سامح محجوب: الشعر يعيش بيننا ويشكّل معظم تصوراتنا.. و"بيت الشعر العربي" يتصدر المشهد| حوار
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
منذ تولى الشاعر سامح محجوب إدارة بيت الشعر العربي، التابع لصندوق التنمية الثقافية، ونجح في تحقيق عمل طفرة كبيرة على مستوى الفعاليات والأنشطة التي يقدمها البيت والتي جذبت الجماهير إليه، وأعادت الفعاليات التي ابتكرها محجوب في البيت، الالتفاف من جديد حول الشعر، وسماع الشعراء الشباب وهم يلقون قصائدهم في أصداء البيت، الأمر الذي جعل بيت الشعر العربي متصدرا للمشهد.
سامح محجوب، شغل من قبل، مدير الأنشطة الثقافية بصندوق التنمية، بوزارة الثقافة، وعمل مديرًا لمركز سعد زغلول الثقافي في الفترة من 2001 حتى 2002، وعمل نائبًا لمدير مركز النقد والإبداع بمتحف أحمد شوقي من 2002 حتى 2004، واستقال من وزارة الثقافة عام 2004 ليلتحق رسميًا بوزارة الإعلام المصرية (التليفزيون المصري)، معدًّا للبرامج ثم رئيسًا لتحرير العديد من البرامج الثقافية والفنية والدينية والاجتماعية بقنوات (التنوير/التعليم العالي/القناة الأولى/ نايل سينما/ النيل الثقافية/ mbc)، وهو عضو اتحاد كتاب مصر، وعضو الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر ( 2019/2020)، وأحد مؤسسي جماعة دعاء الشرق الشعرية، وحاضَرَ وشارك فى العديد من الندوات حول الإعلام الثقافي والرقمي والقضاء على إمبريالية المركز فى الإعلام والثقافة، وحكم في العديد من المسابقات الأدبية في عدد كبير من المؤسسات.
ولما للدور الكبير الذي لعبه محجوب في بيت الشعر، أجرى موقع صدى البلد حوار مع سامح محجوب، لمعرفة ما يقدمه، وكواليس نجاحه في بيت الشعر، وقال في نص الحوار: «يقدم الشعر كحالة ثقافية متكاملة وليس كقصيدة يقرؤها شاعر على منصة وينصرف، بيت الشعر العربي يطرح في أمسياته وندواته كل ما يخص الشعر تاريخًا ونقدًا وقضايا، كما يعمل بيت الشعر الآن على استعادة رموز الشعرية العربية البعدين عن دائرة الضوء رغم منجزهم الشعري الفارق والمؤثر»، وإلى نص الحوار:
في البداية.. ما هي حقيقة أن الشعر فقد جماهيريته؟
أتمنى أن نتخلى عن مقولات من مثل أن الشعر فقد جماهيريته وأنه لا يقرأ، ومن ثمّ يعزف أصحاب دور النشر عن طباعته، لأن كل الشواهد تدحض ذلك، الشعر يعيش بيننا بل يشكّل معظم تصوراتنا عن الأشياء، ولا يمكن للإنسان أن يتحمل الحياة بطبيعة إجرائية دون تأمل معطياتها وتذوقها والوقوف أمامها لسبر أغوارها وبحث أبعادها غير المرئية وتلك هي الشاعرية التي ترى الصبح نهرًا من الأغنيات وترى الليل مهرجانًا من الألوان .
ما الدور الذي يلعبه بيت الشعر في إثراء الساحة من جديد؟
بيت الشعر العربي بالقاهرة الآن، و بالفعل يتصدر المشهد الشعري العربي حيث يقدم الشعر كحالة ثقافية متكاملة وليس كقصيدة يقرؤها شاعر على منصة وينصرف، بيت الشعر العربي يطرح فى أمسياته وندواته كل ما يخص الشعر تاريخًا ونقدًا وقضايا، كما يعمل بيت الشعر الآن على استعادة رموز الشعرية العربية البعدين عن دائرة الضوء رغم منجزهم الشعري الفارق والمؤثر، وبالفعل بدأ قبل أيام في استعادة الشاعر الراحل صالح الشرنوبي وسنحتفل الأيام القادمة بشاعر الكرنك الشاعر أحمد فتحي ولدينا خطة طموح خلال الأشهر القادمة في استعادة رموز مصرية وعربية كبيرة دخلت دائرة النسيان من خلال صالون الشاعر الرائد أحمد عبدالمعطي حجازي- رئيس بيت الشعر العربي - الذي يعقد شهريا بشكلٍ دوري ، هذا وسوف يتبنى بيت الشعر العربي بداية من ديسمبر المقبل مشروع (حلقة القاهرة النقدية).
ما هي المشروعات الجديدة التي يقدمها بيت الشعر لجمهوره؟
مبادرة (ناقد ومشروع) الذي تقدم به لبيت الشعر مؤخرًا الناقد/ أحمد حسن عوض، وتهدف حلقة القاهرة النقدية عبر مبادرتها (ناقد ومشروع) إلى إلقاء الضوء على منجز نقاد جيل الوسط ممن أسهموا بكتابة فاعلة مؤثرة في مشهدنا الأدبي المعاصر، ولم يقرؤوا باعتبارهم مشاريع تسعي لتجسير الفجوات بين مبدع الأدب وقارئه أو بين الأفكار النقدية ومستقبليها.
والمشكلة الحقيقية أن أغلب نقاد جيلنا النقدي أو ما يمكن أن نطلق عليه جيل الوسط تكمن في أنهم أصبحوا أشبه بالجزر المنعزلة التي لا تفتح الممرات الحوارية لتطالع ما يكتبه الناقد المجامل.
وفي هذا الإطار يتجلى معنى مشروع المبادرة لعله يسهم في عودة العمل الجماعي من ناحية وتثمين دور الناقد الحديث من ناحية أخرى، هذا وسوف تفتح حلقة القاهرة النقدية مستقبلًا المجال لقراءة المشاريع النقدية لجيل الرواد في مصر والوطن العربي.
بيت الشعر يعتبر متنفسًا للشعراء الشباب فكيف يمكن مساعدتهم في خروج قصائدهم للنور؟
وإيمانًا من بيت الشعر العربي بحيوية الشعرية المصرية والعربية ينحاز بشكل دائم ومنهجي للمواهب والتجارب الحديثة وليس أدلّ على ذلك من ملتقى وورشة بيت الشعر الذي يعقد بشكل دائم في الخامسة من مساء كل أحد والذي يقدمه ويشرف عليه مجموعة من شباب الجامعات المصرية، والذي يُناقش من خلاله أحدث الإصدارات الشعرية وكل ما يطرح على الساحة الأدبية من قضايا شعرية، هذا إلى جانب الأمسيات الشعرية الأساسية بالبيت والتي لا تخلو من كل الأجيال، وبالضرورة والحتمية لا يقتصر دور بيت الشعر على تقديم شعراء القاهرة فحسب بل يذهب النصيب الأكبر لشعراء الأقاليم المصرية والدول العربية حرصًا من البيت على إحاطة وثراء وتنوع الشعرية المصرية والعربية.
حدثنا عن أبرز الفعاليات التي أقامها بيت الشعر وحققت نجاحا كبيرا؟
سبق أن أقمنا احتفالية كبرى بمئوية الشاعرة العراقية نازك الملائكة في حضور عربي كبير، ربما لم تشهده فعالية شعرية في أي مكان، كما أحيا البيت قبل أشهر قليلة ذكرى رحيل الشاعر الفلسطيني محمود درويش وشعراء المقاومة الفلسطينية، وعلى الجانب المصري يستقبل البيت في كل فعالياته شعراء وكُتّاب ونقاد من كل الأقاليم المصرية ويوفر لهم إقامة بالقاهرة ولا يفوتني في هذا المقام تقديم الشكر لصندوق التنمية الثقافية التابع له البيت ممثلًا في رئيسه المعماري المهندس حمدي سطوحي الذي يذلل كل العقبات في سبيل قيام بيت الشعر بدوره النوعي في الحركة الثقافية مصريًا وعربيًا ، هذا إلى جانب الدعم الكبير من الفنان الدكتور أحمد فؤاد هنّو وزير الثقافة المستنير الذي استقبل الأستاذ حجازي واستقبلني بمكتبه لدعم بيت الشعر العربي وبحث كل ما يخصه من لوجستيات للقيام بدوره المؤسسي على أكمل وأجمل وجه.
هل لا يوزع الشعر كما يدعى الناشرين؟
ليس صحيحًا بالمرة أن الشعر لا يوزع ولا يحقق أرباحًا للناشر وإلا ما استمروا حتى اللحظة في نشره والبحث عنه، وللأسف معظم دور النشر المصرية غير مؤهل للعمل في هذه الصناعة التي تطورت بشكلٍ كبير في السنوات الأخيرة خاصة في بعدها التكنولوجي والرقمي، ومن تطور منها لا يتعامل بأمانة مع الكُتَّاب بل ويفرض عليهم عقودًا مجحفة لا تتضمن على سبيل المثال حقوقهم المادية من النشر على المنصات الالكترونية وحقهم في معرفة كميات الطبع ونسب التوزيع! ناهيك عن ارتباط بعض دور النشر ببعض الجوائز العربية، وهو الأمر الذي لا يخضع حتى اللحظة لمعايير واضحة يمكن أن يُحتكم إليها.
حدثنا عن أحدث إصداراتك الشعرية، وقدوتك في الكتابة؟
( كن أنت فليس أعظم منك سواك)، إحدى مقولات ديوان مجاز الماء الذي طبع ثلاث مرات، أنا محظوظ بنشر ديوانين في عام واحد وخلال أشهر متقاربة، أحدهما (أمشي ويصل غيري) عن دار الشؤون الثقافة بوزارة الثقافة العراقية والآخر عن سلسلة كتاب القارئ التي توزعها مؤسسة أخبار اليوم الصحفية والتي تصدر عن دار القارئ للنشر والتوزيع ، وبالمناسبة أنا لا أدفع مليمًا واحدًا مقابل نشر كتبي بل وأحصل على مستحقاتي كاملةً قبل النشر، وليس كاتبًا من يدفع لينشر ثمرة موهبته، وجهده العلمي مهما كانت إغراءات النشر.
أما عن الحديث حول ديواني الجديدين فهذا الأمر متروك لمن أراد من القرّاء والنقاد، فأنا لا أجيد الحديث عن نفسي وليس لي أساتذة، وليس هناك كبير وصغير في الفن الكبير والصغير هو النص الذي يكتبه الشاعر ولست في حاجة أن أقول أن معظم مَنْ أحدثوا تحولات كبرى في الشعر والفنون عمومًا عاشوا أعمارًا قصيرة جدًا وتركوا نصوصًا كبيرة جدًا ، ولست حريصًا على تقديم نفسي لأحد كشاعر بل ولا أهدي كتبي لأحدٍ ليكتب عنها ولست حريصًا على مجاملة أحدٍ، الشعر الجيد يدافع عن نفسه وينتخب قارئه ويحجز لنفسه المقعد المناسب لقيمته، بل ويضمن لصاحبه صك المرور في الزمن، وغير معني بالتواجد المجاني الذي يمكن أن يحققه البعض فى وسائل التواصل الحديثة، وأضم صوتي لصوت إمبرتكو إيكو أنه غزو البلهاء ، ومن المهم والضروري أن أعترف أنني لا أعاني من أي إقصاء أو استبعاد وقصائدي ومقالاتي تنشر منذ ثلاثة عقود فى متن أهم وأكبر الدوريات والصحف المصرية والعربية كما تمت ترجمت قصائد لأكثر من لغة حية بدون أن أطلب من أحد ذلك، كما تم طرح نصوصي فى رسائل علمية كثيرة بعد أشهر قليلة سيتم مناقشة رسالة ماجستير بآداب الإسكندرية حول مجمل أعمالي بدون سابق معرفة بيني وبين المشرف العلمي أو الباحث الجامعي ، وهذا ما يجعلني لا أنظر خلفي بغضب وأردد دائمًا: أيها لست مدينًا لك بشيء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشاعر سامح محجوب بيت الشعر العربي صندوق التنمية الثقافية متحف أحمد شوقي بیت الشعر العربی سامح محجوب
إقرأ أيضاً:
حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي
لا يؤمنون بيوم القيامة، لكنهم حين يتحدثون إلى الأمة العربية والإسلامية يحاولون أن يوصلوا رسالتهم بذات المصطلحات التي رسخوها في أذهانهم ومن ذلك حرب القيامة التي روج لها اليهود والنصارى وتداولتها بعض المراجع الدينية الإسلامية؛ وهي لا تعني القيامة التي نؤمن بها، لكنها تعني القيامة التي يريدونها لهزيمة الإسلام والمسلمين والتي استعدوا لها بأسلحة ذات قدرات تدميرية عالية من أجل بث الرعب والخوف والهزيمة النفسية لدى المرجفين والمنافقين والمجتمع الإسلامي بشكل عام.
الله سبحانه وتعالى حذرنا في القرآن الكريم من خشية الكفار والمشركين مهما كانت قوتهم حيث قال تعالى ((الا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا باخراج الرسول وهم بدأوكم أول مرة أتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين)) التوبة- 13- وفي آية أخرى ((واعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم))الانفال-60-، حديث الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي -رحمه الله- في شرح الآيات أن العذاب الذي تتوعدنا به أمريكا أو غيرها لا يساوي شيئا أمام عذاب الله، فعلينا أن نخشى الله ولا نخشى أمريكا أو غيرها.
مجرم الحرب “نتن ياهو” صرح بأنه يسميها حرب القيامة (هرمجدون)- حسب تصريحه- ستكون بمثابة حرب الأيام الست التي هزمت فيها جيوش ثلاث دول عربية واستولى الكيان المحتل على ثلاثة أضعاف مساحة فلسطين؛ (حربنا ليست في غزة فقط وسنغير خريطة الشرق الأوسط، كما غيرت تلك القرارات وجه الشرق الأوسط، فبشجاعة جنودنا وبالعمل الوثيق مع ترامب سنعيد رسم الخريطة).
ما يتحدث عنه –مجرم حرب الإبادة يعني استكمال تفتيت الدول العربية وزيادة مساحة الكيان المحتل وصولا إلى إسرائيل الكبرى.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نشرت تسريبات لخريطة الشرق الأوسط الجديد في 28/9/ 2013م، حيث تم تقسيم سوريا والعراق إلى (دولة سنية ودولة شيعية ودولة كردية ودولة علوية ودولة درزية) وتقسيم السعودية إلى دويلات في الشرق والغرب والشمال والجنوب وفي الوسط دولة سنّية خاصة بالمذهب الوهابي؛ واليمن إلى شمال وجنوب.
الملاحظ أن هذه النشوة المفرطة جاءت بعد زيارة “نتن ياهو” لأمريكا وتزويده بالأسلحة الحديثة والمتطورة من “الشيطان الأكبر” بالإضافة إلى التمويلات التي تعهد بها صهاينة العرب (قرن الشيطان ووكيله) وغيرها من الأنظمة، حتى المغرب رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة اشترت قمرا تجسسيا من إسرائيل بمليار دولار دعما وتأييدا لليهود.
دول أوروبا -النادي المسيحي المغلق -داعم أساسي في حرب القيامة المزعومة ودورها لا يقل عن دور أمريكا، رغم تزايد وتصاعد المعارضة للإجرام الصهيوني هناك، لذلك قد تقدم الدعم الفعلي مع إتاحة المجال أمام الاعتراضات مهما كانت، فمن المستحيل التفريط بالكيان المحتل، لكن من السهل تجاوز كل قرارات الأمتين العربية والإسلامية.
الأوروبيون لن يكتفوا بما يقوم به التحالف الصهيوني المسيحي “إسرائيل وأمريكا” هم من أوجدو”إسرائيل” ومكنوها حتى في ظل انقسام دول الاتحاد الأوروبي بين تأييد القضية الفلسطينية وحل الدولتين وإدانة جرائم الإبادة والتطهير العرقي؛ والأخرى التي تؤيد العصابات الإجرامية الصهيونية؛ وهي الدول الفاعلة والمؤثرة ولها إرث استعماري ومنها خرجت الحروب الصليبية للاستيلاء على بيت المقدس واسترجاعها من أيدي المسلمين .
اتحاد الدول العربية (جامعة الدول العربية) وغيرها من التجمعات التي أنشأتها الدول الاستعمارية بموجب اتفاقيات (سايكس بيكو) وما تلتها من معاهدات مع تلك الدول، لن تخرج عن قرارتها المعلنة التمسك بحل الدولتين، أما إيقاف جرائم التهجير والإبادة، فلن تستطيع لأنه تمت مصادرة قراراتها السيادية وثرواتها وجيوشها وأقصى شيء يمكنها القيام به هي تنفيذ الأوامر والتوجيهات الاستعمارية في تدمير بعضها البعض لاستمرار التفرق والاختلاف.
التحالف الصهيوني الصليبي، يهدد بحرب القيامة ويبيد غزة وفلسطين ويقصف اليمن وسوريا ولبنان وإيران، لأنه يريد الخلاص منها وبقية الدول العربية معظمها مشاركة في دعم الإجرام بتمويلاتها وقدراتها العسكرية والاقتصادية وغير ذلك؛ وبعضها تشاهد منتظرة استكمال جرائم التطهير والإبادة لتنفيذ بقية السيناريو لمن بقي على قيد الحياة ونجا من الموت، وفي تصريح لأمين عام الأمم المتحدة بعد زيارته لغزة (المدنيون في غزة يعيشون في دوامة موت لا تنتهي) .
سيعملون على تدمير غزة والضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر إن قبلوا؛ فقد تكفل الاتحاد الأوروبي بدفع ثمن ذلك بقرض للأردن بنصف مليار يورو، ومصر بأربعة مليارات يورو؛ مما يعني أن تصريحات ترامب سيتم تنفيذها كأمر واقع فالثمن قد دفع وقيمة (غزة) تساوي 36مليار دولار.
حرب القيامة التي يسعى إليها التحالف الصهيوني الصليبي تهدف إلى قيام إسرائيل الكبرى باستغلال التفوق التكنولوجي والعسكري وكما صرح مجرم الحرب “نتن”بقوله “نسعى لتحقيق إنجاز مماثل لما حققناه في حرب 1967م التي غيرت خريطة الشرق الأوسط” مستفيدا من علاقاته مع “ترامب” برسم خريطة أكبر لإسرائيل بشكل أكبر وأفضل.
ما تم تقديمه كقروض لمصر والأردن، قد يكون ثمن سكوت، لا ثمن توطين، لكن (ترامب ونتن ياهو) لديهما رؤية متطابقة، وفي حال رفضهما، فالسعودية لديها مساحة واسعة يمكن تهجيرهم اليها خاصة والوطن العربي لديه مساحة واسعة ولكن إسرائيل مساحتها قليلة بالمقارنة .
خطة “ترامب ونتن” تعتمد على استغلال الميزات الاستراتيجية التي يتمتع بها العالم العربي والإسلامي خاصة وقد تهيأت لهم الظروف ليفعلوا ما يشاؤون سواء بالحرب أو بالمفاوضات، فالدول العربية منفردة ومجتمعة لا تريد الحرب وليست لديها الإمكانية للمواجهة، وحسب تصريحه (مكتبي هو الشرق الأوسط وقلمي يحمل علم إسرائيل).
أما عن أهمية إسرائيل لأمريكا فيقول سيناتور أمريكي – إنها القاعدة المتقدمة لأمريكا من أجل التحكم في الشرق الأوسط ومواجهة الصين وروسيا وضمان بقاء الأمتين العربية والإسلامية تحت السيطرة والهيمنة وفائدتها تتعاظم وتتضاعف مع استمرار التفوق الصيني والتوسع الروسي؛ فلابد من زيادة مساحة إسرائيل بضم الأراضي المجاورة لها -غزة والضفة الغربية- بتهجير أهلها وضم سيناء لها (فسيناء جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل وهي مقدسة بقدسية ارض إسرائيل) وفقا للمعتقدات اليهودية.
الدول العربية ملتزمة بحل الدولتين وتحقيق السلام، لكن الحلف الصهيوني الصليبي يريد الحرب ويفرض الواقع الذي يريده، (لن نسمح بإقامة دولة فلسطينية ولا بوجود منظمة تريد تدميرنا)، ولأول مرة في التاريخ تصدر دولة قانونا بعدم السماح بقيام دولة أخرى وقانوناً بتشريع حق العودة لليهود ومنع الفلسطينيين .
حرب القيامة بدأت والإجرام يستعرض إمكانياته وقدراته في غزة والضفة واليمن ولبنان وسوريا وإيران والصمت والخذلان بلغ ذروته والإعانة والإمداد أيضا، وصرخات الاستغاثة والنجدة تتعالى من الأطفال والنساء والشيوخ ولا مجيب.
علماء الإسلام أوجبوا الجهاد بكل أشكاله وأنواعه طالما أن الإجرام لا يُراعي في مؤمن إلاَّ ولا ذمة؛ كان يزعم أنه يريد القضاء على الحركات الجهادية واليوم استولى على الضفة الغربية وأنهى دور السلطة الفلسطينية.
القيادي الفلسطيني د. مصطفي البرغوثي وجه نداء استغاثة للدول العربية والإسلامية الـ (57) ودعاها لتجاوز الصمت والتآمر الرهيب على ما يجري من جرائم الإبادة والتهجير والجرائم ضد الإنسانية (لماذا لا تقولون لإسرائيل كفى وتكسروا الحصار المفروض على غزة والضفة؛ إسرائيل تستهدف سوريا ولبنان وغزة وغدا مصر والأردن وتتصرف كألازعر؟ لماذا لا ترسلون قافلة تضم ممثلين عن مجموع الدول العربية والإسلامية؟ هل تخافون أن تقصفهم إسرائيل؟ لماذا لا تجلبون صحفيين من بقاع العالم ليوثقوا صورا للمساعدات المكدسة أمام معبر رفح وتفضحون جرائمهم وتوقفون الإجرام الذي تتعرض له غزة )، البرغوثي لم يطالب الأنظمة بتحريك الجيوش أو التهديد بها، لأنه يدرك جيدا أن الإجرام يمتلك كل المعلومات عنها ويستطيع تدميرها في ساعات معدودة، كما حدث في حرب النكسة، والتي يتبجح “نتن ياهو” أنها غيرت خريطة الشرق الأوسط، فخلال ستة أيام فقط دُمرت جيوش ثلاث دول عربية، هي الجيش المصري واستولى جيش الاحتلال على سيناء وغزة التي كانت تحت إدارته والجيش السوري واستولى على هضبة الجولان والجيش الأردني واستولى على الضفة الغربية واستولى على مزارع شبعا من الجيش اللبناني حيث استولى الكيان على مساحة من الأراضي تساوي ثلاثة أضعاف ارض فلسطين كاملة.