د. غادة عبدالرحيم تكتب: الشباب في قلب الرئيس.. وأطلقنا "نقدر" للتأهيل لسوق العمل
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق د. غادة عبدالرحيم تكتب: الشباب في قلب الرئيس.. “مبادرة بداية” خارطة طريق نحو التنمية المستدامةد. غادة عبدالرحيم
فى واقع مليء بالتحديات وأحلام تنتظر التحقق، جاءت مبادرة "بداية" لتشعل الأمل، وتعيد رسم معالم المستقبل للمصريين، فهى رؤية شاملة، تمتد نحو بناء الإنسان من جديد، وصياغة حياة كريمة، تليق بالمواطن المصري.
وتسعى الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، نحو تعزيز اهتمامها بالإنسان المصري، إيمانا بأهمية الاستثمار فى العنصر البشرى، الذى يُعد ركيزة أساسية من ركائز التنمية، وتنفيذ خطط التنمية الشاملة التى تتبناها الدولة.
وجاءت مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان، تتويجا لهذه الجهود؛ حيث تستهدف تعظيم استفادة المواطن من موارد الدولة، وتحسين مستوى معيشته، من خلال تحسين جودة الخدمات المقدمة له.
وتمثل مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان»، انطلاقة مهمة فى مسار التنمية، الذى تقوده القيادة السياسية، حيث إنها تستهدف الاستثمار فى رأس المال البشري، من خلال إعداد مواطن فاعل ومثقف، يخدم نفسه ووطنه، ويكون قادرًا على مواجهة التحديات.
وتعكس مبادرة بداية، التزام القيادة السياسية بتوفير بيئة داعمة للشباب، حيث تهدف إلى تمكينهم من الاستفادة من الموارد المتاحة، وتحقيق طموحاتهم الاقتصادية، مما يساعدهم على تجاوز التحديات التى قد تواجههم فى بداية مشروعاتهم.
كما تستهدف مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"، إتاحة طريق للمواطن المصرى نحو التنمية الذاتية، والصحية، والتعليمية، والرياضية، والثقافية، والسلوكية؛ من أجل تقديم مواطن صحيح متعلم، متمكن، قادر، واعٍ، ومثقف للمجتمع.
حيث إن بناء الإنسان المصرى حق أصيل من حقوق الإنسان الاجتماعية، واستثمار مهم فى الطاقة البشرية، التى تمثل واحدة من أهم رءوس أموال الدولة، التى تسهم فى بناء مجتمع قوى ومتماسك، قادر على الإنتاج، والحفاظ على قوته الاقتصادية، وأمنه واستقراره، بوعيه وثقافته، وسلامته الصحية والتعليمية والثقافية.
د. غادة عبدالرحيم تطلق برنامج «نقدر» للتأهيل لسوق العمل
كتبت- أسماء منتصر
أطلقت الدكتورة غادة عبدالرحيم، أستاذ علم النفس التربوى المساعد، ومستشار رئيس جامعة القاهرة للتواصل المجتمعي، مبادرة "نقدر" لتأهيل الشباب نحو سوق العمل، وذلك فى إطار فعاليات المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري"، والتى تهدف إلى الاستثمار فى رأس المال البشرى، من خلال برنامج عمل يستهدف تنمية الإنسان، والعمل على ترسيخ الهوية المصرية.
وذلك لتحقيق رؤية مصر 2030، وبرنامج التنمية المستدامة فى الصحة والتعليم والثقافة والرياضة، وخلق أجيال قادرة على الإبداع والابتكار والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، وتقديم خدمات وأنشطة وبرامج متنوعة، مستهدفة كل الفئات العمرية، وتوفير فرص العمل بشكل تكاملي، بين جهات الدولة والمجتمع الأهلي.
أسماء بكر: مبادرة «بداية».. الطريق نحو عالم ريادة الأعمالهى نموذج للإرادة الحديدية، والفتاة الصعيدية، التى تتحدى المستحيل، من أجل النجاح، وتحقيق أحلامها، مما كان دافعًا لتفوقها، نحو طريق النجاح، هى "أسماء بكر".. حاصلة على بكالوريوس التربية، التحقت ببرنامج "نقدر"، من أجل أن تثقل مهاراتها فى التخطيط للمستقبل، ودخول عالم ريادة الأعمال.
تقول "أسماء"، إن فعاليات برنامج «نقدر» ساعدتها على اكتشاف قدراتها ومواهبها، واستخراج طاقتها؛ مؤكدة أن المعلومات التى قدمت لها خلال «نقدر»، كانت بمثابة نقلة جديدة لها، لأنها تهدف إلى تأهيل الشباب لسوق العمل، وإعداد كوادر شابة، قادرة على الابتكار والإبداع. ووجهت أسماء بكر الشكر للدكتورة غادة عبدالرحيم، التى زرعت الأمل والثقة فى نفوس الشباب، من أجل مستقبل أفضل.
ناريمان هشام: مبادرة «بداية» جسر العبور للمستقبلقالت ناريمان هشام، ليسانس حقوق، إن مبادرة بداية ترسم خارطة طريق للشباب، لتنميتهم ذاتيا وتعليميا وصحيا وثقافيا ورياضيا وسلوكيا؛ لبناء إنسان متعلم ومتمكن ومثقف، وعلى أخلاق عالية، وواعٍ بقضايا وطنه، إضافة إلى توفير عمل لائق له، ووظائف مستقبلية تتوافق مع سوق العمل، وذلك لضمان حياة كريمة لكل المصريين.
ولفتت "هشام"، إلى أن مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"، تتسق مع رؤية مصر ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، وتستهدف تحقيق التنمية البشرية، والاهتمام بالعنصر البشرى.
وأوضحت أنها التحقت ببرنامج "نقدر"، الذى أطلقته الدكتورة غادة عبدالرحيم، من أجل تنمية مهاراتها ومن أجل أن تؤهل نفسها لسوق العمل فى المستقبل؛ مشيرة إلى أن برنامج "نقدر" علمها كيف تكون ذات تأثير إيجابى فى المجتمع، وقادرة على مواجهة المشكلات، ومهارة التحدث أمام الجماهير، والتعبير عن أفكارها وطموحاتها.
وأكدت ناريمان هشام، أن برنامج «نقدر»، نمى لديها الإبداع والابتكار، والتفكير خارج الصندوق؛ موضحة أن برنامج "نقدر"، غير أفكارنا ناحية انتظار الوظيفة، فتعلمنا كيف نضع خطة لنفسنا، وساعدنا لننمى أنفسنا، وساعدنى كى أفكر وأخطط لمشروع يفيدني، وأشكر الدكتورة غادة عبدالرحيم، التى ساعدتنا وشجعتنا على تأهيل أنفسنا لسوق العمل.
سلوى عبدالمنعم:«نقدر» حلق بأفكارنا خارج الصندوق"غيرت نظرتى للمستقبل، وتعلمت كيف أعبر عن نفسي، وأنظم وقتي، وأخطط لأحلامي".. بتلك الكلمات بدأت سلوى محمد عبدالمنعم، خريجة كلية التمريض حديثها عن برنامج "نقدر"، الذى يعتبر نقلة مهمة فى حياتها.
حيث قالت "سلوى"، إن برنامج "نقدر"، أهلها للكثير من المهارات، وأهمها التخطيط الاستراتيجي، وتنظيم الوقت، وحل الأزمات، والتعبير عن الأفكار بشكل إبداعي، وغير تقليدي، كما تعلمت كيفية التخطيط لمشروع فى المستقبل، والتفكير خارج الصندوق، وكيفية عمل دراسة جدوى.
وأضافت: "استفدت كثيرًا من الحلقات النقاشية التى طرحت أفكار الشباب لتطوير القرى الأكثر احتياجا، وكيفية وضع آليات للتعامل مع القرى وتطويرها، بالإضافة إلى توليد أفكار غير تقليدية «خارج الصندوق»، والتى أدت إلى توليد طاقات الشباب، فى كم هائل من الأبحاث والمشروعات ودراسات الجدوى".
أسماء عادل: «نقدر» نقلة رائدة نحو المشروعات الصغيرة والتمكين الاقتصادىقالت أسماء عادل، إن مشروع "نقدر" بمثابة زراعة الأمل نحو مستقبل أفضل للشباب والفتيات، من خلال تنمية مهارات سوق العمل؛ مضيفةً: "أنا سعيدة جدا بمشاركتى فى برنامج نقدر؛ حيث تعلمت منه الكثير من الخبرات، وفنون التواصل وأنواعه، وكيفية التواصل مع الآخرين، وإجراء المقابلات الشخصية، وكيفية التخطيط للمستقبل، والصفات التى يحب أن يتحلى بها القائد الناجح.
وتابعت "أسماء": كما استفدت كثيرا من ورشة عمل الأشغال اليدوية؛ حيث قامت الفتيات بتنفيذ العديد من الأشغال؛ لإظهار مواهبهن الإبداعية، واكتشاف أنفسهن من جديد. واختتمت بقولها: لقد تعلمنا من الدكتورة غادة عبدالرحيم، مفهوم النجاح، وطرق تقييم الذات، والتعبير عن نقاط القوة والضعف، ومهارات التفكير الإبداعي، وبشكل مختلف وغير نمطى، يمكن الاستفادة منه، ويقود إلى تطوير مهارات كل فرد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الشباب في قلب الرئيس مبادرة بداية التنمية المستدامة غادة عبدالرحيم بدایة جدیدة لبناء الإنسان خارج الصندوق مبادرة بدایة لسوق العمل من خلال من أجل
إقرأ أيضاً:
كامل توفيق: «مبادرة الرواد الرقميون تعزز مهارات الشباب في تكنولوجيا المعلومات وتدعم الاقتصاد»
أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في أبريل 2025 مبادرة «الرواد الرقميون» كبرنامج منح تدريبية مجانية يهدف إلى إعداد كوادر مصرية عالية المهارة في مجالات تكنولوجيا المعلومات، حيث تهدف المبادرة إلى دعم التحول الرقمي لتعزيز الاقتصاد الوطني، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية مصر 2030 لبناء مجتمع رقمي متكامل.
الطلب التكنولوجي العالميوفي هذا السياق، قال الدكتور المهندس كامل كمال محمد توفيق، بمركز جامعة الأزهر للدراسات والبحوث الفيروسية - جامعة الأزهر، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع» إن العالم يشهد طلبًا متزايدًا على تخصصات تقنية حديثة أساسية لتحقيق التحول الرقمي. من أبرز هذه المجالات:
- الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات: يحتاج سوق العمل إلى مهندسي ذكاء اصطناعي ومحلي بيانات قادرين على تحليل البيانات الضخمة واستخراج القيمة منها. حيث أشار تقرير عالمي إلى أن مهارات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات تعتبر من أسرع المهارات نموًا عالميًا، وتُعد من القطاعات الأكثر طلبًا على المستوى الدولي.
- الأمن السيبراني: مع تزايد الاعتماد على الأنظمة الرقمية، أصبح طلب المؤسسات على خبراء الأمن السيبراني كبيرًا. تغطي المبادرة الأمن السيبراني ضمن برامجها المتخصصة، وهو من التخصصات ذات الطلب العالمي الكبير وفق خبراء تكنولوجيا المعلومات.
- الحوسبة السحابية والبنية التحتية: يعتبر الحوسبة السحابية ركيزة أساسية للأنظمة الرقمية الحديثة. تشمل برامج المبادرة أساسيات الحوسبة السحابية والشبكات الآمنة، ويشمل المجال دورات في بنى الحوسبة والتخزين السحابي.
- تقنيات متقدمة أخرى: مثل البرمجة المتقدمة والتصميم الرقمي والفنون الرقمية والواقع المعزز/الافتراضي. تؤكد مصادر رسمية أن المبادرة تشمل هذه المجالات المتخصصة، بما يتماشى مع اتجاهات السوق العالمية.
وأشار توفيق إلى أن «الرواد الرقميون» تركز بوضوح على تدريب الشباب في هذه القطاعات الموصوفة بأنها ذات طلب عالمي مرتفع. فمثلاً، ذكرت وزارة الاتصالات أن المبادرة ستؤهل 5000 متدرب سنويًا في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والبرمجة والأمن السيبراني والتصميم الرقمي والفنون الرقمية، وهو ما يتوافق مع قائمة المهارات الأسرع نموًا عالميًا التي تبرزها منتديات اقتصادية دولية.
وبيّن: من المتوقع أن تنمو الحاجة إلى المواهب الرقمية في مصر خلال الخمس إلى العشر سنوات القادمة تبعًا لمشاريع التحول الرقمي. تتوقع الحكومة أن يساهم قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بنسبة 8% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، ارتفاعًا من 5.8% في 2023/2024. ولتحقيق ذلك، وضعت خططًا طموحة لتدريب مليون مهندس ومتخصص تقني بحلول عام 2030.
ومن أهم المهارات الرقمية المطلوبة مستقبلًا، أوضح توفيق: تطوير البرمجيات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، فمع توسع خدمات الحكومة الإلكترونية (مثل منصة «مصر الرقمية» التي توفر خدمات حكومية للمواطنين) يزداد الطلب على مطوري الأنظمة ومهندسي البيانات. كما سيظل الأمن السيبراني ذو أهمية قصوى لحماية المعاملات المالية والشبكات الحكومية من الهجمات.
وتابع: إلى ذلك، ستتطلب البنية التحتية المتقدمة مهارات في الحوسبة السحابية والشبكات الحديثة (مثل5 G) )، خصوصًا مع خطة توسيع شبكة الاتصالات. كما يتوقع توسع قطاع التعهيد التكنولوجي في مصر، حيث يُتوقع ارتفاع أعداد المتخصصين في التعهيد إلى 550 ألف موظف بحلول 2026، ما يعزز صادرات مصر الرقمية إلى 9 مليارات دولار.. ويستلزم ذلك زيادة أعداد مهارات التسويق الرقمي واللغات الأجنبية للتواصل مع الأسواق العالمية.
احتياجات سوق العمل المستقبليةوأضاف: من المتوقع أن يشهد المستقبل القريب في مصر زيادة الطلب على مهارات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والأمن السيبراني.. ولتحقيق ذلك، وضعت خططًا طموحة لتدريب مليون مهندس ومتخصص تقني بحلول عام 2030.
وذكر: على سبيل المثال، ربط جميع الوزارات بالألياف الضوئية ضمن مبادرة «مصر الرقمية»، ومدينة المعرفة في العاصمة الإدارية الجديدة التي تضم مراكز بحوث تقنية بتكلفة 12 مليار جنيه، وتجهيز ستة حدائق تكنولوجية في محافظات الصعيد وشمال البلاد تحتوي على مختبرات لتصميم الهاردوير والتدريب على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والأمن السيبراني.
وأكد توفيق أن المبادرات الجارية مثل العاصمة الإدارية الذكية وصيانة البنية التحتية القومية تخلق حوافز لنمو وظائف البرمجيات والأمن وتحليل البيانات، مما يؤكد أن المبادرة تركز على المهارات الاستراتيجية المتوافقة مع مستقبل سوق العمل الوطني.
التحديات في تنمية رأس المال البشريولفت المهندس كامل كمال إلى أن مصر تواجه تحديات في بناء الكفاءات التقنية. من أبرزها أن التعليم الجامعي التقليدي لا يزال يفتقر للارتباط الكافي بالممارسات العملية الحديثة، مما يولّد فجوة مهارية. فقد وجدت دراسة محلية أن 78% من الشركات المصرية تكافح للعثور على موظفين مهرة بما يطلبه سوق العمل. ويرى 41% من هذه الشركات أن النقص يعد تحديًا كبيرًا.
كما نوّه توفيق بأن هناك مشكلة هجرة العقول، إذ يميل كثير من أصحاب المؤهلات التقنية العالية للسفر بحثًا عن فرص أفضل بالخارج، مما يؤدي إلى تفاقم النقص المحلي في الخبرات. وبالإضافة لذلك، ثمة تحديات ترتبط بعدم تكافؤ الوصول إلى التكنولوجيا: فغالبًا ما تفتقر المناطق الريفية والمدارس الحكومية إلى بنية تحتية حديثة للتعلم الرقمي، بينما يظل وصول الإنترنت والكمبيوترات ضعيفًا في بعض المناطق. مشيرًا إلى أن كل هذا يتطلب إصلاحات مستمرة في المناهج التعليمية وتعزيز التدريب المهني وتوسيع بنية الاتصالات وتوفير حوافز لبقاء الكفاءات في الداخل.
تأثير تدريب الشباب على الأمن السيبرانيوأفاد بأن تدريب الشباب على الأمن السيبراني يُعزز بشكل مباشر قدرة مصر على حماية بنيتها الرقمية. فعالميًا هناك نقص حاد في كفاءات الأمن السيبراني، إذ ترى تقارير دولية أن الصناعة تحتاج إلى نحو 4 ملايين خبير إضافي لسد الفجوة الحالية. ويؤكد المنتدى الاقتصادي العالمي أن ثلثي المؤسسات تعاني من مخاطر إضافية بسبب نقص هؤلاء الخبراء. بالتالي، فإن استهداف آلاف الشباب بالتدريب في هذا المجال يساعد في سد جزء من هذه الفجوة وحماية الأنظمة الوطنية. فالمتدربون يكتسبون مهارات مهمة مثل اكتشاف الثغرات وفحص الاختراقات، وتصميم برمجيات دفاعية، مما يسرع عملية التصدي للهجمات الإلكترونية.
واستعرض الباحث في مركز الدراسات الفيروسية بجامعة الأزهر على سبيل المثال، الدول التي ركّزت على بناء كفاءات أمنية محلية (مثل توفير برامج وطنية للشهادات السيبرانية) شهدت تحسنًا في سرعة اكتشاف التهديدات وتقليل الأضرار الناجمة عنها. وفي إطار مصر، يُتوقّع أن يُقلل توافر خريجي الأمن السيبراني المخاطر الرقمية على البنوك الحكومية والمحطات الحيوية وشبكات الاتصالات، حيث يرفع عدد الخبراء من مستوى الاستجابة السريعة للثقوب الأمنية والاستثمار في الإجراءات الاستباقية للتصدي للهجمات الإلكترونية.
تطوير البنية التحتية الرقميةوتحدث عن أن مصر اعتمدت مؤخرًا خطوات جريئة لتطوير بنيتها التحتية الرقمية، مشيرًا إلى أنه في أبريل 2024 افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي أول مركز بيانات وحوسبة سحابية حكومي على طريق العين السخنة، ليكون مستودعًا مركزيًا لبيانات الوزارات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويعمل كمركز تعافي وكوارث وبديل لمركز بيانات العاصمة الإدارية. وتنصح التوصيات بمتابعة هذا النهج عبر:
- توسيع شبكات الاتصالات فائقة السرعة: استكمال تغطية الألياف الضوئية للجميع (مشروع ربط 32.000 مبنى حكومي بالألياف)، وتسريع نشر الجيل الخامس في المدن والمحافظات.
- زيادة مراكز البيانات والسحابة الحكومية: بناء مرافق إضافية وخصوصًا في الصعيد والمدن الجديدة، وتعزيز خدمات السحابة الحكومية (إطلاق السحابة المصرية) لربط الوزارات.
- تطوير المدن الذكية: توسيع تطبيقات إنترنت الأشياء والبيانات الضخمة في العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة والمدن الجامعية لرفع جودة الحياة وتوفير خدمات رقمية متكاملة.
- تعزيز الأمن السيبراني بالإنشاءات التقنية: مثل إقامة مراكز عمليات أمنية وطنية (SOC) متقدمة، وربط البنى الأساسية الحيوية (طاقة، نقل، صحة) بشبكات خاصة آمنة.
علاوة على ذلك، قال العضو في مركز جامعة الأزهر للدراسات الفيروسية إن مصر تدعم استثمار شركات دولية في بنيتها: فقد أعلن مشغلو الاتصالات عن إنشاء مراكز بيانات جديدة مثل إنشاء Orange مركزًا بقيمة 135 مليون دولار في العاصمة الإدارية، وتم توقيع اتفاقيات استثمارية مع الإمارات لبناء قدرات بيانات تبلغ نحو 1 جيجاوات، لافتًا إلى أن هذه الخطوات تقوي الأساس التقني للدولة وتجعلها أكثر جاهزية لتحمل أعباء الاقتصاد الرقمي المتنامي.
مواكبة التطور التكنولوجي العالمي
وواصل المهندس كامل كمال حديثه، أن مبادرة «الرواد الرقميون» تتبع استراتيجيات عالمية في تنمية الكفاءات التقنية. فقد شُرِكَت فيها شركات تقنية دولية كبرى (جوجل، سيكسو، هواوي، أمازون AWS، مايكروسوفت وغيرها) لإثراء المناهج والمنصات التدريبية. كما أبرمت مصر شراكات دولية لتسريع التحول الرقمي، فمثلاً وقعت اتفاقية استثمارية مع الإمارات لبناء مراكز بيانات ضخمة، وشارك القطاع الخاص الأجنبي في مشروعات البنية التحتية. على الصعيد السياسي، طُرحت قوانين داعمة للاقتصاد الرقمي (مثل قانون حماية البيانات الشخصية وقانون التأمين الإلكتروني) لتوفير بيئة تنظيمية تشجع الاستثمار التكنولوجي.
وأضاف: تؤكد تقارير اقتصادية نمو القطاع التقني المصري بمعدلات عالية (15.2% نمو خلال 2022/2023)، ما يعكس فرصًا للاستثمارات في المهارات والابتكار. ولا شك أن استمرار هذا الزخم يتطلب التعاون الدولي في مجال البحث والتطوير، وتبني استراتيجيات مثل إنشاء حاضنات أعمال رقمية، وتحفيز الشركات الناشئة التقنية، وضمان بيئة تنظيمية شفافة تشجع على الريادة الرقمية.
وأوضح كامل كمال أن دول ناشئة أخرى شهدت مبادرات مماثلة. ففي إندونيسيا حددت الحكومة هدفًا لتخريج 9 ملايين كفاءات رقمية بحلول 2030، وأُطلق بالشراكة مع UNDP ومايكروسوفت برنامج «مهاراتنا للمستقبل» Skill Our Future لتدريب نحو 400 ألف شاب حتى 2026. وفي الهند أعلن رئيس الوزراء خططًا وطنية لتعزيز مهارات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني (مبادرة IndiaAI) وتوسيع منصة مهارات الهند الرقمية (Skill India Digital Hub) لتدريب الملايين في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
وتابع: البرازيل أيضًا تشارك في برامج إقليمية لتنمية المهارات الرقمية، فقد اندمجت مع شركات مثل مايكروسوفت في مبادرات تدريبية لمئات الآلاف من الشباب في اللاتينية، مشيرًا إلى أن هذه الأمثلة تؤكد أهمية الخطوات التي تتخذها مصر عالمياً، مع ضرورة الاستفادة من تجاربها في بناء نظام مهاري مستدام.
وفي ختام تصريحاته لـ «الأسبوع»، أكد الدكتور المهندس كامل كمال محمد توفيق، أن مبادرة «الرواد الرقميون» تُعد استراتيجية لحفظ مكانة مصر في الثورة التكنولوجية العالمية. فهي تسهم في بناء رافعة بشرية تكنلوجية ترفع من تنافسية الاقتصاد وتزيد حجم الصادرات الرقمية، بما يعزز نمو القطاع الذي نما بنسبة 15% وتجاوز مساهمته في الناتج 5%.
لنجاح واستدامة المبادرة، أوصى الدكتور كامل كمال باستمرار التمويل والدعم الحكومي طويل الأجل لها، والتأكيد على الشفافية ومعايير الاختيار العلمية. كما يجب متابعة جودة التدريب وربطه بسوق العمل عبر توسيع الشراكات مع الصناعة وتقديم حوافز للتوظيف المباشر لخريجي البرنامج. وينبغي أيضًا تطوير البرنامج دورياً لمواكبة التكنولوجيا الجديدة (مثل الواقع الافتراضي والبلوك تشين)، واستحداث آليات لقياس الأثر (نسب التوظيف والإنتاجية) لضمان تحقيق الأهداف، مؤكدًا أن الاستثمار المستمر في مهارات الشباب الرقمية وتحديث البنية التحتية يضمن لمصر النمو المستدام وقدرتها على التنافس في الاقتصاد الرقمي العالمي، تحقيقًا لرؤية 2030 وأهداف التنمية الوطنية.
اقرأ أيضاًمبادرة الرواد الرقميون 2025.. رابط التسجيل لتطوير المهارات التكنولوجية
وزير الاتصالات: المستهدف 5 آلاف متدرب سنويًا بمبادرة «الرواد الرقميون»
كل ما تريد معرفته عن مبادرة «الرواد الرقميون»