سلطان الجابر: الرؤية الاستشرافية للقيادة رسخت مكانة الإمارات في المجتمع الدولي
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
باكو (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» تُوزع آلاف الوجبات الغذائية في خان يونس ترامب يعين «قيصر الحدود» لإدارة ملف الهجرةأكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف «COP28»، أن الرؤية الاستشرافية للقيادة رسخت مكانة دولة الإمارات في المجتمع الدولي، وعززت دورها الريادي في قيادة الجهود المناخية والتنموية لبناء مستقبل مستدام للبشرية وكوكب الأرض.
جاء ذلك خلال كلمة معاليه في باكو، بمناسبة تسليم رئاسة مؤتمر الأطراف إلى جمهورية أذربيجان الصديقة، معلناً ختام مدة رئاسة دولة الإمارات للمؤتمر، والتي حفلت بالعديد من الإنجازات العملية والملموسة عبر جميع أهداف العمل المناخي، مجدداً الدعوة إلى الأطراف كافة للبناء على إنجازات «COP28» التاريخية في مجالات العمل المناخي والنمو الاقتصادي والاجتماعي، خلال الأسبوعين المقبلين في العاصمة الأذربيجانية باكو.
وثمَّن معاليه عالياً تشجيع ودعم وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، التي قادت فريق «COP28» للوصول إلى أعلى الطموحات.
وشدد على أن نجاح «COP28» ما كان ليتحقق لولا الدعم غير المحدود من قيادة وحكومة دولة الإمارات، منوهاً بجهود اللجنة العليا للإشراف على «COP28» برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، مشيداً بتضافر جهود جميع الجهات والمؤسسات وفرق العمل والأفراد والمجتمع في الدولة.
«اتفاق الإمارات» التاريخي
قال معاليه: إن «اتفاق الإمارات» التاريخي أصبح إنجازاً ملموساً، رغم أنه بدا مستحيلاً لكثيرين، وإنه تحقق من خلال جهود المفاوضين كافة في «COP28» الذين أثبتوا كفاءتهم وتميزهم وقدرتهم على إحداث نقلة نوعية عبر العمل الدبلوماسي متعدد الأطراف، ونجحوا في تغليب العزم والإصرار على الشكوك والمخاوف ليتمكنوا من تحقيق العديد من الإنجازات العالمية الرائدة وإحراز تقدم استثنائي في العمل المناخي.
وأشار إلى الأهمية الاستثنائية لإنجازات «COP28» في ضوء ما تشهده المرحلة الحالية من تعقيدات وصراعات، مؤكداً انحياز دولة الإمارات دائماً إلى جانب تغليب الشراكة في مواجهة التفرق، والحوار في مواجهة الانقسام، والسِلم بدلاً عن التشاحن، معرباً عن امتنانه لتولي مهمة رئاسة «COP28»، وتوجه بالشكر لكل من ساهم في التوصل إلى «اتفاق الإمارات» التاريخي، ببنوده الشاملة والمتكاملة.
جدير بالذكر أن «اتفاق الإمارات»، منذ إقراره خلال «COP28»، أصبح الإطار المرجعي للطموح المناخي العالمي والتنمية المستدامة، وتضمن إجراءات وإنجازات غير مسبوقة عبر جميع أهداف العمل المناخي، من أهمها تكريس التوافق على تحقيق انتقال مُنظّم ومسؤول وعادل ومنطقي وواقعي في قطاع الطاقة، ووضع أهداف لزيادة القدرة الإنتاجية العالمية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة كفاءة الطاقة والحد من إزالة الغابات بحلول 2030.
خفض الانبعاثات
وأضاف معاليه أن المبادرات الخاصة بـ«اتفاق الإمارات» وخطة عمل «COP28» استمرت في اكتساب مزيد من الزخم والتأييد الدولي في الأشهر التي تلت ختام المؤتمر، مشيراً إلى أن «ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز» أصبح أكثر مبادرات خفض الانبعاثات شمولاً لمؤسسات القطاع الخاص حتى الآن، حيث بلغ عددها حالياً 55 شركة تمثل 44% من الإنتاج العالمي للنفط.
فعالية «المجلس»
أشار إلى فعالية «المجلس» التي عُقدت أوائل الشهر الجاري في أبوظبي، وضمت مجموعة من أبرز الخبراء في مجالات المناخ والطاقة والذكاء الاصطناعي للقيام بجهد متكامل لتحفيز النمو الاقتصادي منخفض الانبعاثات، مؤكداً ضرورة تعاون القطاعات لدعم النمو الاقتصادي بالتزامن مع خفض الانبعاثات، وتحقيق التقدم المناخي والاقتصادي والاجتماعي، وتحويل الإعلانات المكتوبة إلى خطوات واقعية وملموسة.
ولفت إلى ضرورة الاستفادة من أحدث التقنيات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لدفع النمو منخفض الانبعاثات والتنمية البشرية، وضمان إعداد الكوادر المجهَّزة بالمهارات والمعرفة اللازمة لتطوير الاقتصاد الأخضر. وأشاد بالتطور الذي تم في مجال التمويل المناخي، واختيار الفلبين دولة مستضيفة لمجلس إدارة «صندوق الاستجابة للخسائر والأضرار».
تمويل الصندوق
دعا معاليه الأطراف إلى المساهمة في تمويل الصندوق، الذي تم تفعيله وبدء تمويله خلال COP28، ووصل إجمالي تعهدات وترتيبات تمويله حالياً إلى 853 مليون دولار.
وأكد أهمية صندوق «ألتيرّا» الذي تم إطلاقه خلال «COP28»، ليكون أكبر صندوق عالمي لتحفيز تمويل العمل المناخي، موضحاً أن الصندوق نموذج يجب البناء عليه، حيث استثمر بالفعل 6.5 مليار دولار، بالتعاون مع مجموعة من كبريات الشركات الاستثمارية، لدعم مشروعات لإنتاج الطاقة النظيفة عبر خمس قارات، لافتاً إلى اعتماد هدف جماعي جديد للتمويل في «COP29»، بما يعزز تنفيذ بنود «اتفاق الإمارات».
خريطة الطريق
أوضح معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر أن «COP28» فتح آفاقاً جديدة، وحقق إنجازات غير مسبوقة في مجال العمل المناخي، من أبرزها إنشاء «ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف» التي تعدُّ نموذجاً رائداً للتعاون والتنسيق بين رئاسات «COP28» و«COP29» و«COP30» وتحفيز الجهود العالمية.
ولفت إلى أن «الترويكا» ستستمر في حشد جهود كافة المنصات متعددة الأطراف، بما يشمل منظومة الأمم المتحدة ومجموعة العشرين، لترسيخ إرث «اتفاق الإمارات»، ودعا الأطراف كافة إلى اتباع خريطة الطريق التي وضعتها «ترويكا» لمهمة 1.5 درجة مئوية.
التاريخ
قال: إن التاريخ سيحكم على نجاح «اتفاق الإمارات» من خلال الإجراءات العملية الملموسة لتنفيذه، وليس من خلال التعهدات الواردة بين نصوصه، مؤكداً أهمية التحلي بذهنية إيجابية وتطبيقها عبر منظومة العمل بأكملها، داعياً إلى التركيز على تحقيق الإنجازات والنتائج العملية وعدم الاكتفاء بالأقوال وإطلاق الوعود.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: العمل المناخي سلطان الجابر الإمارات مؤتمر الأطراف باكو أذربيجان المناخ التغير المناخي الأمم المتحدة اتفاق الإمارات خفض الانبعاثات دولة الإمارات العمل المناخی
إقرأ أيضاً:
«COP29».. جناح الأديان ينظم 40 جلسة حوارية حول العمل المناخي
انطلقت في العاصمة الأذربيجانية باكو فعاليات جناح الأديان في مؤتمر الأطراف «COP29»، وذلك بمشاركة أكثر من 97 منظمة، تمثل 11 ديانة وطائفة.
ويشهد الجناح على مدار أيام انعقاد المؤتمر تنظيم أكثر من 40 جلسة حوارية متنوعة تقدم رؤى ومقترحات دينية وأخلاقية بشأن تعزيز جهود العمل المناخي.
وأكد المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أن جناح الأديان في مؤتمر الأطراف «COP29» يشكل تطوراً نوعياً في الجهود الهادفة إلى تعزيز العمل المناخي العالمي، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تأتي في إطار البناء على الزخم الكبير والنجاح الذي تحقق في النسخة السابقة بـ «COP28» في دولة الإمارات.
وأضاف أن جناح الأديان هدية «COP28» إلى العالم، بهدف توحيد صوت الأديان وحشد الطاقات الأخلاقية والروحية لمواجهة التحديات المناخية المتزايدة التي تهدد الإنسانية ومستقبل كوكب الأرض.
أخبار ذات صلة مفوضية اللاجئين: تغير المناخ يشكل تهديداً للفارين من الصراعات والحروب رئيس الدولة: العمل من أجل مصلحة البشرية.. مهمة الجميع الآنوأوضح أن الأزمة البيئية تتطلب تكاتفاً عالمياً وعملًا يتسم بالتكامل والشمولية وتعددية الأطراف، لافتاً إلى أن الجناح يسعى إلى تقديم رؤى مبتكرة وحلول مستدامة تعزز من فعالية الاستجابة للأزمة المناخية، مع التركيز على ضرورة دمج الأطر العلمية مع القيم الروحية والأخلاقية لإلهام البشرية لاتخاذ خطوات حاسمة لحماية الكوكب، وترسيخ ثقافة العناية بالأرض كأمانة إلهية تستدعي منا العمل الجاد والمسؤولية المشتركة.
وتركز النسخة الثانية من جناح الأديان في «COP29» الذي تقام فعالياته خلال الفترة من 12 إلى 22 نوفمبر الجاري، على ضرورة تعزيز التعاون بين الأديان لرعاية الأرض، وبحث أفضل الممارسات الجيدة للتخطيط للتكيف المستدام من قبل الجهات الفاعلة في مجال الإيمان، وكيفية تشجيع أنماط الحياة المستدامة من خلال الدين، فضلاً عن استكشاف التأثيرات غير الاقتصادية لتغير المناخ من خلال وجهات نظر قائمة على الإيمان، وإمكانية الوصول إلى تمويل الخسائر والأضرار، والدعوة إلى آليات المساءلة المحلية والعدالة المناخية الشاملة للجميع.
وانعقدت النسخة الأولى من جناح الأديان في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتَّحدة الإطاريَّة بشأن تغير المناخ «COP28»، الذي استضافته دولة الإمارات العام الماضي، وذلك لأول مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف، ونظمه مجلس حكماء المسلمين بالتَّعاون مع رئاسة مؤتمر الأطراف «COP28»، ووزارة التسامح والتعايش وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
المصدر: وام