بوليتيكو: العرب في ديربورن يشعرون بالرضا عن هزيمة هاريس
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
سلط تقرير لمجلة "بوليتيكو" الضوء على آراء العرب في أمريكا بعد خسارة المرشحة الديمقراطية للانتخابات الأمريكية.
وقالت معدة التقرير ليز كرامبتون إن العرب الأمريكيين في مدينة ديربورن، ميشيغان يشعرون بالرضا من خسارة مرشحة الحزب الديمقراطي ونائبة الرئيس كامالا هاريس في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، فقد تحول سكان ديربورن عن دعمهم للديمقراطيين وصوتوا لدونالد ترامب المرشح الجمهوري، وكان تصويتا احتجاجيا ضد هاريس وجو بايدن.
وحذر زعماء العرب الأمريكيين في ديربورن هاريس ولعدة أشهر بأنها يجب أن تبعد نفسها عن سياسة بايدن الداعمة لإسرائيل وحربها ضد غزة وإلا فإنها ستواجه ردة فعل من مجتمع مؤثر في ولاية متأرجحة مهمة.
وقد تم تجاهل هذه المناشدات من النائبة وحملتها، وارتكبت هاريس بدلا من ذلك الخطأ الفادح وأهانت العرب الأمريكيين الغاضبين والذين يشعرون بحزن من تزايد حصيلة القتلى في غزة، ورفضت استضافة فلسطيني أمريكي للحديث من على المنصة الرئيسية في مؤتمر الحزب الديمقراطي في آب/أغسطس والذي عقد في ميشيغان. وتصرفت بطريقة فجة مع المتظاهرين المؤيدين لفلسطين والذين انتقدوا وقوفها مع سياسة بايدن من الحرب. كما وأرسلت مندوبين مؤيدين لإسرائيل إلى ميشيغان.
ويشعر الكثير من العرب الأمريكيين الآن بأنهم أنقذوا، كما قال مايكل ساريني، رئيس مجلس مدينة ديربورن "يشعرون بأنه تم افتداؤهم" و "أرادوا إرسال رسالة وقد فعلوا"، مضيفا "هذا الموقف من الحرب التي لا تنتهي وقتل الأبرياء من النساء والأطفال يجب أن ينتهي"، وفقا للتقرير.
وفي الأيام التي تلت خسارة هاريس، شعر الديمقراطيون باليأس من النتائج، بحسب المجلة، إلا أن سكان ديربورن لم يندهشوا من انتصار دونالد ترامب الحاسم، حسب مقابلات مع 12 شخصية بارزة في هذه المدينة المكتظة بالمسلمين خارج مدينة ديترويت مباشرة. وإضافة إلى شعورهم بأنهم كانوا على حق، لم يقتصر تصويتهم الاحتجاجي على العرب الأمريكيين فقط، الذين يشكلون جزءا ضئيلا من سكان الولايات المتحدة.
وأوضح التقرير، أن الغضب امتد تجاه إدارة بايدن بشأن غزة إلى الحرم الجامعي في جميع أنحاء البلاد وبين التقدميين من جميع الأعمار، مما أدى إلى أكبر احتجاج مناهض للحرب لم ير منذ جيل.
وقال عامر زهر، وهو ناشط فلسطيني- أمريكي "في الوقت الذي تعاملنا فيه مع ذلك الحزن، فقد أصبحنا أكثر نضجا من الناحية السياسية".
وبحسب النتائج غير الرسمية فقد حصل ترامب على نسبة 42 بالمئة من أصوات الناخبين، أما هاريس فقد حصلت على نسبة 36 بالمئة ، أي بتراجع نسبة 33 بالمئة عندما كان بايدن مرشحا في 2020، أما مرشحة حزب الخضر جيل ستين فقد حصلت على نسبة 18 بالمئة.
ولو تحركت نحو الأحياء العربية الأمريكية لرصدت تدهورا دراميا في الدعم لنائبة الرئيس. فقد حقق ترامب تقدما كبيرا في الجزئين الشرقي والجنوبي من ديربورن. وفي هاتين المنطقتين تتركز الجالية العربية. ففي واحدة من تلك المناطق حصلت هاريس على نسبة 13بالمئة مقابل 51 بالمئة لترامب.
وقال عدد من قادة العرب الأمريكيين في ديربورن إن النزعة المحافظة لترامب وشعاره "أمريكا أولا" الإنعزالي جعلت العرب أكثر راحة لدعمه، وبخاصة بعد تخليهم عن الحزب الجمهوري في أعقاب هجمات 9/11.
وبالنسبة لعدد كبير من العرب الأمريكيين الذين يشعرون بأنهم مستهدفون دائما من نظام العدالة وإنفاذ القانون، فقد تعاطفوا مع مشاكل ترامب مع القانون، وفقا للمجلة.
وأكد القادة العرب في ديربورن أن التصويت لترامب لا يعني تحولا نحو الحزب الجمهوري، ذلك أن هذا التجمع السكاني ظل، ومن الناحية التاريخية قاعدة ديمقراطية، بل كان تصويتا ضد بايدن وهاريس. فقد فاز المشرعون الديمقراطيون في الكونغرس مثل رشيدة طليب، وكذا المشرعون الديمقراطيون في مجلس الولاية.
وبحسب أسامة السبلاني، محرر صحيفة "أراب أمريكان نيوز" "لا، صوتوا لترامب لأنهم كانوا يريدون معاقبة الديمقراطيين وهاريس". وشعر العرب الأمريكيون بالتفاؤل عندما حلت هاريس محل بايدن في بطاقة الحزب الديمقراطي، وبخاصة أنها قدمت تصريحات مرنة من الحرب والشرق الأوسط، وأنها قد تكون الرئيس الذي يقف أمام إسرائيل.
وفي ذلك الوقت، كانت الحرب في غزة مستمرة لمدة 9 أشهر، ورفض بايدن الدعوات بفرض حظر على الأسلحة إلى إسرائيل، وبخاصة بعد المناشدات التي دعت لوقف إطلاق النار بعد تجاوز عدد الضحايا الـ 40,000.
وتابع التقرير، أنه عندما حرم الفلسطينيون الأمريكيون من فرصة التحدث في مؤتمر الحزب الديمقراطي الوطني بعد بضعة أسابيع، شعر سكان ديربورن بالاستياء.
وزاد عندما وبخت هاريس في أغسطس/آب محتجا مؤيدا للفلسطينيين قائلة له: "أنا أتحدث الآن"، وهو الحادث الذي يشير إليه العرب الأمريكيون الآن باعتباره لحظة صعبة لم تكن هاريس قادرة التغلب عليها.
ومع تزايد عدد القتلى في الشرق الأوسط وانتشار صور الجثث على وسائل التواصل الاجتماعي، شعر المجتمع العربي بمزيد من التهميش من قبل إدارة بايدن. وبدأوا يشعرون، على حد قولهم، بالخيانة من هاريس نفسها.
وزاد الغضب بعد غزو إسرائيل لبنان، وقال عابد حمود، مؤسس لجنة العمل السياسي للعرب الأمريكيين ان المعارضة لهاريس "بدأت تتزايد ببطء ولكن بثبات". فهناك في ديربورن أعداد كبيرة من السكان جاءوا من جنوب لبنان، حيث شاهدوا عائلاتهم تقتل بالكامل. وقال سام بيضون، مفوض مقاطعة وين: "أصحوا في الصباح وأستمع للأخبار لمشاهدة أي قرية تمت تسويتها بالتراب ومن قتل"، و "هذا هو الروتين اليومي في ميشيغان".
وفي الأسابيع الأخيرة من حملتها الانتخابية، أرسلت هاريس وكلاء عنها إلى ميشيغان أساءوا للمجتمع العربي الأمريكي.
ومنهم الرئيس السابق بيل كلينتون، الذي قال في تجمع حاشد في أواخر تشرين الأول/أكتوبر إن الإسرائيليين كانوا في الأرض المقدسة "أولا".
كما تذمر السكان من ظهور النائب النيويوركي ريتشي توريس، وهو مؤيد قوي لإسرائيل. وإضافة إلى الإهانة، روجت الحملة لدعم نائب الرئيس السابق ديك تشيني، العقل المدبر وراء غزو العراق. وكانت ابنته ليز تشيني، التي كانت الشخصية الثالثة سابقا لنواب الحزب الجمهوري في مجلس النواب وناقدة قوية لترامب، جزءا من رسالة هاريس الختامية.
وعند هذه المرحلة بدا كلام هاريس بأنها تريد وقف الحرب في غزة وإعادة الأسرى جوفاء ولا قيمة لها بين العرب الأمريكيين، فقد خسرتهم.
وانتبهت حملة ترامب لمواقف العرب الأمريكيين الرافضة لهاريس، في الأسابيع الأخيرة للحملات الإنتخابية. وشعر الجمهوريون أن لديهم فرصة. وقد تلقى السكان فيضا من الرسائل المعادية لهاريس، كما يقول علي جواد، مؤسس نادي التراث اللبناني و"لعبت دورا". وزار ترامب نفسه ديربورن.
ووقف في مطعم محاطا بحشد من العرب الأمريكيين وأعلن "سنحصل على السلام في الشرق الأوسط، ولكن ليس مع المهرجين الذين يديرون الولايات المتحدة الآن" كما قال. ولم تزر هاريس ديربورن شخصيا، بل وأرسلت مندوبين عنها في الحملة.
ويرى زهر أن الديمقراطيين هم المسؤولون عما حدث "لقد فعل الديمقراطيون هذا" كما قال. و "خلقوا وضعا سمح لدونالد ترامب بالتجول في مدينتنا ويرفع قدميه ويقبل الأطفال ولم تدخل هاريس مجتمعنا، لقد كانت خائفة".
وقد وحد الألم العرب لكنهم كانوا "منقسمين حول كيفية التعبير عن ذلك سياسيا وانتشرت المجموعات وأصبحت الحوارات بينهم متوترة، ولم ترفض لجنة العمل السياسي الرئيسية التي تمثل المصالح العربية الأمريكية تقديم تأييد رئاسي فحسب، بل حثت السكان على عدم التصويت لهاريس أو ترامب. وقرر بعض السكان عدم التصويت في السباق الرئاسي مطلقا".
وحدث انقسام بين رؤساء البلديات وفق التقرير، حيث ظهر رئيس بلدية ديربورن عبد الله حمود كحليف قوي لحركة غير ملتزم، وهي التحالف الذي ظهر في ميشيغان وحشد المناهضين للحرب في الحرم الجامعي.
وقد كشفت نتائج الانتخابات أن بعض المقاطعات الجامعية الليبرالية الكبرى بدا أنها لم تحقق أداء جيدا لصالح الحزب الديمقراطي بفارق نقطة واحدة على الأقل.
ورفض حمود لقاء ترامب عندما كان في ديربورن، بسبب خلافه مع قرار الرئيس السابق حظر المسلمين وتسليح المملكة العربية السعودية، لكنه رفض أيضا تأييد هاريس. وقام رؤساء البلديات في مدينتين متجاورتين بهما عدد كبير من السكان العرب، ديربورن هايتس وهامترماك، بالترويج لترامب في جميع أنحاء ميشيغان.
حتى أن عمدة ديربورن هايتس بيل بازي ظهر في التجمع الانتخابي الأخير لترامب الذي عقد في جراند رابيدز، في الساعات التي سبقت يوم الانتخابات، لكن سجل ترامب - مثل حظر المسلمين ووعوده بترحيل ملايين المهاجرين كان كاف لإقناع البعض لتجاوز أخطاء هاريس والتصويت لها، كما فعل الناشط السياسي إسماعيل أحمد " ضغطت على أنفي وصوت لها"، ولكن "ترامب كان قادرا على قول شيء ليجعلهم يعتقدون أنه ربما يقف معهم"، كما قال أحمد أو أنه" يستطيع إصلاح الإقتصاد بطريقة لا يمكن لأحد فعلها، وقد نجح".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية العرب هاريس ترامب غزة غزة العرب الإنتخابات الأمريكية ترامب هاريس المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحزب الدیمقراطی العرب الأمریکیین فی دیربورن على نسبة کما قال
إقرأ أيضاً:
ابتهاج الإنجليين الأمريكيين بفوز ترامب.. رسالة من الله
تناول تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية أعدته مراسلتها فيونا هاملتون عودة ترامب للبيت الأبيض وفرح التيارات اليمينية بذلك.
وقالت إن دونالد ترامب قام، خلال المؤتمر الوطني الجمهوري، الذي بدأ بعد يومين فقط من تجاته من محاولة اغتيال، برفع قبضته إلى أعلى في إشارة إلى الانتصار، وكان المؤتمر مليئا بالحديث عن التدخل الإلهي والمعجزات حتى قبل أن يخبر ترامب المندوبين "ليس من المفترض أن أكون هنا الليلة ... أقف أمامكم في هذه الساحة فقط بفضل الله القدير".
وأضافت، "لقد حفز هذا الخطاب التصويت المسيحي الإنجيلي قبل فوزه في الانتخابات، وبعد أربعة أشهر، لا يزال يثير عواطف لورين غليتون، قالت وهي تمسح الدموع من عينيها: "كان ذلك قويا جدا. لا أتذكر أن ترامب تحدث عن الله قبل ذلك - شعرنا أن ذلك كان نبويا إلى حد كبير. لقد أحدث ذلك تأثيرا".
قبل ذلك، لم تقتنع غليتون، 41 عاما، وهي أم لطفلين ومعمدانية ملتزمة، بنبوءات اليمين المسيحي بأن ترامب قد عمد من قبل الله ليصبح رئيسا مرتين. لقد تغير ذلك. قالت: "لا يمكن إنكار ذلك. عليك فقط أن تؤمن بالله وتثق به".
تعتقد أنجيلا بين، 68 عاما، وهي زميلة في كنيسة المعمدانيين الأولى في مدينة بيتشتري، وهي جزء من "حزام الكتاب المقدس" في جورجيا، اعتقادا راسخا بأن إعادة انتخاب ترامب تمثل تفويضا إلهيا، فضلا عن كونه تفويضا انتخابيا.
وقالت: "الله يتحكم في كل شيء في الحياة. هناك أنبياء معاصرون تنبأوا بأن ترامب سيكون رئيسنا في وقت كانت فيه هذه البلاد في أمس الحاجة إليه، لسحبنا من الظلام الذي أحاط ببلدنا. وقد ثبت ذلك. عندما يتنبأون ويتحقق ذلك، فماذا تفعل سوى الإيمان؟"
وبين التقرير، أن المسيحيين الإنجيليين البيض كانوا لفترة طويلة قاعدة مهمة لقادة الحزب الجمهوري، لكن ترامب هو أول من ينظر إليه باعتباره شخصية شبه دينية. خلال الحملة، قدم الوعاظ المتعصبون، الذين حفزهم احتمال التأثير على أجندة ترامب الرئاسية، مهمته باعتبارها مهمة صالحة حيث حثوا أتباعهم على التصويت.
ووصفت منافسته، كامالا هاريس، بأنها تسترشد بـ "قوى شيطانية" وأنها تحت تأثير "روح إيزابيل"، في إشارة إلى الملكة التوراتية الشريرة.
واستغل ترامب مخاوفهم بشأن توسيع الديمقراطيين لحقوق المتحولين جنسيا ولعب على "عمله التاريخي لحماية الأجنة"، في إشارة إلى دوره في تعيين قضاة المحكمة العليا الذين صوتوا لإلغاء الحق الفيدرالي في الإجهاض في عام 2022.
لقد نجحت الاستراتيجية. وفقا لوكالة "أسوشيتد برس"، أدلى حوالي ثمانية من كل عشرة ناخبين مسيحيين إنجيليين بيض – 20 بالمئة من إجمالي الناخبين - بأصواتهم لصالح ترامب.
والسؤال الآن هو كيف سيؤثر ذلك على أجندته في المكتب البيضاوي؟
قال روبرت جونز، رئيس ومؤسس معهد أبحاث الدين العام، إن ترامب نجح في تشكيل تحالف غير متوقع مع المسيحيين المحافظين البيض على الرغم من زيجاته المتعددة، ودفعه أموالا لنجمة أفلام إباحية واتهامات بسوء السلوك الجنسي وغيرها من المخالفات.
وأضاف جونز إنه قد لا يكون هناك دليل يذكر على أن ترامب يشترك معهم في الإيمان، لكن الارتباط الوثيق سيشكل سياساته حتما.
وأوضح، "على نطاق أوسع، فإن شعاره 'جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى'، مع مزيج من المظالم العنصرية والحنين إلى وقت حيث كان المسيحيون البيض الأغلبية الثقافية والسياسية بلا منازع في البلاد، مصمم خصيصا لمجموعة ترى نفسها كشعب حُرم من مكانه الإلهي باعتباره الشعب المختار في أمريكا التي يتصورونها كأرض موعودة للمسيحيين البيض".
حتى الآن، من غير الواضح إلى أي مدى سيتطور حماس ترامب المسيحي خلال الحملة إلى سياسات تتميز باللاهوت المحافظ للغاية. لكن القادة المسيحيين "يفرحون" باحتمال دعم ترامب. وتشمل تعهدات حملته مقاومة لحقوق المتحولين جنسيا وسياسات الهجرة التقييدية والحق في الصلاة وقراءة الكتاب المقدس في المدرسة، وفقا للتقرير.
وشملت أنصاره الأكثر صراحة لانس والناو، المبشر الشهير الذي ادعى أنه تنبأ بانتصار ترامب قبل سنوات وقال إنه "جزء من خطة الله لبدء عصر جديد من الهيمنة المسيحية في جميع أنحاء العالم". وقد أشاد داتش شيتس، الذي يصف نفسه بأنه رسول، بفوز ترامب باعتباره جزءا من "الصحوة الكبرى الثالثة"، وهي صحوة دينية يعتقد أنها نشأت في خمسينيات القرن التاسع عشر.
ويشير جونز إلى مشروع 2025، وهو خريطة طريق محافظة للغاية لرئاسة ترامب الثانية. وفي حين نأى ترامب بنفسه عن الوثيقة، فقد كتبها أشخاص في مداره الضيق.
ويعتقد جونز أنه من المرجح أن يخفف ترامب القيود المفروضة على مشاركة الكنائس في الحملات السياسية، ويقوض نظام التعليم العام العلماني في أمريكا ويؤدي إلى تآكل برامج العمل الإيجابي، من بين أمور أخرى. سيكون هناك "ضغط هائل من القوميين المسيحيين من أجل حظر الإجهاض على المستوى الوطني وقيود أخرى على حقوق الإنجاب".
وبعد تفاخره بحكم الإجهاض لعام 2022، تراجع ترامب بشأن القضية وأدلى بتصريحات متناقضة خلال الحملة، ربما مستشعرا احتمال رد فعل عنيف من قاعدة التصويت النسائية الأوسع. كان موقفه بحلول يوم الانتخابات هو أن القضية يجب أن تُترك لكل ولاية لتحديد سياستها بحسب التقرير.
وفي كنيسة المعمدانيين الأولى في بيتشتري، حيث أن المصلين مناهضون للإجهاض، لم يمر الأمر دون أن يلاحظه أحد.
وقالت ماديسون سلاي، 25 عاما، إن بعض المسيحيين واجهوا "صعوبة" في التصويت لصالح ترامب لأنه لم يكن متشددا بما فيه الكفاية بشأن الإجهاض. سيكون "رائعا" إذا تم انتخاب رئيس "يؤمن بكل ما قاله الكتاب المقدس، وكل ما أؤيده كمسيحية". ولكن في غياب هذا الشخص، قالت سلاي، كان ترامب هو أفضل بديل.
ويدعم العديد من أعضاء الكنيسة سياسات ترامب لخفض الضرائب وتعزيز الاقتصاد وخفض الهجرة، لكنهم يرون في النهاية إعادة انتخابه كتدخل من الله.
وشاهد توم هيغان، 73 عاما، وهو محقق متقاعد، مقطع فيديو إطلاق النار في بنسلفانيا عدة مرات وقال إن دوران رأس ترامب المفاجئ، مما يعني أنه تعرض لخدش الرصاصة بدلا من القتل، كان "عمل الله".
ويأمل أن يواصل ترامب دفع السياسات المسيحية المحافظة و"القيم الأخلاقية التوراتية"، مضيفا: "لقد قرأت الكتاب المقدس من الغلاف للغلاف ولا يتحدث عن كون الرجال نساء والنساء رجالا. لقد خلق الذكر والأنثى. لم يخلق شيئا محايدا. هذا ليس شيئا توراتيا".
وزع جوزيف سميث، المهندس الميكانيكي، مقطعا من سفر التثنية يؤكد على الاختيار بين الخير والشر. وأشار إلى هاريس و"الحشد الشيطاني" الذي حضر تجمعاتها الانتخابية.
وقال: "إجهاض الطفل هو تضحية بشرية للشيطان. هذا موصوف في الكتاب المقدس. ترامب، إنه مؤيد للحياة. الله في البلاد الآن. كان من الممكن أن تكون نتيجة الانتخابات لدينا هي التي تدمر هذا البلد. أعطانا الله فرصة ثانية".