أمين الفتوى بـ«الإفتاء»: قد يبتلي الله عباده بقلة الرزق ليختبر صبرهم
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
رد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال بشأن زيادة الرزق رغم معصية الشخص، وجاء فيه: «بنشوف ناس بتعمل معاصي ومع ذلك أرزاقهم واسعة؟»، قائلًا: «هذه قضية تتعلق بنظرتنا القاصرة إلى الأمور الدنيوية، لا يمكننا أن نربط بين معصية الله ورزق العاصي، أو بين طاعة الله وضيق الرزق، لأن هذه أمور ترتبط بحكمة الله سبحانه وتعالى التي لا نعلمها بالكامل، الله سبحانه وتعالى قد يبتلي العبد بالتقليل من الرزق ليختبر صبره وشكره، بينما قد يفتح أبواب الرزق والنعيم أمام العاصي ليُمهله حتى لا يغتر بما لديه، ويظل في غفلته».
وأشار «فخر»، خلال حلقة برنامج «فتاوى الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، إلى أن ما نراه في الدنيا ليس مقياسًا نهائيًا لرضا الله عن العبد، قائلًا: «نحن لا نعلم ماذا كتب الله للعباد في الآخرة.. قد يُكرم الله العبد بمال واسع في الدنيا وهو عاصٍ، لكنه قد يعاقب في الآخرة جزاءً لتركه لشكر الله واستمراره في معصيته، بينما العبد الطائع قد يُبتلى بشدة أو ضيق في الرزق، لكن ذلك قد يكون من رحمة الله به لاختبار صبره وإيمانه».
وأشار أمين الفتوى إلى قوله تعالى: «يحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات، بل لا يشعرون»، مستشهدًا بهذه الآية لتوضيح أن ما نراه في الدنيا من سعة الرزق أو متاع لا يعني بالضرورة أن الشخص قريب من الله أو راضٍ عنه، والظن الدنيوي أن المال يُعد مقياسًا لنجاح الإنسان عند الله، لكن الخيرات الحقيقية هي ما يحصل عليه الإنسان في الآخرة.
البعد عن النظرة الضيقةواختتم: «العيش الصحيح هو الحياة في الآخرة، أما الدنيا فزائلة، وما نبتغيه هو السعادة الحقيقية عند الله في دار الآخرة، لذلك يجب أن نتحلى بالبصيرة والبعد عن النظرة الضيقة لما يحدث في الدنيا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فتاوى الناس الإفتاء المعاصي الرزق فی الدنیا فی الآخرة
إقرأ أيضاً:
الشيطان بيغلبنى وبعمل معاصي كتير هل ربنا مش بيحبني؟.. أمين الفتوى يجيب
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن في حديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ورد عن الإمام الطبراني أن أفضل الإيمان هو أن يعلم العبد أن الله سبحانه وتعالى معه أينما كان، لافتا إلى أن هذا يدل على أن التقوى والخوف من الله هما العاملان الرئيسيان في حماية الإنسان من الوقوع في المعاصي.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريح له اليوم الثلاثاء، أن الإنسان المؤمن إذا عاش حياته وهو يعلم أن الله معه في كل لحظة، فإنه لن يجرؤ على ارتكاب الحرام مهما كانت الظروف.
وأضاف: "إذا علم العبد أن الله مطلع عليه ويراه في كل زمان ومكان، فإنه لن يساوره الشك في فعل المعصية، لأن يقينه بوجود الله ورؤيته له يمنعه من الانزلاق في الخطيئة".
واستشهد بمثالٍ مهم من القصص الشعبية، التي تحكي عن رجل كان في سفرٍ مع امرأة، وعندما انفردا في الصحراء بدأ الرجل يفكر في ارتكاب الحرام معها، لكن المرأة التي كانت معها ألهمته درسا عميقا عندما قالت له: "وأين الكواكب؟"، فرد عليها: "الكواكب فوقنا، نحن الآن في الصحراء، لا يرانا أحد سوى الله"، فأجابته بهدوء: "فأين الله؟"،في إشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى يرانا في كل مكان وزمان، حتى وإن غابت عيون البشر عن مراقبتنا.
وأضاف: "هذه الحكاية تبين لنا كيف أن الإنسان إذا تحدثت نفسه إليه بالمعصية، عليه أن يذكر نفسه بأن الله سبحانه وتعالى يراه، فلا يستطيع أن يخطو خطوة في طريق المعصية دون أن يعلمه الله".
وأشار إلى أن الشهوات قد تضعف الإنسان أحيانًا، ويشعر بالميل نحو المعصية، ولكن في تلك اللحظات يجب على المؤمن أن يسترجع إيمانه بالله ويقول: "معاذ الله!" تمامًا كما قال يوسف عليه السلام عندما راودته امرأة العزيز عن نفسه، هذا التذكير بالله يكون هو أفضل الذكر، لأنه يساعد في مقاومة الشيطان وكبح جماح النفس عن المعصية.
وقال الشيخ عويضة: "الشيطان لا يأتي إلى الإنسان مرة واحدة ليطلب منه فعل الحرام، بل يدخل عليه شيئًا فشيئًا، خطوة بعد خطوة، من الطرق الأسهل. فيبدأ بالحديث معك في أمور تافهة، ثم يتدرج حتى يقودك إلى الخطيئة الكبرى، الشيطان شاطر، يعلم أن الإنسان إذا وقع في الصغيرة سهل عليه أن يقع في الكبيرة، ولذلك يجب أن نحذر من خطوات الشيطان ونتجنبها تمامًا".