بين اتهامات بالولاء للنظام السابق والعمالة: مجازر وتعذيب في الدندر
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
يلقي هذا التقرير نظرة عن الأوضاع الصعبة التي عايشها سكان الدندر، حيث أفاد ناظر رفاعة بمقتل اثنتين من بائعات الشاي على يد قوات العمل الخاص وكتائب البراء في سوق المدينة. كما أوضح أحد أعضاء غرفة الطوارئ وجود انعدام تام في مقومات الحياة الأساسية. بينما تذكر إحدى الشابات أن الفتيات اضطررن إلى عبور نهر الدندر سباحة هربًا من قوات الدعم السريع.
وفي ظل هذه الظروف، تنتشر الكوليرا والحميات والملاريا بين السكان، وسط نقص حاد في الأدوية وتدمير للمرافق الصحية..
التغيير: الخرطوم
في صمت تعاني مدينة الدندر من انعدام كافة معينات الحياة من غذاء ودواء وانقطاع شبكة الإنترنت وسط انتشار الحميات والملاريا والكوليرا، بينما يقع المواطنون بين مطارق اتهامات الدعم السريع بالانتماء إلى الفلول و”الكيزان” وسندان اتهامات قوات العمل الخاص بـ”العمالة” لصالح “المليشيا”.
مجازر انتقاميةفي الثالث والعشرين من أكتوبر الماضي سيطرت قوات الجيش والمتحالفين معها على منطقة الدندر.
وفي 31 أكتوبر اتهم بيان ممهور باسم تنسيقية أبناء الدندر العاملين بالخارج الجيش السوداني بعمل مجازر راح ضحيتها (462) قتيلاً من بينهم أُسر كاملة واصفين ما حدث بالجريمة ضد الإنسانية.
وحذر البيان وقتها من أن التصعيد يعتبر جزءا من استراتيجية مدروسة لتفكيك النسيج الاجتماعي في الدندر وإحداث فوضى تسهل تنفيذ أجندات إرهابية انتقامية على حسب عبارات البيان.
وأرفق البيان قائمة بأسماء بعض القتلى بينهم أسرهم كاملة، مشيرًا إلى استمرار عملية حصر بقية القتلى، حيث تم دفن معظمهم في مقابر جماعية، وفقًا للبيان.”
فيما نشر بعض الناشطين على منصة “إكس” فيديوهات لقتلى قالوا إنها في منطقة الدندر، أظهرت بعض المواطنين يرتدون أزياء مدنية محلية معصوبي الأعين، ويجلسون على الأرض فيما تظهر أقدام جنود يرتدون زي القوات المسلحة.
ونشر حساب آخر إلقاء عدد من الجثث من على متن سيارة “بوكس” بواسطة شخص يرتدي زي الجيش وشخص آخر يرتدي زيا مدنيا في مقبرة واحدة فيما يظهر صوت شخص آخر يقول “مرتزقة” ولم تتمكن “التغيير” من التثبت من صحة هذه الفيديوهات التي نشر معظمها تحت وسم مجزرة الدندر.
ونفى أحد العاملين في غرف الطوارئ بالدندر وجود عمليات تصفية مؤكدا أن ما حدث هو القبض على المتعاونين من الدعم السريع وترحيلهم إلى مدينة الحواتة ثم منها إلى قسم القضارف، فيما قالت مجموعات تضم بعض مواطني الدندر على صفحات الفيسبوك إن عدد المقبوض عليهم يفوق الألف متهم.
تصفيات بتهمة التعاونمن جانبه أكد ناظر رفاعة، مالك الحسن أبو روف، مهاجمة قوات من الجيش وكتائب البراء بن مالك وقوات العمل الخاص للمواطنين في مناطق الدندر والسوكي تحت ذريعة التعاون مع الدعم السريع. وكشف أبو روف عن حدوث انتهاكات فظيعة تجاه إثنيات محددة؛ لم يسمها.
حدثت انتهاكات فظيعة تجاه إثنيات محددة بالدندر
ناظر رفاعة، مالك الحسن
ولفت أبو روف في حديثه لـ«التغيير» إلى أن المعلومات التي وردته من شهود عيان تؤكد مقتل سيدتين من العاملات في بيع الشاي في سوق الدندر بذات الاتهامات المتمثلة في التعاون مع قوات الدعم السريع.
وأضاف: بعد الدندر توجهت تلك القوات إلى منطقة كامراب وأعملت فيها تخريبا وقتلا امتد إلى كبار السن والنساء والأطفال.
وناشد ناظر رفاعة المجتمعين الدولي والإقليمي بضرورة التعجيل باتخاذ إجراءات تضمن سلامة المدنيين في كل بقاع السودان وخاصة موضوع القصف الجوي الذي يحول أجساد الأبرياء إلى جثث متفحمة أو أشلاء تدمي قلوب من يشاهدها
وأشار الناظر إلى أن بعض مشايخ العرب الرحل في منطقة حظيرة الدندر شاهدوا قوات عسكرية من إثنية التيقراي الإثيوبية قادمة من منطقة قلقو في طريقهم إلى مدينة الدندر، ويرتدون الزي العسكري.
وفي الوقت نفسه، أكد شهود عيان لـ«التغيير» إنهم رأوا هؤلاء الجنود الإثيوبيين داخل المدينة، وفي بعض الارتكازات التابعة للجيش مشيرين إلى مشاركتهم في القتال إلى جانب الجيش في مناطق السوكي والدندر.
هروب نسائي جماعي“ألقت أختاي ومجموعة من بنات العائلة وصل عددهن لـ (17) فتاة أنفسهن في نهر الدندر، وقطعنه سباحة”. تقول سحر (اسم مستعار) من منطقة الدندر.
وأشارت في حديثها لـ«التغيير» عن هروب نسائي جماعي من منطقة الدندر فور دخول قوات الدعم السريع إليها في يوليو الماضي.
فتيات من الدندر عبرن النهر سباحة للهروب من قوات الدعم السريع
وأوضحت أنها التقت أختيها وبقية بنات العائلة في منطقة أب رخم بعد أن عبرن نهر الدندر سباحة للهروب من قوات الدعم السريع، وتشير إلى أنهن كن في حالة يرثى لها “العباءات ممزقة والشوك أدمى أقدامهن وأجسادهن تقطر منها المياه”.
أخوات سحر ونساء أخريات قررن الهرب خوفا من ممارسات الدعم السريع التي تستهدف النساء بممارسة العنف الجنسي ما جعل مواطني الدندر يخرجون نساءهم حتى وإن اضطر الرجال للبقاء وفق أحد أعضاء غرفة الطوارئ بمدينة الدندر.
وأوضح هذا العضو خلال حديثه لـ«التغيير»، أن قوات الدعم السريع عندما دخلت للمدينة قامت بنهب كافة المحال التجارية والصيدليات كما دمرت كافة المرافق الطبية.
وأشار عضو غرفة الطوارئ، إلى أن قوات الدعم السريع قامت بتحويل منزل أحد المواطنين لمستشفى عسكري كان يُنقل إليه المصابين من مدينة سنجة ومناطق أخرى.
وأشار إلى أن مالكي المنزل تفاجأوا بالدماء وفوارغ المحاليل الطبية والأدوية في الوفت الذي منعتهم الرائحة السيئة من دخول المنزل.
وأضاف: تم تحول منزل آخر لمقر استخبارات كان يتم فيه جمع المعتقلين الذين تهمهم تتراوح بين كونهم فلول وكيزان واستخبارات الجيش.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع لـ التغییر إلى أن
إقرأ أيضاً:
"الدعم السريع" يتحدث عن مخطط لتقسيم السودان بعد تغيير العملة
اعتبرت قوات الدعم السريع في بيان يوم الأحد قرار تغيير العملة الذي أعلن عنه بنك السودان المركزي، "خطوة تمهيدية في سياق مخطط تقسيم السودان وفصل أقاليمه".
وأعلن بنك السودان المركزي يوم السبت طرح أوراق نقدية جديدة "لحماية العملة الوطنية وضبط الانفلات في أسعار الصرف في السوق الموازي".
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023 تدهور سعر صرف الجنيه السوداني بشكل كبير حيث يجري تداول الدولار الواحد حاليا عند نحو 2300 جنيه مقارنة مع 600 جنيها قبل اندلاع الحرب.
ويعاني الاقتصاد السوداني من مستويات تضخم عالية فاقت 300 في المئة في ظل تداول 90 في المئة من الكتلة النقدية المقدر حجمها بنحو 900 تريليون جنيه، خارج مظلة القطاع المصرفي.
وقبل اندلاع الحرب تزايدت المطالب بتغيير العملة لضبط السيولة الهاربة، لكن السلطات المالية رفضت ذلك متعللة بارتفاع كلفة طباعة العملة الجديدة التي قدرت وقتها بنحو 600 مليون دولار.
وفي بيان يوم السبت أوضح البنك المركزي أن خطوة تغيير العملة التي اتخذها تهدف أيضا لمعالجة الآثار السلبية للحرب الدائرة بالبلاد منذ منتصف أبريل 2023، وانتشار كميات كبيرة من العملات مجهولة المصدر وغير مطابقة للمواصفات الفنية، الأمر الذي أدى إلى زيادة مستوى السيولة النقدية بشكل واضح وكان له الأثر السالب على استقرار المستوى العام للأسعار.
وأكد البنك أن المصارف التجارية وفروعها ستواصل استلام العملات من فئتي الألف والخمسمائة جنيه من المواطنين وتوريدها وحفظها في حساباتهم وتمكينهم من استخدام أرصدتهم عبر وسائل الدفع المختلفة.
وقال البنك إنه سيعلن لاحقا عن تاريخ إيقاف التعامل بالطبعات الحالية من فئتي الألف جنيه والخمسمائة جنيه واعتبارها عملة غير مبرئة للذمة.
وتعليقا على خطوة البنك، اتهمت قوات الدعم السريع "السلطة القائمة في بورتسودان" باللجوء لطرح العملة النقدية الجديدة لتغطية العجز في الإيرادات، وتمويل كُلفة الحرب.
وأكدت قوات الدعم السريع أنها لن تسمح بتمرير أجندات "الدولة القديمة"، ودعت السودانيين إلى رفض القرار وعدم إيداع أموالهم، وعدم التعامل بالعملة الجديدة.
وشدد بيان قوات الدعم السريع على أن قرار بنك السودان المركزي بتغيير العملة في ظل الانهيار الشامل بالبلاد واختلال النظام المصرفي وتعطله في غالب الولايات "لا يستند إلى مسوغ قانوني، وتبطله نظم الحماية المالية للأفراد في ظل الكوارث والحروب، ويبقى محض تهور اقتصادي لتحقيق أهداف سياسية معلومة".
ودعت قوات الدعم السريع السودانيين إلى "تفويت الفرصة على المتربصين الذين أدمنوا الفساد ونهب ممتلكات الشعب وتخريب مؤسساته وتوظيفها لخدمة الأجندة الحربية".