هل سيمارس صهر ترامب جاريد كوشنر تأثيره على سياسة ترامب من الظل؟
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
تناولت صحيفة "التايمز" في تقرير أعده ويل بافيا، العلاقات التجارية لجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، التي قال إنها تثير مخاوف من تأثيرها على السياسة الخارجية.
وقال إن حكومات في الشرق الأوسط ضخت ملايين الدولارات في شركة استثمارية أنشأها كوشنر، ففي الليلة التي أعيد فيها انتخاب ترامب لولاية ثانية، ظهر إلى جانبه في قاعة المؤتمرات بمقر إقامته في مار إي لاغو مسؤولان سابقان في إدارته الاولى، لم يشاركا على خلاف إيلون ماسك الذي ظهر في الصورة الجماعية التي التقطت بغرفة المعيشة، وهما ابنته إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر.
وأضاف، أن ظهورهما إلى جانب ترامب تأكيدا لشركائهما التجاريين في الشرق الأوسط الذين استثمروا حوالي 3 مليارات دولارا في شركة كوشنر، وأنهما لا يزالان على علاقة قريبة مع الرئيس المقبل، رغم عدم نيتهما العمل في الإدارة المقبلة.
وأشارت لجنة في مجلس الشيوخ حققت في المدفوعات إلى أنها قد تعطي الحكومات الأجنبية نفوذا على الرئيس المقبل. وهناك مخاوف من أن كوشنر، رغم أنه لن يكون في الحكومة قد يجاول التأثير على السياسة الأمريكية الخارجية. وتقول فيكي وورد مؤلفة كتاب "كوشنر إنك" الصادر عام 2019 عن الزوجين والدور الذي لعباه في ولاية ترامب الأولى "من المحتمل، على ما أعتقد أننا سنرى شيئا خطيرا جدا جدا" و "ما سنراه بالأساس هو قيام جاريد بإدارة وزارة خارجية ظل من ميامي".
وانتقلت إيفانكا ترامب إلى ميامي في نهاية ولاية ترامب الأولى وإلى جزيرة خاصة في خليج بيسكاني، والتي تقع على مسافة ساعة بالسيارة من مار إي لاغو.
وكانت هي وزوجها جاريد من ضمن قائمة مهمة من المدعوين في حفل زفاف انانت أمباني، نجل أغنى رجل في الهند موكيش أمباني وصديقته راديكا ميرتشانت هذا العام.
وفي ميامي أنشأ كوشنر شركة أطلق عليها "أفينتي بارتنرز" والتي تلقت استثمارات من دول في الشرق الأوسط والتي تعامل معها عندما عمل في البيت الأبيض، واستثمرت هيئة الإستثمار العامة السعودية ملياري دولار فيها، حسب اللجنة المالية في مجلس الشيوخ، إلى جانب مليار دولار من قطر والإمارات العربية المتحدة وميلياردير تايواني اسمه تيري غو، كما جاء في تحقيق اللجنة.
وكان كريس كريستي أحد النقاد الأشداء للمشاركات المالية عندما ترشح ضد ترامب في انتخابات الحزب الجمهوري لعام 2024، وقال في مناظرة انتخابية العام الماضي عقدت في نيوهامبشير "خرج جاريد كوشنر وإيفانكا من البيت الأبيض وبعد شهر حصلوا على ملياري دولار من السعوديين".
وأضاف: "هل تعتقدون أن هذه هي عبقرية استثمارية؟ أو تعتقدون أنها بسبب جلوسه إلى جانب الرئيس لمدة أربعة سنوات يقدم خدمات للسعوديين؟".
وفي رسالة إلى النائب العام في الشهر الماضي تدعوه للتحقيق، قال السناتور رون ويدين، رئيس لجنة الشؤون المالية وجيمي رسكين، العضو الديمقراطي البارز في لجنة الرقابة بمجلس النواب قالا فيها إن الصندوق السعودي كان يدفع كلفة إدارة الشركة بقيمة 87 مليون دولارا عن العمل المنجز هذا العام. وسيتم دفع مبلغ 50 مليون إضافي في آب/أغسطس 2026.
وقالا إن الإستثمارات الخاصة قيد الإدارة لم تحقق عائدات بعد. وأشارا إلى أن كوشنر لم يكن لديه "قبل إنشاء أفينتي خبرة سابقة في إدارة الأسهم الخاصة أو سجل يؤهله لإدارة الإستثمارات".
وأشارت الرسالة إلى التقارير التي اقترحت أن هيئة الإستثمارات العامة السعودية أثارت شكوكا حول أفينتي لكن تم تجاوزها من إدارة مجلسها الذي يترأسه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، والذي أصبح صديقا لكوشنر عندما كان الأخير في البيت الأبيض.
وقال كوشنر إنه التزم بالقوانين، وأخبر صحيفة "وول ستريت جورنال" الشهر الماضي قائلا: "لقد كنت دقيقا في عمل هذا"، واقترح أن نقاده لديهم دوافع سياسية.
وقال للصحيفة إنه وإن لم يكن مشاركا بشكل رسمي في الحملة الرئاسية لترامب إلا أنه كان "هناك للمساعدة والمشورة". واقترح أن حقيقة عدم رغبته بالمشاركة في إدارة ترامب المقبلة تجعله مرغوبا كمستشار و وقال إن : "افتقاري إلى السلطة أو الطموح للخدمة يجعلني شخصا آمنا يمكن الاتصال به".
وفي مشاركة له على بودكاست قدمها عالم الكمبيوتر ليكس فريدمان في العام الماضي، تذكر كوشنر أنه كان في البيت الأبيض يستمع لمكالمة بين ترامب وملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، والد الأمير محمد و "قال الملك سلمان، تعامل مع ابني محمد بن سلمان"، و "لهذا قال الرئيس ترامب على الهاتف، "اجعله يتصل مع جاريد"، وعندما عدت إلى مكتبي تلقيت رسالة إلكترونية منه وتحدثت معه للمرة الأولى وذهبنا للعمل".
ووصف الأمير بأنه مصلح "يفكر حقا بعقلية تجارية في كيفية إدارة البلاد". ولم يسأل عن الاستنتاج الذي أوردته وكالة المخابرات المركزية في عام 2018 بأن الأمير محمد أمر بقتل الصحافي في صحيفة "واشنطن بوست" جمال خاشقجي.
ونشر كوشنر على انستغرام صورا لمشروعين فاخرين تطورهما شركته أفينتي في ألبانيا وصربيا، وفي مقابلة مع فريدمان، قالت زوجته إيفانكا التي يقال أنها مشاركة في المشروعين إنها لم تشارك في حملة والدها للتركيز على تربية أولادها الثلاثة.
وقالت إن السياسة أمر صعب جدا ولا يمكنك التلاعب بها "ويجب أن تكون فيها إما كليا أو خارجها بالكامل على ما أعتقد" و "أعرف اليوم الثمن الذي سيدفعونه كوني مشاركة فيها، من الناحية العاطفية ولغيابي عنهم في مراحل تكوينهم"، مشيرة إلى أطفالها.
وقال فريدمان إنه وإيفانكا كانا من طلاب الفيلسوف والإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس. كما وصفت إيفانكا، 43 عاما، ممارسة الجوجيتسو وركوب الأمواج، ومجموعة من الطموحات طويلة الأمد التي تضمنت الابتعاد أكثر عن صخب واشنطن العاصمة.
وأخبرته: "أود أن أذهب إلى الفضاء. ليس فقط الفضاء. أعتقد أنني أحب أن أذهب إلى القمر". و" إما أن أضع قدمي عليه أو أطفو على مقربة منه".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب استثمارات السعودية السعودية استثمارات ترامب كوشنير صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البیت الأبیض جارید کوشنر
إقرأ أيضاً:
هل تعود أمريكا مرة أخرى نحو سياسة بناء الدول؟
عندما سحبت إدارة بايدن القوات الأمريكية من أفغانستان في عام 2021، رأى كثيرون أن هذه كانت لحظة فاصلة. فبعد عقدين من الحرب، وصل القادة الأمريكيون أخيرًا إلى قناعة مفادها أنه لا أمل في تغيير الشرق الأوسط الكبير باستخدام القوة العسكرية. وقال الرئيس جو بايدن: «لم نذهب إلى أفغانستان لبناء الدولة. ومن حق الشعب الأفغاني وحده أن يقرر مستقبله وكيف يريد إدارة بلاده». كانت فترة التواضع هذه قصيرة، ويبدو أن الدروس المستفادة من أفغانستان والعراق قد نُسيت بالفعل. فعلى مدى العام الماضي، عادت الولايات المتحدة إلى حماس بناء الدول، وإن كان ذلك بطريقة غير مباشرة هذه المرة. فمنذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، تبنت الولايات المتحدة جهود إسرائيل لإعادة تشكيل جيرانها بالقوة. أما البيت الأبيض بقيادة بايدن، الذي أدرك ذات يوم استحالة إعادة تشكيل المجتمع الأفغاني، فقد طالب بدلا من ذلك بتغيير شامل للنظام في غزة. وزعم صناع القرار، الذين أيدوا سحب معظم القوات الأمريكية من الشرق الأوسط، أن غزو إسرائيل للبنان يوفر «فرصة هائلة» لإعادة تشكيل النظام السياسي في البلاد وإعادة بناء جيشها. وكما قال دبلوماسي أمريكي لم يكشف عن هويته لمجلة الإيكونوميست: «الأمر أشبه بعام 2003 مرة أخرى». ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يبدو من غير المرجح أن يتراجع عن هذا التوجه. ورغم أن الرئيس المنتخب كان يهدف إلى وقف بناء الدولة في أفغانستان، فإنه يتصور الآن أنه يمكن تحويل غزة إلى شيء «أفضل من موناكو». وكما أظهرت فترة ولايته الأولى، فإن ترامب ليس لديه أي اهتمام بالانفصال عن إسرائيل عندما يتعلق الأمر بمسائل الأمن القومي. وتشير قراراته الأولية بتعيين موظفي حكومته إلى أن هذا النمط سيستمر. الشهر الماضي، قال روبرت ويلكي، الذي يقود فريق ترامب الانتقالي في البنتاجون، إن إسرائيل بحاجة إلى «إنهاء المهمة» ضد حزب الله في لبنان. وقد يساعد هذا في تفسير سبب مسارعة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عندما فاز ترامب في الانتخابات الأسبوع الماضي، إلى تهنئته على «أعظم عودة في التاريخ». كان من المتوقع أن تعود الولايات المتحدة إلى التفكير المثالي في نواحٍ كثيرة. ففي حين اختفت الحرب على الإرهاب من شاشات التلفزيون الأمريكي، استمرت عملياتها في بلدان من اليمن إلى العراق وسوريا. ولا تزال أسسها القانونية دون تغيير؛ فعندما قصفت إدارة بايدن المجموعات المتحالفة مع إيران في سوريا والعراق في وقت سابق من هذا العام، برر المسؤولون الأمريكيون الهجوم باستخدام التفويض نفسه لاستخدام القوة العسكرية الذي أقره الكونجرس في الأيام التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وتخضع حركة حماس وحزب الله للعقوبات بموجب القوانين نفسها التي تحظر التفاعل مع تنظيم القاعدة وتنظيم داعش. وإذا ما علمنا أن الإطار السياسي لعام 2003 لا يزال قائما، فليس من المستغرب أن تظل عقلية عام 2003 قائمة أيضا. ومما أسهم في إحياء فكرة تغيير النظام تصوير السابع من أكتوبر باعتباره «11 سبتمبر بالنسبة لإسرائيل». وهو الوصف الذي لاقى صدى لدى أغلب صناع القرار في الولايات المتحدة، وأدى إلى نشوء خطاب على غرار خطاب 11 سبتمبر. فقد عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الأمر على هذا النحو في يوليو حين قال: إن حرب غزة هي صراع «بين البربرية والحضارة» و«صراع بين أولئك الذين يمجدون الموت وأولئك الذين يقدسون الحياة». لقد تبنت واشنطن هذا الإطار الصفري منذ الأيام الأولى للحرب. فبعد أسبوع من هجمات السابع من أكتوبر، قارن بايدن هجوم حماس بالهولوكوست. وقال: «لقد شاهد العالم حينها، وكان يعلم، ولم يفعل شيئًا. لن نقف مكتوفي الأيدي ولا نفعل شيئًا مرة أخرى. ليس اليوم، وليس غدًا، وليس أبدًا». كما زعم الرئيس أن «القضاء» على حركة حماس وحزب الله سيكون «متطلبًا ضروريًا» في الصراع القادم. ومن جانبه، حث ترامب إسرائيل على «إنهاء المهمة» بتدمير حركة حماس في غزة. لقد دعم البيت الأبيض تحت إدارة بايدن هذا الخطاب بتخطيط جريء لشرق أوسط جديد، ففي نهاية العام الماضي، قام فريق بقيادة بريت ماكجورك، الخبير في شؤون الشرق الأوسط منذ فترة طويلة والذي ساعد إدارة بوش في محاولة بناء الدولة في العراق، بكتابة خطط لمستقبل غزة، والتي تراوحت بين فرض حكم السلطة الفلسطينية، وإرسال قوات عربية للعمل كقوات لحفظ السلام. وكان الهدف، على حد تعبير المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، هو «مسار جديد يمكن الفلسطينيين من إعادة بناء حياتهم وتحقيق تطلعاتهم الخالية من طغيان حماس». ومن المقرر أن تضاعف إدارة ترامب من هذا النهج. فقد اقترح ديفيد فريدمان، الذي يقال إن ترامب يفكر في تعيينه سفيرًا له في إسرائيل، خطة عملية لقطاع غزة بعد الحرب، حيث تتمتع إسرائيل «بالسيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة». وقال ترامب نفسه: إنه يأمل في تنشيط غزة بعد الحرب من خلال تطوير العقارات، وهو الاقتراح الذي يبدو أنه حصل عليه من صهره جاريد كوشنر. يعلمنا التاريخ أن هذا النهج يواجه صعوبات كبيرة، فعندما غزت إسرائيل لبنان في عام 1982، كان هدفها إنشاء دولة أكثر طواعية على حدودها الشمالية، ولكن النتيجة كانت إنشاء حزب الله. وساعدت مغامرات أمريكا في بناء الدول في الشرق الأوسط في ظهور تنظيم الدولة، ولم تحقق الاستقرار السياسي في العراق أو أفغانستان. لا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأن هذه المرة ستكون مختلفة. كانت الولايات المتحدة غير ثابتة في سياستها تجاه مستقبل غزة. ومع ارتفاع عدد القتلى وتصاعد الضغوط السياسية على بايدن، استقرت إدارته في موقف متناقض، فحماس «من وجهة نظرها» منظمة شريرة بطبيعتها ويجب تدميرها من جهة، وحماس هي الطرف الذي يجب على إسرائيل أن تسعى معه إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم من جهة أخرى. من الممكن أن نسامح المسؤولين الإسرائيليين على ارتباك سياستهم بسبب هذا التناقض. كان بإمكان واشنطن أن تقدم رؤية مختلفة، وهي إدانة فظائع حماس، مع الإصرار على أنها حركة سياسية قومية تشبه جماعة متمردة لا تشبه تنظيم القاعدة، وهي منظمة مسلحة لم تسع قط إلى الحكم أو التفاوض مع أعدائها. وبدلًا من ذلك، قبلت إدارة بايدن الإطار الإسرائيلي، ولم تترك سوى القليل من المسوغات لأي شيء أقل من الحرب الشاملة. لن يكون أمام ترامب، الذي زعم منذ فترة طويلة أن بايدن ليس مؤيدًا لإسرائيل بما يكفي، خيار سوى تبني هذا الموقف. لقد استغل المسؤولون الإسرائيليون هذا الكم من التصريحات لمواصلة حملة وحشية بشكل خاص في غزة. وكما حدث، فإن هذا يشير إلى أن إسرائيل قد تفهم بشكل أفضل من أمريكا كيف يمكن للقوة أن تهدئ السكان. يقول ثاناسيس: «إن الحرب الشاملة والعنف الشديد يمكن أن يؤديا إلى النتائج المرجوة». ولكن كامبانيس أشار إلى أن هذا الأمر ينطوي عادة على «مستوى من الوحشية لا ينبغي لنا نحن الأمريكيين أن نرتاح إليه». ففي واقع الأمر، أسفرت الحملة الإسرائيلية عن مقتل 43 ألف فلسطيني على الأقل، ونزوح أكثر من مليونين آخرين - وهي تجاوزات تركت المجتمع الدولي بالفعل في حالة من الغضب الشديد إزاء إسرائيل وراعيتها الأمريكية. فإما أن جهود تغيير النظام محكوم عليها بالفشل أو أن الموقف الأخلاقي للولايات المتحدة محكوم عليه بالفشل. ولكن الآن امتدت أهداف الضربات الجوية إلى ما هو أبعد من غزة إلى لبنان. وهناك أيضًا تبنت مؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن فكرة مفادها أن القوة الإسرائيلية، إلى جانب الدبلوماسية الأمريكية والدعم المالي، من الممكن أن توفر حلًا مستدامًا لمشكلات لبنان. وربما دعا المسؤولون الأمريكيون علنًا إلى وقف إطلاق النار، ولكنهم، خلف الأبواب المغلقة، يتحدثون عن الحرب، باعتبارها فرصة كبرى لإعادة تشكيل السياسة اللبنانية، كما قال كامبانيس في تصريحه إلى مجلة «نَنْ زيرو» الإخبارية، مستشهدًا بمحادثات أجراها مع كبار المسؤولين الأمريكيين. وكما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال مؤخرًا، يأمل الدبلوماسيون الأمريكيون في استخدام الحرب لانتخاب رئيس لبناني جديد وتهميش حزب الله. وفي حين يخشى صناع القرار في أمريكا أن تؤدي الحملة الإسرائيلية إلى مقتل عدد كبير للغاية من المدنيين، فإنهم يرونها أيضًا فرصة لإعادة بناء الجيش اللبناني ومساعدته على إعادة فرض سيطرته على حزب الله. وكما هي الحال في غزة، فإن هذه الاستراتيجية لا تحمل كثيرا من الأمل في النجاح. قد يكره الساسة الوطنيون اللبنانيون حزب الله، ولكن كما قال كامبانيس، فإنهم ليسوا حريصين على تهميش خصومهم المحليين بمساعدة القوات الأجنبية. وأي جهد لإعادة بناء الجيش اللبناني سوف يواجه المشكلات نفسها التي واجهتها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق. وفي مقالة نشرتها مؤخرًا مجلة ريسبونسبل ستيتكرافت، كتبت عالمة السياسة جنيفر كافاناج من مؤسسة أولويات الدفاع: «إن الجيش الأمريكي يتمتع بالعديد من نقاط القوة، ولكن بناء الجيوش الأجنبية ليس واحدًا منها»، مضيفة أن «تدخل واشنطن من شأنه أن يجعل الوضع الهش بالفعل في لبنان أسوأ». قد يظن المرء أن المسؤولين الأمريكيين يتفقون مع هذه الفكرة. لكن في العام الماضي، انتقد نائب الرئيس المنتخب (جيه دي فانس) «إجماع السياسة الخارجية» على محاولة إعادة تشكيل الشرق الأوسط بالقوة. وكتب فانس في صحيفة وول ستريت جورنال: «لقد دعمت القيادة في كلا الحزبين غزو العراق، ومشروع بناء الأمة الذي استمر عقودًا من الزمان في أفغانستان، وتغيير النظام في ليبيا، وحرب العصابات في سوريا. وكل هذه السياسات كلفت الكثير من المال وقتلت الكثيرين. ولم يخدم أي من هذه الصراعات المصلحة الوطنية في الأمد البعيد». ولكن من المؤسف، في الشرق الأوسط، أن صناع السياسة الأمريكيين لم يتعلموا بعد من هذه القائمة الطويلة من الإخفاقات التي ارتكبت بحسن نية. ولكن ربما كان هذا أمرًا منطقيًا عندما تنظر الولايات المتحدة إلى أعدائها باعتبارهم أشرارًا لا يمكن إصلاحهم أو التعامل معهم. |