انطلاق أعمال ملتقى أبوظبي الاستراتيجي بنسخته الـ11
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
انطلقت أمس أعمال ملتقى أبوظبي الاستراتيجي بنسخته الـ11 تحت شعار “وهم الاستقرار: عالم في اضطراب”، الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات ويختتم غداً ويتمحور حول الاتجاهات والتحولات التي تعزز حالة الاضطراب وغياب الاستقرار في العالم ومنطقة الشرق الأوسط.
أفتتح المؤتمر بجلسة خاصة تم تخصيصها لدولة الإمارات سلطت الضوء على خريطة الطريق المستقبلية للدولة في مجالات الاستدامة، والتنوع الاقتصادي، والتقدم التقني إضافة إلى الابتكار بوصفها عوامل رئيسية لدفعها نحو آفاق العالمية.
وأكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة في الكلمة الرئيسية للملتقى الحاجة الملحّة لتضمين الاعتبارات الإنسانية في عملية صنع القرار الاستراتيجي مشددًا على أن حياة وكرامة الشعوب خاصة الفئات الأكثر ضعفًا، يجب أن تكون في طليعة الاهتمامات السياسية.
وأشار معاليه إلى رؤية الإمارات تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “ حفظه الله ” القائمة على تعزيز الحلول السياسية والحوار والتهدئة في الشرق الأوسط .
وتطرق إلى الأزمات الإنسانية الحادة في غزة ولبنان والسودان مشددا على التزام الإمارات بتقديم الدعم الإنساني والدعوة إلى السلام والاستقرار في هذه المناطق.
ودعا قرقاش إلى استجابة عربية جماعية لمعالجة الأزمات الإقليمية مجددا التزام الإمارات بدعم القضية الفلسطينية والدعوة إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وحدد ثلاث أولويات فيما يخص لبنان تتضمن توزيع المساعدات الإنسانية وانتخاب رئيس ودعم مؤسسات الدولة، خاصة الجيش اللبناني لتعزيز السيادة الوطنية.
وفيما يخص السودان أكد ضرورة وقف إطلاق النار، والبدء في عملية سياسية تؤدي إلى حكومة مدنية، مع تقديم الدعم الإنساني وحماية سيادة السودان.
وفيما يخص الأوضاع في الشرق الأوسط نوه معاليه إلى أهمية العمل المشترك واتباع نهج شامل لتحقيق الاستقرار في المنطقة وقال إنه في هذه اللحظة الحاسمة بمنطقة الشرق الأوسط هناك ثمة حاجة ماسة للتعاطف والحوار والعمل المشترك.
وأكد مواصلة دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ”التزامها بالدعم الإنساني والحلول السياسية وبناء جسور التعاون وجهود خفض التصعيد والدعوة إلى التعاون لتعزيز مستقبل أكثر استقراراً وحذر من مخاطر المزيد من الاستقطاب والصراع.
وسلط معاليه الضوء على دور الولايات المتحدة الحيوي خصوصاً في ظل الأزمات الحالية غير أنه أكد الحاجة إلى التغيير في الاستراتيجية وقال إنه “ يجب أن تدمج القيادة الأميركية الاعتبارات الإنسانية مع المصالح الاستراتيجية بدلاً من اتباع سياسات ردود الفعل المجزأة”.
وفي ضوء استعدادات الإدارة الأميركية الجديدة لتولي مهامها نوه معاليه إلى أن دولة الإمارات تؤكد أهمية اتباع نهج شامل لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة مشيرا إلى تهنئة صاحب السمو رئيس الدولة .. الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مؤكداً التزام الإمارات بالشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
وبشأن الاستثمار في المستقبل ودور الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والشراكات العالمية أكد معاليه سعى الإمارات إلى أن تصبح مركزًا عالميًا للابتكار من خلال التقدم في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والطاقة المستدامة ونوه بالشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والفضاء والعمل المناخي.
وقال إن الإمارات تشارك بفاعلية في منصات دولية مثل مجموعة العشرين وبريكس لدعم السلام والتنمية المستدامة والتعاون الاقتصادي.
ودعا قرقاش في ختام كلمته إلى نهج متعدد الأبعاد يوازن بين الواقع السياسي والاعتبارات الإنسانية، مشددًا على أهمية الحوكمة الجيدة والتنمية الاقتصادية وخلق الفرص للشباب وأكد أن السياسة يجب أن تهدف إلى تحسين حياة الناس العاديين مع التركيز على التعاون والتنمية المستدامة لتحقيق مستقبل مستقر ومزدهر للمنطقة.
من جانبها، أكدت الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات أن ملتقى أبوظبي الاستراتيجي في نسخته الحادية عشرة ينعقد في وقت تشهد فيه الساحتان الدولية والإقليمية تحولات وتطورات كبيرة، مشيرة إلى فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية والسياسة الخارجية الأمريكية المتبعة خاصةً في ظل التنافس القوي عالميا.
وقالت إن المؤتمر في يومه الأول تناول عدداً من القضايا الجيوسياسية المهمة، بما في ذلك التنافس بين القوى العظمى، ودور اللاعبين الرئيسيين في آسيا، فضلاً عن صعود ما يسمى “القوة المتوسطة” في المنطقة وروسيا والأزمة الأوكرانية.
وأضافت أن المؤتمر يتناول أيضا قضايا حيوية مثل خطوط المواصلات والممرات اللوجستية التي تزداد أهمية في ظل التنافس الدولي على المعادن النادرة والأبعاد الأمنية البحرية في البحر الأحمر والتحديات التي تطرحها التهديدات الحوثية على الممرات المائية.
وأكدت أن الملتقى يناقش كذلك تأثيرات الحروب في غزة ولبنان على استقرار المنطقة إضافة إلى بحث مستقبل الدولة الفلسطينية في هذا السياق ويسلط الضوء على دور دولة الإمارات في هذا العالم المليء بالأزمات والصراعات مشيرة إلى أن الإمارات مركز للفرص والنمو خاصة في عدة مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، ونقل المعرفة في ضوء تطور اقتصادها القوي تحت قيادة رشيدة واثقة ورؤية طموحة.
ونوهت الكتبي إلى أن المؤتمر يضم نخبة من المتحدثين والخبراء من مختلف أنحاء العالم بما في ذلك العالم العربي، وآسيا، وأوروبا وأفريقيا.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية: الشائعات جريمة ضد الإنسانية وخطر يهدد وحدة الأمة وتماسكها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقد الجامع الأزهر، اليوم الأحد، جلسة من جلسات ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية، عقب صلاة التراويح بالجامع الأزهر، تحت عنوان «الشائعات»، بحضور نخبة من علماء الأزهر، حيث شارك في الملتقى فضيلة الدكتور محمد أبو زيد الأمير، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وفضيلة الدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأدار الملتقى فضيلة الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر.
أكد فضيلة الدكتور عبد الفتاح العواري، أن الشائعات تمثل خطرًا داهمًا يهدد وحدة الأمة وتماسكها، ولذلك وضعت الشريعة الإسلامية سياجًا حصينًا لمنع انتشارها، وجاء الأمر الإلهي واضحًا في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۭ بِنَبَإٍۢ فَتَبَيَّنُوآ﴾، حيث لم تأتِ كلمة أخرى تغني عن «فَتَبَيَّنُوا»، لأن ديننا قائم على التبين والتثبت، ورسولنا ﷺ مكلف بالتبيين، كما قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾. فالشائعة قد تقتل بريئًا، أو تهدم بيتًا، أو تؤجج فتنةً، لذلك كان التثبت أمرًا إلهيا لا يقبل التساهل.
وأوضح أن الشائعات لها آثار مدمرة لا يمكن الاستهانة بها، فقد تسببت عبر التاريخ في إزهاق أرواح وسفك دماء دون وجه حق. ويكفي أن نرى كيف تنتشر بعض الأخبار الكاذبة فتثير الفوضى والاضطراب، مما يؤكد أن الشائعة ليست مجرد كلمة تُقال، بل سهم قاتل يُطلق بلا تفكير. فالمسلم مسؤول عن الكلمة التي ينطق بها، وعليه أن يكون عونًا على نشر الحق لا وسيلةً لترويج الباطل والفتن.
من جانبه، شدد فضيلة الدكتور محمد أبو زيد الأمير على أن الشائعة جريمة ضد الإنسانية، فهي تهدد أمن المجتمع، وتزعزع استقرار الأسرة، وتثير الفتن بين الأفراد. ومروجها مجرم في حق دينه وأمته، إذ يسهم في نشر الفوضى وبث الرعب وإشاعة الفساد. ولذا حذرنا الله سبحانه من أمثال هؤلاء بقوله: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُۥ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِى قَلْبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِى ٱلْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ ٱلْحَرْثَ وَٱلنَّسْلَ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلْفَسَادَ﴾. فالشائعات قد تكون مغلفة بكلام معسول، لكن حقيقتها مريرة ومدمرة.
وأضاف أن مروج الشائعة شخص ضعيف الدين، خبيث النفس، منحرف التفكير، عديم المروءة، تتقاطر من كلماته الخسة والدناءة. فتراه ينشر الأخبار المغلوطة دون وازع من ضمير، متلذذًا بتخريب العلاقات وإثارة البلبلة. ولذا علينا جميعًا أن نكون حائط صد ضد الشائعات، فلا نردد كل ما نسمع، بل نتحرى الدقة ونتثبت قبل نشر أي خبر، حمايةً للمجتمع من الفتن والمخاطر.
بدوره، أوضح فضيلة الدكتور عبد المنعم فؤاد أن الشائعات سلاح خطير يهدد استقرار المجتمعات، فقد تسببت في القطيعة بين الأحبة، وأثارت الفتن بين الأشقاء، بل وزعزعت استقرار الدول والأسر. ولذا عالجها الإسلام بحكمة من خلال صيدلية التثبت، حيث أمرنا الله سبحانه بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۭ بِنَبَإٍۢ فَتَبَيَّنُوآ﴾. فالمسلم لا يأخذ الأمور بالظن، لأن الظن أكذب الحديث، ومن ينشر الشائعات دون تحقق يقطع أواصر المحبة ويشيع الفوضى في المجتمع.
وأشار إلى أن الشائعات طالت حتى النبي ﷺ في حادثة الإفك، لكنه واجهها بالصبر والحكمة، حتى أنزل الله القرآن ليبرئ السيدة عائشة رضي الله عنها ويضع منهجًا للتعامل مع الأخبار الكاذبة. لذلك، على كل مسلم أن يكون مسؤولًا عن كلمته، فلا ينشر إلا ما تأكد من صحته، حتى نحفظ مجتمعاتنا من الانقسام والاضطراب.