لا حديث يعلو فى الصحف الأمريكية فوق البحث عن استقرار أوروبا والخروج من نفق الحرب الأوكرانية - الروسية المظلم خاصة مع الرئيس الأمريكى العائد للبيت الأبيض دونالد ترامب، فبين محادثة هاتفية جمعته فور إعلان فوزه بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وسعى الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن لحفظ ماء وجهه سياسته الخارجية بدعمه لكييف، فضلا عن القمة البريطانية - الفرنسية أمس التى أولت أهمية لذات الأمر سيطر دعم كييف فى مواجهة موسكو على الساحة الأوروبية، وتجاهل الجميع الوضع الشائك بالشرق الأوسط وما به من حروب عالقة بغزة ولبنان.
بداية حذر ترامب نظيره الروسى بوتين من تصعيد الحرب فى أوكرانيا، وخلال مكالمة كشفت عنها صحيفة واشنطن بوست أمس تناقش الزعيمان بعد يوم واحد فقط من فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية، كيفية إعادة السلام إلى أوروبا.
كما ذكرت الصحيفة الأمريكية إثارة ترامب قضية الأراضى الأوكرانية التى استولت عليها روسيا، ولفت أنظار بوتين باحتفاظ الولايات المتحدة بوجود عسكرى كبير فى أوروبا. وبحسب مسئول أميركى سابق مطلع على المكالمة إن ترامب على الأرجح لا يريد أن يتولى منصبه بينما روسيا تصعد الحرب، «ما يمنحه الحافز للرغبة فى منع الحرب من التدهور». فيما دعا ترامب الى محادثات مستقبلية لمناقشة حل الحرب فى أوكرانيا وسيكون لدى الجمهورى علاقة أكثر دفئًا مع بوتين مقارنة بجو بايدن، الرئيس الأمريكي، الذى لم يتحدث مع نظيره الروسى منذ عام 2022.
ولفتت الصحف الأمريكية أن الحكومة الأوكرانية كانت على علم بمكالمة بوتين ولم تعترض على إجراء المحادثة وهو ما نفته وزارة الخارجية الأوكرانية على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية هيورهى تيخى بان «التقارير التى تفيد بأن الجانب الأوكرانى أُبلغ مسبقًا بالمكالمة المزعومة كاذبة. وبالتالي، لم يكن بوسع أوكرانيا أن تؤيد أو تعارض المكالمة». وقال الكرملين إن بوتين مستعد لمناقشة قضية أوكرانيا مع ترامب لكن هذا لا يعنى أنه مستعد لتغيير مطالب موسكو. وفق رويترز.
وبين التأكيد نفسه والنفى تدور كواليس كثيرة حول كيفية حل الحرب فى يوم واحد وفقا لتصريحات ترامب السابقة وخاصة مع تصريحات برايان لانزا، أحد مسئولى حملة ترامب، مسبقا إلى أن كييف قد تضطر إلى التنازل عن أراضيها فى مقابل السلام. وقال: «لقد اختفت شبه جزيرة القرم»، فى إشارة إلى شبه الجزيرة التى ضمتها روسيا فى عام 2014 بحسب بى بى سى وهو الأمر الذى نفاه متحدثا باسم ترامب لاحقا بات لانزا لم يعد ضمن حملة ترامب.
فيما أكد المتحدث باسم الكرملين دميترى بيسكوف أن هناك مؤشرات «إيجابية» على تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا. مضيفا «ترامب تحدث خلال حملته الانتخابية عن رؤيته لكل شيء من خلال الصفقات، وأنه قادر على التوصل إلى صفقة تقود الجميع إلى السلام».
ومن المتوقع أن يخطط كير ستارمر وإيمانويل ماكرون لمحاولة أخيرة لإحباط جهود ترامب الرامية إلى تقليص الدعم الأمريكى لأوكرانيا.
وذكرت التليجراف إنه حال حصلت كييف على إذن بإطلاق صواريخ ستورم شادوز فى عمق الأراضى الروسية قبل تولى ترامب منصبه، فسيكون من الصعب إلغاء الموافقة.
ومع بقاء ما يزيد قليلا على شهرين على انتهاء ولاية جو بايدن فى البيت الأبيض، بدأ الوقت ينفد أمامه لتسريع تسليم الأموال والأسلحة اللازمة لضمان قدرة أوكرانيا على البقاء فى القتال ضد الغزو الروسي. حيث يقوم البيت الأبيض بنقل الأسلحة وما يصل إلى 6 مليارات دولار (4.6 مليار جنيه إسترليني) من المساعدات المتبقية فى أسرع وقت ممكن إلى أوكرانيا بينما يدعو المدافعون عن كييف البيت الأبيض إلى إلغاء القيود المفروضة على الأسلحة بعيدة المدى وإيجاد مصادر أخرى لتمويل الحرب قبل تولى دونالد ترامب منصبه فى يناير.
كما إن إدارة بايدن التى كانت تفتخر بحسن نيتها فى السياسة الخارجية لم يعد لديها الآن سوى القليل من النجاحات التى يمكن الإشارة إليها مع دخولها مرحلة الشفق.
وأكد البيت الأبيض إنه سيواصل «زيادة» المساعدات الإنسانية والعسكرية لأوكرانيا باستخدام الأموال التى أقرها الكونجرس بالفعل. وشدد جيك سوليفان مستشار الأمن القومى الأمريكى أمس الأول أن بايدن سيضغط على ترامب حتى لا يتخلى عن أوكرانيا غدا الأربعاء أثناء لقائهما الأول بالبيت الأبيض لبحث الانتقال السلمى للسلطة.
وقال إن الرئيس بايدن سيكون لديه الفرصة خلال الأيام السبعين المقبلة لتقديم القضية إلى الكونجرس والإدارة القادمة بأن الولايات المتحدة لا ينبغى أن تبتعد عن أوكرانيا، وأن الابتعاد عن أوكرانيا يعنى المزيد من عدم الاستقرار فى أوروبا
فى غضون ذلك، أعرب أحد المرشحين الأوفر حظا لمنصب فى إدارة ترامب عن شكوكه فى أن إدارة ترامب ستواصل تمويل أوكرانيا.
وقال إيفو دالدر، الممثل الدائم السابق للولايات المتحدة فى مجلس حلف شمال الأطلسي: «كما تعلمون، أياً كان ما تفعله من حيث الأوامر التنفيذية يمكن تغييره فى اليوم التالي». وفى إشارة إلى الخيارات المحدودة لإدارة بايدن بشأن أوكرانيا، وصراع إسرائيل فى غزة، وخيارات أخرى خلال فترة البطة العرجاء.
وأخيرَا أعرب الساسة الأوكرانيون عن آمال مبدئية فى ألا تؤدى عودة ترامب بالضرورة إلى سلام قسرى سريع ومذل، كما كتب دان صباغ من كييف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأوكرانيون عودة ترامب الصحف الأمريكية البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
إعلام أمريكي: ترامب يطالب بوتين بخفض التصعيد في أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفادت وسائل إعلام أمريكية نقلا عن مصادر اليوم الأحد بأن الفائز بانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس الماضي.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يوم الجمعة الماضي، إن الاستعداد للاتصالات مع ترامب لا يزال قائما، ويوم الخميس أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك، لكن دون تفاصيل محددة.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن عدة أشخاص مطلعين على الوضع بحسب وصفها: "تحدث الفائز بالرئاسة دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس، وهي أول محادثة هاتفية بين الرجلين منذ فوز ترامب في الانتخابات"، ولم يكن هناك تأكيد رسمي لمعلومات الصحيفة.
ويزعم أن ترامب دعا إلى عدم تصعيد الصراع في أوكرانيا. وبالإضافة إلى ذلك، كتبت الصحيفة أن ترامب أعرب عن اهتمامه بإجراء محادثات لاحقة لمناقشة حل سريع للصراع الأوكراني.
وقالت الصحيفة: "لقد أشار بشكل خاص إلى أنه سيدعم اتفاق (السلام) الذي تحتفظ فيه روسيا بعدد من الأراضي".
وفي وقت سابق، قال كبير مستشاري ترامب والخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري، بريان لانزا، إن الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب الجديدة لن تدعم كييف في رغبتها "إعادة شبه جزيرة القرم"، فهذا سيكون موقفًا غير واقعي، لأن أوكرانيا خسرت شبه الجزيرة، وستكون أولوية واشنطن هي إنهاء الصراع.
وأعيد توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا في مارس 2014 بعد نتائج الاستفتاء الذي أجري عقب الانقلاب في أوكرانيا. وفي الاستفتاء، صوت 96.77% من الناخبين في شبه جزيرة القرم و95.6% في سيفاستوبول لصالح إعادة التوحيد مع روسيا، ولا تزال أوكرانيا تعتبر شبه جزيرة القرم "أرضا محتلة مؤقتا"، وتدعم الدول الغربية كييف في هذه القضية.
وذكرت قيادة روسيا الاتحادية مرارا أن سكان شبه جزيرة القرم صوتوا لصالح إعادة التوحيد مع روسيا من خلال الوسائل الديمقراطية، مع الامتثال الكامل للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قضية شبه جزيرة القرم "تم إغلاقها نهائيا".