مركز المستقبل يصدر كتاب “تنظيم الإخوان المسلمين والعنف “الأفكار.. الانتشار.. الأنماط.. الممارسات”
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
أبوظبي الوطن:
أصدر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، كتاباً جديداً، تحت عنوان “تنظيم الإخوان المسلمين والعنف: الأفكار.. الانتشار.. الأنماط.. الممارسات”، حيث يُفنِّد الكتاب الأبعاد المختلفة لارتباط الإخوان المسلمين بالتطرف والعنف والإرهاب، من خلال دراسة وتتبُع العديد من أفرع وتنظيمات الإخوان في الدول والمناطق المختلفة، منذ ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي وحتى وقتنا الحاضر؛ ليؤكد على أن ممارسات العنف قديمة ومتأصلة لدى غالبية التنظيمات الإخوانية أو تلك التي تتبنى فكر ومنهج الإخوان، وعلى أن تنظيم الإخوان لم يكن أبداً معتدلاً منذ نشأته في مصر في سنة 1928، بل هو تنظيم شديد التطرُف، يُحرِّض على العنف، ويستخدمه بشكل مباشر وغير مباشر، وصولاً إلى تشكيل مجموعات وخلايا إرهابية، كما حدث في أعقاب سقوط المشروع الإخواني في المنطقة العربية في السنوات القليلة الماضية.
يُحلِّل الكتاب، في ستة فصول و415 صفحة، هذا الارتباط الإخواني بالعنف والتطرُف، من خلال التأصيل الفكري والسياق التاريخي للعنف عند التنظيم منذ التأسيس، وكيف تشكلَّت منذ هذا الوقت منظومات فكرية إخوانية، قادت لأن تُمارِسَ تنظيمات الإخوان أنماط العنف المتعددة بصورة دائمة، ولكن مع اختلاف الأساليب وفقاً لكل حالة؛ سواءً كان عنفاً فكرياً، أم عنفاً مجتمعياً، أم عنفاً سياسياً، وصولاً إلى تشكيل جماعات مُسلَّحة في بعض الدول، وإنشاء روابط مع التنظيمات الإرهابية الإقليمية والعالمية، مثل القاعدة وغيرها، أو ممارسة العنف بالوكالة، اعتماداً على دعم تنظيمات وميليشيات مختلفة.
يبدأ الكتاب بفصل تحت عنوان”التأسيس التاريخي والتأصيل الفكري للعنف عند الإخوان المسلمين”، والذي أعده عبد الجليل الشرنوبي، الباحث المتخصص في شؤون تنظيمات الإرهاب والتطرف، حيث يُشرِّح جذور العنف الإخواني من خلال دراسة أفكار المؤسِّس حسن البنا؛ ثم يتناول الأستاذ الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة ومدير مكتبة الإسكندرية والخبير المتخصص في علم الاجتماع السياسي وعلم الاجتماع الديني، في الفصل الثاني، تحت عنوان: “آليات صناعة العنف عند جماعة الإخوان.. دراسة خاصة للحالة المصرية”، أشكال صناعة العنف، ووظائفه السياسية، والآليات المُستخدَمة فيه، من جانب تنظيم الإخوان في مصر، لأنها دولة المنشأ من جانب، ولأن كافة أنماط العنف المذكورة في هذا الفصل قد طبقَتْها غالبية أفرع التنظيم في دول أخرى عديدة من جانب آخر.
ويأتي الفصل الثالث تحت عنوان:”الممارسات العنيفة للإخوان المسلمين في دول المنطقة العربية”، وكتبه بالمشاركة خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، والدكتورة “دلال محمود” أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة؛ حيث يتناول جذور العنف تاريخياً لدى تنظيمات الإخوان في الدول العربية، وماهية أنماط العنف المُستخدَمَة من قِبَلِها، ومدى الاعتماد عليها في فرض وجودهم السياسي، فضلاً عن حدود الارتباط بين استخدام الإخوان العنف المباشر وغير المباشر في السياقات العربية منذ التأسيس وحتى مرحلة ما بعد الثورات العربية في سنة 2011.
ولأن الحديث عن عنف الإخوان لا يدور بالطبع في المنطقة العربية فقط، يُناقِش الكتاب في الفصل الرابع “العنف والتطرف لدى تنظيمات الإخوان المسلمين في آسيا”، والذي أعده الدكتور إبراهيم غالي، مُحرِّر الكتاب، والمستشار الأكاديمي ورئيس برنامج دراسات آسيا بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، حيث يُقدِّم الفصل التأصيل الفكري للجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية، ويتتبع دراسة حالات بعض الدول، وهي باكستان وبنجلاديش وأفغانستان وإندونيسيا وماليزيا.
وتحت عنوان “دور تنظيمات الإخوان المسلمين في نشر العنف والتطرف في إفريقيا”، يتناول الأستاذ الدكتور “حمدي عبد الرحمن حسن” أستاذ العلوم السياسية بجامعة زايد في الإمارات العربية المتحدة، وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، في الفصل الخامس، الملامح الرئيسية التي تُميِّز الدور السياسي والاجتماعي للإخوان المسلمين في قارة إفريقيا، من خلال دراسة حالة عنف الإخوان المسلمين في السودان عَبْرَ مراحلها المختلفة، ثم دراسة حالة القرن الإفريقي، بالتركيز على حركة الإصلاح في الصومال، علماً بأن السودان والصومال دولتان عربيتان، ولكن تم دراستهما في هذا الفصل نظراً لامتدادات تنظيمات الإخوان بهما في بعض دول القارة الإفريقية مثل تشاد وإريتريا. كما يناقش الفصل التنظيمات ذات التوجهات الإخوانية في نيجيريا، ودور بعضها في نشر العنف والتطرف.
أخيراً، يأتي الفصل السادس تحت عنوان: “الخطاب المُزدوَج.. العنف المُضمَر للإخوان المسلمين في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية”، وفيه يناقش الدكتور “سامي مروان مُبيّض” الأكاديمي والكاتب والمؤرخ السوري، رئيس مجلس أمناء مؤسسة تاريخ دمشق، أبرز أنماط العنف الإخواني في أوروبا والولايات المتحدة، سواءً من حيث العنف الفكري المرتبط بـ”أسلمة” الغرب كجزءٍ من الجهاد الحضاري للإخوان، أو من خلال الخطاب المُزدوَج والمتناقِض لقيادات الإخوان بشأن الموقف من العنف والتطرف والإرهاب، مع تقديم بعض الأمثلة على العنف الحركي الذي تُمارِسه تنظيمات وكوادر إخوانية داخل أوروبا والولايات المتحدة، وأبرز الإجراءات والتحركات التي اتخذتها بعض الدول الغربية لمواجهة تطرُف التنظيمات التابعة للإخوان المسلمين ومحاولات تصنيفهم جماعةً إرهابية.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
النائب محمد عزت القاضي مستنكرا تصريحات وزير المالية الإسرائيلي: تؤجج التطرف والعنف
أدان النائب محمد عزت القاضي عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، التصريحات المتطرفة لبتسلئيل سموتريتش وزير المالية الإسرائيلي الداعية لفرض السيادة الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية في انتهاك سافر للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وكافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بالإضافة للرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية حول الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مؤكدا أن تصريحات الوزير الإسرائيلي حلقة جديدة من حلقات إسرائيل للتأجيج العنف والتطرف داخل المنطقة وإشعال الحروب.
وقال القاضي، إن حكومة إسرائيل منذ عدوانها علي غزة يصدر من وزرائها تصريحات غير مسئولة وتزيد من التطرف والدموية، داعيا دعا المجتمع الدولي للتصدي بقوة لهذا النهج المتطرف الذي لن يسفر سوي عن اشعال المزيد من الحرائق في المنطقة واثارة موجات جديدة من التطرف والعنف.
وأوضح النائب محمد عزت القاضي، أن التصريحات المتطرقة الصادرة عن وزراء إسرائيل تتعارض بشكل صارخ مع موقف المجتمع الدولي الداعي لإنهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا أن الدولة المصرية ترفض بشدة جميع التصريحات الصادرة عن إسرائيل التي تؤجج العنف والتطرف.