إقليم أرض الصومال يستعد لانتخابات رئاسية وسط توترات إقليمية
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
يتوجه، الأربعاء، أكثر من مليون ناخب من إقليم أرض الصومال (صوماليلاند) الانفصالي، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيسهم للفترة الرئاسية المقبلة، التي تمتد لخمس سنوات.
وهذه رابع انتخابات رئاسية منذ إعلان الإقليم "استقلاله" عن الصومال عام 1991، حيث يسعى 3 مرشحين، بينهم الرئيس الحالي موسى بيحي عبدي، إلى الفوز بكرسي الرئاسة "لتعزيز الاستقرار والنمو الاقتصادي والسعي لنيل الاعتراف الدولي الذي يطمح له أرض الصومال" منذ 33 عامًا، على حد قوله.
ويواجه عبدي، الذي ينتمي لحزب "السلام والوحدة والتنمية"، منافسين رئيسيين هما عبد الرحمن عبد الله المعروف بـ"إرو" من حزب واداني، وفيصل ورابي من حزب العدالة والتنمية "عُصُد".
بعد زيارة السيسي.. الصومال يرحب بنشر قوات مصرية على أراضيه قال الصومال إن مصر عرضت نشر قوات حفظ سلام في الدولة الواقعة بمنطقة القرن الأفريقي، وذلك في إطار شراكة أمنية تأتي مع انتهاء تفويض قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي المنتشرة هناك منذ فترة طويلة.وخلال مقابلة مع إذاعة "صوت أميركا" باللغة الصومالية، وعد كل من المرشحين الثلاثة بـ"تعزيز الديمقراطية، وتحفيز النمو الاقتصادي، ومواصلة مساعي الاعتراف الدولي" بإقليم صومالي لاند.
وفي هذا السياق، تعهّد الرئيس الحالي عبدي (76 عامًا)، الذي تولى المنصب عام 2017، بالتقدم في تنفيذ اتفاق بحري مع إثيوبيا كان قد أُبرم في وقت سابق من العام الجاري، وأثار ردود فعل غاضبة في الصومال.
وقال عبدي: "نحن أحرار في بلادنا ومستعدون لتنفيذ مذكرة التفاهم. نحن بانتظار الجانب الإثيوبي ليتمكن الطرفان من المضي قدمًا في الاتفاق. تحتاج إثيوبيا إلى منفذ بحري، ونحن بحاجة إلى الاعتراف الدولي، وهذا ما تهدف إليه هذه المذكرة".
من جانبه، وعد المرشح "إرو"، الذي شغل أيضًا منصب رئيس مجلس النواب لأكثر من 11 عامًا، باستئناف المحادثات مع الصومال.
وأضاف: "لم يكن خيارنا التفاوض مع الصومال، فهدفنا كان دائمًا الحصول على الاعتراف، لكن المجتمع الدولي دفعنا إلى تلك المحادثات، وإذا تم انتخابي، سأستأنف المفاوضات إذا كان ذلك في مصلحة بلادنا، وسنراجع المحادثات السابقة التي لم تنجح".
"لماذا الآن"؟.. دول أفريقية ترفض نشر مصر قوات في الصومال لاتزال تداعيات الخطوة المصرية بإرسال أسلحة إلى الصومال مستمرة، إذ نشرت تقارير إخبارية، هذا الأسبوع، أنباء عن رفض بعض الدول الأفريقية لأي تواجد مصري في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي وتساءلت عن الهدف المصري الآن.أما المرشح ورابي، فقد وعد بتشكيل حكومة وحدة وطنية إذا تم انتخابه، مؤكدًا أنه سيسعى لتحقيق الاعتراف الدولي لأرض الصومال.
وأضاف: "عودة بيحي، الذي قضى 7 سنوات في الحكم وحزبه الذي يقود البلاد منذ عام 2010، ليست خيارًا للناخبين. وإذا جرى انتخابي، سأقود البلاد نحو الاعتراف الدولي وطريق أكثر ازدهارًا".
وتأتي الانتخابات في ظل تصاعد التوترات بين الصومال وإثيوبيا بسبب مذكرة التفاهم المثيرة للجدل التي تم توقيعها بين الإقليم الانفصالي وإثيوبيا.
وتتيح الاتفاقية لإثيوبيا الحصول على حق الوصول إلى 20 كيلومترًا من الساحل البحري للبحر الأحمر، مقابل احتمالية الاعتراف بتلك المنطقة كدولة مستقلة.
وأثارت مذكرة التفاهم، التي وُقعت في الأول من يناير في أديس أبابا بين عبدي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، غضب مقديشو، التي تعتبر أرض الصومال جزءًا من أراضيها.
واعتبرت الحكومة الصومالية هذا الاتفاق "تعديًا على سيادتها وسلامة أراضيها".
وأدى ذلك إلى تصاعد الخلاف بين البلدين، حيث قامت الصومال في أبريل بطرد السفير الإثيوبي لدى مقديشو، مختار محمد ورى، وأغلقت قنصليتي إثيوبيا في أرض الصومال ومنطقة بونتلاند.
وفي يوليو وأغسطس 2024، فشلت جولتان من المحادثات بين الصومال وإثيوبيا بوساطة تركية في حل النزاع، إذ طالبت الصومال بانسحاب إثيوبيا من الاتفاق، فيما أصرت الأخيرة على أن الاتفاق لا ينتهك سيادة الصومال.
وصرح وزير الدفاع الصومالي، عبد القادر محمد نور، السبت، بأن إثيوبيا لن تشارك في مهمة جديدة للاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال اعتبارًا من يناير.
وقال: "إثيوبيا هي الحكومة الوحيدة التي نعرف حتى الآن أنها لن تشارك في المهمة الجديدة للاتحاد الأفريقي لأنها انتهكت سيادتنا ووحدتنا الوطنية".
وكان من المقرر أن تُجرى انتخابات الرئاسة في الإقليم الانفصالي في 2022، لكنها تأجلت إلى 2023 ثم تم تأجيلها مجددًا إلى نوفمبر 2024 بعد تمديد مثير للجدل لولاية الرئيس عبدي من قبل المجلس الأعلى للبرلمان.
وذكرت اللجنة الوطنية للانتخابات أن التأجيلات كانت بسبب "قيود زمنية وتقنية ومالية"، وهي تبريرات قوبلت بانتقادات شديدة من الأحزاب المعارضة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الاعتراف الدولی أرض الصومال
إقرأ أيضاً:
إثيوبيا.. تأسيس حركة جديدة في تيجراي لتحدي "جبهة التحرير"
تأسست مجموعة باسم "تينتاغ واليدو تيجراي" في منطقة تيجراي الواقعة في شمال إثيوبيا.
وتدعي المجموعة الجديدة أنها حركة سياسية لتحدي "الهيمنة" التي فرضتها جبهة تحرير شعب تيجراي (TPLF) في تيجراي، بحسب ما أورده موقع أديس نيوز الإثيوبي.
وكانت جبهة تحرير شعب تيجراي تهيمن على السياسة في تيجراي منذ حوالي 3 عقود لكنها تواجه أسوأ الانقسامات الداخلية.
تعني "تينتاغ واليدو تيجراي" جيل النار في تيجراي، لم تعقد المجموعة أي مؤتمر صحفي عام ولم تتقدم بطلب للتسجيل كحزب سياسي، وتفاصيل حاملي مناصبها غير معروفة أنشطتها سرية. يقول قادتها، بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إنهم أطلقوا حملة عبر تيجراي لتنظيم المجموعة وتنتقد المجموعة بشدة جبهة تحرير شعب تيجراي (TPLF)، وتدعو إلى التغيير السياسي في تيجراي.
وانقسم حزب تيجراي الحاكم جبهة تحرير شعب تيجراي إلى قسمين، ويتزعم الرئيس المؤقت لتيجراي جيتاشو رضا مجموعة واحدة ومعظم أنصاره من الشباب ويقود رئيس جبهة تحرير شعب تيجراي ديبريتسيون جبريمايكل الفصيل الرئيسي الآخر.
تأمل تينتاج الاستفادة من الانقسامات داخل جبهة تحرير شعب تيجراي لترسيخ نفسها كلاعب في السياسة الإقليمية لتيجراي. وبحسب ما ورد فإن الشباب الساخطين في تيجراي، بما في ذلك أعضاء سابقون في قوة دفاع تيجراي، هم جزء من هذه الحركة الجديدة.
ووفقًا لبعض قادة تينتاج واليدو في تيجراي، فإنهم سيتبنون جميع الوسائل بما في ذلك استخدام القوة لإحداث تغيير سياسي في تيجراي.