هل يجوز أن يتحول مستشفى خيرى أنشئ من زمن بعيد لعلاج الفقراء إلى مستشفى استثمارى يهدف إلى الربح؟
للأسف هذا ماحدث مع مستشفى العجوزة أحد صروح وزارة الصحة والذى طرح للاستثمار ضمن خمسة مستشفيات هى مبرة المعادي، هليوبوليس، الشيخ زايد، مستشفى أورام دار السلام هرمل.
هذا المستشفى العريق والذى يحمل اسم مستشفى الجمعية الخيرية بالعجوزة حتى الآن والمعروف لدى العامة باسم «مستشفى العجوزة» مازال تابعا حتى الآن إداريا وبشكل مؤقت لحين تسليمه للمستثمر لما يسمى بأمانة المراكز الطبية المتخصصة، والتى تضم أكثر مستشفيات وزارة الصحة تميزًا ومنها معهد ناصر والشيخ زايد التخصصى وزايد آل نهيان وغيرهم.
ويرجع تاريخ مستشفى العجوزة إلى عام 1936، عندما تبرعت حفيظة هانم رستم الألفى عن طيب خاطر من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل بكل ممتلكاتها لبناء المستشفى وخصصت مساحة 16 فدانا بالعجوزة لإنشائها.
لم تبخل حفيظة هانم بأى شيء فى سبيل إنشاء هذا الصرح العظيم حتى مجوهراتها تخلت عنها جميعا لصالح بناء المستشفى.
كما تركت سيارتها المرسيدس لصالح مستشفى الجمعية الخيرية الإسلامية.
ولمن لايعرف فإن هذا الصرح الشامخ الذى أقترب عمره من المائة عام يطل على نهر النيل بحى العجوزة وهو تحفة معمارية فريدة أقيمت على الطراز الإسلامى لخدمة غير القادرين بلا أى مقابل.
وأذكر أنه فى مارس عام ٢٠١٥ وأثناء افتتاح تطوير مستشفى العجوزة أكد رجل الأعمال معتز الألفى لوزير الصحة وقتها الدكتور عادل عدوى إن الأرض المقام عليها مستشفى العجوزة الخيرى التابع للجمعية الاسلامية مملوكة لجدته.
كما قام رجل الأعمال معتز الألفى خلال حفل الافتتاح باطلاع رئيس الوزراء إبراهيم محلب على مستند يثبت أن الارض المقام عليها المستشفى مملوكة لجدته حفيظة هانم الألفى.
وكان هناك اقتراح من الدكتور عادل عدوى وزير الصحة فى ذلك الوقت بإنشاء فرع آخر لمستشفى الهلال أحد أهم مستشفيات العظام فى مصر داخل مبنى تحت الانشاء بمستشفى العجوزة بهدف تخفيف الضغط على مستشفى الهلال ولكن هذا الحلم لم يتحقق.
وقد مر المستشفى الخيرى العريق على مدى ٨٨ عاما بمراحل تطوير عديدة لم يتوقف خلالها أبدا عن علاج المرضى من غير القادرين وتم توسعته أكثر من مرة بعد أن دخل تحت مظلة وزارة الصحة إلى أن أصبح صرحا كبيرًا يضم أقسام الجراحة العامة، وجراحة العظام، وجراحة القلب والأوعية الدموية، والمخ والأعصاب، والكلى والمسالك، والرمد، والأنف والأذن، والروماتيزم، والجهاز الهضمي، والباطنة، والأمراض الصدرية، والجلدية، والنساء والتوليد.وبعدد أسرة داخلية يصل إلى130 سريرا، بالإضافة إلى قسم الكلى بسعة 47 ماكينة غسيل كلوى، كما أن هذا المستشفى العريق يضم أيضا قسم أشعة متطور، ووحدة قسطرة قلبية كلها تعمل بكفاءة، بالإضافة لوحدة العلاج الطبيعي، ومعامل تحاليل طبية، مدرسة ومعهد للتمريض.
والأهم أن المستشفى يتميز ببنية تحتية جيدة ويقدم خدمات طبية متكاملة ومجهزة بأحدث الأجهزة، وكان من أهم المستشفيات واجهت جائحة كورونا، فلماذا يطرح للايجار على المستثمرين وأين يذهب المرضى من غير القادرين الذى أنشئ من أجلهم هذا الصرح الطبى؟
هذا السؤال ليس خاصا بمستشفى العجوزة وحدها وانما بجميع المستشفيات التى تعتزم وزارة الصحة طرحها للاستثمار تحت عباءة قانون “تأجير المستشفيات” الذى يجيز للمستثمرين المصريين والأجانب إدارة المستشفيات الحكومية وتشغيلها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الربح مستشفى العجوزة وزارة الصحة
إقرأ أيضاً:
محافظ الجيزة يزور مستشفى ٥٧٣٥٧ لعلاج سرطان الأطفال.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أشاد المهندس عادل النجار محافظ الجيزة بالمستوى الراقي والمتقدم للخدمات العلاجية المقدمة للأطفال من محاربي السرطان بمستشفى 57357، مشيرًا إلى أنه متابع جيد لأخبار المؤسسة، ومؤكدًا أن رحلة المستشفى من الإنشاء وحتى وصولها إلى نموذج طبي عالمي لعلاج السرطان كانت ولا زالت مصدر إلهام له ومحفزًا لجميع المصريين لتحقيق النجاح والتقدم
وأوضح أن عملية إنشاء وتطور المستشفى مثلت تحديًا تكاتفت فيه جميع أجهزة الدولة والمواطنين لتحقيقه ورعايته.
جاء ذلك خلال زيارة المحافظ، يرافقه السادة إبراهيم الشهابي وهند عبد الحليم، نائبا المحافظ، للمستشفى لدعم الأطفال وذويهم ومشاركتهم في عدد من الأنشطة، حيث كان في استقبالهم الدكتور شريف أبو النجا، الرئيس التنفيذي لمجموعة 57357 ومدير عام المستشفى، والأحمد الفندي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة 57357، واللواء محمود البهي، المستشار الأمني، والدكتورة شاهندة النجار، رئيس قسم البحث العلمي، والدكتور أحمد عبد المنعم، مدير العلاقات العامة بالمؤسسة.
وخلال الزيارة، قام المحافظ، رفقة مسؤولي المؤسسة، بجولة في أقسام المستشفى، شملت (الاستقبال، العيادات الخارجية، الصيدلية، عيادات اليوم الواحد، وحدة البحث العلمي، القسم الداخلي، المركز الإبداعي، وحدة السايبر نايف).
وحرص المحافظ على مصافحة الأطفال ومرافقيهم وتشجيعهم وتقديم الهدايا لهم متمنيًا لهم سرعة الشفاء ومعاودة ممارستهم لحياتهم الطبيعية مع استمرار محاربتهم للسرطان كأطباء وباحثين ومتطوعين ومتبرعين.