قال الشيخ السيد عبد الباري، من علماء الأزهر الشريف، إن الإسلام يحث على التفكر والتدبر في آيات الله وفي خلقه، ولكن يجب أن نكون حذرين من أن يتسبب هذا التفكر في الوساوس والشبهات، مشيرا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي حذر فيه من التفكر في ذات الله وأفعاله، حيث قد يوسوس لنا الشيطان في هذا الأمر ويشغلنا بتساؤلات قد تؤدي إلى الشك، والقرآن الكريم يدعونا للتفكر والتدبر، ولكن يجب أن يكون هذا التفكر في حدود ما يزيد إيماننا دون أن يؤدي إلى تضليل الشيطان.

وأوضح الشيخ السيد عبد الباري، خلال حلقة برنامج «مع الناس» ، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن مسألة الوساوس التي قد تصيب المسلم أثناء الصلاة، والتي تعرف بالتشويش أو التفكير المتسلل، تعود إلى قلة الاستعداد الكامل للصلاة، لافتا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وضع لنا خطوات لحماية أنفسنا من هذه الوساوس، مثل الوضوء الصحيح، وأذكار الوضوء، وأذكار ما بين الوضوء والصلاة، إضافة إلى صلاة السنن وذكر الله.

وأكد ضرورة أن يستعيذ المسلم بالله من الشيطان الرجيم قبل الصلاة، حيث إن الشيطان يسمى «الخناس» في القرآن، ويختبئ ويتراجع عندما يذكر المسلم بالله ويستعيذ منه، مشيرا إلى أنه يجب على المسلم أن يقطع الوسوسة فورًا ولا يسمح لها بالاستمرار، وبدلاً من ذلك يجب عليه أن يتجدد بالاستغفار.

كما نصح بزيادة الاستغفار بشكل دائم، قائلاً: «الاستغفار هو الوسيلة التي يتخلص بها المسلم من التشويش الداخلي ويُطهر قلبه من الشبهات».

وأضاف أيضًا أن المسلم يمكنه أن يكرر قراءة آيات معينة من القرآن إذا شعر بالوسوسة، وخاصة الآيات التي يشعر فيها بحضور قلبه، حتى لو كانت هذه الآيات بسيطة أو قصيرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاستغفار الناس

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: تعدد مصادر التشريع في الإسلام يؤكِّد صلاحيته لكلِّ زمان ومكان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكَّد فضيلة الدكتور نظير عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- أن من القضايا المهمة التي ينبغي أن يكون المسلم على دراية بها هي مصادر التشريع الإسلامي، باعتبارها المعين الذي تُستقى منه الأحكام الشرعية.

جاء ذلك خلال حديثه الرمضاني على قناتَي DMC والناس، حيث أوضح فضيلته أنَّ من رحمة الله تعالى بعباده أن نوَّع لهم هذه المصادر، فلم يجعلها مصدرًا واحدًا فقط، بل تعدَّدت وتنوَّعت؛ إما للحثِّ على البحث والاجتهاد، أو للتيسير ورفع المشقة، استنادًا لقوله تعالى: {لا يُكلفُ الله نفسًا إلا وُسعَها} [البقرة: 286]، وقوله: {يريدُ اللهُ بكم اليُسرَ ولا يُريدُ بكم العُسر} [البقرة: 185]، وكذلك تأكيدًا على مرونة الشريعة وصلاحيتها لكلِّ زمان ومكان، ولبيان أنَّ أبواب الخير والهداية متعددة.

وأضاف مفتي الجمهورية أنَّ هناك مجموعةً من المصادر التي يُستنبط منها الفهم الصحيح للدين، وتُؤخذ منها الأحكام، ويكون العلماء الثقات هم المرجع في بيانها وتفسيرها، لقوله تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} [النحل: 43].

والمقصود بالعلماء هنا هم العلماء الذين يجمعون بين فَهم النصوص الشرعية (القرآن والسُّنة) والوعي بالواقع وقضاياه، ولديهم القدرة على تنزيل الأحكام على الوقائع دون تفريط في النصوص أو تجاهل للواقع؛ لأنَّ الدين جاء لتحقيق مصالح العباد في الدنيا والآخرة.

وأشار فضيلته إلى أنَّ مصادر التشريع تنقسم إلى: مصادر متَّفق عليها، مثل: القرآن الكريم، وهو المصدر الأول والرئيس، الذي وضع أُسس العقيدة والشريعة والسلوك، ثم السُّنة النبوية، والإجماع، والقياس. ومصادر مختلف فيها، مثل: الاستصحاب، والمصالح المرسلة، وسد الذرائع، وقول الصحابي، وغيرها.

وأكد الدكتور نظير عياد أن هذه المصادر مجتمعة تُشكِّل ركائز لفهم الدين فهمًا رشيدًا يجمع بين مقاصد الشريعة وواقع الناس، ولكن لا يمكن إدراك حقيقتها أو التعامل معها بسلامة إلا من خلال العلماء المؤهلين القادرين على رفع التعارض الظاهري بين النصوص، والجمع بين الأدلة دون إهمال أو انتقاص.

وعن الاطمئنان إلى صحة الأفكار، بيَّن فضيلته أن ذلك لا يتحقق إلا بمجموعة من الضوابط، أهمها: ألا تخالف عُرْفًا مستقرًّا لا يعارض الدين، وألا تصادم نصًّا دينيًّا صحيحًا وثابتًا، وأن تكون وليدة بحث ونظر، وبتوجيه من علماء ثقات، وكذلك أن تُختبر في الواقع؛ لأن الواقع يكشف أحيانًا مواطن الخطأ أو القصور.

واختتم فضيلة مفتي الجمهورية حديثَه بالتأكيد على أهمية الموضوعية والبُعد عن الهوى في طلب المعرفة، مستشهدًا بقوله تعالى: {ولا يجرمنِّكم شنآنُ قومٍ على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى} [المائدة: 8]، وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد بيده، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»، مشيرًا إلى أن العدل والصدق في الفهم والمعرفة هما طريق السلامة في الدين والدنيا.

مقالات مشابهة

  • جرائم طائفية وتدوينات عن التمثيل بالجثث: "تمزق الجسد السوري"
  • خير وأحب إلى الله.. عالم أزهري يكشف الصفات المقصودة بـ المؤمن القوي
  • مفتي الجمهورية: تعدد مصادر التشريع في الإسلام يؤكِّد صلاحيته لكلِّ زمان ومكان
  • مفتي الجمهورية: الإسلام حدد 3 أنواع من حقوق الجوار
  • مع قرب المهلة التي منحها السيد القائد.. حماس: العدو يواصل إغلاق معابر غزة بشكل كامل
  • قائد الحرس الثوري: اليمنيون آية من آيات الله لا يخافون !
  • أحمد عمر هاشم: الصيام عبادة عظيمة فرضها الله ليبلغ بها المسلم مرتبة التقوى
  • أيمن أبو عمر: الرحمة بالحيوان طريق للجنة
  • شرود في حضرة السيد سعيد
  • مُشتِّتات الصلاة