"آب اللَّهاب يقلع المسمار من الباب"
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
لينا الموسوي
"آب اللَّهاب يقلع المسمار من الباب"، مثل عراقي شهير كان يتداوله أجدادنا وما يزال متداولًا إلى يومنا هذا، يصف حرارة شهر آب (أغسطس) في العراق والخليج العربي وبعض الدول العربية الأخرى، ووصفه من شدة الحرارة باللهاب وفيه تستوي الأرطاب وينجمع الأحباب.
هذا الشهر الذي يأخذني بفكري إلى ماضٍ جميلٍ كان يعيش فيه أجدادنا بالعراق والخليج العربي، ماض كانت المدينة بكل تلقائيتها وبساطة بنائها مُصممة من قبل البنّاء الذي كان يتبع أنظمة بناء مدروسة حسب الاحتياجات الإنسانية، المدينة التي بدروبها الضيقة المنحرفة وفسحاتها المتنوعة يجتمع الأحباب تحت ظل أشجار نخيلها وسدرها العالي ليتسامروا.
كانت المدن القديمة مثالا حيَّا وجميلا للحلول المعمارية الصحيحة التي وفرت كل المتطلبات النفسية والبيئية والاجتماعية؛ حيث اهتم بنَّاؤها آنذاك بإيجاد حلول بيئية واجتماعية وإنشائية جذرية مبنية على فكر عميق يسعد أرواح ساكنيها ويزيدهم ترابطاً ومحبة مكونة نسيجاً جميلاً تعطيها شخصية ومعالم واضحة مختلفة عن ما هي عليه في الوقت الحاضر؛ حيث تعتمد تصاميم البناء غالبًا ما على المظهر الخارجي، والمخططات المعمارية في حلولها المناخية على التهوية الصناعية وتقنيات البناء الحديثة فقط دون الاستفادة من ما تركه الأجداد من فكر مدروس لتكوين بيئة صحية مستدامة تساعد في حلولها على تحسين الجو والتخفيف من حدة درجات الحرارة.
نجد أن كثيراً من هذه المدن فقدت معالم شخصيتها وفكرها الحقيقي ونسيجها الاجتماعي الجميل، وأخذت تدريجيًا تتحول معالمها إلى مدن مُستنسخة بأشكالها وأفكارها وحلولها المعمارية من الغرب والتي لا تتناسب مع الحياة البيئية والاجتماعية لهذه المدن، فأضعفت من شخصيتها ومعالمها القوية التي كانت تتحلى بها.
ما أود قوله أن المدن العربية بطبيعتها وبيئتها ومجتمعاتها وتقاليدها الحميمة، تصبح أكثر جمالًا وأكثر تفردًا في حالة الاستفادة من حلول وتقنيات الماضي، ومحاولة دمجها مع التقنيات الحديثة، فتصير أكثر استدامة وأكثر تفردًا، ويعود من جديد اجتماع الأحباب في شهر آب ليجمع الأرطاب.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
منتخب السعودية يدخل من الباب الخلفي في جميرا
كشفت تقارير إعلامية عن أن منتخب السعودية اتخذ خطوة غير مسبوقة خلال مشاركته في كأس الخليج لكرة القدم.
قالت صحيفة الرياضية إن "الأخضر" عاد إلى مقر إقامته في فندق ومنتجع جميرا المسيلة من المدخل الخلفي، بعد الخسارة أمام البحرين، في مشهد يحدث للمرة الأولى منذ وصول الفريق إلى الكويت.بعد الخسارة.. #الأخضر يدخل «جميرا» من الباب الخلفي#السعودية_البحرين ????????????????#كأس_الخليج ????#خليجي_زين26https://t.co/oTeKlnjMub
— صحيفة الرياضية (@ariyadhiah) December 22, 2024وأوضحت: "فور دخول الحافلة التي أقلت أعضاء منتخب السعودية إلى ساحة الفندق أسرع أعضاء الجهازين الفني والإداري واللاعبون في النزول منها ملتزمين الصمت، حسبما تم رصده بعد نهاية مواجهة البحرين التي انتهت بخسارة "الأخضر" بنتيجة 2-3، ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية لبطولة "خليجي 26" التي تستضيفها الكويت حتى الثالث من يناير (كانون الثاني) المقبل".
وتابعت: "طلبت إدارة المنتخب السعودي من مسؤول فندق جميرا عدم السماح للإعلاميين بالدخول إلى ساحة الفندق حسب المصادر عينها، وهو ما فعله أيضاً نظراؤهم العراقيون الذين يسكن منتخبهم في الفندق نفسه".
وإلى جانب المنتخبين السعودي والعراقي، يحتضن فندق ومنتجع جميرا المسيلة، منتخبي البحرين واليمن.
في المقابل يعاود "الأخضر" تدريباته، الإثنين، استعداداً لمواجهة اليمن الأربعاء المقبل، ضمن منافسات الجولة الثانية، حيث يخوض المنتخب السعودي المواجهة الثانية برصيد خال من النقاط، والأمر ذاته ينطبق على نظيره اليمني الذي خسر بدوره أمام العراق 0-1.