الكيان الصهيوني يُجير وسائل إعلامه لترسيخ دور “الضحية”
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
يمانيون – متابعات
أكثر من عام من العدوان على قطاع غزة، يُشاهد العالم أجمع وحشية كيان العدو الصهيوني من خلال مشاهد وصور ومقاطع على وسائل الإعلام المختلفة توثّق إبادة جماعية للفلسطينيين في القطاع وأطفال يبحثون عن الطعام والماء ونساء تبكي فلذات أكبادها.
ومع ذلك فإن هذه المشاهد والجرائم الصهيونية الفظيعة لا تدفع المجتمع الدولي الصامت إلى وقف العدوان جدياً، بل تقوم هذه الدول وخاصة الولايات المتحدة بدعم الكيان الصهيوني في الإبادة وتدعمه عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وغير ذلك من أنواع الدعم المختلفة في أروقة الأمم المتحدة والضغط على المنظمات الدولية والحقوقية لوقف ملاحقات الكيان الغاصب في جرائمه البربرية أمام المحاكم الدولية.
وفي المقابل لا وجود لهذه المشاهد والصور في أي مكان على وسائل إعلام العدو الصهيوني والإعلام الغربي اللذان يقدمان رواية واحدة بأشكال مختلفة تصور الكيان الغصب على أنه هو الضحية، إذ تصف هجوم حماس على جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة بأنه أصل الأزمة الحالية.
وتبث وسائل إعلام العدو يومياً لقطات جديدة للهجوم الذي شنته حماس على المستوطنات في السابع من أكتوبر الماضي، وشهادات جنود العدو الميدانيين أو مقابلات مع المستوطنين الفارين.
ويمتلك الكيان الصهيوني سجلاً إجرامياً مِثالياً حافلاً بارتكاب أشد أنواع الجرائم إلى الدرجة التي جلب له انتقادات دولية ثلاثة أضعاف تلك التي حصلت عليها أي دولة أخرى في الأمم المتحدة عام 2020م.
ورغم ذلك، تواصل الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الداعمة للكيان الصهيوني إدانة أي انتقادات دولية للجرائم التي يمارسها الكيان الغاصب، وتزعم هذه الدول بأنها هذه الجرائم تنطوي تحت لعبة “حق الدفاع عن النفس”.
واليوم بات العالم يُدرك وهو يرى المجازر اليومية والتدمير الممنهج واستهداف جميع أماكن النازحين في غزة على الهواء مباشرة في كل المنافذ الإعلامية، وعلى صفحات الإنترنت، فلم تعد تنطلي عليه تلك اللعبة.
ووفقا لتقارير صحفية، فإنه مع مرور أكثر من عام على العدوان الصهيوني الوحشي على غزة، عادت وسائل إعلام العدو إلى أنماط مألوفة من الدعاية مثل تضخيم الروايات الصهيونية، وتهميش أي تغطية نقدية لوحشية الكيان الغاصب في غزة.
ويرى خبراء متخصصون في مراقبة الإعلام: “أن الكيان الصهيوني لا يصور الحرب في غزة على حقيقتها على قنواته التلفزة الصهيونية وأنه “في الوقت الحالي، لا تستطيع وسائل الإعلام الصهيونية التعامل مع واقع مُعقد.. إنهم يعلمون أن مشاهديهم لا يريدون حقاً رؤية صور لأعدائهم وهم يموتون.. لذلك لا يعرضونها”.
ويشعر البعض أن وسائل الإعلام خائفة للغاية من معالجة الرأي العام من خلال إظهار بعض الضحايا الأبرياء أو الضغط على حكومة الكيان الصهيوني بشأن إعاقتها للمساعدات الإنسانية، حسب ما أفادت به صحيفة أمريكية.
لكن مع ذلك لا يزال التلفاز الصهيوني يلعب دوراً كبيراً في الكيان الغاصب، إذ تفيد التقارير بأن ثلاثة أرباع الصهاينة يقولون إنه مصدر رئيسي للمعلومات، واستغلاله هو قرار واعٍ من جانب المسؤولين وإن وسائل الإعلام، وبخاصة البرامج الإخبارية التلفزيونية، اتخذت خطوات نشطة تحدد ما يخدم المصلحة، وترسم حدود الخطاب السياسي وتقدم حقيقة معينة فقط للجمهور الصهيوني، “وبهذا، تسير البرامج الإخبارية التلفزيونية باستمرار على خط رفيع بين الدعاية والصحافة”.
وتحت سيطرة حزبه الليكود، روجت ما تسمى بوزارة الاتصالات الصهيونية للتغييرات التنظيمية التي سمحت للقناة 14 بتحويل نفسها من “قناة تراثية” (مرخصة لبث برامج عن اليهودية) إلى قناة إخبارية كاملة توفر ساعات من التغطية يومياً.
وبحسب التقارير فقد تزامن هذا مع تغير في تركيبة الصحفيين في الكيان الصهيوني فمع تزايد ميل الجمهور الصهيوني إلى اليمين المتطرف على مدى السنوات الـ20 الماضية، وبخاصة فيما يتصل بالقضية الفلسطينية، تزايد أيضاً عدد الصحفيين من المتطرفين اليمينيين، وكثير منهم من المستوطنين الصهاينة ليكون حق الفلسطينيين، هو موضوع مُحرم تماماً في الإعلام، سواء كان الأمر يتعلق بالنكبة، أو الاحتلال المستمر.
وفي السياق أيضا، استغل الكيان الصهيوني أحداث أمستردام لترهيب مناصري فلسطين، بعد أن تسبّب مشجعو فريق “مكابي تل أبيب” بمواجهات في أمستردام، وذلك مع قيامهم بأفعال استفزازية من خلال إنزال علم فلسطين وتمزيقه في شوارع العاصمة الهولندية، وترديدهم شعارات مناهضة للعرب.
وقد وجد الكيان الصهيوني ضالته في الحادثة تارة عبر الزعم أنها جاءت بدافع “الكراهية ومعاداة السامية” المتصاعدة ضد اليهود في أوروبا، وتارة أخرى مُدعية أنها جاءت نتيجة للمظاهرات المناهضة لـ”تل أبيب”.
وعلى إثر الحادثة، وتكريسًا للازدواجية، تداعت مواقف غربية لتتبنى سردية الكيان الصهيوني التي ربطت الحادثة بـ”الكراهية ومعاداة السامية”، رغم أن مثل هذه الحوادث يمكن أن تقع بعد أي مباراة في أوروبا، لكنها لا تلقى مثل هذه الردود.
ويرى المحللون أنه مع السردية والرواية الصهيونية بأن الصهاينة كانوا ضحية الغرب المسيحي فإن الفلسطينيين هم “ضحية الضحية” أي أن “اليهود الذين يُنظر إليهم بحق كضحايا تاريخ طويل من الاضطهاد الغربي المسيحي المناهض للسامية بشكل أساسي، وقد تُوج بفظاعات المحرقة النازية التي تكاد تتجاوز حدود التصديق، فإنه بالنسبة للفلسطينيين، فإن دورهم هو دور ضحايا الضحايا”.
وبدعم أمريكي للكيان الصهيوني الغاصب، ارتفع عدد شهداء العدوان ومجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 43603 شهداء، و102929 مصاباً، أغلبيتهم من النساء والأطفال، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
—————————–
وكالة سبأ- عبدالعزيز الحزي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی وسائل الإعلام الکیان الغاصب
إقرأ أيضاً:
خطاب استثنائي للسيد القائد.. التحذير من مخطط بعثرة الأمة والأطماع الأمريكية الصهيونية في المنطقة
يمانيون/ تقارير
قدّم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- مساء الخميس الماضي خطاباً تاريخياً، توعوياً، استثنائياً، حول المخاطر المحدقة بالأمة، والأطماع الأمريكية الصهيونية بالمنطقة.
وتطرق السيد في خطابه للكثير من العناوين المهمة وما يدور في منطقتنا من أحداث تستوجب الإصغاء لما يقدمه من تنبيهات، ورسائل، ونصائح، ومخاطر، مقدماً الحلول الناجعة لها، وكيف يمكن المواجهة والانتصار على كل التحديات والمخاطر، سواء في فلسطين المحتلة، أو سوريا، ولبنان، وبقية المنطقة.
يؤكد -حفظه الله- أن العدو الرئيس للأمة هي أمريكا، وهي التي تتحكم بأذرعها في المنطقة، وتقدم لها الدعم والمساندة، وعلى رأسها العدو الإسرائيلي، معطياً مثالاً على ذلك، ما يحدث في قطاع غزة، فالعدوان المتواصل على المدنيين في القطاع لأكثر من 440 يوماً يتم بالشراكة الأمريكية، حيث يستهدف العدو الإسرائيلي سكان القطاع بالقنابل والصواريخ الأمريكية المدمرة والحارقة، ويتم القاؤها حتى على مخيمات النازحين.
لذلك، فإن كل ما يحدث في قطاع غزة من تجويع، وقتل، وإبادة، وتهجير، وقصف للمستشفيات، وظلم لا يطاق، من أبرزه منع نقل جثامين الشهداء ودفنها، وتعمد جيش الاحتلال على إبقائها في الشوارع لتنهشها الكلاب، فإن الولايات المتحدة الأمريكية شريكة في ذلك؛ كونها الداعم الأول، والأبرز للعدو الإسرائيلي، والمشجع له على ارتكاب كل هذه الجرائم.
وإذا كان هذا الحال في قطاع غزة، فإن ما يحدث في لبنان يمضي في هذا السياق، فالعدو الإسرائيلي ينكث بعهده ووعده والتزاماته، وهو عدوٌ غدار، مخادع -كما يقول السيد القائد- فالأجواء اللبنانية لا تزال مستباحة، وجيش الاحتلال يحتل مناطق لم يدخلها من قبل، واللجنة المشرفة على الاتفاق تتعامل بتدليل مع العدو الإسرائيلي، فهو ابنهم غير الشرعي المدلل، يدللونه على حساب ما يرتكبه من جرائم بحق العرب، وبحق شعوب هذه المنطقة، والكلام للسيد القائد.
وجهان لعملة واحدةويكتمل التناغم والانسجام بين الأمريكي والإسرائيلي من خلال التطورات والأحداث الأخيرة في سوريا، فالعدو الإسرائيلي يعمل وفق مسارين:
الأول: احتلال أجزاء واسعة من سوريا.
الثاني: استكمال تدمير القدرات العسكرية لسوريا.
ويرى السيد القائد أن العدو الإسرائيلي مستمر في قضم الأراضي السورية، ويتوغل باتجاه السويداء، ويسعى لربطها بمناطق البادية السورية الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي والسيطرة الأمريكية، موضحاً أن التحرك الإسرائيلي بهذه الطريقة يأتي في محاولة تنفيذ مخططه “ممر داود” وهو يهدف إلى التوغل الذي يصله بالأمريكي في المناطق التي يحتلها الأمريكي ويسيطر عليها في سوريا في المناطق الكردية، وصولاً إلى نهر الفرات، وهذا ما يحلم به الإسرائيلي ويأمله، ويسعى إلى تحقيقه، ويرى الفرصة متاحة أمامه لتحقيق ذلك، فهو يسعى للاتصال إلى الامتداد الأمريكي الممتد إلى الفرات، في ما يسميه العدو الإسرائيلي بـ”ممر داوود” كما يقول السيد القائد.
ولهذا، فإن العربدة الإسرائيلية في سوريا، والسيطرة على مواقع استراتيجية كجبل الشيخ، واستباحة سوريا براً وبحراً وجواً، وتدمير القدرات العسكرية للجيش السوري، يضع تساؤلات عدة من أبرزها: ما الذي يشجع العدو الإسرائيلي على ما يفعله من جرائم في فلسطين وسوريا ولبنان؟
يؤكد السيد القائد هنا أن الأمريكي له دور أساسي في كل ما يفعله الإسرائيلي، لأنه شريكٌ معه، وكلاهما وجهان لعملةٍ واحدة، هي الصهيونية، وكلاهما يؤمن ويعتقد بالصهيونية، لافتاً إلى أن كل هذه الاعتداءات بكل ما فيها من وقاحة واستباحة واضحة، ولا تستند إلى أي مبرر إطلاقاً، فإن الأمريكيين والغربيين يسمونها “دفاعاً عن النفس”.
ويفند السيد القائد هذه الادعاءات الماكرة، مؤكداً أن ما يحدث في منطقتنا هي اعتداءات، واحتلال، وقتل لشعوب أمتنا، ونهب لثرواتها، ومقدراتها، وإذلال لها، وامتهان للكرامات، متسائلاً: إذا كان من يمارسه ويقوم به هو الإسرائيلي أو الأمريكي يُسمَّى دفاعاً عن النفس؛ فماذا عن التحرك الفعلي والمشروع لشعوبنا المظلومة والمستباحة والمعتدى عليها؟
تغيير ملامح المنطقة
وللتأكيد على واحدية المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، يتطرق السيد القائد إلى نقطتين مهمتين في خطابه:
النقطة الأولى: تدمير الأمة من الداخل عن طريق حرف بوصلة العداء عن العدو الحقيقي للأمة، حيث يعمل العدوّان الأمريكي والإسرائيلي على حظر أي نشاط لتعبئة الأمة وتوعيتها عن العدو الإسرائيلي وخطورته، بما فيها أبسط الأشياء مثل مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، إضافة إلى الضياع والتيه الذين يعيشهما كثير من الناشطين والإعلاميين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومناصرة بعض القنوات الفضائية للعدو الإسرائيلي، والعمل لصالح أمريكا، وتغييب القضايا الكبرى للأمة.
النقطة الثانية: تغيير الشرق الأوسط الجديد: يؤكد السيد القائد أن هذا المشروع هو صهيوني بحد ذاته، وهو مشروع تدميري، كارثي على أمتنا الإسلامية، ولا يجوز التغاضي عنه أو تجاهله، لافتاً إلى أن العدو بات يتحدث عنه بكل جرأة ووقاحة، والمؤسف أن تنفيذ جزء كبير من المشروع في الخطة الإسرائيلية الأمريكية موكول إلى أنظمة وجماعات وكيانات، ويتحمَّل الوكلاء أعباءه الكبرى في التمويل، وفي التكاليف المالية.
ويهدف المشروع الصهيوني -وفقاً للسيد القائد- إلى توسيع الاحتلال المباشر للعدو الإسرائيلي على الأرض العربية، وفق الخريطة الإسرائيلية المرسومة، بعنوان [إسرائيل الكبرى]، كما يسعى إلى تدمير البلدان العربية، وتفكيكها إلى كيانات صغيرة مبعثرة، متناحرة على الدوام، تحت عناوين طائفية، وقومية، ومناطقية، وسياسية، وفي محيطها ومسيطِرٌ عليها العدو الإسرائيلي في كيانٍ كبيرٍ محتل لرقعة واسعة من هذه البلدان.
ويوضح السيد القائد أن المشهد الأخير للمشروع الإسرائيلي الأمريكي الصهيوني، هو أن تكون منطقتنا العربية مستباحة بأكملها للإسرائيلي، مستباحة في أرضها وعرضها، بحيث يسيطر الثنائي الشيطاني (أمريكا، إسرائيل) على ثروات المنطقة، ومياهها العذبة، ونهب أحسن الأشياء فيها، ثم تتحول هذه الأمة إلى أمة مبعثرة، وإلى دويلات وكيانات صغيرة؛ أمَّا العدو الإسرائيلي فيكون هو الكيان الأكبر، المحتل الغاصب، وتتحول كل المنطقة -في نهاية المطاف- بكل مميزاتها، وبما فيها، إلى موقع سيطرة أمريكية إسرائيلية بالدرجة الأولى؛ لأن الإسرائيلي يراد له أن يكون الوكيل الأمريكي الحصري في هذه المنطقة.
ولتحقيق هذه الأطماع يسعى الأمريكيون والإسرائيليون إلى التهيئة -كما يقول السيد القائد- من خلال نشر الفتن، والصراعات، وتزييف الوعي، وتغيير المناهج، ثم الدخول في جولة أخرى للتوسع أكثر، ثم استنزاف للأمة من جديد، وإغراقها في أزمات، وحروب، وصراعات، وتدجين للأمة أكثر وأكثر؛ لتكون أمةً مستباحة، كالدجاج والغنم.
الجهاد في سبيل الله هو الحلوأمام هذا الواقع المخيف، والأطماع الكبرى للعدوين الأمريكي والإسرائيلي في منطقتنا، وبعد أن قدم السيد القائد تشخيصاً للأحداث، وتقييماً لها، يقدم الحل الأنجع لمواجهة هذه المخططات، مستنداً إلى رؤية قرآنية أصيلة.
يؤكد السيد القائد أن “الموقف الذي فيه العزة، الكرامة، الحُرِّيَّة، الشرف، النجاة من الذل والاستعباد والهوان، هو الجهاد في سبيل الله تعالى، والمواجهة للعدو، والتحرك وفق تعليمات الله، والاهتداء بهدي الله تعالى”.
ويشير إلى أن التحرك في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله ضد المشروع الصهيوني، والعدو اليهودي، وللتصدي للأمريكي والإسرائيلي، هو ما يمثل حالياً -في الأساس- العائق الفعلي للعدو الإسرائيلي وللأمريكي عن اكتساح المنطقة بكل سهولة.
ويدعو السيد القائد إلى ضرورة الجهاد، والتحرك في الاتجاه الصحيح، كما هو حال النموذج الراقي في غزة، ولبنان، واليمن، وهذا الذي سيعيق المخططات الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة ويفشلها.