيح يوم الإثنين، حيث أشادوا بستيفانيك ووصفوها بأنها “اختيار رائع” لهذا المنصب.
وقال زعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيف سكاليز (جمهوري من لويزيانا) في بيان: “إنها مؤهلة للغاية لهذا الدور الجديد في الخدمة العامة، وستكون خسارة مجلس النواب مكسبًا كبيرًا لإدارة ترامب والبلاد. لا يوجد أحد أفضل لتمثيل السياسة الخارجية للرئيس ترامب وقيم أمريكا في الأمم المتحدة من إليز ستيفانيك”.
ولكن من المؤكد أن ترقيتها إلى منصب المبعوثة العالمية سوف تدق ناقوس الخطر بين المحافظين التقليديين، الذين ما زالوا يدعمون الدفاع القوي عن حلف شمال الأطلسي وحلفاء أمريكا في الخارج، والديمقراطيين، الذين يعتبرون ستيفانيك انتهازية سياسية عديمة الضمير ومتملقة عمياء لترامب.
وقال النائب جيري كونولي (ديمقراطي من ولاية فرجينيا)، وهو عضو بارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب: “اختيار ترامب للنائبة ستيفانيك هو هدية لفلاديمير بوتن. لقد تخلت عن الأوكرانيين في أبريل/ نيسان، وهذا يشير إلى تراجع دونالد ترامب وحركة “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” عن الساحة العالمية”.
وعلى الرغم من أن ستيفانيك تعمل في لجنتي القوات المسلحة والاستخبارات في مجلس النواب، إلا أنها حققت نجاحا أكبر من خلال منصبها كعضو بارز في لجنة التعليم والقوى العاملة، حيث كانت في طريقها إلى رئاسة المجلس قبل القفز إلى قيادة مجلس النواب، حسبما ذكرت صحيفة “ذا هيل” القريبة من الكونغرس.
لكن اسم النائب الجمهورية من نيويورك ارتفع بسرعة في ديسمبر/ كانون الأول عندما وجهت في جلسة استماع بالكونغرس أسئلة إلى ثلاثة من رؤساء الجامعات حول معاداة السامية في حرم جامعاتهم، ما دغدغ مشاعر اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة والجماعات اليمينية، وهي الجلسة التي انتشرت على نطاق واسع ودفعت اثنين من القادة الثلاثة إلى الاستقالة من مناصبهم.
ومنذ ذلك الحين، جعلت رئيسة مؤتمر الحزب الجمهوري في مجلس النواب مكافحة معاداة السامية جزءًا رئيسًا من عملها في الكونغرس، وهو الموقف الذي تضمن انتقادات لاذعة للأمم المتحدة.
ففي أكتوبر/ تشرين الأول، على سبيل المثال، بدا أن الجمهورية من نيويورك تهدد بوقف تمويل الولايات المتحدة للأمم المتحدة بسبب “صمت” إدارة بايدن المزعوم بشأن معاداة السامية المزعومة في المنظمة. وكان البيان ردًا على سعي السلطة الفلسطينية إلى بذل جهد لطرد إسرائيل من الأمم المتحدة.
وكتبت ستيفانيك: “إذا نجحت السلطة الفلسطينية في مساعيها المعادية للسامية، فسيؤدي ذلك إلى إعادة تقييم كاملة لتمويل الولايات المتحدة للأمم المتحدة. ليس لدى دافعي الضرائب الأمريكيين أي مصلحة في الاستمرار في تمويل منظمة سمح لها جو بايدن وكامالا هاريس بالتعفن بسبب معاداة السامية”.
كما هاجمت الأمم المتحدة في خطابها الذي ألقته في مايو/ أيار الماضي أمام الكنيست الإسرائيلي، عندما أصبحت أعلى عضو في مجلس النواب الأمريكي يزور إسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وقالت ستيفانيك “عندما يكون العدو داخل أبواب الأمم المتحدة، يجب على أمريكا أن تكون هي من يناديه باسمه ويدمره”، وأضافت “لقد فهم الرئيس ترامب ذلك، وبإذن الله سنعود إلى هذه الاستراتيجية قريبا”.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: لدى الأمم المتحدة الولایات المتحدة معاداة السامیة فی مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
إليز ستيفانيك.. من منتقدة لقرارات ترامب إلى داعمة رئيسية في حملته
إليز ستيفانيك، سياسية أميركية، وُلدت عام 1984 في ولاية نيويورك، بدأت مسيرتها المهنية بالعمل في البيت الأبيض، ثم انتُخبت عام 2014 عضوا في الكونغرس الأميركي، ومثلت شمال ولاية نيويورك. وتولت رئاسة مؤتمر الجمهوريين في مجلس النواب عام 2021.
عُرف عنها تأييدها لإسرائيل، وتطورت العلاقة بينها وبين الرئيس دونالد ترامب من ناقدة لبعض سياساته إلى واحدة من أبرز المدافعين عنه، حتى رشحها عام 2024 لمنصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عقب فوزه برئاسة البلاد للمرة الثانية.
المولد والنشأةولدت إليز ماري ستيفانيك يوم 2 يوليو/تموز1984، في مدينة ألباني عاصمة ولاية نيويورك، لأبوين يملكان شركة متخصصة في توزيع الخشب.
وتزوجت ستيفانيك عام 2017 من ماثيو ماندا، الذي كان يعمل في الكونغرس الأميركي، ولديهما ابن واحد اسمه سام.
الدراسة والتكوين العلميالتحقت ستيفانيك بمدرسة ألباني الخاصة، وحظيت بشعبية بين زملائها بسبب نشاطها في مجلس الطلاب، ورياضة اللاكروس، وعرفت بوجهات نظرها المحافظة سياسيا.
ازداد اهتمامها بالحكومة في أيامها الأخيرة من المرحلة الثانوية عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
عقب تخرجها من الثانوية التحقت ستيفانيك بجامعة هارفارد عام 2002 وحصلت على بكالوريوس في العلوم السياسية بتقدير امتياز عام 2006، وانتخبت أثناء دراستها نائبة لرئيس معهد السياسة بالجامعة.
إليز ستيفانيك أثناء جلسة بمجلس النواب خصصت لموضوع احتجاجات الطلاب في الجامعات دعما لغزة عام 2023 (رويترز) التجربة السياسيةعقب تخرجها من الجامعة عام 2006، خدمت ستيفانيك في الجناح الغربي للبيت الأبيض ضمن فريق مجلس السياسات الداخلية في إدارة الرئيس جورج بوش الابن، وفي مكتب كبير موظفي البيت الأبيض، وساعدت في الإشراف على عملية تطوير سياسات القضايا الاقتصادية والمحلية، واستمرت في عملها حتى عام 2009.
في الانتخابات الرئاسية عام 2012، عملت ستيفانيك مستشارة في حملة بول رايان رئيس مجلس النواب آنذاك، الذي رشحه مت رومني لمنصب نائب الرئيس أثناء حملته في السباق نحو البيت الأبيض. ورغم جهودها، خسر رومني الانتخابات أمام منافسه باراك أوباما.
وبعد الانتخابات عملت ستيفانيك مع لجنة في الحزب الجمهوري بهدف إعداد تقرير حول أسباب فشل الحملة الانتخابية للجمهوريين عام 2012.
أما في عام 2014، فقد أصبحت ستيفانيك أصغر امرأة تنتخب لعضوية الكونغرس في تاريخ الولايات المتحدة، ممثلة عن شمال ولاية نيويورك.
ونالت ستيفانيك عضوية لجنة القوات المسلحة، ولجنة الاستخبارات الدائمة في مجلس النواب، إضافة إلى لجان أخرى. وأصبحت لها مكانة بارزة في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
في مايو/أيار 2021، أصبحت ستيفانيك رئيسة مؤتمر الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي، لتحل محل النائبة ليز تشيني، التي انتقدت سلوك ترامب في انتخابات عام 2020.
عُرفت ستيفانيك بتأييدها القوي لإسرائيل، وفي عام 2023 عقب انطلاق حراك الجامعات الأميركية المؤيدة للقضية الفلسطينية، استجوبت رؤساء بعض الجامعات بشأن السياسات المتعلقة بـ"معاداة السامية وخطاب الكراهية".
دونالد ترامب وإليز ستيفانيك أثناء حضورهما تجمعا قبل الانتخابات التمهيدية عام 2024 (رويترز) من ناقدة لترامب إلى مؤيدة لهكانت علاقة ستيفانيك بترامب متوترة في البداية، فقد كانت تنتقد بعض سياساته أثناء حملته الرئاسية عام 2016، كما رفضت مقترحه بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، واستمرت في نقدها له أثناء ولايته الأولى.
لكن مع مرور الوقت، تغير موقفها تجاهه، وأصبحت من أكبر المدافعين عنه، خاصة في محاكمتي عزله عام 2019 و2021، إذ انتقدت لوائح الاتهام الجنائية الموجهة إليه، وقدمت شكوى في نيويورك ضد القاضي الذي نظر في قضية الاحتيال المدني.
ووقفت ستيفانيك بجانب ترامب بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية عام 2020، واعترضت على التصديق على فوز الرئيس جو بايدن، وروجت لمزاعم ترامب بشأن تزوير الانتخابات.
وفي الانتخابات الرئاسية عام 2024، كانت من بين الأسماء المحتملة لتولي منصب نائب الرئيس، وعقب فوز ترامب بالرئاسة، أعلن في 10 نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته ترشيحها لمنصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، واصفا إياها بأنها "مدافعة قوية، ومثابرة وذكية بشكل لا يُصدق من أجل أميركا".
الوظائف والمسؤوليات نائبة رئيس معهد السياسة بجامعة هارفارد. عضوة في المجلس الداخلي للسياسات بالبيت الأبيض 2006-2009. عضوة الكونغرس الأميركي عام 2014. رئيسة مؤتمر الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي عام 2021. سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عام 2024.