لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه؟.. 10 أسرار ينبغي معرفتها
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
لعل ما يطرح السؤال عن لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه ؟، هو كثرة هذا الأمر الذي من شأنه أن يزعزع إيمان البعض في قلوبهم ، حيث إنهم يرون أن العاصي كسب الدنيا ، بل إن ما يطرح سؤال لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه ؟ حاجة الجميع إلى سعة الرزق والغنى، ومن ثم ينبغي الوقوف على حقيقة لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه ؟.
قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه لا يمكننا أن نربط بين معصية الله ورزق العاصي، أو بين طاعة الله وضيق الرزق.
وأوضح " فخر " في إجابته عن سؤال: لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه ، فنحن نرى أناس ترتكب معاصي ومع ذلك أرزاقهم واسعة؟، أن هذه قضية تتعلق بنظرتنا القاصرة إلى الأمور الدنيوية.
ونبه إلى أنه لا يمكننا أن نربط بين معصية الله ورزق العاصي، أو بين طاعة الله وضيق الرزق، لأن هذه أمور ترتبط بحكمة الله سبحانه وتعالى التي لا نعلمها بالكامل، فالله سبحانه وتعالى قد يبتلي العبد بالتقليل من الرزق ليختبر صبره وشكره.
وتابع: بينما قد يفتح أبواب الرزق والنعيم أمام العاصي ليُمهله حتى لا يغتر بما لديه، ويظل في غفلته، منوهًا بأن ما نراه في الدنيا ليس مقياسًا نهائيًا لرضا الله عن العبد، فنحن لا نعلم ماذا كتب الله للعباد في الآخرة.
وأضاف أنه قد يُكرم الله العبد بمال واسع في الدنيا وهو عاصٍ، لكنه قد يعاقب في الآخرة جزاءً لتركه لشكر الله واستمراره في معصيته.. بينما العبد الطائع قد يُبتلى بشدة أو ضيق في الرزق، لكن ذلك قد يكون من رحمة الله به لاختبار صبره وإيمانه.
واستشهد بقول الله تعالى: ( أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الخيرات بَل لاَّ يَشْعُرُونَ) الآية 55 من سورة المؤمنون، منوهًا بأن هذه الآية لتوضيح أن ما نراه في الدنيا من توسع في الرزق أو متاع لا يعني بالضرورة أن الشخص قريب من الله أو راضٍ عنه.
وأشار إلى أن الظن الدنيوي بأن المال هو من يُعد مقياسًا لنجاح الإنسان عند الله، لكن الخيرات الحقيقية هي ما يحصل عليه الإنسان في الآخرة، منبهًا إلى أن العيش الصحيح هو الحياة في الآخرة، أما الدنيا فزائلة، وما نبتغيه هو السعادة الحقيقية عند الله في دار الآخرة، لذلك يجب أن نتحلى بالبصيرة والبعد عن النظرة الضيقة لما يحدث في الدنيا.
لماذا الكافر يُمد له في الخير والتوفيقينبغي العلم بأن الله سبحانه وتعالى حكيم، وقد أخبرنا عن نفسه بهذا الاسم وما يتضمّنه من هذه الصفة في آياتٍ كثيرة في كتابه العزيز، والحكمة هي فعل ما ينبغي، وضع الأشياء في مواضعها، وهو سبحانه وتعالى أعلم بما يُقدّرُه من الأقدار.
وقد أخبرنا سبحانه في كتابه الكريم عن جانب حكمته تعالى في بسطه الأرزاق للكفّار وللمجرمين، وأنه إنما يفعل ذلك بهم ليزيدوا في آثامهم، فيستحقُّوا العقاب ولا تكون لهم حُجّة وعُذر عند الله تعالى.
وقال تعالى : {ووَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } الآية 178 من سورة آل عمران، فالله تعالى يبسط لهم الأرزاق ولكنّه بذلك يستدرجهم ويُمهلهم، ثم إذا جاء وقت العقاب عاقبهم بجميع ما قدّموا.
ولفت إلى أنه لم يكن لأحدهم عُذر أو حُجّة يحتجّ بها، وقد قال تعالى: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)} من سورة الطارق، ولكن ليس صحيحًا أن الله تعالى يمدُّهم بالتوفيق إن كنت تقصدين بذلك التوفيق إلى الطاعات والخير، أمَّا بالنسبة لقضاء حاجاتهم في الدنيا فذلك من جملة الأرزاق .
وورد أنه بالنسبة لأهل الإيمان والطاعة فإن الله سبحانه وتعالى يُعطي مَن يشاء منهم من هذه الدنيا، ويبسط له في الرزق، ويبتلي مَن يشاء منهم بالتضييق عليه في رزقه لحكمٍ جليلةٍ، فليس صحيحًا أن مَن آمن حُرم، والواقع العملي الذي نراه في حياتنا خير شاهد على ذلك.
وجاء أن كثير من المؤمنين قد بسط الله تعالى لهم الأرزاق، ولكنّ القضية كلّها أن الله تعالى لم يجعل هذه الدنيا ولا أرزاقها هي الثواب على الأعمال الصالحة، إنما الثواب على الأعمال الصالحة مُدّخرٌ في الدّار الآخرة، فقد يعمل الإنسان العمل الصالح ومع ذلك لا يبسط الله تعالى له رزقًا، لأن هذا الرزق ليس هو الجزاء على عمله الصالح، فالأرزاق يُقسِّمُها الله تعالى بحكمة وعلمٍ، فيبسُطُها لمن يشاء ويُضيِّقُ بابها على مَن يشاء، وله في ذلك الحكمة البالغة.
وورد أن هذا الذي ضيّق الله تعالى عليه رزقه فإنه إذا كان من أهل الإيمان والعمل الصالح قد وَعَدَه الله تعالى بأن يُعوّضه خيرًا ممَّا فاته في هذه الدنيا، فالفقراء يدخلون الجنّة قبل الأغنياء يوم القيامة بخمسمائة عام، ولك أن تتصوري النعيم الذي يتنعّم به هذا الفقير المؤمن قبل أن يدخل الغني من المؤمنين إلى الجنة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الله سبحانه وتعالى الله تعالى فی الآخرة فی الدنیا إلى أن ن یشاء
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة يبارك الشعب اليمني والشعب الفلسطيني بعيد الفطر
فيما يلي نص التهنئة:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
قال اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة:185]
صدق الله العلي العظيم.
الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحـان الله بكرةً وأصيلاً.
بمناسبة حـلول عيد الفطر السَّعيد، أعاده الله على أمَّتنا الإسلامية بالخير والنصر والبركات، أتوجَّـه بأطيب التهاني والتبريكات إلى شعبنا اليمني المسلم العزيز، ومجـاهديه الأعزاء المرابطين في الجبهات، وكافة منتسبي القوات المسلَّحـة والأمن، ومختلف المؤسسات الرسمية، وأسر الشهداء والجرحى والأسرى، وإلى أمتنا الإسلامية عموماً، والشعب الفلسطيني ومجـاهديه الأعزاء خصوصاً، ولاسيَّما أهل غزة، الذين نالوا مع فضيلة صيام شهر رمضان، شرف الجهاد، وفضيلة الثبات في وجـه الطغيان الإسرائيلي، والحصار، والإبادة الجماعية، فطوبى لهم على صبرهم وثباتهم.
إنَّ هذه المناسبة المباركة هي احتفاءٌ وتبجيلٌ لنعمة الله بشهر رمضان، بما فيه من البركات، وبما له من عطاء تربوي يسمو بالإنسان، فهو مدرسة ربَّانية للتَّزود بالتقوى، وهو ربيع القرآن الكريم، الذي ينير لنا درب الهداية والبصيرة، فيجمع لنا بين تزكية النفوس، والرشد الفكري والثقافي، والبصيرة، والوعي، والمعرفة بتعليمات الله المباركة، القيِّمة، الحـكيمة، التي يترتب على اتِّباعها خير الدنيا والآخرة، كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:183]، وكما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[البقرة:185]، وكما قال تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة:185].
إنَّ مناسبة العيد هي مناسبة للشكر لله، والتكبير له، على نعمته بالهدى، والتوفيق لإحياء الشهر الكريم بصيامه وقيامه، وما جعل الله فيه من مضاعفة الأجر، ونزول البركات، وأتاح فيه من الفرص التي تساعد الإنسان على الارتقاء الإيماني، وما فتح الله فيه من أبواب الخير، والاستجـابة للدعاء، فهي مناسبةٌ للفرح والاستبشار بنعمة الله وفضله؛ ولذلك فينبغي أن يكون إحياؤها سليماً من كل أشكال المعاصي، وأن تكون مناسبة لذكر الله، وفعل الخير، وصلة الأرحـام، وتعزيز أواصر الإخـاء والمحبة بين مجتمعنا المسلم، مع العناية بإخراج زكاة الفطرة، التي هي من الواجبات الإسلامية، ومن مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام، كما ينبغي للمسلمين جميعاً أن يتذكَّروا في هذه المناسبة ما يعانيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من: تجويع، وإبادة جماعية، وما يعانيه في الضفة من: تدمير وتهجير، وما يتعرَّض له المسجد الأقصى، مسرى النبي "صلى الله عليه وعلى آله" من: اقتحـامات واستباحـة من قِبَل الصهاينة اليهود المجرمين، وما تتعرض له القضية الفلسطينية عموماً من مؤامرات أمريكية إسرائيلية لتصفيتها، وأن يتذكَّروا مسؤوليتهم الإيمانية والدينية تجـاه ذلك.
فإننا نؤكِّد في هذه المناسبة: ثبات شعبنا على موقفه المبدئي الإيماني، في الإسناد الكامل والمناصرة للشعب الفلسطيني، والتصدي للعدوان الأمريكي الإجرامي على بلدنا، ونؤكِّد على أنَّ العدوان الأمريكي لن يؤثر على القدرات العسكرية، والعمليات الجهادية البطولية للإسناد لغزة، كما أنَّه لن يؤثر على قرار وموقف شعبنا، يمن الإيمان والجهاد، يمن الأنصار، الذي يستند إلى الهوية الإيمانية، والبصيرة القرآنية، ويعتمد على الله تعالى.
{وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا}
وَالسَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
عبدالـملك بدرالدين الحوثي
29 / رمضان / 1446هـ