انطلقت أمس أعمال ملتقى أبوظبي الاستراتيجي بنسخته الـ11 تحت شعار “وهم الاستقرار: عالم في اضطراب”، الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات ويختتم غداً ويتمحور حول الاتجاهات والتحولات التي تعزز حالة الاضطراب وغياب الاستقرار في العالم ومنطقة الشرق الأوسط.

أفتتح المؤتمر بجلسة خاصة تم تخصيصها لدولة الإمارات سلطت الضوء على خريطة الطريق المستقبلية للدولة في مجالات الاستدامة، والتنوع الاقتصادي، والتقدم التقني إضافة إلى الابتكار بوصفها عوامل رئيسية لدفعها نحو آفاق العالمية.

وأكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة في الكلمة الرئيسية للملتقى الحاجة الملحّة لتضمين الاعتبارات الإنسانية في عملية صنع القرار الاستراتيجي مشددًا على أن حياة وكرامة الشعوب خاصة الفئات الأكثر ضعفًا، يجب أن تكون في طليعة الاهتمامات السياسية.

وأشار معاليه إلى رؤية الإمارات تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “ حفظه الله ” القائمة على تعزيز الحلول السياسية والحوار والتهدئة في الشرق الأوسط .

وتطرق إلى الأزمات الإنسانية الحادة في غزة ولبنان والسودان مشددا على التزام الإمارات بتقديم الدعم الإنساني والدعوة إلى السلام والاستقرار في هذه المناطق.

ودعا قرقاش إلى استجابة عربية جماعية لمعالجة الأزمات الإقليمية مجددا التزام الإمارات بدعم القضية الفلسطينية والدعوة إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وحدد ثلاث أولويات فيما يخص لبنان تتضمن توزيع المساعدات الإنسانية وانتخاب رئيس ودعم مؤسسات الدولة، خاصة الجيش اللبناني لتعزيز السيادة الوطنية.
وفيما يخص السودان أكد ضرورة وقف إطلاق النار، والبدء في عملية سياسية تؤدي إلى حكومة مدنية، مع تقديم الدعم الإنساني وحماية سيادة السودان.

وفيما يخص الأوضاع في الشرق الأوسط نوه معاليه إلى أهمية العمل المشترك واتباع نهج شامل لتحقيق الاستقرار في المنطقة وقال إنه في هذه اللحظة الحاسمة بمنطقة الشرق الأوسط هناك ثمة حاجة ماسة للتعاطف والحوار والعمل المشترك.
وأكد مواصلة دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ”التزامها بالدعم الإنساني والحلول السياسية وبناء جسور التعاون وجهود خفض التصعيد والدعوة إلى التعاون لتعزيز مستقبل أكثر استقراراً وحذر من مخاطر المزيد من الاستقطاب والصراع.

وسلط معاليه الضوء على دور الولايات المتحدة الحيوي خصوصاً في ظل الأزمات الحالية غير أنه أكد الحاجة إلى التغيير في الاستراتيجية وقال إنه “ يجب أن تدمج القيادة الأميركية الاعتبارات الإنسانية مع المصالح الاستراتيجية بدلاً من اتباع سياسات ردود الفعل المجزأة”.

وفي ضوء استعدادات الإدارة الأميركية الجديدة لتولي مهامها نوه معاليه إلى أن دولة الإمارات تؤكد أهمية اتباع نهج شامل لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة مشيرا إلى تهنئة صاحب السمو رئيس الدولة .. الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مؤكداً التزام الإمارات بالشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.

وبشأن الاستثمار في المستقبل ودور الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والشراكات العالمية أكد معاليه سعى الإمارات إلى أن تصبح مركزًا عالميًا للابتكار من خلال التقدم في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والطاقة المستدامة ونوه بالشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والفضاء والعمل المناخي.
وقال إن الإمارات تشارك بفاعلية في منصات دولية مثل مجموعة العشرين وبريكس لدعم السلام والتنمية المستدامة والتعاون الاقتصادي.

ودعا قرقاش في ختام كلمته إلى نهج متعدد الأبعاد يوازن بين الواقع السياسي والاعتبارات الإنسانية، مشددًا على أهمية الحوكمة الجيدة والتنمية الاقتصادية وخلق الفرص للشباب وأكد أن السياسة يجب أن تهدف إلى تحسين حياة الناس العاديين مع التركيز على التعاون والتنمية المستدامة لتحقيق مستقبل مستقر ومزدهر للمنطقة.

من جانبها، أكدت الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات أن ملتقى أبوظبي الاستراتيجي في نسخته الحادية عشرة ينعقد في وقت تشهد فيه الساحتان الدولية والإقليمية تحولات وتطورات كبيرة، مشيرة إلى فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية والسياسة الخارجية الأمريكية المتبعة خاصةً في ظل التنافس القوي عالميا.

وقالت إن المؤتمر في يومه الأول تناول عدداً من القضايا الجيوسياسية المهمة، بما في ذلك التنافس بين القوى العظمى، ودور اللاعبين الرئيسيين في آسيا، فضلاً عن صعود ما يسمى “القوة المتوسطة” في المنطقة وروسيا والأزمة الأوكرانية.

وأضافت أن المؤتمر يتناول أيضا قضايا حيوية مثل خطوط المواصلات والممرات اللوجستية التي تزداد أهمية في ظل التنافس الدولي على المعادن النادرة والأبعاد الأمنية البحرية في البحر الأحمر والتحديات التي تطرحها التهديدات الحوثية على الممرات المائية.

وأكدت أن الملتقى يناقش كذلك تأثيرات الحروب في غزة ولبنان على استقرار المنطقة إضافة إلى بحث مستقبل الدولة الفلسطينية في هذا السياق ويسلط الضوء على دور دولة الإمارات في هذا العالم المليء بالأزمات والصراعات مشيرة إلى أن الإمارات مركز للفرص والنمو خاصة في عدة مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، ونقل المعرفة في ضوء تطور اقتصادها القوي تحت قيادة رشيدة واثقة ورؤية طموحة.

ونوهت الكتبي إلى أن المؤتمر يضم نخبة من المتحدثين والخبراء من مختلف أنحاء العالم بما في ذلك العالم العربي، وآسيا، وأوروبا وأفريقيا.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

أبوظبي.. تنظيم الخلوة الاستراتيجية للقطاع الاجتماعي 2025

انسجاماً مع التزام دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي بتنمية مجتمع شامل ومتماسك، وتزامناً مع عام المجتمع في الإمارات، نظّمت الدائرة الخلوة الاستراتيجية للقطاع الاجتماعي 2025، بحضور الدكتور مغير الخييلي، رئيس الدائرة، وقيادات القطاع الاجتماعي في الإمارة.

وتهدف الخلوة الاستراتيجية للقطاع الاجتماعي 2025 إلى استعراض مستجدات القطاع الاجتماعي من مشاريع ومبادرات وبرامج، إضافةً إلى الاطلاع على منجزات الجهات الاجتماعية، ورسم ملامح المرحلة المقبلة، وتعزيز التكامل في تقديم الخدمات الاجتماعية.

حلول مستدامة

واستضاف مركز "نبض الفلاح" المجتمعي في منطقة الفلاح، فعاليات الخلوة الاجتماعية من ورش وأنشطة بمشاركة أفراد من مجتمع إمارة أبوظبي من مختلف الجنسيات والأعمار، ما أضفى عمقاً أكبر على الحوار، وعزَّز نهج الدائرة القائم على الشراكة المجتمعية، ومكّن من التعرف على تطلعات السكان لضمان تطوير سياسات وخدمات تعكس احتياجاتهم الفعلية.
وتضمنت الخلوة جلسات حوارية معمّقة سلطت الضوء على مجموعة من قصص النجاح لأفراد المجتمع، ممن استفادوا من الخدمات الاجتماعية بمجالات تكوين الأسرة وأصحاب الهمم والطفولة المبكرة، واستعرض المشاركون أبرز التحديات الاجتماعية والموضوعات ذات الأولوية، وكيفية إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة تحسِّن جودة حياة أفراد المجتمع.
ونُظِّمَت في الخلوة ورش عصف ذهني تفاعلية عن الأولويات الاجتماعية لعام 2025، وسبل العمل على إطلاق مبادرات وبرامج تعكس هذه الأولويات وتلبي الحاجات المجتمعية الفعلية التي تنسجم مع أهداف عام المجتمع في الإمارات.
واستعرض المشاركون الفرص المتاحة لدعم جودة الحياة وتعزيز التماسك الاجتماعي، من خلال مبادرات تواكب التوجهات المستقبلية، وتسهم في تحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة.

توحيد الجهود

وأكد الدكتور مغير الخييلي، أنَّ "الخلوة تمثل محطة حيوية لتوحيد الجهود بين مختلف الجهات في القطاع الاجتماعي، والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق تطلعات القيادة في بناء مجتمع متماسك ومزدهر، يرتكز على مبادئ العطاء والتلاحم الإنساني".
وقال: "تولي القيادة الحكيمة الإنسان أولوية قصوى، حيث تضع رفاهيته في صميم سياساتها التنموية، إيماناً منها بأن بناء مجتمع متقدم يبدأ بتمكين أفراده وتعزيز جودة حياتهم، ومن هذا المنطلق، تأتي الخلوة في نسختها للعام 2025 تزامناً مع عام المجتمع، إذ تم إشراك أفراد المجتمع في مناقشاتنا، وتعرفنا على آرائهم بشأن الخدمات الاجتماعية، وتجاربهم في عدد من الخدمات، ما يعكس التزامنا بالعمل وفق نهج تشاركي يضع الإنسان في قلب عملية التنمية، ويعزز مسؤوليتنا تجاه تحقيق رفاه الجميع".
وشهدت الخلوة تبادل الأفكار والخبرات حول السياسات والبرامج المستقبلية بمشاركة واسعة من الجهات المعنية، إضافةً إلى استعراض نماذج عمل مبتكرة تسهم في تحسين الخدمات المقدمة للأفراد والأسر في الإمارة.

مقالات مشابهة

  • أبوظبي.. تنظيم الخلوة الاستراتيجية للقطاع الاجتماعي 2025
  • بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي.. رئيس الدولة يُصدر قانوناً بشأن إعادة تنظيم الإدارة العامة للجمارك – أبوظبي
  • «نيويورك أبوظبي» تستضيف مؤتمراً للشركات الناشئة بقيادة طلاب الشرق الأوسط
  • برئاسة محمد بن راشد.. مجلس الوزراء يعتمد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031 والسياسة الوطنية لمكافحة المخاطر الصحية في الدولة
  • مجلس الوزراء يعتمد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031
  • رئيس الدولة يستقبل عدداً من المعلمين والإداريين والطلاب المتميزين بمناسبة شهر رمضان
  • رئيس الدولة يستقبل عددا من المعلمين والإداريين والطلاب المتميزين بمناسبة شهر رمضان المبارك
  • محمد بن زايد: الإمارات حريصة على استثمار التطور في التكنولوجيا للنهوض بالتعليم
  • أبوظبي للغة العربية ينظم ملتقى الناشرين الإماراتيين
  • عبدالله بن زايد: «برزة أبوظبي» تُجسد قيم ومبادئ «عام المجتمع»