يمنية تحرق زوجها بزيت مغلي أثناء نومه في السعودية
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
نُقل مغترب يمني في السعودية أول من أمس إلى العناية المركزة، عقب إصابته بحروق خطيرة إثر صب زوجته كمية كبيرة من الزيت المغلي عليه أثناء النوم.
وقال ناشطون نقلاً عن مصدر مقرب من المغترب اليمني "إدريس الشرعبي" إن زوجته صبّت على جسده كمية كبيرة من الزيت المغلي أثناء ما كان نائما، احتجاجاً على طلاقه لها، ليتم نقله العناية المركزة في أحد مشافي المدينة المنورة.
وذكرت أن "الشرعبي" كان استقدم زوجته التي تنحدر من مديرية شرعب الرونة بتعز، في زيارة إلى المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، إلا أن حالة توتر سادت بينهما تطورت إلى خلاف حاد انتهى بطلاق الزوجة.
فيما تقول رواية ثانية، إن الزوج والزوجة وأطفالهما مقيمون في المدينة المنورة، وعند سؤال الأطفال لوالدتهم عن سبب غلي كمية كبيرة من الزيت أخبرتهم بأنه لغرض طهي طعام لوالدهم، دون معرفة الأسباب الحقيقية.
وأكدت المصادر، أن الأجهزة الأمنية السعودية ضبطت الزوجة، ويتم التحقيق معها لمعرفة أسباب ودوافع الواقعة.
في حين نشر مصدر مقرب من الزوج تسجيلا مرئيا، ظهر الضحية ووجه واحدى يديه مكسوة بالسواد فيما بقية جسده مغطى، ويبدو عليه فاقد الحركة.
المصدر ذكر في ذات التسجيل أن حالة "الشرعبي" في تحسن مقارنة باليوم الفائت، غير أنه لم يؤكد ما إن كان تجاوز مرحلة الخطر، ومتى يمكن له مغادرة العناية المركزة.
وحادثة العنف الأسري هذه لم تكن الأولى، حيث تقول مصادر حقوقية إنها جاءت بعد أسابيع من قتل وحرق فتاتين لزوجيهما في صنعاء وشرعب بتعز، فيما رصدت حادثة ثالثة في مأرب، حيث قتلت امرأة زوجها دهسا بسيارة الشهر الفائت.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
لا تحرق أعصابك
نحن نعيش في أزمنة متقدمة، وقد تعددت الخيارات المعيشية، وأصبح الواحد منا يحتار من أين يحصل على الخيار المناسب، وهذا من نعم الله علينا، ومع تلك الخيارات المتعددة، نعتقد أننا نستطيع أن نحدد الخيارات ذات الجودة العالية وبأقل الأسعار، وقد نرهق أنفسنا ونحملها ما لا تطيق، وذلك لتوفير تلك الخيارات التي قد ينعكس أثرها على الصحة من خلال البحث عن الأقل تكلفة، ونضيع الأوقات في البحث، قد نحصل على ما كنا نبحث عنه من سلع وخدمات ونزعم أنها ذات جودة، ونكتشف غير ذلك أو نرى ما هو أقل منها تكلفة، فهنا يحرق بعضنا نفسه بلومٍ وحسرة، وكيف مرّ عليه ذلك الخيار دون التأكد منه، وقد لا ينام الليل من جلد الذات.
وهذا ما نحذّر منه: لا تعكس على نفسك السلبية، ولا تجعل من نفسك ضحية للغرور أو تعتقد أنك فاتتك فرصة مناسبة لم تُقتنَص فـ”تحرق أعصابك”، والأمثلة في ذلك كثيرة، مثل من يقول: “كانت الأراضي في ذلك الزمان تُباع المتر بكذا، واليوم قد تضاعف العدد، وقد فاتتني تلك الفرصة”، أو قد يبيع الأرض أو السيارة وغيرها، ثم يتضاعف السعر، فيحرق أعصابه، لماذا فاتته تلك الفرصة وكان مغفلاً.
وقس على ذلك الكثير من حرق الأعصاب لأجل دنيا زائلة، نحن لا نقول: لا تفكر بذلك، ولكن رفقًا بنفسك، وسل الله الخيرة في أمرك، وإذا أقدمت على أمر ما، فلا تتحسر على ما يترتب عليه من مضاعفات، أو رزق وفير قد ساقه الله لغيرك.
الله عز وجل هو من وزع الأرزاق بين عباده، وهو الرزاق ذو القوة المتين، مهما فعلت من الأسباب، فإن الله عز وجل هو من يتصرف في الكون ويقدر تلك الأسباب، ويهب لمن يشاء البنات، ويهب لمن يشاء البنين، فقدرته مطلقة، عندما نعلم ذلك، فلنسلم الأمر لله، ونفعل الأسباب، ولا نحرق الأعصاب، عندما تفوت فرصة، قد نحب شيئًا وهو شرٌ لنا، وقد نكره شيئًا وهو خيرٌ لنا.
النفس مثل الجوهرة، كلما حافظت عليها من الكدر والمنغصات، استصحت وعاشت بسلام، فلا تضيق عليها بأمور الدنيا، وتجعلها في محزن لأجل أمر يمكن أن يتعوض بأمر الله، كم من إنسان قد بلغت ثروته رقمًا صعبًا، ثم شاء الله أن تتراجع إلى أقل القليل لأمر قد خرج عن السيطرة والحسابات المالية.
فلا تحرق أعصابك، وتندب حظك؛ فالمال يمكن تعويضه بمال آخر، ولكن الصحة لا يمكن أن تعوض، لا تحزن وتحرق أعصابك على سوق الأسهم عندما يرتفع أو ينخفض؛ عوّد نفسك على التسليم فيما قدر الله، وتجاوز تلك المرحلة، وانطلق مرة أخرى، لا تحرق أعصابك على فراق من تحب، إما بمفارقته في الحياة الدنيا أو بمجاورته فيها، فالحياة لن تستمر لأحد، كل سيفارقها، فإذا فارقت عزيزًا بموت، فلا تحرق نفسك وتقتلها بالبكاء والنحيب، وضرب الخدود، وكأنك ستعيد من فارقت بذلك.
وكذلك عندما تفارق من كان غاليًا على قلبك في الدنيا لأسباب دنيوية من أجل نزغة شيطانية، ثم تحرق أعصابك لكي يعود، وقد لا يعود، وتندب حظك وكأن الدنيا قد توقفت، نعلم أن الفراق عزيز، ولكن قد يكون خيرًا؛ فالله قد أحاط علمه بكل شيء، فلا تحرق أعصابك، فالذي قفاه قادر على إعادته، فاقلب الصفحة وأكمل حياتك، لاتحرق أعصابك على ابنك عندما ترسم له خارطة الطريق ثم يزوغ عنها وقد بذلت جهدك لهدايته وتذكر قول الله تعالى (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ).
إن من الضروريات الخمس التي حثّ عليها ديننا حفظ النفس، فمن الحفاظ عليها عدم لومها وإضعافها بحرق الأعصاب بفوات فرص أو الخطأ في الاختيار الدنيوي،فنسأل الله أن يرزقنا القناعة، وأن يحفظ علينا أنفسنا ومن نحب، وأن يرزقنا اللين واللطف والمحبة في أمورنا كلها .