«كبار الصناع».. إبداع من أجل المستقبل
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
احتفت مؤسسة التنمية الأسرية بتخريج الفوج الأول من مشروع «كبار الصناع»، الذي أطلقته هيئة المساهمات المجتمعية «معاً»، بالتعاون مع مؤسسة التنمية الأسرية، ومركز«اصنع» واستهدف فئة كبار المواطنين والمقيمين ممن تبلغ أعمارهم 50 عاماً وأكثر، من المسجلين في «خدمة نادي بركة الدار» بمؤسسة التنمية الأسرية، بحضور جميع المشاركين.
ورافق الحدث معرضاً ل«كبار الصنّاع» اشتمل على إبداعات مجموعة من كبار المواطنين والمقيمين، من أعمال يدوية تراثية بروح عصرية، كصناعة الشموع وأدوات من الخشب والخزف وسواها من المواد التي انتجوها ضمن ورش متخصصة ضمن برنامج متكامل عمل على تقديم ورش عمل متخصصة في الحرف اليدوية مثل: النجارة، الخزف، صناعة الشموع، والمكرمية، بينما سيحصل المشاركون على عضوية سنوية في مركز «اصنع» ويمر البرنامج ب 3 مراحل رئيسة، لتطوير مهاراتهم وتعزيز قدراتهم الحرفية.
إبداعات
قالت خولة عبدالله الكعبي، رئيس قسم الرعاية الاجتماعية لكبار المواطنين في مؤسسة التنمية الأسرية: نحتفل بتخريج الفوج الأول من مشروع «كبار الصناع» الذي جاء من أجل تعزيز مهاراتهم واستثمار طاقاتهم ورفع معنوياتهم، ونحتفي بالمستوى الإبداعي والمتميز لهذه المجموعة بعد فترة من التدريب، نعتز بهذا الإنجاز الكبير الذي أسعد كل فرد من المشاركين، سيسهم ذلك في الاستقرار الأسري ويشجعهم على الاستمرارية وكل ما تعملموه سينقلونه للأجيال القادمة من أبنائهم وأحفادهم. لمسنا من المشاركين عزماً وإصراراً على التعلم واكتساب المهارات، وتخرج الفوج بناء على تدريبهم ضمن عدة ورش منها ورشة النجارة والشموع والمكرمية استفاد منها 41 من كبار المواطنين نساء ورجالاً، وتهدف المبادرة إلى تنشيط هذه الفئة وتحقيق التواصل والمهارات الإضافية، وتعلم حرفة قد تشكل مصدر دخل.
وعبَّر مجموعة من المستفيدين من برنامج «كبار الصناع» عن سعادتهم وفخرهم بانتسابهم لهذه المبادرة التي غيرت حياتهم، وحفزتهم على العطاء، وأكسبتهم مهارات إضافية، وأعادتهم للمجتمع. وقالت منى الغساني: اكتسبنا مهارات جديدة ضمن ورش متخصصة، ليس فقط على صعيد الحرف اليدوية الصناعية، وإنما أيضاً من حيث التكوين والتأطير، تعلمت صناعة الشموع واستعدنا ثقتنا بأنفسنا، وشعرنا كأننا أسرة واحدة، ضمن دعم معنوي وتحفيز على الإبداع.
أما فاطمة محمد التي استفادت من ورشة السيراميك والشموع، فأشارت إلى أن البرنامج الذي دخلته من خلال التسجيل في «خدمة نادي بركة الدار» بمؤسسة التنمية الأسرية ساعدها على استكشاف مواهبها المدفونة، وباتت تتميز بفكر إيجابي. وأضافت: عملنا بشغف وحب، شعرت أنني موجودة ومنتجة وقادرة على العطاء، استعدت ثقتي بنفسي، وامتلكت مهارات عديدة وأصبح بإمكاني إطلاق مشروع خاص بالشموع، وأقضي اليوم معظم وقتي في صناعة الشموع داخل بيتي، ضمن تقدير وإعجاب من أبنائي وأحفادي.
تجربة ملهمة
بدورها، أشادت سعيدة الواحدي المستفيدة من البرنامج ضمن «ورشة النجارة» بالتجربة الملهمة، موضحة أن مؤسسة التنمية الأسرية كان لها دور كبير في تنمية مهاراتها وفي الفرص التي أتاحتها لها للمشاركة في مختلف الفعاليات، مشيرة إلى أنها حظيت بفرصة كبيرة ضمن فريق متميز، واكتسبت عدة مهارات جديدة. وقالت: استفدت كثيراً من ورشة النجارة وأدركت أن هذه الحرفة فن وإبداع، وقدرنا هذه المهنة النبيلة التي مارسها أجدادنا، وهذا البرنامج فتح لنا أبواباً واسعة، ومكّننا في مختلف المجالات، ونحن بدورنا سننقل خبراتنا للأجيال.
ولم تقتصر استفادة المنتسبين للبرنامج من المواطنين والمقيمين على التكوين في مجال الحرف اليدوية والصناعات، وإنما شمل الدعم المعنوي والاحتضان والتأطير. وقالت المقيمة مليكة حروش من «بركة الدار» إنها استفادت من برامج مؤسسة التنمية الأسرية لمدة تجاوزت 8 سنوات، وحضرت والندوات والمحاضرات التي تدعم الصحة النفسية والبدنية، موضحة أن برنامج «كبار الصناع» ساعدها على استكشاف مواهبها وممارسة شغفها بالنسيج، حيث استفادت من «المكرمية»، وأنتجت الكثير من السلال التي اشتملها المعرض، وأبدت سعادة واضحة بتكريمها ضمن المجموعة التي باتت تشعر أنها أسرتها.
مراحل
يمر برنامج «كبار الصناع» بمراحل عدة، بحضورالمشاركين، ويقدم ورش عمل أسبوعية تمتد لمدة 4 أسابيع، يكتسبون خلالها المهارات المعرفة الأساسية المطلوبة ضمن التخصصات الحرفية المختلفة. وتبدأ المرحلة الثانية بعد انتهاء ورش العمل، ينتقل المشاركون إلى مرحلة الدعم الفني التي تستمر لمدة شهرين، حيث يحصل المشاركون خلالها على الدعم الفني اللازم من فريق «اصنع»، بالإضافة إلى المواد الخام المطلوبة لصناعة 4 منتجات إضافية. وتختتم هذه المرحلة بالمشاركة في «معرض كبار الصناع» لعرض المنتجات التي قاموا بصناعتها خلال البرنامج. أما المرحلة الثالثة فتتيح للمشاركين فرصة الاستفادة من العضوية السنوية في مركز «اصنع»، وتشمل هذه العضوية المزايا العامة التي يقدمها المركز، بالإضافة إلى مزايا خاصة تم تصميمها لتلائم احتياجات المشاركين، مما يتيح لهم الاستمرار في تطوير مهاراتهم الحرفية والإبداعية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مؤسسة التنمیة الأسریة کبار المواطنین
إقرأ أيضاً:
التفكير في المستقبل
أي حديث عن المال يكون عرضة لاحتمالين: إما الحديث عن عدم توفره وبالتالي العجز عن تنفيذ المطلوب، أو أنه موجود لكنه يُصرف في غير موضعه، وفي الحالتين، تكون النتيجة واحدة!
في الاتحاد العماني لكرة القدم، ومنذ أن تسلّم سالم بن سعيد الوهيبي رئاسة مجلس الإدارة قبل 9 سنوات، كان الهمّ الأكبر هو إلغاء المديونية المتراكمة على الاتحاد. وقد نجح مجلس الإدارة، بجدارة، في إنهاء هذا الملف، رغم كل التحديات التي واجهها خلال السنوات التسع الماضية، إلا أن لهذا الإنجاز تأثيرًا كبيرًا على المنتخبات الوطنية، لا سيما منتخبات المراحل السنية، كما أدى إلى إلغاء منتخبي كرة الصالات وكرة القدم النسائية.
بالإضافة إلى ذلك، عانى الاتحاد من نقص في الكادر الوظيفي، بعد تقاعد عدد كبير من الموظفين دون توفير بدائل لهم، مما أثر أيضًا على المسابقات المحلية، حتى أصبح الاتحاد عاجزًا عن تقديم جوائز مالية لبعض البطولات، وأبرزها دوري تحت 15 سنة، الذي سينطلق الشهر المقبل.
الجمعية العمومية للاتحاد، التي ستنعقد بعد غدٍ السبت، عليها أن تفكر في المستقبل بجدية، فنحن نعيش في عالم متسارع الخطى، حيث تتقدم كرة القدم عالميًا، بينما نحن ما زلنا نكتفي بالتفرج! فلا ثورة المعلوماتية أفادتنا، ولا النجاحات اللافتة في بعض الدول الصغيرة أيقظتنا من هذا السبات العميق.
إن كرة القدم اليوم أصبحت صناعة، وأنديتنا تحولت إلى شركات تجارية، بعد أن مُنحت سجلات تجارية، لكن إدارات الأندية تدرك أن المرحلة القادمة ستكون صعبة إن لم تتوفر الإمكانيات الكافية للقيام بدورها. فكل شيء أصبح له ثمن، وهذا الثمن يتطلب ضخّ أموال، ليس فقط للصرف، وإنما للاستثمار وتحقيق عائدات، بدلاً من إنفاقها دون تخطيط أو رقابة.
ينطبق هذا الأمر أيضًا على الاتحاد العماني لكرة القدم، الذي يستعد لتشكيل مجلس إدارة جديد يحمل على عاتقه مسؤولية تطوير اللعبة خلال السنوات الأربع المقبلة. نحن بحاجة إلى قيادة قوية، تتحمل هذه الأمانة الثقيلة، وتستحق أن نقف معها وندعمها لتحقيق تطلعاتنا وطموحاتنا التي ليس لها حدود.
نملك جيلًا شابًا موهوبًا، لكنه بحاجة إلى من يقف بجانبه، ويدعمه، ويمنحه الثقة، ويوفر له التدريب والتأهيل العلمي المناسب. وهذا لن يتحقق بالإمكانيات الحالية، ما لم يكن هناك توجه حقيقي لدعم المجلس القادم؛ لأن الموازنة التقديرية لعام 2025، البالغة خمسة ملايين ريال، لا يمكن أن تكفي لإحداث نقلة نوعية في كرة القدم العمانية.
أتمنى أن أرى مبادرات حقيقية من أعضاء الجمعية العمومية، ليكونوا شركاء في النجاح، عبر تقديم أفكار ومقترحات تسهم في تطوير الاتحاد، وإيجاد منافذ تسويقية لأنشطته وبرامجه، بما يرتقي بالمنظومة الكروية إلى أفضل المستويات.