سواليف:
2025-03-07@01:27:43 GMT

حرب القيم

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

حرب القيم

#حرب_القيم – د. #منذر_الحوارات

بينما ينهمك العالم في حروب صلبة وناعمة عديدة، ثمة حرب أخرى تدور رحاها في كل مكان يقودها يسار الحزب الديمقراطي الأميركي المتحالف مع اليسار الأوروبي، ويُسخر في سبيل ذلك قوى ضاغطة عديدة منها السينما ووسائل التواصل الاجتماعي ومواقع إلكترونية وصحف كبرى، ومنتديات فكرية وشخصيات عالمية مرموقة، تستند هذه المعركة على أن للأشخاص ذوي الميول المغايرة الحق في قوانينهم الخاصة بهم، ويطلق على هذه المجموعة والتي أخذت صفة مجتمع وحازت على لقب أقلية اسم مجتمع الميم عين يرمز لها اختصاراً lGBTQ هؤلاء تمتعوا بحماية الحزب الديمقراطي منذ عهد باراك أوباما وازداد الدعم في عهد الرئيس جو بايدن عندما ربط المساعدات للدول باعترافها بحقوقهم، هذا الدعم كشف عن طبيعة الصراع المستقبلي وماهيته.

فبعد الفشل الذي رافق الغرب في محاولاته لتحقيق الديمقراطية في دول الشعوب المتخلفة كما يسمونها حيث ما زالت الأقليات المستبدة تحكم دول العالم الثالث والذي بقي ثالثاً وبدعم غربي، وبعد الفشل أيضاً في حرب الإرهاب الذي يتنقل من منطقة إلى منطقة ومن إقليم إلى إقليم، وبعد الفشل في تنمية الشعوب التي أرهقها الاستعمار، وبعد الفشل في الصراع لإبقاء البيئة آمنة، وصلنا الآن إلى مرحلة الاحترار البيئي، بعد كل حالات الفشل تلك تتفتق ذهنية النخب الغربية المتطرفة يسارياً والتي لا تعبر إلا عن عمق الانقسام داخل المجتمع الأميركي وحالة التحزب الناتجة عن ذلك، أنه لا بد من إشراك شعوب العالم في هذا الصراع القيمي تحت ذرائع عديدة ظاهرها الدفاع عن حق هؤلاء في الحماية والتعبير عن أنفسهم، وفي باطنه الحصول على مزيد من المكاسب الانتخابية في الداخل الأميركي وغير ذلك طبعاً، وفي غمرة ذلك لا يتم التفكير أبداً أن الأكثرية في هذه الدول غير قادرة أصلاً على التعبير عن ذاتها، وفي نفس الوقت يتم التغاضي عن حجم الانقسامات التي يمكن أن ينتجها مثل هذا التوجه على الشعوب في دول العالم الثالث والمبتلاة أصلاً بكل أشكال الصراعات والانقسامات الداخلية.

لقد أدى فرض الرأي الغربي على دول العالم الثالث إلى ما هم عليه اليوم، فعندما قرر الغرب استعمار هذه الدول، برر ذلك بأن هذه الأمم والشعوب خارج التاريخ وبالتالي لا بد من ترويضها بواسطة الحضارة الغربية الأكثر تطوراً وتبين أن هذه الشعوب هي أصل التاريخ ومنطلقه، وعندما قرر الغرب استعباد الرجل الأسود ساق في سبيل ذلك نظريات شاذة تقول إنه دون مرحلة البشر ويجوز بالتالي استعباده أو قتله، ولاحقاً اكتشفوا أن الجينات البشرية واحدة بغض النظر عن اللون أو العرق، وعندما قامت الحرب الباردة لم يجدوا غضاضة من اعتبار مناطق العالم الثالث ساحة جيوسياسية لصراعهم، مما أدى إلى أن تدفع هذه الشعوب ثمناً في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل، والآن يفرض على تلك الشعوب أن تكون ساحة للصراع الحزبي والانقسام الداخلي الأميركي، وعليها أن تدفع ثمن ذلك الصراع، صحيح أن الغرب أطلق الحضارة بمفهومها المعاصر وصحيح أنه أوصل البشرية إلى مستوى راق من المعرفة والرفاه، لكن الصحيح أكثر أنه سحق في طريقه إلى ذلك الكثير من الشعوب ومعها أحلامها.

مقالات ذات صلة كباب العبيدات 2023/08/15

والآن لماذا يوجّه الغرب سهامه نحو معتقدات الشعوب؟ ولماذا على الشعوب أن تحرق المراحل حتى تتطبع عنوةً بأخلاق هؤلاء؟ ما هو المطلوب؟ فدول العالم الثالث بأمسّ الحاجة للحصول على حقوق الأغلبية والتخلص من الحروب الأهلية والانقسامات الاجتماعية وحقوق المرأة قبل الحديث عن حقوق جنس ثالث يضاف إليهم، ومن الأجدى التركيز على كل ذلك قبل الحديث عن حقوق أقلية ما تزال شخصية، هذا بالضبط ما يجب أن تعرفه الإدارات الأميركية قبل أن تقرر خوض الحرب ضد قيم الشعوب ومعتقداتها، حينها قد تؤدي إلى أن تكون داعش مجرد مزحة لما يمكن أن يحصل لاحقاً بسبب ذلك.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: دول العالم الثالث

إقرأ أيضاً:

قضايا وأسرار خلف الأسوار

د. جمالات عبد الرحيم

الدور الذي لعبته الدول الغربية في تهجير اليهود إلى فلسطين العربية وتمكين الصهاينة من القدس العربية وخلق مشاكل اجتماعية واقتصادية وأمراض ومجاعات وعنصرية، هو نفس الدور الذي قام به الغرب وأمريكا وإسرائيل لطرد الأفارقة من بلادهم ونهب ثرواته وتفقيرهم وتشريدهم من دولة إلى دولة.

ونفس قضية فلسطين تقررت من أفعال الغرب السيئة؛ حيث لا يرغبون في دخول الفلسطينيين والأفارقة النازحين إلي أراضيهم، وأن الأمم المتحدة من الواجب أن يكون لها دور كبير في حل هذه القضايا المتعلقة بنهب وسرقة البشر من بلادهم وسرقة ثرواتهم بيد الدول الاستعمارية التي شجعت علي السرقة والنهب وتشريد الدول الأفريقية، ما أدى إلي انحراف المهاجرين النازحين الذين يهربون من الفقر والفساد لإيجاد حلول سليمة في الدول الأوروبية التي نهبت خيراتهم؛ بل لا تسمح الدول الغربية بدخول هؤلاء الفارين من المجاعات والفقر ولو ذهبوا إلى بلد عربي أفريقي مثل تونس لكي تفتح لهم الأبواب ويعملون أو يعيشون معيشة كريمة آمنة.

للأسف لن يجدوا من يفتح لهم الباب للعمل أو إيجاد أي حل لقضاياهم؛ بل للأسف من العار أن بعض العرب فتحوا بلادهم وقنواتهم الشرعية وكل الممرات والطرق والمشاريع والمطارات إلىالصهاينة الذين يسرقون ويقتلون وينهبون ويشردون أهالي فلسطين علنا أمام العرب والعالم كله.  

إسرائيل تقف وراء كل هذه المصائب التي تحدث في الدول الأفريقية مثل السودان ونيجيريا وإريتريا وفلسطين  وبلاد أخرى حول العالم وأن التحديات التي تواجه أهل فلسطين والوطن العربي هي نفس التحديات التي تواجه الأفارقة.

وهنا نسأل: لماذا الصهاينة وأمريكا والغرب بالمرصاد للدول؟ ولماذا لا أحد يقر بأن أمريكا هي التي تحكم العالم كله وقد طرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العديد من المهاجرين الذين دخلوا أمريكا بطريقة غير شرعية؟ ولماذا لا يطرد العرب الصهاينة لأنهم دخلوا إلى أرض فلسطين العربية منذ وعد بلفور المشؤوم بطريقة غير شرعية وخيانة عظمي قد أثبتها التاريخ القديم والحديث؟
ومن الواجب أن تبحث الدول العربية عن إيجاد حلول  لنفسها كذلك خوفا من سقوطهم في أي لحظة في يد الأقليات التابعة إلى المنظمات الغربية؛ لأنه يجب على المجتمع الدولي- بما في ذلك دول الغرب- أن يتحمل المسؤولية تجاه الأزمات الإنسانية التي يعاني منها أهل فلسطين وأفريقيا، ومن الأهمية التشجيع على الحوار والتعاون بين الدول من أجل تحقيق  حلول دائمة تسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية؛ لأن المهاجرين  من القارة الأفريقية يحتاجون إلى الدعم وليس التهميش.

كما ينبغي أن تعامل قضية فلسطين بطريقة تعكس القيم الإنسانية والعدالة؛ لأن كل يوم تظهر قضية جديدة
بسبب فساد الأنظمة الغربية التي تتفق مع الحكومة الأمريكية والصهيونية، وأن نفس اللعبة الخبيثة التي فعلها الغرب في تهجير اليهود إلى أرض فلسطين العربية هو نفس الدور الخبيث الذي يفعلونه مع القارة الأفريقية.

مقالات مشابهة

  • مجلس الجميح.. ملتقى اجتماعي يعزز التواصل ويعكس القيم الأصيلة
  • محمد بن زايد: بناء الشراكات التنموية مع الدول الإفريقية والعالم سياسة إماراتية متواصلة
  • التصنيفات لا تهزم الشعوب.. الإرهاب في غزو الدول لا مقاومة المحتلين
  • أبو عبيدة: المقاومة جاهزة ومستعدة لكافة الاحتمالات.. وأعين الغرب "عوراء"
  • الثالث عالميا.. متحف بالسنغال للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية
  • قضايا وأسرار خلف الأسوار
  • لتعزيز القيم.. إطلاق برنامج "المنافسة الرمضانية" بجميع مدارس جدة
  • شاهد | إعلام العدو الصهيوني: ما يُكشف في التحقيقات يُظهر عُشر الفشل فقط‍
  • الأوهام”الإسرائيلية” من المسلّمات
  • وزير الأوقاف: أعداء الشعوب يسعون لزرع الخلاف والانقسام