من هو أشر الناس الذي حذرنا منه سيدنا محمد؟.. «لديه 3 صفات»
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
قال الشيخ السيد عبد الباري، من علماء الأزهر الشريف، إن الإنسان لا يعيش في هذه الدنيا بمفرده، بل هو جزء من مجتمع، وله تأثير على من حوله، وفي حديث نبوي نجد تحذيرًا من العزلة والتقوقع، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «شراركم الذين ينزلون وحدهم ويجلدون عبيدهم ويمنعون رفدهم»، مشيرًا إلى أن هذا الشخص الذي يعيش منفردًا، لا يهتم إلا بنفسه ولا يتفاعل مع الآخرين، هو من أسوأ الناس.
وأكد الشيخ السيد عبد الباري، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن أسوأ الناس هم أولئك الذين لا يُرجى منهم خير ولا يؤمن شرهم، وتحدث عن من لا يحبهم الناس ولا يحبونهم، والذين لا يقبلون المعذرة ولا يغفرون الأخطاء، لافتا إلى أن هؤلاء الأشخاص هم أشخاص متقوقعون على أنفسهم، بعيدون عن المعاملة الطيبة والتفاهم مع الآخرين، وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا إن الأسوأ من هؤلاء هم الذين لا يصدقون شرهم على الخلق، وإذا رآهم الناس ارتجفوا منهم، لأنهم مصدر خوف وقلق للآخرين.
وفي المقابل، أوضح الشيخ عبد الباري أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن لنا أن من أفضل الناس أولئك الذين يذكرون الله ويذكرهم الناس بالخير، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «الذين إذا ذكر الله إذا رؤوا ذكر الله»، هؤلاء الأشخاص الذين تكون رؤية حضورهم مصدرًا للخير والبركة، لأنهم قريبون من الله في كل أوقاتهم.
وأضاف أن المسلم الذي يعيش مع ربه ويعمل لمرضاة الله يكون مصدرًا للخير أينما حلّ، مضيفا أن الحديث الذي تحدث فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن أهمية عمل الخير وعدم التوقف عن بذل الجهد في الأرض، حتى في أصعب الظروف.
وأضاف أن العمل الصالح لا يتوقف فقط على الأعمال البدنية أو العقلية، بل يشمل جميع أنواع الأعمال، بما في ذلك الأعمال الروحية والنفسية، وإذا لم يكن الإنسان قادرًا على القيام بأعمال بدنية أو عقلية، فيمكنه أن يكف عن الشر ويقي نفسه شر الناس، فذلك يعد عملًا صالحًا أيضًا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قناة الناس النبی صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان سيدنا رسول الله ﷺ أمرنا بالصدق، وسأله أحد الصحابة : أيزني المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيسرق المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيكذب المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «لا». قد يشتهي الإنسان، فتدفعه شهوته للوقوع في المعصية، أو يحتاج، فيعتدي بنسيان أو جهل. أما الكذب، فهو أمر مستبعد ومستهجن.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه عندما التزم الناس بهذه النصيحة، وهذا الحكم النبوي الشريف، عرفوا أنهم لا يقعون في الزنا ولا في السرقة. سبحان الله! لأن الإنسان إذا واجهته أسباب المعصية، وكان صادقًا مع نفسه، مع ربه، ومع الناس، فإنه يستحي أن يرتكب المعصية.
وجاء رجلٌ يُسْلِمُ على يدي رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أريد أن أدخل الإسلام، ولكني لا أقدر على ترك الفواحش والزنا. فقال له النبي ﷺ: «عاهدني ألا تكذب».
فدخل الإسلام بهذا الشرط، رغم كونه شرطًا فاسدًا في الأصل. وقد وضع الفقهاء بابًا في كتبهم بعنوان: الإسلام مع الشرط الفاسد.
دخل الرجل الإسلام، وتغاضى النبي ﷺ عن معصيته، لكنه طالبه بعدم الكذب. ثم عاد الرجل إلى النبي ﷺ بعد أن تعافى من هذا الذنب، وقال: والله، يا رسول الله، كلما هممت أن أفعل تلك الفاحشة، تذكرت أنك ستسألني: هل فعلت؟ فأتركها استحياءً من أن أصرح بذلك، فالصدق كان سبب نجاته.
الصدق الذي نستهين به، هو أمر عظيم؛ الصدق يمنعنا من شهادة الزور، ومن كتمان الشهادة. وهو الذي ينجينا من المهالك. وقد ورد في الزهد : »الصدق منجاة؛ ولو ظننت فيه هلاكك، والكذب مهلكة؛ ولو ظننت فيه نجاتك».
وفي إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، رضي الله عنه: كان خطيبٌ يخطب في الناس عن الصدق بخطبة بليغة. ثم عاد في الجمعة التالية، وألقى نفس الخطبة عن الصدق، وكررها في كل جمعة، حتى ملَّ الناس، وقالوا له: ألا تحفظ غير هذه الخطبة؟ فقال لهم: وهل تركتم الكذب والدعوة إليه، حتى أترك أنا الدعوة إلى الصدق؟! نعم، الصدق موضوع قديم، ولكنه موضوع يَهُزُّ الإنسان، يغير حياته، ويدخله في البرنامج النبوي المستقيم. به يعيش الإنسان مع الله.
الصدق الذي نسيناه، هو ما قال فيه النبي ﷺ : »كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّث بكل ما سمع ».
ونحن اليوم نحدث بكل ما نسمع، نزيد على الكلام، ونكمل من أذهاننا بدون بينة.
ماذا سنقول أمام الله يوم القيامة؟
اغتبنا هذا، وافتَرَينا على ذاك، من غير قصدٍ، ولا التفات. لأننا سمعنا، فتكلمنا، وزدنا.
قال النبي ﷺ: «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
وأخذ بلسانه وقال: «عليك بهذا».
فسأله الصحابي: وهل نؤاخذ بما نقول؟ فقال النبي ﷺ : وهل يَكُبُّ الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ لقد استهنا بعظيمٍ علمنا إياه النبي ﷺ. يجب علينا أن نعود إلى الله قبل فوات الأوان.
علق قلبك بالله، ولا تنشغل بالدنيا الفانية، واذكر قول النبي ﷺ: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل».
راجع نفسك، ليس لأمرٍ من أمور الدنيا، ولكن لموقف عظيم ستقف فيه بين يدي رب العالمين. فلنعد إلى الله، ولا نعصي أبا القاسم ﷺ.