روضة الحاج: هنا لا يُضايقُني أيُّ شيءْ يردُّ الجميعُ السلامَ بأفضلَ منه ويبتسمُ العابرونَ بوجهي (ولا تقطعُ الكهرباءْ)!
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
كتبت شاعرة السودان الأولى “روضة الحاج”: هنا لا يُضايقُني أيُّ شيءْ يردُّ الجميعُ السلامَ بأفضلَ منه ويبتسمُ العابرونَ بوجهي (ولا تقطعُ الكهرباءْ)! هنا لا يُضايقني أيُّ شيءٍ تجي القطاراتُ في موعدٍ ثابتٍ والمقاهى تُنادي عليَّ لأجلسَ والباعةُ الجائلونَ يُحيَّونني إذ أعودُ إلى (نُزُلي) إنَّه نصفُ بيتٍ صغيرٍ لأرملةٍ وهي تصنعُ خبزاً شهياً وتُذهلُني كلَّ يومٍ بطعمِ الحساءْ! هنا لا يُضايقُني أيُّ شيءٍ ففي هذه الأرضِ أرضٌ وفوقي سماءٌ ملوَّنةٌ مثل تلك السماءْ هنا أتسكَّعُ في شارعٍ شُغلَ الناسُ فيه بأنفسِهم يهرعونَ إلى ما يشاؤونَ يبتسمونَ لأمثالِنا ويمرُّونَ جداً خفافاً كأنسامِ هذا الشتاءْ هنا أتناولُ شاي الصباحِ على شرفةٍ تتسابقُ نحو الوصولِ إليها ورودُ الحديقةِ في كلِّ يومٍ وتلقي عليَّ تحيَّتَها في المساءْ هنا في البلادِ الغريبةِ دفءٌ يُلامسُ قلبي فمعظمُ سكَّانِها طيبونَ ولم يسألوني لماذا أقيمُ لديهم؟ ولا عيَّروني بهذا الذي ليس يُخفى بوجهي وأعني المزيجَ الغريبَ من الحزنِ والكبرياءْ!! هنا في البلادِ الغريبةِ ما يُشبهُ الأهلَ ناسٌ لهم وجعٌ ربما مثل أوجاعِ قلبي لهم غصةٌ مثل هذي التي ما تزالُ بروحي كأنَّ البكاءَ يزيدُ تشبثهَا بي متى طبَّب الروحَ هذا البكاء!؟ هنا في البلادِ البعيدةِ أُصغي لنفسي قليلاً وأكتبُ أكتبُ في كلِّ شيءٍ وعن كلِّ شيءٍ بلا قلمٍ وأُغنِّي فأُدركُ أنّي أُجيد الغناءْ! هنا (سرعةُ النتِ) مذهلةٌ والحياةُ مرتَّبةٌ مثل بيتٍ نظيفٍ تعهَّده مولعٌ بالنقاءْ تُحدِّثُني هذه النفسُ أن أعتلي منبراً وأُنادي على الناسِ يا أيُّها الناسُ لي وطنٌ صدِّقوني أنا لستُ منبتةً لستُ(مقطوعةً من شجرْ)!! فلي (عزوةٌ) لي رجالٌ أُقدِّرُهم ونساءْ لي قبورٌ هناك أعزُّ على هذه الروحِ من كلِّ ما في الحياةْ!! هنا لا يُضايقُني أيُّ شيء ولكنَّني لا أكفُّ ولو ساعةً عن حنيني إلى شمسِه أهلِه نيلِه والصباحاتِ فيه المساءاتِ فيه شوارِعه كلِّ شيءٍ به وطني إنَّني يستبدُّ بي الشوقُ حدَّ العياءْ! السمراء/ روضة الحاج رصد وتحرير – “النيلين” إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
وفاة المعمر اليمني سيف العزيزي عن عمر يناهز ١٢٠ عاما
الوحدة نيوز/ توفي فجر اليوم الأربعاء في محافظة تعز أحد أكبر المعمرين في اليمن الحاج سيف مهيوب العزيزي عن عمر يناهز ١٢٠ عاما وهو من مواليد أبناء مديرية جبل حبشي تعز جنوب غرب اليمن مطلع القرن الماضي.
وأفاد الصحفي محمد العزيزي أن عمه الحاج سيف العزيزي شقيق والده وأكبر أعمامه سنا ، كان يمارس حياته الطبيعية في مسقط رأسه حيث كان يعمل طوال حياته في فلاحة الأرض ورعي الأغنام وتربية النحل ولم يغادر قريته إلا مرة واحدة لأداء فريضة الحج منتصف القرن الماضي،وكان أكله اللبن والجبن والعسل واللحم و”الفطير “الفطائر والخبز البلدي الخالص ، ولا يأكل السمك والمعلبات والمنتجات الصناعية.. مؤكدا أن المعمر العزيزي تزوج بإمرأتين وله ستة أبناء ذكورا وإناث وعشرات الأحفاد وأبناء الأحفاد.
وأضاف الصحفي العزيزي أن عمه الحاج سيف، ظل مقعدا على الفراش طوال خمسة عشر عاما بسبب كسر وخروج رمانة رجله اليسرى إثر إنزلاقه على الأرض حتى وفاته رحمه الله تعالى.
وتوفي الحاج سيف العزيزي بعد وفاة زوجته بأسبوع حيث توفيت الأربعاء الماضي في تعز ، هذا وقد وري جثمان المعمر سيف العزيزي بعد الصلاة عليه في مقبرة الاجينات بمدينة تعز ، رحمة الله تغشاه واسكنه فسيح جناته.