هل كان موقف المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني بحجم العدوان على غزة ولبنان؟
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
منذ بدء العدوان على غزة، قبل أكثر من عام ثم اتساعه ليشمل لبنان، انتظر الكثير من المنتمين للطائفة الشيعية مواقف المرجعية العليا للشيعة في العراق والعالم السيد علي السيستاني.
وكانت مواقف السيستاني محل جدل ونقاش خصوصا أنه ركزت على إدانة العدوان والدعوة لوقفه ومطالبه المجتمع الدولي بالتحرك.
والسيستاني، هو مرجع ديني للشيعة الاثني عشرية ويقيم في مدينة النجف العراقية، التي تعتبر مركزا لمدارس العلوم الدينية الرئيسية وتسمى "حوزة النجف"، وهو من أكثر الشخصيات تأثيرا في البلاد نظرا لامتداد مرجعيته الدينية.
صمت تقطعه البيانات
بداية العدوان على غزة، أصدر مكتب السيستاني بيانا دعا فيه لوقف العدوان الذي "يجري هذا بمرأى ومسمع العالم كله ولا رادع ولا مانع، بل هناك من يساند هذه الأعمال الإجرامية ويبرّرها بذريعة الدفاع عن النفس".
وأضاف، أن العالم كله مدعوّ للوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع ومنع تمادي قوات الاحتلال عن تنفيذ مخططاتها لإلحاق مزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني المظلوم، مبينا أن "إنهاء مأساة هذا الشعب الكريم - المستمرة منذ سبعة عقود - بنيله لحقوقه المشروعة وإزالة الاحتلال عن أراضيه المغتصبة هو السبيل الوحيد لإحلال الأمن والسلام في هذه المنطقة، ومن دون ذلك فستستمر مقاومة المعتدين وتبقى دوّامة العنف تحصد مزيداً من الأرواح البريئة".
وتلت ذلك عدة بيانات تدين المجازر الإسرائيلية في القطاع، كمجزرة مدرسة "التابعين" في آب/ أغسطس الماضي، غير أن البيان حمل تحذيرات من مصادمات كبرى في المنطقة "تتسبب بنتائج كارثية" خصوصا بعد اغتيال الاحتلال قادة المقاومة في إشارة لرئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية الذي استشهد في طهران أواخر تموز/ يوليو الماضي.
ومع بدء العدوان على لبنان في أيلول/ سبتمبر الماضي عبر السيستاني عن تضامنه مع اللبنانيين، كما طالب "ببذل كل جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجي المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمرة، تدعو المؤمنين إلى القيام بما يساهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية ".
هل كانت مواقف السيستاني ترقى لحجم الحرب في غزة ولبنان؟
في الجواب على هذا السؤال، يقول الباحث الإسلامي العراقي أحمد الكاتب، إن "السيد السيستاني بالحقيقة حتى بالنسبة للاحتلال الأمريكي للعراق عندما بدأ الغزو، أصدر بيانا يحث على عدم مواجهة الاحتلال أو التعاون معه".
وأضاف في حديث على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، "عندما وقع الاحتلال لم يصدر السيستاني أي فتوى بوجوب مثلا مقاومة الاحتلال. فكيف بالنسبة لفلسطين أو لبنان هو لا يتدخل رغم أنه هو يقول في رسالته العملية بانه هو نائب الإمام المهدي وهو الحاكم الشرعي وولي أمر المسلمين في العالم".
واستدرك الكاتب، أن السيستاني "عمليا لا يمارس هذه الولاية في العالم إلا بالعراق وبقدر محدود، وحتى في العراق يتدخل بصورة غير مباشرة،، دستوريا لا يوجد منصب أو موقع للمرجعية في الساحة العراقية. ولكن عمليا هي تتدخل فمثلا فاز إبراهيم الجعفري بالانتخابات الأولى عام 2005، وكان من حقه أن يصبح رئيس الوزراء ولكن بعض الأحزاب العراقية بطلب أمريكي رفضت الجعفري، فتدخلت كذلك حدث مع نوري المالكي، وعندما أجبرت عادل عبد المهدي على الاستقالة عام 2019.
وتابع، "مرجعية السيستاني تتدخل أحيانا وتصمت ـحيانا فعشر سنين مثلا لم يكن هناك توجيه أو حتى بل بيان يتيم بين كل سنة أو في العشر سنوات مرة واحدة يعبر السيستاني فيه عن رغباته أو عن تمنياته وهذا لا يؤثر في الناس".
"تهدئة ضمنية"ومع تصاعد العدوان والحديث عن ضربة إسرائيلية وشيكة للعراق ردا على هجوم بطائرة مسيرة قتل اثنين من جنود الاحتلال في الجولان الشهر الماضي، وبالتزامن مع التقارير عن احتمالية هجوم إيراني تجاه الأراضي المحتلة ينطلق من العراق أصدر السيستاني بيانا يدعو فيه للتهدئة ضمنيا، مطلع الشهر الجاري.
ودعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، إلى تحكيم سلطة القانون وحصر السلاح بيد الدولة العراقية، مشددا على أنه من المهم للشعب العراقي "أخذ العبر من التجارب التي مر بها".
وقال السيستاني خلال لقائه مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الجديد لدى بغداد العماني محمد الحسان، الاثنين، إنه "ينبغي منع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات للوصول بالعراق الى الازدهار".
كما وجّه السيستاني، انتقادا لاذعا للمجتمع الدولي إزاء عجزه عن فرض حلول ناجعة لإيقاف الحرب في غزّة ولبنان وتحييد المدنيين مما وصفها "مآسي العدوانية الشرسة" التي يمارسها الكيان الإسرائيلي، فيما دعا العراقيين إلى العمل على تحقيق مستقبل أفضل لبلادهم يكون فيه خالياً من الفساد والتدخلات الخارجية وحصر السلاح بيد الدولة.
فتوى الجهاد
ومن المواقف البارزة للسيستاني في العراق، كانت فتواه بـ "الجهاد الكفائي" منتصف عام 2014 عندما سيطرة تنظيم الدولة على عدة مدن عراقية.
وأسس وفق الفتوى "الحشد الشعبي" المكون من عدة فصائل مسلحة شيعية ثم أقر البرلمان العراقي قانونا للحشد جعل منه رديفا للقوات الأمنية في البلاد.
وينتشر الحشد الشعبي في عدة محافظات عراقية ويواجه اتهامات عديدة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان خلال الحرب على التنظيم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية العدوان غزة لبنان العراق السيستاني الاحتلال العراق لبنان غزة الاحتلال السيستاني المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان على
إقرأ أيضاً:
..وسقطت العراق ولبنان وسوريا.. وماذا بعد؟!!
كيف بدأ تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد؟.. بعد حرب السادس من أكتوبر ١٩٧٣، ذهب «هنرى كيسنجر»، وزير خارجية أمريكا اليهودى الداهية، إلى إسرائيل كجبر خاطر، وقال لرئيسة وزراء إسرائيل، تحبى نزود المعونة الأمريكية، ردت مش كفاية، تحبى نعمل قاعدة أمريكية فى إسرائيل، ردت مش كفاية، تحبى نمد إسرائيل بأحدث تكنولوجيا عسكرية، ردت مش كفاية، فقال لها انتى عاوزة ايه، ردت انا عاوزة تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، قال لها ده مشروع هيأخذ وقت طويل، ردت مش مهم بس نبدأ.
وبدأ المخطط كالتالي:
بتاريخ ٢٥ مارس ١٩٧٤، تم اغتيال جلالة الملك فيصل ملك السعودية الله يرحمه، لأنه أول من طلب بقطع البترول فى حرب أكتوبر ٧٣، وقال جملته الشهيرة، «إن البترول العربى ليس أغلى من الدم العربي»، وكان بينادى بتحرير بيت المقدس، وكان الملك فيصل داعم قوى للحرب مع إسرائيل، ومن هنا تم اغتياله.
وكانت الصفعة الثانية.. فى ١٩٧٩، كانت أقوى قوة عسكرية فى الخليج إيران، فتم إشعال الثورة الايرانية فى يناير ١٩٧٩، والتى على آثارها تم عزل الشاه محمد رضا بهلوى، وتم خلعه بتاريخ ١١ فبراير ١٩٧٩، وتم تعيين نظام شيعى معاد للعرب. ولما كانت الصهيونية العالميه تدرك طمع الفرس فى الخليج ونشر الفكرى الشيعى، ومن هنا بدأت الحرب العراقية الإيرانية فى ٢٢ سبتمبر ١٩٨٠، واستمرت لمدة ٨ سنوات، وأنهكت القوى العسكرية والاقتصادية للدولتين وانتهت بتاريخ ٢٠ أغسطس ١٩٨٨. وكانت أهم نتائج هذه الحرب للصهيونية، هى إنشاء عداوة أبدية بين الدوله الاسلامية الفارسية والدول الاسلامية العربية. بعد إحداث صدع بين الفرس والعرب، بدأ الدور على الصدع العربى.
فى يوم ١٠ يونيه ١٩٨١، تم اغتيال الرئيس أنور السادات، لأن الصهيونية العالمية أدركت بأن بقاء السادات فى الحكم، سوف يسبب لهم مشاكل كثيرة، ومنها مطالبته باسترجاع اراضى ما قبل حرب يونيه ٦٧، والقضية الفلسطينية وتخوفهم من إعمار سيناء، لأن دى كانت أهدافه. ثم تولى الرئيس مبارك رئاسة مصر، وبدأ بتحسين علاقة مصر بالدول العربية وأمريكا، ولكنه رفض تنفيذ أخطر طلبات أمريكا، وهى اضعاف الجيش المصرى، وتنفيذ مبادرة تبادل الأراضى بين إسرائيل ومصر، على أن تأخذ مصر ٧٢٠ كم من صحراء النقب، وتسلم ٧٢٠ كم من شمال سيناء. ومن هنا أدركت الصهيونية العالمية بإنهاء دور مبارك، فبدأت تفكر من هم محبى السلطة، وفكرهم مطابق للفكر الصهيونى فوجدوا إنهم الإخوان المسلمين. بدأت عصابة الأخوان المسلمين بتنفيذ مخططها بالاطاحة بمبارك ونجحت فى ذلك، وبدأت بتسديد الفاتورة وهى تنفيذ ما رفضه مبارك، ولكن الوقت لم يسعفها.
وبدأ اليوم الأسود فى تاريخ العرب وهو يوم ٢ أغسطس ١٩٩٠، وغزو العراق للكويت، وبدل مايقف العرب على قلب رجل واحد ضد العراق، بل حدث العكس تماما، فكان هناك انشقاق فى الرأى العربى سواء حكام أو شعوب، وبدأت تظهر التفرقة وتتعمق داخل النسيج العربى، ومن هنا دخلت أمريكا وأرست قواعدها ونفوذها، وسيطرتها على الدول العربية والاخص دول الخليج، تحت مسمى الحماية الأمريكية. وتم تحرير الكويت فى يوم ٢٦ فبراير ١٩٩١، وتم فرض حصار اقتصادى على العراق، وانتهى بغزو أمريكا للعراق فى ١ مايو ٢٠٠٣، وتم تدمير العراق بالكامل عدا أى شىء متعلق بالنفط. وبذلك أسقطت العراق.
وبالنسبة للبنان: غزت إسرائيل جنوب لبنان فى الأول من أكتوبر عام ٢٠٢٤، تصعيدًا للاشتباكات المستمرة بين إسرائيل وحزب الله، التى تعد امتدادًا للحرب الفلسطينية الاسرائيلية. جاء الغزو عقب سلسلة من الهجمات العنيفة على حزب الله فى شهر سبتمبر ٢٠٢٤، أدت إلى تدهور قدراته وقضت على قياداته، وقد بدأت الهجمات بعمليات انفجار أجهزة النداء فى لبنان. عقب ذلك هجمات ضد حزب الله فى جميع أنحاء لبنان، واغتالت إسرائيل قائد حزب الله «حسن نصر الله»، فى غارة جوية فى ٢٧ سبتمبر، أطلقت بعض المصادر الإسرائيلية على الصراع، الحرب اللبنانية الثانية. وقامت إسرائيل بإغلاق بعض المناطق على حدودها الشمالية مع لبنان، واعتبارها مناطق عسكرية فى ٣٠ سبتمبر الماضى، وانسحب الجيش اللبنانى فى بداية الغزو من بعض المناطق على الخط الأزرق. وتهدف العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى التخلص من قوات حزب الله وبنيته التحتية، التى يمكن أن تشكل تهديدا للمدنيين فى شمال إسرائيل، وفقًا لإسرائيل. وبذلك أسقطت لبنان.
بالنسبة ل سوريا.. بدأ نظام بشار الأسد فى سوريا فى التفكك، نتيجة هجمات المعارضة السورية والتى بلغت ذروتها فى معركة دمشق، مما أدى إلى إنهاء حكم أل الأسد فى ٨ ديسمبر ٢٠٢٤، وقوات الجيش السورى تنسحب من عدة ضواحى بدمشق. لم تكن تمر ساعات قليلة على هروب الرئيس السورى المخلوع بشار الأسد من دمشق فجر يوم الأحد ٨ ديسمبر الجارى، حتى سارع الجيش الإسرائيلى إلى استغلال الفراغ الأمنى الناتج عن عملية الانتقال المفاجئ للسلطة فى سوريا، وانسحاب قوات الأسد من مواقعها الحدودية، ليبادر باجتياح الحدود السورية فى المنطقة العازلة التى سبق أن أنشئت وفقًا لاتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل الموقعة يوم ٣١ مايو ١٩٧٤. وأكد بيان للجيش الإسرائيلى بانتشار قواته فى المنطقة العازلة، وفى عدد من المناطق الضرورية للدفاع من أجل ضمان أمن المجتمعات فى مرتفعات الجولان ومواطنى إسرائيل. والحقيقة أن هذه ليست المرة الأولى التى تخترق بها إسرائيل الحدود المرسومة فى اتفاقية فك الاشتباك المسماة بخط «يندوف». وبذلك أسقطت سوريا.
ولذا يتضح أن مخطط الشرق الأوسط الجديد، «الأمريكى، الإسرائيلى، الإيرانى، التركي»، جار تنفيذه.
وفى النهاية، يجب أن نذكر دور الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تخليص مصر من براثن حكم الأخوان المسلمين، وفى القضاء على الجماعات الإرهابية فى سيناء، والقيام بتعميرها لإغلاق جميع المنافذ الحدودية، وإقامة المشروعات العملاقة فى شتى المجالات فى جميع أنحاء البلاد، وتنويع مصادر تسليح الجيش المصرى، حتى أصبح من أقوى جيوش العالم.
محافظ المنوفية الأسبق