يوماً بعد يوم، تزداد القراءات الإسرائيلية الحذرة من السياسة المرتقبة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي لا ينوي تفويت فرصة الولاية الثانية التي حصل عليها، من خلال حصوله على تفويض لإجراء تغيير عميق في الولايات المتحدة، وتصحيح أخطاء الإدارة السابقة.

وفي هذه الحالة قد تبدو دولة الاحتلال أنها أمام مساحة أقل للمناورة مما كانت عليه زمن إدارة الرئيس جو بايدن، أي أن لديها فرصة للصعود لقطار ترامب السريع، أو التعرض للأذى منه.



وأكد السفير السابق لدى الولايات المتحدة، ونائب وزير الخارجية الأسبق، داني أيالون، أن "الفوز المطلق لترامب في انتخابات رئاسة الولايات المتحدة يبشّر بعهد جديد في أمريكا، على الصعيدين الداخلي والدولي، وخلافا للانتصار الذي تحقق في 2016، فقد فاز هذه المرة بين جميع الناخبين، وبفارق غير متوقع على منافسته، وهو رقم يمنحه الشرعية الكاملة كزعيم منتخب ديمقراطياً، وبلا منازع، خاصة مع حقيقة أن الجمهوريين سيسيطرون على مجلس الشيوخ، وعلى الأغلب مجلس النواب أيضاً".

وأضاف أيالون في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "هذه التطورات الإيجابية تسمح لترامب بحرية العمل الكاملة في تنفيذ سياساته في كافة المجالات، بما في ذلك السياسة الخارجية، مع التركيز على الشرق الأوسط، وبالطبع العلاقات مع إسرائيل، بعد أربع سنوات من سياسة واشنطن الخارجية الفاشلة، التي تجلت في عدم منع روسيا من غزوها لأوكرانيا، والتخلي عن حلفائها في أفغانستان، وعدم النجاح الكامل في إطلاق سراح المختطفين ووقف القتال في غزة ولبنان وضد إيران".

وأوضح أنه "في السنوات الأربع الماضية، فقدت الولايات المتحدة إلى حدّ كبير قدرتها على ردع الأعداء، ونفوذها على حلفائها، والآن تحرر ترامب من كل هذه الضغوط السياسية، مع أنه لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، وهو في ولايته الثانية، والأخيرة، وهو يدرك أن التاريخ سيحكم عليه على أساس الأفعال، وليس على أساس شعارات الحملة الانتخابية، فقد حصل على فرصة ثانية لا تتكرر لمحو سجله المظلم، وتحقيق الاستقرار العالمي، ويتمثل شرط تحقيق ذلك بتجديد وتعزيز قوة الردع الأمريكية".


وأكد أنه "فيما يتعلق بموقف ترامب تجاه إسرائيل بشكل عام، ونتنياهو بشكل خاص، لا ينبغي للمرء أن يتوقع سلوكاً عاطفياً مثل سلوك بايدن، بل السعي لتحقيق إنجازات تاريخية قد تغير جذرياً الشرق الأوسط من خلال توسيع اتفاقيات التطبيع، وضمّ السعودية إليها، وتعزيز التحالف معها، وبالتالي فإن تأييد أمريكا وعزل إيران سيمنح إسرائيل مزايا هائلة مقابل ثمن محتمل لعملية سياسية تجاه الفلسطينيين".

وذكّر أن "صفقة القرن الخاصة بترامب التي أعلنها في 2019 تضمنت رؤية حل الدولتين، مما سيعني أن مساحة المناورة المتاحة لنتنياهو ضد ترامب ستكون محدودة مقارنة بما استمتع به مع بايدن، مقابل أنه سيرفع من مكانة دولة الاحتلال في العالم، كما فعل في ولايته السابقة، من خلال عدم السماح للأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالإساءة إليها، وهو الذي هدّد بوقف تمويلها في حال أقدمت على ذلك، بل وسحب عضوية الولايات المتحدة من اليونسكو".

وأشار إلى أنه "من المؤكد أن الرئيس الجديد، وهو رجل أعمال ماهر، سيطالب بدفع كامل ثمن هذه المساعدة، ومن الأفضل لإسرائيل ألا تنتظر "سقوط فأس" ترامب، مقابل تعميق التعاون العسكري والاستخباراتي والتكنولوجي مع واشنطن، وبالتالي فإن كل هذه القضايا ستكون في صلب علاقاتها الثنائية مع الولايات المتحدة، بما سيؤثر على مكانتها الإقليمية والدولية، وربما على وضعها السياسي الداخلي".


وختم بالقول إن "إسرائيل أمام بداية جديدة من عهد ترامب، فيها مفاجآت غير متوقعة، ولكن أيضا فرصة عظيمة، ولأن التحديات الهائلة التي تواجهها في مجالات الأمن والاقتصاد والقضايا السياسية والاجتماعية الداخلية كبيرة، فإنها تتطلب سياسة حكومية جريئة وذكية، وقبل كل شيء، سياسة بعيدة النظر تريد حل المشاكل الأساسية ودرء المخاطر".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلية ترامب الولايات المتحدة الاحتلال صفقة القرن إسرائيل الولايات المتحدة الاحتلال ترامب صفقة القرن صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

جوا وبحرا.. وزير إسرائيلي يقترح السماح لسكان غزة بمغادرة القطاع عبر إسرائيل

أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس محادثات أمنية رفيعة، الخميس، بشأن إمكانية السماح لسكان غزة بالسفر عبر إسرائيل، تناغما مع الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقطاع مؤخرا.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن مقترح كاتس يسمح لسكان غزة بمغادرة القطاع إلى بلدان أخرى، عبر مطار رامون جنوبي إسرائيل، وميناء أشدود على البحر المتوسط.

وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، ركز الاجتماع الذي حضره كبار قادة الجيش على "خيارات الهجرة الطوعية لسكان غزة".

وكان كاتس قد أصدر تعليمات في وقت سابق للجيش، بصياغة خطة لتسهيل مغادرة سكان غزة عن طريق البر والبحر والجو.

وفي حين لم تعتمد إسرائيل رسميا أي سياسة من هذا القبيل، أشاد كاتس في وقت سابق باقتراح ترامب بتهجير قطاع غزة، قائلا إنه "يمكن أن يوفر للآلاف من سكانه فرصة للانتقال إلى جميع أنحاء العالم".

كما قال كاتس إن الدول الأوروبية التي تنتقد إسرائيل، مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج، ملزمة بقبول المهاجرين من غزة، واقترح أن دولا مثل كندا، التي لديها برامج هجرة رسمية، ينبغي لها تسهيل إعادة توطين سكان من غزة.

وقوبلت خطة ترامب لقطاع غزة برفض عربي ومن معظم الدول الغربية، لكنها لاقت ترحابا إسرائيليا.

ودافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خطة الرئيس الأميركي لتهجير سكان غزة، متجاهلا الانتقادات الدولية للمقترح.

نتنياهو الذي يزور واشنطن حاليا، وصف خطة ترامب بأنها "أول فكرة جيدة" يسمعها.

وعقب لقاء ترامب ونتنياهو، الثلاثاء، قال الرئيس الأميركي إن قطاع غزة المطل على البحر المتوسط الذي دمرته الحرب، يجب أن ينتقل إلى "ملكية" الولايات المتحدة.

وأشار ترامب إلى أن القطاع الفلسطيني المحاصر يمكن أن يتحول تحت قيادة أمريكا إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تمنح إسرائيل ام القنابل
  • سفير مصر الأمم المتحدة يرد على إسرائيل: الدول القوية تلزمها جيوش قوية
  • جوا وبحرا.. وزير إسرائيلي يقترح السماح لسكان غزة بمغادرة القطاع عبر إسرائيل
  • البيت الأبيض: ليس للمحكمة الجنائية الدولية أي سلطة قضائية على الولايات المتحدة أو إسرائيل
  • ترامب: إسرائيل ستسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة عند انتهاء القتال / شاهد
  • عاجل| ترامب: إسرائيل سوف تسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء القتال
  • ترامب: إسرائيل ستسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة في نهاية القتال
  • مسئول إسرائيلي سابق: فرصة تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة “ضئيلة جداً”
  • غوتيريش يحذر ترامب من التطهير العرقي في غزة
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا