عربي21:
2024-11-13@20:56:59 GMT

إسرائيل: الوحش الذي صنعه الغرب ولم يعد يسيطر عليه؟

تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT

هل كانت بريطانيا تخطط عندما أصدرت وعد بلفور لإنشاء «وطن قومي لليهود المضطهدين» في أوروبا، وليس لهم مكان يلجؤون إليه، بأن هؤلاء اليهود الذين سيصلون إلى فلسطين كمهاجرين من أماكن مختلفة من المعمورة سيقيمون دولة، وهذه الدولة ستصبح سيدة العالم وتتحول إلى وحش تصعب السيطرة عليه بعد مئة عام من الوعد المشؤوم؟

وعد بلفور لليهود كان يتضارب بشكل كبير مع وعد مكماهون للشريف حسين بإقامة مملكة عربية من اليمن إلى سوريا، ولهذا كان وعد بريطانيا للعرب مجرد واسطة تبرر الغاية، وهي تحقيق المشروع الاستعماري الصهيوني الجديد في فلسطين بغطاء بريطاني، والاستعمار البريطاني الفرنسي لدول ستنشأ باتفاقية سايكس ـ بيكو في الشرق الأوسط بعد رفع غطاء السلطنة العثمانية المحتضرة عنها.



بل جعلوا العرب يرفعون بأنفسهم هذا الغطاء بتحالفهم مع الحلفاء في الحرب لإسقاط السلطنة. وهنا لا بد من القول إن العرب ساهموا بتسهيل المشاريع البريطانية الفرنسية في المنطقة بأكملها لأسباب متعددة.

وقد اكتشفوا ذلك بعد أن «أكلوا الطعم» وأصابتهم الندامة، فاليهود «المضطهدون» تكشفت نواياهم عندما شكلوا ميلشياتهم الإرهابية ليضطهدوا الفلسطينيين ويطردوهم من أراضيهم وديارهم بارتكاب المجازر (كما يحصل اليوم تماما في غزة، وهذا يعني أن المشروع الاستعماري مازال منذ مئة عام مستمرا) فهذا المجتمع «اليهودي الصهيوني» المختلط والمختلف فيما بينه، يتفق على مسألة واحدة وهي قتل الفلسطينيين وتهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم، وتحقيق الحلم الصهيوني ببناء دولة كبيرة قوية على أشلاء دول الشرق الأوسط، بدأت بحرب النكبة، واستمرت بحرب النكسة، وما تبعها من حروب لا تنتهي مع الفلسطينيين في لبنان، والضفة، وغزة، ومع كل من وقف إلى جانبهم كما يحصل اليوم.

بعد عشر سنوات تقريبا من امتلاك أمريكا للقنبلة النووية واستخدامها في اليابان لإجبارها على الاستسلام، امتلكت إسرائيل أول مفاعل نووي في المنطقة تم بناؤه من قبل الحكومة الفرنسية في عهد غي موليه.

وعن طريقه امتلكت السلاح النووي (الذي لا تعترف به ولكن كل المؤشرات تؤكد ذلك من تصريحات وزراء وساسة إسرائيليين طلبوا استخدام السلاح النووي ضد الفلسطينيين في غزة، وآخر وثيقة تثبت ذلك وثيقة الاستخبارات الأمريكية التي جاء فيها بأن الضربات الإسرائيلية لإيران لن تستخدم فيها السلاح النووي).

وهذا السلاح أعطاها الثقة بأنها ستكون قوة عظمى في الشرق الأوسط، ولا يحق لأي دولة من دوله امتلاك هذا السلاح، وإذا حاولت أي دولة امتلاكه فستقوم بتدميره وهذا ما حصل مع المفاعل النووي العراقي الذي تم تدميره في 1981، والمفاعل السوري الذي تم تدميره 2007.

والآن تسعى لتدمير المفاعل النووي الإيراني الذي تخشى أن تصل إيران إلى امتلاك السلاح النووي وبالتالي تفقد خاصية الاستفراد بهذا السلاح، ويتحقق توازن الرعب في الشرق الأوسط، وتخشى استخدام هذا السلاح لو لزم الأمر فهي لا تتحمل تلقي ضربة نووية، بينما إيران يمكنها ذلك لاتساع مساحتها الجغرافية، وهذا سبب آخر للدولة العبرية في سعيها للتوسع جغرافيا على حساب الفلسطينيين، ودول الشرق الأوسط.

قامت الدول الغربية بشكل عام وعلى رأسها أمريكا باحتضان الدولة الوليدة كما يحضن الرضيع، فتم رفدها بالأموال، والخبرات، والسلاح، بل وحتى على المستوى المخابراتي، (وكان هذا جليا في العدوان على غزة). في الفترة التي كانت الأنظمة العربية ما زالت تقدم نفسها كدول همها الأول القضية الفلسطينية، وتحرير فلسطين من أولوياتها وهي تتجهز عسكريا لهذا الهدف، وفي الواقع فإن أربع دول فقط شاركت في الحروب (مصر، وسوريا، والأردن، والعراق) وباقي الأنظمة كانت في الصف الأول المخصص للمتفرجين.

وهذا ما استغلته دولة الاحتلال لتنادي في كل محفل، وكل زمان ومكان بأنها الدولة المهددة من 22 دولة عربية، ولا بد لها من الدفاع عن نفسها، ومواجهة جيوشها «الجرارة». فكانت دول الغرب تغدق عليها بكل أنواع الأسلحة، وآخر صيحات الطائرات المقاتلة حتى أصبح جيش الاحتلال أقوى جيش في المنطقة، ويمتلك كل وسائل القتل، والتدمير، والاغتيالات باستخدام أكبر الذخائر فتكا (وهذا ما شاهدناه عند استعمالها هذه الذخائر في اغتيالات قيادات حزب الله، وحماس بقنابل، وتدمير المباني والبنى التحتية والتي يصل وزنها لطن من المتفجرات) وتقوم باستخدامها، وتقوم بقتل عشرات الآلاف من المدنيين وتدمر منازلهم، دون وازع أو رادع.

قدمت الصهيونية نفسها في بداياتها كحركة علمانية (أي هناك فصل كامل للدين عن الدولة، ولم تطرح مقولة يهودية الدولة) وقد مثل هذا التيار بشكل أساسي حزب العمل الإسرائيلي الذي حكم إسرائيل منذ إنشائها ولغاية العام 1977 والتي كانت مرحلة تأسيس الدولة وبناء مرافقها وجيشها واستقبال أكبر عدد من المهاجرين اليهود، ومحاولة السيطرة على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة، وضم الجولان المحتل، والسعي لإخراج مصر من منظومة المواجهة العربية لإسرائيل.

في الوقت نفسه تشكلت الكثير من الأحزاب اليمينية كحزب الليكود الذي تشكل في العام 1973. (وهو تكتل يميني من عدة أحزاب يؤمن بإسرائيل التاريخية في العهد التوراتي، وحرية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، ولا يعطي الحق للفلسطينيين ببناء دولتهم) وهزم الليكود حزب العمل لأول مرة في انتخابات 1977.

واستطاع أن يحكم إسرائيل لعقدين من الزمن في فترات مختلفة بقيادة زعيمه بنيامين نتنياهو الذي قاد معظم هذه الحكومات وآخرها الحكومة الحالية ولكن بتحالف جديد مع الأحزاب الدينية المتطرفة (حزب وزير العمل بتسليئي سموتريش البيت اليهودي، وحزب وزير الأمن إيتمار بن غفير الجبهة الوطنية اليهودية، وهما حزبان دينيان متطرفان يمثلان الصهيونية الدينية ويدعوان جهارا نهارا لإقامة إسرائيل اليهودية الكبرى) واليوم يدعوان للاستيطان في غزة والضفة الغربية وطرد الفلسطينيين إلى الأردن.

وقد صرح بن غفير بعد أن سلح المستوطنين الذين يروعون الفلسطينيين بقراهم: «سنشجع على الهجرة الطوعية لجميع مواطني غزة. وسنقدم لهم الفرصة للانتقال إلى بلدان أخرى لأن هذه الأرض ملك لنا» وبضغط من الصهيونية الدينية تتجه إسرائيل لجعل الكنيست (البرلمان) يقتصر على اليهود فقط، أي لم يعد للفلسطينيين أي حق في الترشح النيابي، وهذه خطوة أخرى نحو «يهودية الدولة» أو الصهيونية الدينية، وجاء ذلك بعد طرح النائب العربي أيمن عودة مشروع قانون بالاعتراف بدولة فلسطينية الذي أسقطته الكنيست، وتقوم دولة الاحتلال بالهجوم غير المسبوق على الأونروا لتحرم الفلسطينيين من أي مساعدة دولية من ناحية، وحرمانهم من حق العودة.

وقالت صحيفة «الغارديان» إن حظر الأونروا يضع إسرائيل على طريق الدولة المارقة، وقدمت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، تقريرا قالت إن ما يجري في غزة «جريمة إبادة جماعية كاملة الأركان.. ومخطط إسرائيل الكبرى يهدد بمحو الفلسطينيين من الوجود» وأكد عاموس شوكين صاحب صحيفة «هاآرتس» العبرية «إن إسرائيل تطبق نظام الفصل العنصري وتعتبر الفلسطينيين مخربين وإرهابيين بينما هم مقاتلون من أجل الحرية، مشدّدا على الواجب بفرض عقوبات دولية على حكومة الاحتلال وتحديدا على الوزيرين سموترش وبن غفير».

هناك في حمأة هذا الصمت العالمي من قال إن إسرائيل تقوم بأعمال «همجية» كالرئيس الفرنسي، وإن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بدعم من الولايات المتحدة، والقوى الغربية الأخرى، كما قال الكاتب اليهودي المناهض للصهيونية يواف ليتفين، واليهودي الأمريكي يوسي بلين الذي قال لليهود: «كذبوا عليكم فإن دولتكم ستكون الأكثر رعبا» ولا أحد يصغي.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أوروبا المجازر غزة الاحتلال الولايات المتحدة الولايات المتحدة غزة أوروبا الاحتلال مجازر مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات رياضة صحافة تفاعلي رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلاح النووی الشرق الأوسط هذا السلاح فی غزة

إقرأ أيضاً:

منظمة التعاون الإسلامي توثق جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين

وثق المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين، حيث بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة، منذ 5 إلى 11 نوفمبر 2024، “242” شهيدًا، فيما بلغ عدد الجرحى “662” جريحًا، كما سجّل المرصد وقوع “19” مجزرة تركز معظمها في شمال ووسط القطاع.

وزادت جرائم إسرائيل على مدى الأسبوع الماضي في شمال قطاع غزة بصورة مسعورة وكأنها في سباق مع الزمن، حيث عادت إلى سياسة التجويع والقتل الجماعي والتهجير القسري التي تستهدف النازحين.

وتركز القصف الإسرائيلي ضد مراكز الإيواء في شمال القطاع، حيث استهدف عائلة حمادة ليقتل نساءً وأطفالًا في قصف حي الدرج في وسط غزة, كما قتل جيش الاحتلال 12 فلسطينيًا في قصف جوي استهدف مدرسة شحيبر التي تؤوي نازحين وتتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأنروا.

وأمرت قوات الاحتلال السكان في شمال الشاطئ والنصر وعبدالرحمن، ومدينة العودة والكرامة، التي تقع غرب وشمال غربي مدينة غزة، بضرورة النزوح جنوبًا.

وأكدت الأمم المتحدة أن 85% من محاولات تنسيق دخول قوافل المساعدات والزيارات الإنسانية إلى شمال القطاع يتم رفضها أو عرقلتها من قبل إسرائيل رغم الظروف القاسية التي يمر بها القطاع.

وفي الضفة الغربية والقدس المحتلة، سجّل مرصد المنظمة سقوط “12” شهيدًا، و”29″ جريحًا، فيما اعتقلت قوات الاحتلال “189” آخرين، ليصل مجموع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 11 نوفمبر 2024، إلى “44383” فيما بلغ عدد الجرحى للفترة نفسها “109179” جريحًا.

وعلى صعيد هدم واحتلال وحرق المنازل، فقد بلغ عددها خلال أسبوع الرصد “22” منزلًا حيث هدمت قوات الاحتلال 16 منزلًا موزعة على الضفة الغربية والقدس المحتلة، وأحرقت آخر في مخيم جنين، واحتلت منزلًا في رام الله وهدمت محلًا تجاريًا وأحرقت آخر في مخيم طولكرم، كما دمّر المستوطنون 4 كرافانات “بيوت متنقلة” في بلدة السعير بالخليل، وطردت سكانها.

وفي ذات السياق، جرفت قوات الاحتلال شوارع ودمرت منشآت بنية تحتية في كل من مخيم الفارعة وبلدة طمون في طوباس وبلدة قباطية في جنين ومخيم نور شمس بطولكرم، فضلًا عن جرفها منطقة زراعية بين بلدتي قراوة وبني حسان وقرية سرطة في سلفيت.

اقرأ أيضاًالعالمترامب يحسم أريزونا ويضمن 312 صوتا في المجمع الانتخابي

كما وثق مرصد المنظمة “53” غارة نفذها المستوطنون ضد قرى وبلدات الضفة الغربية والقدس المحتلة، فيما تواصلت الهجمات على موسم قطاف الزيتون، حيث تعرضت 27 قرية فلسطينية لـ 38 اعتداءً، تنوع بين منع أصحاب المزارع من جني محاصيلهم وقطع واقتلاع وحرق أشجار الزيتون، وجرف الأراضي الزراعية وقطع الطرق المؤدية إليها وسرقة محاصيل الزيتون.

وشاركت قوات الاحتلال في عمليات النهب والقمع فيما تركزت الاعتداءات على قرى محافظة نابلس.

وواصل المتطرفون اقتحام المسجد الأقصى المبارك طوال معظم أيام الأسبوع، كما هاجم مستوطنون المصلين في صلاة الفجر في مسجد في قرية برقة بنابلس وحطموا زجاج مركبة أمام المسجد، وأحرق آخرون سيارة فلسطيني في قرية كفر مالك في رام الله، وقتلوا مسنًا فلسطينيًا بعد رش غاز الفلفل في وجهه مما أدى إلى اختناقه.

وسجّل المرصد “5” أنشطة استيطانية خلال المدة المذكورة جاء أبرزها استيلاء المستوطنين على قطعة أرض وزراعتها بأشجار الزيتون في الأغوار الشمالية، وبنى آخرون منزلًا متنقلًا على أرض مطلة على قرية خلايل اللوز ببيت لحم، بالإضافة إلى قرية جالود بهدف تحويلها إلى بؤر استيطانية، وقام آخرون بحراثة أراض وسرقة منازل متنقلة في قرية خلايل اللوز، تمهيدًا للاستيلاء عليها.

فيما وثق المرصد بين 5 و11 نوفمبر اقتراف قوات الاحتلال والمستوطنين لـ”1855″ جريمة شملت كذلك اقتحام قوات الاحتلال كنيسة “باتر نوستر “الأبانا”” الواقعة في الجزء العلوي من جبل الزيتون في القدس الشرقية، التي تديرها فرنسا بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الفرنسية، بالإضافة إلى اعتداءات عديدة طالت قطاع التعليم في محافظة طوباس شملت اقتحام مدرستي المالح الأساسية ومدرسة أخرى للبنات.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تقصف طرق نقل السلاح لحزب الله في سوريا
  • ما الذي تراهن عليه تركيا في سوريا بعد فوز ترامب؟
  • «مستقبل وطن»: وعي الشعب المصري هو السلاح الأقوى للتصدي لحملات الشائعات الممنهجة
  • منظمة التعاون الإسلامي توثق جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين
  • روسيا تعلق على قرار الغرب بشأن النازية في الأمم المتحدة
  • أوجار: لماذا يسيطر اليسار على رئاسة مؤسسات الحكامة... احترامي لجلالة الملك وانتقادي لمن يقترحون عليه الأسماء
  • أحمد موسى: لا أحد يستطيع تهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى مصر
  • الاحتلال يبدأ أعمال بناء على طول المنطقة منزوعة السلاح في سوريا
  • إسرائيل تبدأ أعمال بناء على طول المنطقة منزوعة السلاح في سوريا