تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة في الكنيسة الأنجليكانية-الأسقفية في مصر، عن إطلاق جائزة الدكتور علي السمّان للحوار والسلام بين المجتمعات الدينية تقديرًا للدكتور علي على دوره الرائد طوال حياته في تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان والسلام من أجل الصالح العام للبشرية، الترشيحات مفتوحة حتى ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤.

حيث سيحصل الفائز بالجائزة الأولى على شهادة تقدير و٥٠،٠٠٠ جنيه مصري، الفائز بالجائزة الثانية ٣٠،٠٠٠ جنيه مصري شهادة تقدير، والفائز بالجائزة الثالثة ٢٠،٠٠٠ جنيه مصري وشهادة تقدير، وسيتم الترويج لمشاريعهم.

ستفحص اللجنة المشرفة على الجائزة الطلبات المُقدمة وتختار الفائز بالجائزة، ويجب على الطلبات المُقدمة أن تكون عن الأعمال الأدبية او الفنية المنشورة أو المذاعة او عن المبادرات المجتمعية التي حدثت فعليًا بشكل ناجح، وليست قيد النشر أو التخطيط أو الإنتاج.

 ومن المقرر بان يُشارك الفائزين في حفل التكريم وتوزيع الجوائز الذي سيعقد في يوم ٣٠ يناير ٢٠٢٥ في المسرح الكبير في كاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك، القاهرة، في حضور الاعلام والصحافة وكبار المسؤولين والمثقفين المصريين والدوليين. 

وأضافت الصفحة الرسمية للمركز عبر شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك، بان الجائزة ستُمنح على شرفه سنويًا في ٣٠ يناير في القاهرة، بدايةً من ٢٠٢٥، الذي يُصادف ذِكرى الاتفاق بين الأزهر والطائفة الأسقفية/الأنجليكانية، من أجل تشجيع وإلهام الأفراد والمنظمات للبناء على العمل الهام الذي قام به د. السمان في مجالات الحوار بين الثقافات والأديان وبناء جسور التفاهم. 

وكشف المركز عن من يمكنه التقدم للجائزة من الأفراد والمنظمات في مصر والشرق الأوسط يعملون في مجال بناء السلام بين الثقافات والأديان المختلفة. 

وتابعت الصفحة الرسمية  للمركز عن نوعية  المشاريع المؤهلة للحصول على الجائزة ومنها: منشورات مكتوبة (مثل الكتب والمقالات والأبحاث) حول موضوع العلاقات بين الثقافات والأديان. يجب ألا تقل المشاركات المؤهلة عن ٦٠٠٠ كلمة،  الأعمال الفنية المُكرسة للعلاقات بين الثقافات وبين الأديان (مثل المنُتجات الموسيقية والأفلام والمسرحيات واللوحات والشعر والمنحوتات)، المبادرات المجتمعية التي تساعد على بناء الجسور والسلام والتعاون بين المجتمعات الدينية الدينية المختلفة. 

كان الدكتور السمّان رئيسًا للجمعية الدولية للحوار بين الثقافات والأديان والسلام التي نظم من خلالها مؤتمر الأديان التوحيدية الأول في جامعة السوربون بباريس عام ١٩٩٤ تحت عنوان "الغرض من الحوار بين الأديان التوحيدية الثلاثة والأخطار التي تهددها". حضر الحفل الكاردينال فرانز كونيغ من الكلية المقدسة للكرادلة بالفاتيكان، والدكتور محمود زقزوق عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر ورينيه صموئيل سيرات الحاخام الأكبر لفرنسا. واختتم المؤتمر بإعلان "لا تفرقة بين أبناء إبراهيم مرة أخرى".

كان الدكتور السمان نائبًا لرئيس للجنة الأزهر الدائمة للحوار بين الديانات السماوية ومستشارًا لإمام الأزهر الشيخ محمد سيد طنطاوي. بالإضافة إلى ذلك، قام د. السمان بتدبير الاتفاقية التاريخية ووقعها بين الأزهر والفاتيكان في ٢٤ مايو ١٩٩٨، وبين الأزهر والكنيسة الأسقفية-الأنجليكانية في ٣٠ يناير ٢٠٠٢. 

وكان الدكتور السمان مُعلقًا بارزًا ومتكررًا في الصحافة ووسائل الإعلام في الشرق الأوسط، حيث قام بكتابة مقالات حول مجموعة متنوعة من الموضوعات والمشاركة في البرامج التلفزيونية كمحلل للقضايا الاجتماعية والدينية في مصر ومنطقة الشرق الأوسط. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكنيسة الأنجليكانية الأسقفية الثقافات الأديان السلام

إقرأ أيضاً:

العالم عبارة عن مزيج من الثقافات الإنسانية

الكثير من المشاكل التي تشعل الحروب والفتن بالعالم تنشأ في الأساس نتيجة لغياب اللغة المشتركة. وحينما نقول اللغة المشتركة فإننا نعني الأساليب التي تناسب بها الأفكار بين الناس هي أساليب تختلف بدرجات متفاوتة نتيجة لاختلاف ثقافات البشر.

لقد شهدت تسعينات القرن الماضي زوال كتلة المعسكر الشرقي وعلى رأسها الإتحاد السوفيتي. وهي كتلة كانت تمثل قوة عظمى شكلت في مقابل المعسكر الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية نوعاً من التوازن في السياسة الدولية، نتج عنه ما تمتعت به مجموعة من الشعوب والمجموعات والدول الصغيرة أو الضعيفة من قدر نسبي من الاستقلالية فيما يخص توجهاتها العامة واحتفاظها بهوياتها الثقافية والاجتماعية لفترة طويلة.

كانت أبرز ملامح العالم الجديد هو بزوغ المعسكر الغربي الرأسمالي على المستوي العسكري والسياسي أولاً ثم تبعت ذلك التجليات الثقافية والاجتماعية الرامية إلى نقض الأنماط الثقافية والاجتماعية الأخرى المخالفة لتوجهات ذلك المعسكر، والعمل على إشاعة نمط واحد وتصويره على أنه هو النموذج الأفضل للحياة الإنسانية.

ولا نستغرب كثيراً أن بعض المفكرين خصوصاً الذين ينطلقون من فرضية انتصار نمط بعينه التي أشاعها هذا الفهم والتي نجد أبرز أمثلته في الكتابات التي صدرت في تسعينيات القرن الماضي لعدد من المفكرين الغربيين وأبرز تلك الكتابات، أطروحة “نهاية التاريخ” والتي كتباها فرانسيس فوكوياما، وهو مفكر أمريكي وجد في نهاية الحرب الباردة وانتصار النموذج الغربي الليبرالي الأمريكي أنه الشكل الأخير للحياة الإنسانية على كوكب الأرض، ودافع عن فكرته من حيث هذا النمط والنموذج الثقافي، وهو خلاصة التطبيق الإنساني لفلسفة الحرية الفردية التي صارت حرية المجتمع.

ونظراً للحالة التي كان العالم يعيشها في ذاك الوقت، فقد وجدت هذه الأطروحة رواجاً كبيراً وتصدت لنشرها عدد من المنابر والصحف ودور النشر، واهتمت بها الدوائر الثقافية على مستوى العالم وعملت بها بحثاً ودراسة كل حسب زاوية نظره للأمور. لكن أبرز نقد وجه لهذه الأطروحة كان متمثلاً في أن الكاتب لم يستطع أن يبرر حالات الفقر المدقع والحروب المستمرة والنزاعات التي تنتشر وما إذا كانت هذه الصورة هي ما يبشر به النمط الثقافي الجديد المتمثل في ثقافة ذات بعد واحد.

غير بعيد عن هذا الأمر كانت مساهمة أخرى تمثلت في كتاب “صدام الحضارات” للمفكر صمويل هنتنغتون الذي قسم العالم إلى غرب وشرق وساق التباين الثقافي بين الاثنين بما خلص منه إلى حتمية أن يتم صدام شامل بين هاتين الحضارتين.

فالأساس الذي وضعه الكاتب هذه المرة لم يكن أساساً أو نظرية سياسية، وإنما انطلق من مفهوم مبنى عليه فكرة التباين الثقافي التي تقتضي أن ينقسم العالم في النهاية إلى جزئين كبيرين هما الشرق والغرب وأن الصدام بينهما هو نهاية الاستقطاب الثقافي الكبير بينهما.

أيضاً هذه الأطروحة تعاملت مع الشأن الثقافي ككل غير تاريخي وغير قابل للتحول والتنوع، فمفاهيم الثقافة مفاهيم جدلية وليست جامدة، وهي متغيرات في حالة تفاعل مستمر مع معطيات الواقع حولها. فليس هناك شرق محض أو غرب محض. العالم هو مزيج من الثقافات الإنسانية المتداخلة والمتعددة والمتنوعة.

وأختم حديثي عن قصة شهيرة عن النبي إبراهيم “علية السلام”: جاء رجل للنبي وطلب منه أنْ يبيت عنده، أو أنْ يضيفه، فسأله إبراهيم عليه السلام عن دينه فقال: إنه مجوسي، فردَّ الباب في وجهه، فعاتبه ربه في ذلك، وقال له: يا إبراهيم تريده أنْ يغير دينه لضيافة ليلة، وهو طول عمرة عايش تحت رحمتي؟؟ فقام النبي إبراهيم ولحق بالرجل: وقال الرجل فقد أتيت لك ورديتني …

فقال نبينا إبراهيم: لقد عاتبني ربي.

فرد الرجل المجوسي: نعم الرب، رباً يعاتب أحبابه في أعدائه، ثم دخل الإسلام وأمن بالله.

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: الإيمان باسم الرقيب يدفع المسلم إلى التزام التقوى واجتناب الفواحش
  • الإمام الطيب: الإيمان باسم «الرقيب» يدفع المسلم إلى التزام التقوى واجتناب الفواحش
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: كييف لن تعترف رسميا بالسيطرة الروسية على أراضيها
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: كييف لن تعترف رسمياً بالسيطرة الروسية على أراضيها
  • يُشاهد بالعين المجردة.. رصد اقتران قمر رمضان بنجم السمّاك الليلة
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: كييف لن تعترف رسميًا بالسيطرة الروسية على أراضيها
  • مدفع رمضان في دبي.. تجربة تراثية تجمع الثقافات وتعزز التعايش
  • الداعية الإسلامي عبد الحي يوسف يطلق فتوى بشأن ممتلكات المواطنين المسروقة
  • المجلس المسيحي العالمي للسلام: سوريا ستكون خالية من المسيحيين في 2045
  • العالم عبارة عن مزيج من الثقافات الإنسانية