وزير بريطاني يكتشف ذاته في سن السبعين.. رحلة أندرو ديفيز مع التوحد
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
لم يكن أندرو ديفيز، الوزير البريطاني السابق، يعلم أن سنواته الطويلة التي قضاها في العمل السياسي والإداري كانت تجري تحت ظل لغز لم يُحلّ، حيث لازمته مشاعر الاغتراب والانفصال منذ طفولته وجعلته يشعر بعدم التوافق مع من حوله ظلت ترافقه حتى لحظة مفاجئة وهو في السبعين من عمره ليتم تشخيصه بالتوحد.
وقال ديفيز "كانت حياتي دائمًا مليئة بالأسئلة، ولم أكن أدرك أن الطريقة التي أرى بها العالم كانت نابعة من طبيعة عقلي المختلفة، لقد جعلني التشخيص أفهم نفسي بشكل أعمق، وأعيد النظر في كل ما مررت به خلال مسيرتي الطويلة".
وتشير دراسات حديثة إلى أن هناك الآلاف ممن يعيشون دون تشخيص لحالات التوحد، حتى في أعمار متقدمة، وقد أظهرت أبحاث أُجريت على السجلات الطبية في إنجلترا أن بين 250 ألفًا و600 ألف شخص تجاوزوا الخمسين من العمر قد يكونون مصابين بالتوحد دون أن يُعرف ذلك، الأرقام تعكس واقعًا مثيرًا للقلق، حيث يجد الكثيرون أنفسهم مضطرين للتعامل مع تحديات كبيرة دون فهم واضح لما يعانونه.
وأكد الباحثون أن أكثر من 90% من المصابين بالتوحد الذين تجاوزت أعمارهم الخمسين عامًا لم يتم تشخيصهم حتى الآن، مما يبرز الفجوة الكبيرة في فهم وتشخيص هذا الاضطراب في الأجيال الأكبر سنًا. يقول أحد الباحثين في هذا الصدد: "لا يزال هناك اعتقاد واسع الانتشار بأن التوحد هو اضطراب يخص الأطفال والمراهقين فقط، في حين أن التوحد يستمر مدى الحياة ويتطلب اهتمامًا متزايدًا مع تقدم العمر".
ويتحدث ديفيز عن رحلته مع التوحد وكيف انعكست على حياته المهنية قائلًا: "لم يكن النجاح في الحياة العملية يعني أبدًا أنني لا أواجه صعوبات، وفي الواقع، كانت التحديات اليومية تتمثل في فهم الآخرين والتواصل معهم بطريقة سلسة".
وتقاعد ديفيز، الذي يبلغ الآن من العمر 72 عامًا، في عام 2019 بعد مسيرة مهنية امتدت لعقود شهدت العديد من التحديات، فقد شغل منصب وزير في حكومة ويلز لعشر سنوات، وكان عضوًا في المجلس التشريعي لويلز (المعروف الآن باسم مجلس الشيوخ) ممثلًا دائرة سوانسي الغربية بين عامي 1999 و2011، وبعد مغادرته المجلس، تولى ديفيز رئاسة مجلس صحة جامعة "أبرتاو برو مورجانوج" لمدة ست سنوات، حيث كان مسؤولًا عن اتخاذ قرارات هامة في مجالات الرعاية الصحية.
وعلى الرغم من تلك المناصب البارزة، يعترف ديفيز بأن حياته العملية كانت محفوفة بالتوتر المستمر، موضحًا: "الضغوط اليومية كانت هائلة. كنت أشعر غالبًا بأنني أنتهي اليوم مرهقًا ومجردًا من الطاقة، نتيجة الجهد الكبير الذي أبذله لفهم السياق الاجتماعي والاندماج فيه".
منذ صغره، كان ديفيز يميل إلى العزلة ويفضل بناء علاقات فردية بدلًا من الانخراط في مجموعات كبيرة. ومع دخوله المرحلة الثانوية، أصبحت محاولاته للتكيف مع محيطه أكثر صعوبة، حيث يقول: "كنت أشعر بعمق أن هناك شيئًا خطأ في داخلي. كان الإحساس بالاختلاف يجعلني أعيش في صراع دائم مع نفسي ومع ما حولي".
ومع ذلك، استطاع ديفيز تحقيق التقدم في مسيرته العملية، مستندًا إلى قدرته على العمل ضمن القواعد والبروتوكولات المعروفة، حتى لو كانت تستهلك منه طاقة ذهنية كبيرة. لكن بنهاية كل يوم، كان يشعر دائمًا بضغط شديد وإرهاق ناتج عن محاولاته المستمرة للاندماج في بيئة لا يشعر تمامًا بالانتماء إليها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم الوزير التوحد بريطانيا التوحد وزير حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
5 علامات تدلّ على الإصابة بالتوحد عند النساء ... هل تعانين منها؟
كشف أستاذ واستشاري الطب النفسي في المملكة المتحدة وكندا، البروفيسور أحمد حنكير، خمس علامات رئيسيّة تشير إلى الإصابة بإضطراب طيف التوحد ASD لدى النساء، حيث تختلف أعراض التوحد بين النساء والرجال، مما يجعل تشخيصه لدى النساء أكثر تعقيداً. علامات التوحد عند النساء
1. السلوك التحفيزي الذاتي (Stimming):
يتضمن هذا السلوك حركات متكررة مثل التأرجح، وقضم الجلد، أو لفّ الشعر، ويُستخدم كآلية تهدئة، لمواجهة المحفزات الحسية أو المشاعر القوية.
توضح الدكتورة كيم سيج، أخصائية علم النفس في كاليفورنيا، أن "الجميع قد يقوم بسلوكيات تحفيزية إلى حد ما، لكن التكرار المفرط قد يكون علامة على التوحد".
2. خلل التنظيم العاطفي والانفجارات (Meltdowns):
تعاني العديد من النساء المصابات بالتوحد من صعوبة في تنظيم المشاعر، مما قد يؤدي إلى نوبات بكاء أو صراخ أو حتى سلوك عدواني. وغالباً ما يُساء تفسير هذه الانفجارات ويتم تشخيصها بأمراض نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو الوسواس القهري.
3. الإخفاء أو التمويه (Masking):
تلجأ كثير من النساء إلى تقليد السلوكيات الاجتماعية، وإخفاء أعراض التوحد للاندماج مع الآخرين، مما يجعل اكتشاف التوحد أكثر صعوبة. وقد يؤدي هذا التمويه إلى استنزاف نفسي شديد.
4. الحساسية الحسية:
تشعر النساء المصابات بالتوحد بعدم الراحة تجاه بعض أنواع الأقمشة أو عند مواجهة روائح قوية مثل رائحة البنزين. وقد يرفضن ارتداء أقمشة معينة، أو يشعرن بالإرهاق في البيئات المزدحمة بالضوضاء. بدوره، وصف الدكتور سوهوم داس، الطبيب النفسي الجنائي، هذه الحالة بأنها "فرط حساسية تجاه المحفزات الحسية مثل الأصوات أو الروائح التي قد لا تزعج الآخرين، أو الأضواء الساطعة".
5. الاهتمامات المكثفة:
تميل النساء المصابات بالتوحد إلى التعلق الشديد باهتمامات معينة تبدو طبيعية في ظاهرها، لكنها تتسم بتركيز عالٍ وشغف مفرط، مثل الولع بالأدب أو الحيوانات أو الشخصيات العامة. ويؤكد البروفيسور حنكير أن الفرق بين الاهتمام الطبيعي والاهتمام المرتبط بالتوحد يكمن في شدته وتحوله إلى حاجة ملحّة