لبنان يوم الشهيد بدون الأب الحنون لكل أبناء الشهداء
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
أم الحسنين الزايدي
١١/١١ هو يوم الشهيد في لبنان، يوم يستذكر فيه أعظم وأشجع وأنبل رجالها من واجهوا الصهيوني في ساحة الحرب فلم يكتب لهم يومًا سوى النصر؛ في مثل هذا اليوم من كُـلّ عام يطل سماحه الأمين العام الشهيد القائد العظيم سيد الجهاد والمقاومة والإنسانية، من مضى شهيدًا عزيزًا على طريق القدس السيد حسن نصرالله -رضوان الله عليه- يطل يلقي أجمل العبارات التي تداوي أوجاع قلوب كُـلّ أسر الشهداء، يتكلم وفي كُـلّ كلمة له يصنع بلسماً يدخل قلوب المكلومين فيداويها، يستذكر الشهداء وتضحياتهم وبطولاتهم ويتمنى الشهادة.
لا أعلم كيف سيكون حال أهلنا في لبنان وبالأخص أسر الشهداء في هذا اليوم وقد رحل مداويهم وقد رحل الأب الحنون لكل أبناء الشهداء وهو أب لـشهيد مثلهم، لم يدخر أبنائه للمستقبل والمناصب بل قدم أحدهم وهو الشهيد هادي قربانًا في سبيل تحرير الأرض وصيانة العرض؛ من لهم اليوم يداوي جراحاتهم التي داواها سيدها فأُصيبوا بأعظم الجراح بفقد مداويهم؛ حقاً توقفت الكلمات في الحنجرة يؤلمها الخروج لتتكلم عن هكذا مصاب جلل.
الفراغ الذي تركه السيد حسن نصرالله -رضوان الله عليه- لن يسد أبداً، والوجع الذي أحدثه رحيله لن يندمل، والشوق لرؤيته بتلك الابتسامة التي تريح القلب وتهدى النفس لن يهدأ، وبتلك الكلمات التي لم تكن تخرج هباء بل كُـلّ كلمة تخرج لهدف لدرس يتعلم منه الأجيال؛ قلوبنا موجوعة وخبر رحيله لم يستوعبه العقل إلى يومنا هذا رغم كُـلّ الشوق والحنين الذي في القلب ألا أننا لم نهيئ أنفسنا لرحيله، كان رحيله فاجعة لا توصف؛ وسيبقى رحيله وجعاً ولو مرَّ ألف عام.
سيدي أبا هادي تركت خلفك أيتاماً كنت لهم الأب الحنون، تركت خلفك محبون لم يعرفوا منذ طفولتهم سواك قائدًا، سيدي منبرك يفتقدك بشدة، جماهيرك تتمنى رؤيتك ولو لمرة تلوح بتلك اليدين الطاهرتين مهدّدًا الصهيوني بمواجهتهم حتى تحرير الأرض؛ تتمنى رؤيتك بتلك الابتسامة الحنونة وتلك النبرة الهادئة عندما يتعلق الأمر بالشهداء وبتلك الروحية الإيمانية وذلك الصوت الروحاني الذي كنت تشدنا به إلى المولى عز وجل، عندما يكون الموضوع يتعلق برب العالمين، لتلك الدموع التي كنت تذرفها عندما تتكلم عن مصائب وآلام آل محمد -عليهم السلام- لتلك المزحات الخفيفة التي كانت تختلط بكلامك أحيانًا.
سيدي لم تكن رجلًا دينيًّا فقط بل كنت لنا معلمًا في كُـلّ مجالات الحياة مربيًا لنا قائدًا قُدوة تتطرق في خطاباتك إلى كُـلّ المواضيع سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا ودينيًّا وأسريًّا وأخلاقيًّا وتربويًّا، خطاباتك هي من أوصلتنا إلى ما نحن عليه، وستبقى يا سيدي منارة علم يهتدي بها التائهون ومحطة وقود لمن أصابه يأس بكلماتك التي تبعث الأمل فتتحول إلى وقود نمضي به في الحياة.
يوم الشهيد في لبنان لهذا العام مختلف؛ كونه بدون سيد حسن وهذا ما سيوجع القلوب، ولكن عهدًا والقسم لك يا نصرالله لن نترك المواجهة، لن نترك المقاومة، لن نترك الصهاينة حتى التنكيل بهم في كُـلّ بقاع الأرض، وكلّ من موقع عمله سنواجههم حتى ننهيهم من على الوجود، ولو انتهوا وأصبحوا ذرات في الهواء لن يشفي قلوبنا بعد رحيلك إلا تطهير كُـلّ بقاع العالم من رجس اليهود والطواغيت، وأن ما قام به الصهاينة من استهداف لك فتح على أنفسهم أبواب جهنم في الدنيا على أيدي جند الله، جند المحور للتعجيل بهم إلى الخلود في جهنم وبئس المصير.
مشاركةFacebookTwitterالبريد الإلكتروني
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
أول تكريم للفنان نبيل الحلفاوي بعد رحيله
ينطلق مهرجان "الأفضل" في دورته العاشرة، غداً الجمعة 20 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، وسط مشاركة واسعة من نجوم السينما والدراما والمُجتمع والرياضة، في مركز المنارة بالقاهرة.
وتكريماً لمشواره الفني الحافل الذي امتد لخمسة عقود، أهدى المهرجان دورته العاشرة لروح الفنان نبيل الحلفاوي، فضلاً عن تكريم اسمه بجائزة "إنجاز العُمر".
"إنجاز العمر" جائزة مستحدثة يقدمها مهرجان لأول مرة بدءاً من هذا العام لشخصيات أيقونية، ساهمت بإنجازها الفريد والمشرف في نهضة وتقدم مجالات عملها، ودعم القوة الناعمة المصرية وتفوقها.
يتولى رئاسة المهرجان الشرفية هذا العام، الفنان محمود قابيل، والإعلامية سهير جودة مشرفاً عاماً، ويمنح جوائزه هذا العام ولأول مرة منذ انطلاقه، بناءً على استفتاء الجمهور، واختيارات لجنة التحكيم معاً.
مُكرمونيكرم المهرجان عدداً من الشخصيات المؤثرة في المُجتمع، فبجانب نبيل الحلفاوي، يُكرم أيضاً الفنانة نادية الجندي، بجائزة "إنجاز العمر".
ويأتي تكريم نادية الجندي تقديراً واحتفاءً بمسيرتها، والتي نجحت خلالها في تغيير قواعد شباك التذاكر، متفوقة على كبار النجوم في تحقيق الإيرادات.
كما يكرم المهرجان البروفيسور مجدي يعقوب، بجائزة "إنجاز العمر"، لما يمثله من قيمة علمية رفيعة ومكانة دولية مرموقة ولما يقدمه من إسهامات عظيمة لوطنه وللإنسانية، وللدور الكبير الذي يقوم به عبر الصرح الطبي الكبير "مؤسسة مجدى يعقوب لأمراض وأبحاث القلب" في مصر، والذي قام بتأسيسه عام 2008.
ويكرم المهرجان أيضاً الكاتبة الصحفية والفنانة التشكيلية سناء البيسي، بجائزة "إنجاز العمر"، تقديراً واحتفاء بمسيرتها الاستثنائية، الممتدة لأكثر من خمسة عقود، نجحت خلالها في أن تكون نموذجا فريدا في الصحافة المصرية والعربية بما مثلته من قيمة رفيعة وما قدمته من عطاء مهني وانساني أسهم في تطور الصحافة وتأكيد رسالتها السامية.
ويُقام حفل إعلان وتسليم جوائز الدورة الحالية بحضور نخبة من نجوم الفن والإعلام والرياضة، إضافة إلى شخصيات عامة بارزة.
تضم لجنة التحكيم المهرجان، إلى جانب الرئيس الشرفي للمهرجان كلاً من المخرجين عمر عبدالعزيز وهاني لاشين، والسيناريست مدحت العدل، والمؤلف تامر حبيب، والموسيقار يحيى الموجي، والمايسترو رضا رجب، والإعلاميون سوزان حسن، ورولاخرسا، وإبراهيم الكرداني، والإذاعية إيناس جوهر، والناقدة آمال عثمان، وأستاذة الإعلام ميرفت أبوعوف، والكتاب الصحفيين عماد الدين حسين ومصطفى عمار، وخالد البرماوي، والكاتبة أميرة سيد مكاوي، والكاتبة نسمة يوسف إدريس، والدكتور خالد منتصر.
أما لجنة تحكيم الرياضة، فتضم خبراء النقد الرياضي حسن المستكاوي وفتحي سند، ونجوم الكرة المصرية، على أبوجريشة، ومحمد عمر وفاروق جعفر وهاني رمزي، وأحمد حسن، وخالد بيبو، وحسام غالي وأيمن يونس، وسيد عبدالحفيظ، وأحمد سليمان.
بدورها قالت الإعلامية سهير جودة، إن المهرجان قلل عدد الجوائز هذا العام وألغى بعض الفروع بهدف تعزيز المصداقية والقيمة.
ولفتت جودة، في تصريحات تلفزيونية، إلى وجود لجان التحكيم بجانب التصويت الجماهيري يضمن معايير دقيقة لتحقيق شعار المهرجان "الأفضل.. لمن يستحق".
كما كشفت أن شبكة تليفزيون النهار ستقدم جوائز خاصة لأول مرة، وسيتم الإعلان عنها قبيل موعد الحفل.