الإدارة الأمريكية الجديدة.. إكمالٌ للأهداف ومحاولاتٌ للإنقاذ
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
عبدالجبار الغراب
شكلت الحرب الصهيونية العدوانية على الشعبين الفلسطيني واللبناني والمدعومة أمريكيًّا وغربيًّا ولأكثر من عام رصدها للعديد من النتائج الكبيرة التي جاءت بعكس مخطّطات الأمريكان والصهاينة، ليغوصوا في مستنقعات كثيرة أضعفتهم عسكريًّا وأغرقتهم اقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا، فأصبحوا في ارتباكات ومتاهات غير قادرين على اتِّخاذ القرارات، لتخلق لهم تراكمات الخسائر الفادحة التي تعرضوا لها من جبهات محور المقاومة معضلات كبيرة أَدَّت بعضها مؤخّرًا إلى نشأة معظم النزاعات الداخلية وأحدثت عدة تغيرات في أعلى المناصب القيادية للجيش، فمن استبدال وزير الدفاع ووزير الخارجية كلها عواصف ما كانت لها لتحدث إلا لأسباب تأثيرات سابقة خلخلت الثقة بين قادة الجيش والحكومة وسيتبعها المزيد من الهزات العظيمة لتغيرات شاملة من شأنها ستزلزل بأركان كيان الاحتلال.
أدَّت مختلف العواصف المتلاحقة والخسائر الفادحة التي تعرض لها الكيان إلى جعل قادته تائهين، انعدمت لديهم البدائل وَالأوراق والتي قد يجعلوها بنظرهم بداية انطلاقة جديدة لتحقيق أهدافهم التي عجزوا عن تحقيقها على مدار أكثر من عام، ومن أخذهم للانتظار لاعتلاء ترامب سدة الحكم بداية العام القادم جعلها ورقة قد يحقّقوا منها الأهداف، وهم بذلك يكرّرون فشلهم ليستمروا في ارتكابهم للمجازر بحق سكان القطاع ولبنان حتى ذلك الحين، مع وضوح كامل لنفاد لكل بنك أهدافهم العسكرية للقضاء على المقاومة الفلسطينية واللبنانية، فلا نجحت أمريكا مع رميها بكل ثقلها لدعم الكيان عسكريًّا وسياسيًّا وماليًّا والتي؛ بسَببِها ما كان للكيان القدرة على الاستمرار عسكريًّا، وكلها مُجَـرّد أحلام وأوهام صهيونية لما سيضيفه القادم ترامب ويخلقه من انتصار، في ظل ثبات وصمود أُسطوري للمقاومة، وعنوانه الوحيد والدائم هو الإسناد المتواصل من جبهات المحور حتى يتم إيقاف الحرب على غزة ولبنان المؤكّـدة بالقرار الثابت من قبل الجيش اليمني وجميع فصائل وحركات المقاومة الإسلامية.
محور المقاومة الإسلامية يدرك كُـلّ الإدراك أنه لا جدوى من كُـلّ ما يجري من حوارات أَو أنها تترقب للحلول القادمة من هنا أَو هناك؛ فهي جاعلة الميدان هو الأَسَاس الذي سيبنى من خلاله كافة المراحل القادمة لوضعها حلول وفق شروطها، معتمدة في ذلك على علمها الأكيد بأن شكل النظام الأمريكي والدولة العميقة يتوغل فيها اللوبي الصهيوني فهو من يحدّد سياسات الدولة وهو الذي يشكل الأَسَاس لرسمها، وأن كُـلّ الإدارات الأمريكية المتعاقبة عبارة عن منفذة لكل ما هو موضوع من مخطّطات وبرامج، فهي صهيونية الولاء والثبات مهما تغير رأسها سواءٌ أكانت ديمقراطية أَو جمهورية.
ومن هنا فالإدارة الأمريكية الجديدة هي مُجَـرّد إكمال للأهداف ولمنافع وخدمات لسابق ثابت موجود اتخذته لصالح الصهاينة سابقًا بنقلها لسفارتها للقدس بما عرف بصفقة القرن ونجاحها لإقامة علاقات التطبيع الإسرائيلية مع كُلٍّ من الإمارات والبحرين والمغرب، وهي في الطريق الآن لتكملة مشوار التطبيع وفرضه مع دول عربية أُخرى وفي مقدمتهم السعوديّة، فالأهداف الأمريكية معروفة ولا يمكن أن يعول عليها لمساعي إيقاف الحروب في المنطقة، فهي تجعل من الصفقات مشاريع لإتمام إنجاز الأهداف التي يصعب على الصهاينة تحقيقها بقوة السلاح، وهو ما تدركه قوى محور المقاومة الذين ينظرون إلى الميدان المكان الوحيد لجعل الصهاينة يصرخون لطلب إيقاف الحرب.
تتصاعد التخبطات الصهيونية من خلال إفشالهم لكل المساعي الرامية للوصول إلى اتّفاقات من شأنها توقف الحرب المُستمرّة في قطاع غزة ولبنان، فهم يروجون بإنهاء لعملياتهم البرية في لبنان والتي فشلت فشلًا ذريعًا، وأحيانًا أنهم سيبقون عليها في تصاعد حتى ينضج اتّفاق سياسي، وهنا يتضح انتظارهم المقصود والحثيث حتى يتسلم ترامب للإدارة الأمريكية لتحقيق مكاسب عجزوا عن تحقيقها بقوة السلاح وإنقاذهم من تورطهم في حرب خاسرة دخل عامها الثاني.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
مقاتلات إسرائيلية (سي إن إن)
في تطور جديد يثير العديد من التساؤلات، كشف مسؤول أمريكي نهاية الأسبوع الماضي عن دعم لوجستي واستشاري قدمته الإمارات العربية المتحدة للجيش الأمريكي في حملة القصف التي شنتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب ضد اليمن في منتصف شهر مارس 2025.
التقرير، الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الخميس، أوضح أن الإمارات كانت تقدم دعماً حيوياً عبر الاستشارات العسكرية والمساعدات اللوجستية ضمن العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة.
اقرأ أيضاً ترامب يعترف بفشل عسكري مدوٍ في اليمن.. والشامي يكشف تفاصيل الفضيحة 5 أبريل، 2025 صنعاء ترفض عرضا سعوديا جديدا بوساطة إيرانية.. تفاصيل العرض 5 أبريل، 2025وأضاف التقرير أن البنتاغون قد قام بنقل منظومتي الدفاع الجوي "باتريوت" و"ثاد" إلى بعض الدول العربية التي تشعر بالقلق إزاء التصعيد العسكري للحوثيين في المنطقة.
وبحسب المسؤول الأمريكي، هذا التعاون الإماراتي مع الولايات المتحدة يأتي في سياق تعزيز القدرات الدفاعية للدول العربية ضد التهديدات الإيرانية، وفي إطار الاستجابة للمخاوف الإقليمية من الحوثيين المدعومين من إيران.
من جهته، وجه قائد حركة "أنصار الله"، عبد الملك الحوثي، تحذيرات قوية للدول العربية والدول المجاورة في إفريقيا من التورط في دعم العمليات الأمريكية في اليمن، مؤكداً أن الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في هذه الحملة قد يؤدي إلى دعم إسرائيل.
وقال الحوثي في تصريحات له، إن أي دعم لوجستي أو مالي يُقدّم للجيش الأمريكي أو السماح له باستخدام القواعد العسكرية في تلك الدول سيُعتبر تورطًا غير مبرر في الحرب ضد اليمن، ويهدد الأمن القومي لهذه الدول.
وأوضح الحوثي أن التورط مع أمريكا في هذا السياق قد يؤدي إلى فتح جبهة جديدة في الصراع، ويزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية، داعياً الدول العربية إلى اتخاذ موقف موحد يعزز من استقرار المنطقة ويمنع تدخلات القوى الأجنبية التي لا تصب في صالح الشعوب العربية.
هل يتسارع التورط العربي في حرب اليمن؟:
في ظل هذا السياق، يُثير التعاون الإماراتي مع الولايات المتحدة في الحرب ضد اليمن مخاوف كبيرة من تصعيدات إقليمية ودولية. فالتعاون العسكري اللوجستي مع أمريكا في هذه الحرب قد يُعتبر خطوة نحو تورط أعمق في صراعات منطقة الشرق الأوسط، ويُخشى أن يفتح الباب أمام تداعيات سلبية على العلاقات العربية وعلى الاستقرار الأمني في المنطقة.
تستمر التطورات في اليمن في إثارة الجدل بين القوى الإقليمية والدولية، ويبدو أن الحملة العسكرية الأمريكية المدعومة من بعض الدول العربية قد لا تكون بدايةً النهاية لهذه الحرب، بل قد تكون نقطة انطلاق لتحديات جديدة قد تزيد من تعقيد الوضع الإقليمي بشكل أكبر.