أبوظبي: سلام أبوشهاب
أكد الدكتور أنور محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، إن رؤية دولة الإمارات ترتكز على جعل الدولة مركزاً عالمياً للاستثمارات والابتكار الاقتصادي، كما تركز استراتيجياتنا على التنوع المدعوم بالتقدم العلمي والتكنولوجي والذكاء الاصطناعي وهو التزام واضح بأن نصبح شريكاً رائداً في هذا المضمار التكنولوجي، وعلى أهمية التعددية الاقتصادية.


وأضاف في كلمته الرئيسية بملتقى أبوظبي الاستراتيجي 2024 بقصر الإمارات في أبوظبي، الاثنين، أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تعكس التزاماً متقدماً وراسخاً بالدعم الإنساني، وتغليب الحلول السياسية، وبناء الجسور، وبذل كل الجهود لخفض التصعيد، وهذه اللحظة تستدعي الحوار والتعاون لتكريس مستقبل أكثر استقراراً؛ إذ لا يمكننا تحمّل المزيد من الاستقطاب والصراع بينما نرى المنطقة تنحدر إلى عنف وفوضى أوسع نطاقاً.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تؤمن أن هذا المسار الموازي لمعالجة التحديات الإقليمية والعمل نحو المستقبل هو أمر ضروري في هذه الأوقات الصعبة التي تتطلب التعاطف والتضامن والحوار والتحرك البناء.
وأكد أن الزيارة التاريخية الأخيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى واشنطن مثال مهم على أهمية علاقتنا الثنائية وتعكس أيضاً رؤيتنا لبناء مستقبل آمن ومزدهر للجيل القادم.
التزام راسخ
لفت قرقاش، إلى أنه على الرغم من أن دولة الإمارات تتعامل مع بيئة سياسية إقليمية متوترة وصعبة، لكنها تؤمن بضرورة استمرار العمل والتقدم، فالمنطقة وشعوبها قادرة على تحقيق النجاح بالرؤية والالتزام الراسخ، والإمارات مثال حي على ذلك، موضحاً أن المشاركة المقبلة لدولة الإمارات في قمة مجموعة العشرين التي ستعقد هذا الشهر في البرازيل، فضلاً عن مشاركتنا في مجموعة البريكس، تؤكد التزامنا الراسخ باستراتيجية التعاون المشترك لتعزيز السلام والتنمية المستدامة، مع توطيد الجهود الجماعية لمعالجة التحديات العالمية المشتركة.
وأضاف أن هذا العام - بلا شك - صعب على المستوييْن الإقليمي والدولي، حيث تسببت الصراعات المتعددة في ضائقة ومعاناة لا توصف، مع تداعيات وعواقب إنسانية هائلة، وبينما نشهد الاضطرابات المستمرة في العالم العربي، وخاصة في غزة ولبنان والسودان، فمن الضروري أن نحول تركيزنا إلى التأثير العميق الذي تخلّفه هذه الأزمات على حياة البشر، وخاصة الفئات الأكثر ضعفاً كالأطفال وكبار السن والنساء.
عمل عربي:
أكد قرقاش، أهمية عمل عربي جماعي ومتعدد الأطراف لمواجهة خطر الميليشيات على الدولة الوطنية وسيادتها ومؤسساتها، لأنه خطر لا يمكن التهاون معه، وقال إن القضية الفلسطينية على الرغم من أهميتها ليست الأزمة الوحيدة بالمنطقة، ومع ذلك فهي بلا شك لا تزال تشكّل محوراً للصراعات، وندعو للوصول إلى حلّ يضمن كرامة وحقوق الشعب الفلسطيني، ويعزز السلام والاستقرار، وأننا بحاجة إلى أفق سياسي جاد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال السلام العادل والشامل، وبما يتماشى مع حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقال: كجزء من التزامنا التاريخي تجاه الأشقاء الفلسطينيين، كانت الإمارات في طليعة الدول لتقديم المساعدات الإنسانية الملحة والعاجلة لقطاع غزة، وعبر كل السبل والطرق والأدوات المتاحة، موضحاً أنه في ظل الإدارة الأمريكية القادمة، فمن المهم أن نتجنّب ردود الأفعال والسياسات التفاعلية والمجتزأة على حساب نهج شامل يهدف إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين.
وأضاف أنه فيما يتعلق بلبنان، أكدت دولة الإمارات أهمية تعزيز وحدة لبنان وسيادته الوطنية وسلامة أراضيه، وأكد موقفنا الثابت والراسخ باستمرار الدور المركزي للدولة الوطنية ومؤسساتها، ولا ينبغي التسامح مع وجود الميليشيات والجماعات المسلّحة.
وأوضح: في السودان، البلد الذي يتصارع مع التأثيرات الدائمة والمتبقية لأكثر من 40 عاماً من الحكم العسكري والأيديولوجي، فإن الأولويات الضرورية هي تحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وتأمين عملية سياسية وإجماع وطني نحو حكومة بقيادة مدنية، مع تقديم الدعم الإنساني.
وأكد قرقاش أن الحروب والأزمات التي تهدد الأمن العربي والإقليمي تلقي الضوء على أهمية استعادة مفهوم الدولة الوطنية والحفاظ على استقلالها وسيادتها واحتكارها لاستخدام السلاح، ومن الضروري معالجة مخاوف الحاضر، مع بناء مستقبل آمن ومزدهر للأجيال القادمة، مشيراً إلى أن عصر الميليشيات الذي اتسم بالصراعات الطائفية والإقليمية ألحق خسائر فادحة بالعالم العربي.
وشدد على ضرورة إقامة حوار مؤسّسي مثمر بين الدول العربية ذات الصلة وجيراننا الإقليميين الرئيسيين، مثل إيران وتركيا، ونحن نتقاسم هدفاً مشتركاً في الحفاظ على السيادة والمصالح الوطنية وتفادي المواجهات، ومع ذلك، نفتقر إلى الأدوات السياسية لتحقيق ذلك.
6 جلسات:
شهد الملتقى انعقاد عدة جلسات، وفي الجلسة الأولى اتفقت أراء المتحدثين على أننا أمام سؤال حول مستقبل النظام العالمي، ولا إجابات سهلة عنه، إنه عالم يعاني اضطراباً غير مسبوق، وكذلك إعادة تشكيل التحالفات، ويحتاج النظام الدولي إلى إصلاح جذري وكبير، والأمر لا يرتبط فقط برغبة أمريكا في الهيمنة وفرض القواعد، لكن الصين نفسها أيضاً باتت تطبق سياسات رأسمالية، وتعبر عن رغبة في الهيمنة، وفرض القواعد، وهذا ما نلاحظه في التجاذبات بين الصين والهند.
وفي جلسة أخرى، أوضح المتحدثون، أنه على مستوى الشرق الأوسط، فإن العلاقات الأمريكية مع دول الخليج العربية ستكون في وضع أفضل في عهد الرئيس ترامب، ومن المرجح ألاّ تحظى مسألة حل الدولتين بالأولوية، وعلى الجانب الآخر، هناك جانب عسكري للمقاربة الأمريكية المقبلة مع إيران؛ إذ هناك احتمال توجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني، وعلى الرغم من رغبة ترامب في الابتعاد عن الحروب، لكن محاولة اغتياله قد تدفعه إلى سلوك مختلف.
ترامب وسياسة العقوبات الاقتصادية
أوضح المتحدثون في إحدى جلسات المنتدى، أن فوز الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية ينطوي على أهمية كبرى عند مناقشة مستقبل المشهد الجيوسياسي في آسيا، ومع أن ترامب ألمح قبل الانتخابات إلى أنه لن يستخدم القوة العسكرية ضد الصين في حال هاجمت تايوان، لكنه سيعتمد سياسة العقوبات الاقتصادية.
وأكدوا أن دول المنطقة، فضلاً عن الولايات المتحدة نفسها، لا ترغب في التورط في الحروب، ومع أنه سيكون للسياسة الأمريكية تجاه الصين وتايوان دور في تحديد مستقبل الوضع الجيوسياسي في آسيا، إلا أن التأثير الذي لا يقل أهمية سيكون لطبيعة ونطاق العلاقات بين أكبر قوتين آسيويتين، أي الصين والهند.
أنور قرقاش:
ابتسام الكتبي: الاستقرار الإقليمي الشامل يكون بحل عادل للقضية الفلسطينية
قالت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، في كلمتها الافتتاحية لفعاليات الملتقى الذي يقام تحت عنوان: «وهم الاستقرار: عالم في اضطراب»، أن الدبلوماسية عجزت عن حل الصراع في الشرق الأوسط وأوكرانيا، كما أن الصراعات والمواجهات والأزمات في تزايد، والحلول والتسويات في تناقص وشبه غياب.
وأضافت أن إصلاح النظام الدولي لا يزال بعيد المنال، وسياسة الكيل بمكيالين مستمرة، ولأن القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ينتهكان بشكل عميق، واستخدام القوة العسكرية في تزايد حول العالم، ألم نراقب أن إضفاء الصبغة الدينية على حرب غزة فاق ما شهدته الحروب العربية-الإسرائيلية السابقة من ظلال دينية ورمزيات تغذي «الانفصال» و«المعادلات الصفرية».
وأكدت أن دولة الإمارات تجتهد مع أصدقائها وشركائها في محاولة كسر الصورة النمطية عن هذه المنطقة، وتحاول الإمارات أن تنمّي مقاربة ونموذجاً في التنمية والاستعداد للمستقبل.
قالت ابتسام الكتبي، إن الاستقرار الإقليمي الشامل لن يكون متاحاً في غياب حل عادل للقضية الفلسطينية، يقود إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأن يتمتع الشعب الفلسطيني بالكرامة الكاملة وحق تقرير المصير، وعلى الولايات المتحدة أن تتحمل مسؤولية أكبر على هذا الصعيد. وعلى مستوى ثان، فإن الاستقرار والازدهار في المنطقة لن يتحققا في ظل ضعف الحوكمة وهشاشة دولة المواطنة المتساوية ودولة المؤسسات والقانون، وهذه مسؤولية أهل المنطقة.
ولفتت إلى أن الإمارات زادت من استثماراتها على مدى السنوات الماضية في البنية التحتية الرقمية والتكنولوجيا المرتبطة بتفعيل استخدامات الذكاء الاصطناعي، وإدماجه في جميع أعمال الوزارات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، وقد أكدت الدراسات الصادرة عن وزارة الاقتصاد الإماراتية أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستكون مع حلول عام 2031 قادرة على تحفيز النمو في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات، بواقع لا يقل عن 35 % وخفض النفقات الحكومية بنسبة 50%.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات أنور قرقاش دولة الإمارات على أهمیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

المنتدى الاستراتيجي للفكر ينظم ندوة عن مستقبل الشرق الأوسط بعد أحداث سوريا

ينظم المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار «بيت الفكر» بالتعاون مع الجمعية المصرية لتشر المعرفة والثقافة العالمية وحزب الاتحاد، ندوة سياسية بعنوان: «مستقبل الشرق الأوسط بعد سقوط سوريا وتأثيراته على الأمن القومي المصري»، غدا السبت.

يأتي ذلك بمشاركة الكاتب الصحفي محمد صلاح الزهار والكاتب والسيناريست الدكتور باهر دويدار والمؤرخ والكاتب الصحفي بالأهرام إيهاب عمر ، يدير الندوة الكاتب الصحفي محمد مصطفي أبو شامة.

وقال الكاتب الصحفي محمد مصطفى أبو شامة، مدير منتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إن الشرق الأوسط يعاد ترتيبه من جديد والمنطقة بصدد تصاعد في الصراع، وهو ما ينذر بخطر كبير على الأمن والاستقرار الدوليين، مشيرًا إلى أننا أمام مستقبل وإن كان غامضًا، إلا أن المؤكد فيه أن خريطة الشرق الأوسط يعاد رسمها من جديد.

ولفت أبو شامة، إلى أنه إزاء ما يشهده الشرق الأوسط من صراعات وتغيرات، يبقى الأمن القومي المصري أولوية أولى لدى جميع القوى الوطنية للحفاظ عليه، وهذا هو الخط الرئيسي الذي يسعى المنتدى لطرحه للنقاش في فعالياته المختلفة بين القوى السياسية والمجتمعية.

من جانبه، قال المستشار رضا صقر رئيس حزب الاتحاد، إن قمة مجموعة الثماني النامية للتعاون الاقتصادي تأتي بينما تمر المنطقة بتطورات خطيرة تزيد من أهمية تلك القمة التي تستضيفها مصر، لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الأطراف المشاركة في توقيت بالغ الدقة.

وقال "صقر"، في تصريحات صحفية اليوم، إن القمة تحمل فرصاً كبيرة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية، بما في ذلك الصناعة والزراعة، فضلا عن التعاون في مجال جذب الاستثمارات ودفع التبادل التجاري في السلع والخدمات، مشيرًا إلى أن القمة قادرة على تحقيق نتائج تخدم مصالح شعوب الدول الأعضاء.

وأشار رئيس حزب الاتحاد إلى كلمة الرئيس السيسي خلال قمة مجموعة الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، والتي لم تفصل التعاون الاقتصادي عن ما يدور في المنطقة والإقليم من صراعات، فالقمة تحمل بطبيعة الحال أبعاد سياسية وأمنية، في ضوء الصراع الذي تشهده دول المنطقة، مع البعد الاقتصادي لتعزيز التعاون الصناعي بين تلك الدول.

ولفت رضا صقر إلى أن ذلك يتجلى في إعلان الرئيس السيسي عن تخصيص جلسة بقمة الثماني النامية حول الأوضاع في فلسطين ولبنان، بما يعكس عمق التزامها وتأثير تلك الأحداث على المنطقة.
 

مقالات مشابهة

  • الإمارات تؤكد أهمية تعزيز التعاون العربي لمواجهة التحديات السيبرانية المتزايدة
  • الإمارات تنضم إلى معاهدة القارة القطبية الجنوبية لتسريع العمل المناخي
  • 2.5 تريليون درهم قيمة سوق العقارات في الإمارات
  • أحمد موسى: المطلوب إسقاط الدولة وليس النظام
  • "مركز الزبير" يسلط الضوء على أهمية التخطيط الاستراتيجي في ختام جلسات "تجربتي"
  • قيادي بمستقبل وطن: رسائل الرئيس أكدت أهمية سلاح الوعي في التصدي للتحديات الراهنة
  • المزروعي: الإمارات وجهة مثالية لتأسيس المشاريع المبتكرة
  • أمجد الشوا: قطاع غزة يعاني من مجاعة شديدة رغم محاولات برنامج الغذاء العالمي
  • خبير عسكري يكشف هدف إسرائيل الاستراتيجي فيما يحدث بسوريا
  • المنتدى الاستراتيجي للفكر ينظم ندوة عن مستقبل الشرق الأوسط بعد أحداث سوريا