تناولت صحيفة "التايمز" في تقرير أعده ويل بافيا، العلاقات التجارية لجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، التي قال إنها تثير مخاوف من تأثيرها على السياسة الخارجية.

وقال إن حكومات في الشرق الأوسط ضخت ملايين الدولارات في شركة استثمارية أنشأها كوشنر، ففي الليلة التي أعيد فيها انتخاب ترامب لولاية ثانية، ظهر إلى جانبه في قاعة المؤتمرات بمقر إقامته  في مار إي لاغو مسؤولان سابقان في إدارته الاولى، لم يشاركا على خلاف إيلون ماسك الذي ظهر في الصورة الجماعية التي التقطت بغرفة المعيشة، وهما ابنته إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر.



وأضاف، أن ظهورهما إلى جانب ترامب تأكيدا لشركائهما التجاريين في الشرق الأوسط الذين استثمروا  حوالي 3 مليارات دولارا في شركة كوشنر، وأنهما لا يزالان على علاقة قريبة مع الرئيس المقبل، رغم عدم نيتهما العمل في الإدارة المقبلة.

وأشارت لجنة في مجلس الشيوخ حققت في المدفوعات إلى أنها قد تعطي الحكومات الأجنبية  نفوذا على الرئيس المقبل. وهناك مخاوف من أن كوشنر، رغم أنه لن يكون في الحكومة قد يجاول التأثير على السياسة الأمريكية الخارجية. وتقول فيكي وورد مؤلفة كتاب "كوشنر إنك" الصادر عام 2019 عن الزوجين والدور الذي لعباه في ولاية ترامب الأولى "من المحتمل، على ما أعتقد أننا سنرى شيئا خطيرا جدا جدا" و "ما سنراه بالأساس هو قيام جاريد بإدارة وزارة خارجية ظل من ميامي".

وانتقلت إيفانكا ترامب إلى ميامي في نهاية ولاية ترامب الأولى وإلى جزيرة خاصة في خليج بيسكاني، والتي تقع على مسافة ساعة بالسيارة من مار إي لاغو.

وكانت هي وزوجها جاريد من ضمن قائمة مهمة من المدعوين في حفل زفاف انانت أمباني، نجل أغنى رجل في الهند موكيش أمباني  وصديقته  راديكا ميرتشانت هذا العام.



وفي ميامي أنشأ كوشنر شركة  أطلق عليها "أفينتي بارتنرز" والتي تلقت استثمارات من دول في الشرق الأوسط والتي تعامل معها عندما عمل في البيت الأبيض، واستثمرت هيئة الإستثمار العامة السعودية ملياري دولار فيها، حسب اللجنة المالية في مجلس الشيوخ، إلى جانب مليار دولار من قطر والإمارات العربية المتحدة وميلياردير تايواني اسمه تيري غو، كما جاء في تحقيق اللجنة.

وكان كريس كريستي أحد النقاد الأشداء للمشاركات المالية عندما ترشح ضد ترامب في انتخابات الحزب الجمهوري لعام 2024، وقال في مناظرة انتخابية العام الماضي عقدت في نيوهامبشير "خرج جاريد كوشنر وإيفانكا من البيت الأبيض وبعد شهر حصلوا على ملياري دولار من السعوديين".

وأضاف: "هل تعتقدون أن هذه هي عبقرية استثمارية؟ أو تعتقدون أنها بسبب جلوسه إلى جانب الرئيس لمدة أربعة سنوات يقدم خدمات للسعوديين؟".

وفي رسالة إلى النائب العام في الشهر الماضي تدعوه للتحقيق، قال السناتور رون ويدين، رئيس لجنة الشؤون المالية وجيمي رسكين، العضو الديمقراطي البارز في لجنة الرقابة بمجلس النواب قالا فيها إن الصندوق السعودي كان يدفع كلفة إدارة الشركة بقيمة  87 مليون دولارا عن العمل المنجز هذا العام. وسيتم دفع مبلغ 50 مليون إضافي في آب/أغسطس 2026.

وقالا إن الإستثمارات الخاصة قيد الإدارة لم تحقق عائدات بعد.  وأشارا إلى أن كوشنر لم يكن لديه "قبل إنشاء أفينتي خبرة سابقة في إدارة الأسهم الخاصة أو سجل يؤهله لإدارة الإستثمارات".

وأشارت الرسالة إلى التقارير التي اقترحت أن هيئة الإستثمارات العامة السعودية أثارت شكوكا حول أفينتي لكن تم تجاوزها من إدارة مجلسها الذي يترأسه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، والذي أصبح صديقا لكوشنر عندما كان الأخير في البيت الأبيض.

وقال كوشنر إنه التزم بالقوانين، وأخبر صحيفة "وول ستريت جورنال" الشهر الماضي قائلا: "لقد كنت دقيقا في عمل هذا"، واقترح أن نقاده لديهم دوافع سياسية.

وقال للصحيفة إنه وإن لم يكن مشاركا بشكل رسمي في الحملة الرئاسية لترامب إلا أنه كان "هناك للمساعدة والمشورة". واقترح أن حقيقة عدم رغبته بالمشاركة في إدارة ترامب المقبلة تجعله مرغوبا كمستشار و وقال إن : "افتقاري إلى السلطة أو الطموح للخدمة يجعلني شخصا آمنا يمكن الاتصال به".

وفي مشاركة له على بودكاست قدمها عالم الكمبيوتر ليكس فريدمان في العام الماضي،  تذكر كوشنر أنه كان في البيت الأبيض يستمع لمكالمة بين ترامب وملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، والد الأمير محمد و "قال الملك سلمان، تعامل مع ابني محمد بن سلمان"، و "لهذا قال الرئيس ترامب على الهاتف، "اجعله يتصل مع جاريد"، وعندما عدت إلى مكتبي تلقيت رسالة إلكترونية منه وتحدثت معه للمرة الأولى وذهبنا للعمل".

ووصف الأمير بأنه مصلح "يفكر حقا بعقلية تجارية في كيفية إدارة البلاد". ولم يسأل عن الاستنتاج الذي أوردته وكالة المخابرات المركزية في عام 2018 بأن الأمير محمد أمر بقتل الصحافي في صحيفة "واشنطن بوست" جمال خاشقجي.

ونشر كوشنر على انستغرام صورا لمشروعين فاخرين تطورهما شركته أفينتي في ألبانيا وصربيا، وفي مقابلة مع فريدمان، قالت زوجته إيفانكا التي يقال أنها مشاركة في المشروعين إنها لم تشارك في حملة والدها للتركيز على تربية أولادها الثلاثة.



وقالت إن السياسة أمر صعب جدا ولا يمكنك التلاعب بها "ويجب أن تكون فيها  إما كليا أو خارجها بالكامل على ما أعتقد"  و "أعرف اليوم الثمن الذي سيدفعونه كوني مشاركة فيها، من الناحية العاطفية ولغيابي عنهم في مراحل تكوينهم"، مشيرة إلى أطفالها.

وقال فريدمان إنه وإيفانكا كانا من طلاب الفيلسوف والإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس. كما وصفت إيفانكا، 43 عاما، ممارسة الجوجيتسو وركوب الأمواج، ومجموعة من الطموحات طويلة الأمد التي تضمنت الابتعاد أكثر عن صخب واشنطن العاصمة.

وأخبرته: "أود أن أذهب إلى الفضاء. ليس فقط الفضاء. أعتقد أنني أحب أن أذهب إلى القمر".  و" إما أن أضع قدمي عليه أو أطفو على مقربة منه".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب استثمارات السعودية السعودية استثمارات ترامب كوشنير صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البیت الأبیض جارید کوشنر

إقرأ أيضاً:

وقف إطلاق النار الذي لم يُنفَّذ في غزة ولبنان

يشهد قرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة انهيارًا بطيئًا، وذلك مع استمرار خرق القرار بصورة يومية ولو كان بشكل بسيط، وهذا ما سوف يؤدي إلى إشعال «حرب» خفيفة، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعريض خطة الرئيس الأمريكي ترامب للخطر، وهي خطة سلام ثلاثية.

ويأتي قرار وقف إطلاق النار، أو قرار الهدنة إن صح التعبير، بهدف واضح وصريح في المقام الأول، وهو إطلاق أكبر عدد من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، مقابل إطلاق سراح عشرات الفلسطينيين الذين يوجدون حاليًا في السجون الإسرائيلية.

ووفق هذا القرار، فإنه يتعين على كلا الطرفين - إسرائيل وحماس - العمل على تبادل كامل للأسرى، مقابل انسحاب إسرائيل من غزة في الشهر المقبل، وهي العملية التي تتم الآن في خطوة أولية، ومن المفترض أن تليها خطوة ثانية تتمثل في إعلان هدنة دائمة تهدف إلى إنهاء الحرب بشكل كلي.

ولكن الملحوظ أن العنف لا يزال متواصلًا، رغم انخفاض حدته بشكل كبير جدًا بعد أحداث 7 من أكتوبر 2023 التي أشعلت فتيل الحرب، وهذا العنف المتواصل يثير مخاوف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي أطلق تحذيراته عبر منصة «إكس» قائلًا: «يتعين على الجميع أن نتجنب بأي وسيلة وأي ثمن استئناف أعمال العنف العدوانية في قطاع غزة، التي من شأنها أن تؤدي إلى مأساة كبيرة»، وتابع قائلًا: «يتعين على الجانبين التقيد بالتزاماتهما في اتفاقية وقف إطلاق النار، واستكمال المفاوضات بشكل جاد جدًا».

وبحسب الخبراء الدوليين والمراقبين، فإن ما يفسد قرار وقف إطلاق النار ليس تصاعد العنف فقط، بل هناك عوامل أخرى قد تسهم في ذلك، منها التصريحات المستفزة التي يطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تحدث مؤخرًا حول إنهاء القتال والخطة بعد ذلك.

وتمثلت خطته بعد إنهاء الحرب في أن يتم نقل سكان غزة بالكامل - وعددهم قرابة مليوني نسمة - إلى كل من مصر والأردن، ثم تسيطر بلاده على غزة، المنطقة الساحلية الرائعة، لتحويلها إلى منتجع يشبه «الريفييرا» الفرنسية، وهذا ما أثار سخرية المراقبين الذين وصفوا خطة ترامب بـ«ماتا غزة»، في إشارة إلى منتجع ترامب الخاص في فلوريدا.

ويقول «جيروجيو كالفييرو»، رئيس شركة جلف ستيت أناليتيكس الاستشارية الكائنة في واشنطن: «من الأساس كان قرار وقف إطلاق النار هشًا بشكل دائم، واليوم أصبح القرار أكثر هشاشة، علينا أن نتساءل ماذا يعني وقف إطلاق النار إذا كان الهدف منه تنفيذ حملة تطهير عرقي جماعية، أي يتم إجبار أكثر من مليوني فلسطيني على الهجرة إلى مصر والأردن».

وأنهى حديثه بقوله: «هذا سبب كافٍ لكي نقلق على قرار وقف إطلاق النار».

بشكل واقعي، فإن خطة ترامب تواجه اعتراضًا من مصر والأردن ومن دول كثيرة هي بالأساس حليفة لأمريكا، إلى جانب رفض حماس بشكل قاطع هذه الخطة، ورغم هذه الاعتراضات لا يزال وزير الخارجية الأمريكي «ماركو روبيو» يروّج للخطة خلال جولته في الشرق الأوسط التي بدأت في الـ 13 من فبراير الحالي.

هناك أحد حلفاء أمريكا قد أبدى استحسانه لخطة ترامب ووصفها بالخطة «الجريئة»، كان ذلك هو بنيامين نتنياهو، الذي أبدى كذلك استعداده للوقوف مع ترامب لتحقيق الخطة.

وقد كان وزير الخارجية الأمريكي واقفًا مع نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مشترك، وقال «ماركو روبيو» حينها: «يجب القضاء على حماس»، من غير توضيح الأسباب بشكل موضوعي.

ورغم تلك التصريحات التي تهدد قرار وقف إطلاق النار، أشار المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط «ستيف ويتكوف»، الموكلة إليه جهود الوساطة، إلى أن المحادثات بشأن وقف إطلاق النار مستمرة.

وفي ظل كل تلك التناقضات، يبدو أن تصاعد العنف مع قرار وقف إطلاق النار يمثل استهزاءً واضحًا بالقرار، ففي يوم الأحد قبل الماضي استهدفت طائرات إسرائيلية بدون طيار عددًا من أفراد شرطة حماس، أثناء حراستهم لشاحنات المساعدات الإنسانية التي تقصد غزة، بالقرب من الحدود الجنوبية للقطاع مع مصر.

وفي يوم الثلاثاء بعدها، نشرت وسائل إعلامية إسرائيلية تقارير تفيد بأن الجنود الإسرائيليين يستخدمون الفلسطينيين كدروع بشرية أثناء تقدمهم نحو أفراد من حماس، وهذا ما أدى إلى انتقاد «فرانشيسكا ألبانيزي»، المقررة الخاصة للأمم المتحدة في المناطق الفلسطينية، للحادثة ووصفتها بـ«استخدام الدروع البشرية».

وشمل اتفاق وقف إطلاق النار لبنان كذلك، إذ هو جزء يعكس اتفاق غزة، وفي لبنان يواجه القرار أيضًا خطر الانهيار، فقد كان حزب الله قد أطلق في وقت سابق صواريخ على شمال إسرائيل دعمًا لحركة حماس في غزة، مما دفع إسرائيل في النهاية إلى اجتياح ثكنات الحزب في جنوب لبنان، حيث لا تزال تحتفظ بقواتها هناك.

وفي الأسبوع الماضي شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على مواقع في جنوب لبنان، قائلة: إن الهدف منها هو استهداف مواقع حزب الله ومستودعات الأسلحة التابعة له.

ونظرًا للتهديد الذي يشكله الحزب، تمنع السلطات الإسرائيلية المدنيين اللبنانيين النازحين من العودة إلى المناطق التي تم إخلاؤها دون الحصول على إذن منها، وفقًا لما ذكره مسؤولون إسرائيليون.

وفي حادث أثار الغضب، أطلقت القوات الإسرائيلية النار وقتلت امرأة لبنانية غير مسلحة بينما كانت تحاول الاقتراب من منزلها في أقصى الجنوب للتأكد من الأضرار التي لحقت به خلال فترة القتال، بحسب تقارير إخبارية.

كما أعلنت إسرائيل أنها لن تتخلى عن خمس نقاط عسكرية أنشأتها في جنوب لبنان، على الرغم من أنها كانت قد تعهدت في مفاوضاتها مع الحكومة اللبنانية بالانسحاب منها بحلول 26 يناير.

من جانبه، طالب الرئيس اللبناني جوزيف عون إسرائيل بـ «الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب في الموعد المحدد»، داعيًا الوسطاء الدبلوماسيين من الولايات المتحدة وقطر إلى «تحمل مسؤولياتهم ومساعدتنا».

الأمم المتحدة بدورها حثت إسرائيل على الانسحاب، حيث جاء في بيان صادر عن منسقها الخاص المعني بالحفاظ على السلام في لبنان: «التأخير الإضافي في هذه العملية ليس ما كنا نأمل حدوثه، لا سيما أنه يشكل انتهاكًا مستمرًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701».

في الوقت نفسه، هناك صراع آخر مرتبط بالحرب في غزة لكنه لا يخضع لأي وقف لإطلاق النار، وهو المواجهات في الضفة الغربية. فلا تزال القوات الإسرائيلية تنفذ غارات في مدن فلسطينية تشهد اضطرابات، ولا سيما طولكرم وجنين ونابلس.

بدأت هذه الاشتباكات منخفضة الحدة في الضفة الغربية قبل شهرين من هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 من أكتوبر 2023، لكنها تهدد بالتحول إلى ساحة دمار أخرى ما لم تُبذل جهود دبلوماسية مكثفة لوقف العنف.

مقالات مشابهة

  • سياسة ترامب تربك الأنظمة والحكومات.. هل ينتهي النظام العالمي القديم؟
  • استياء واسع عبر منصات التواصل جراء فيديو ترامب غزة الذي نشره الرئيس الأمريكي
  • وقف إطلاق النار الذي لم يُنفَّذ في غزة ولبنان
  • الرئيس عون: اجراء الإصلاحات هو توجه العهد الذي حددته في خطاب القسم
  • ما هي تبعات سياسة ترامب التفاوضية على الشرق الأوسط والاحتلال الإسرائيلي؟
  • كيف تؤثر سياسة ترامب وماسك على وكالة الاستخبارات الأمريكية؟
  • محجوب فضل بدری: صياد النجوم فی أبْ قَبَّة فحل الديوم !!
  • رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني ماهر علوش: شهدت التحضيرات التي شاركت فيها شخصيات وكفاءات وطنية عالية حوارات بناءة تؤكد الحرص على بناء الدولة السورية الجديدة
  • من هو رجل الظل الذي يعول عليه بوتين للتقارب مع واشنطن؟
  • أميركا تضرب "أسطول الظل" الإيراني بعقوبات جديدة