اتفق خبراء الاقتصاد على اهتمام الدولة بقطاع الصناعة خلال السنوات الماضية، من خلال إنشاء المناطق الصناعية الجديدة، وتعميق التصنيع المحلى، ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير الكوادر البشرية.

«شعيب»: الدولة اهتمت بإطلاق مبادرات تستهدف تنمية القطاع

وقال بلال شعيب، الخبير الاقتصادى، إن اهتمام الدولة بقطاع الصناعة يتمثل فى عدد من المحاور، منها إنشاء العديد من المدن والمجمعات الصناعية خلال الفترة الماضية، ويرجع ذلك إلى إيمان الدولة بأن الصناعة هى قاطرة التنمية الحقيقية، خاصة أن الصناعة تشكل نحو 12% من المساهمة فى حجم الناتج المحلى الإجمالى، فيما تسعى الدولة لرفع تلك النسبة إلى نحو 20%، وبالتالى يعمل القطاع على توطين الصناعات المختلفة وبالتالى تخفيف الفاتورة الاستيرادية، حيث تستورد الدولة بقيمة 90 مليار دولار، فى حين أنها تصدر بقيمة تتراوح ما بين 40 إلى 45 مليار دولار، وبالتالى اهتمام الدولة يساهم فى القضاء على الخلل الهيكلى بالميزان التجارى.

وأوضح «شعيب»، لـ«الوطن»، أن الدولة أيضاً اهتمت بإطلاق مبادرات تستهدف تنمية القطاع الصناعى، مثل مبادرة المشروعات متناهية الصغر والمتوسطة بسعر عائد جيد، وبالتالى تسعى الدولة إلى دعم الصادرات، حيث تم توجيه حوالى 40 مليار جنيه كل عام لدعم الصادرات والعمليات التصديرية خلال آخر 3 سنوات. 

كما تساعد المدن والمناطق الصناعية الجديدة فى تخفيض معدل البطالة ورفع معدلات التشغيل، حيث تراجع معدل البطالة من 13.5% فى عام 2013 إلى نحو 6.5% حالياً، ومن جانب آخر فإن زيادة عدد المصانع توفر السلع والمنتجات فى السوق المصرية، وهو ما تم فى الفترة الأخيرة بالتزامن مع تراجع معدلات التضخم، حيث وصل معدل التضخم فى فترة من الفترات إلى 40%، ثم انخفض إلى 26.4%، وبالتالى توافر السلع فى الأسواق يعطى أماناً للمستهلك، كما يعطى فرصة لتصدير الفائض للحصول على عملة دولارية، مما يؤثر بشكل مباشر على دعم الاحتياطى النقدى الأجنبى الذى بلغ نحو 46.7 مليار دولار.

وأشار «شعيب» إلى أن العلاقة بين البنية التحتية والتنمية الصناعية مباشرة ووثيقة، حيث إنه فى حال تدهورها يصعب الحصول على استثمار أجنبى مباشر، كما لن يستطيع المستثمر المحلى تطوير المصانع وفتح مصانع جديدة لوجود مشكلة فى نقل السلع والمواد الخام، لذلك اهتمت الدولة بتطوير البنية التحتية وتوفير طرق جديدة بجانب الاهتمام بالمرافق، كما اهتمت الدولة بملف الطاقة عبر إنشاء العديد من محطات الكهرباء لتوفير الطاقة «محطات الطاقة الشمسية- مشروعات الهيدروجين الأخضر- توليد الطاقة من الرياح»، مما ساهم بشكل مباشر فى دخول مصر فى عدد من الصناعات التى كان يصعب الدخول بها مسبقاً مثل صناعة الكوارتز والأسمدة.

«البنا»: الصناعات التحويلية تمثل حجر الزاوية فى عملية التنمية الاقتصادية

وقال الدكتور محمد البنا، أستاذ الاقتصاد بجامعة المنوفية، إن الصناعات التحويلية لا تزال تمثل حجر الزاوية فى عملية التنمية الاقتصادية، حيث تستحوذ على النصيب الأكبر على حساب قطاع الخدمات خلال تلك المرحلة، كما يمتاز القطاع الصناعى بعدة خصائص تجعله يقود قطار التنمية الاقتصادية، فهو قطاع يتمتع بالحداثة عبر استخدام التكنولوجيا المتقدمة وله روابط أمامية وخلفية، كما أن إنتاجية قطاع الصناعة أعلى من معظم القطاعات الأخرى، كما أن المدخل الأساسى لإحداث تحول فى بنيان الاقتصاد الوطنى يتمثل فى ارتفاع معدل نمو قطاع الصناعات التحويلية عن معدل نمو الناتج المحلى الإجمالى.

وأوضح «البنا» أن ذلك سيحدث عبر بناء قدرات وطاقات إنتاجية فى قطاع الصناعة بمعدلات مرتفعة، وإنشاء مصانع وورش فى كافة أنشطة الصناعات التحويلية باستراتيجية وسياسات معينة، ومع زيادة الأصول الإنتاجية أو الاستثمارات الموجهة للصناعة، سينمو القطاع بشكل أكبر، مما يتطلب وجود قدر كبير من الحوافز تقدم للصناعة، من خلال الاهتمام بالتعليم الفنى والتعليم فى كليات الهندسة، ودعم الصادرات، بجانب ضرورة تحفيز رجال الصناعة على عمل توسعات، وعملية التجديد والإحلال.

وأشار «البنا» إلى ضرورة تحفيز رجال الأعمال على تشغيل المصانع بكامل طاقتها الإنتاجية، مع ضرورة قطع يد البيروقراطية عن قطاع الصناعة، كما كان لمنصة مصر الرقمية الصناعية دور فى الارتقاء بالخدمات المقدمة إلى القطاع الصناعى، لتنمية وتطوير قطاع الصناعة وتحسين بيئة الأعمال فى مصر، كما كان لفكرة الشباك الواحد والرخصة الذهبية دور مهم فى تعزيز بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات، حيث تهدف الرخصة الذهبية إلى تبسيط إجراءات الحصول على التصاريح اللازمة لإنشاء المشاريع، مما يسهل على المستثمرين بدء أعمالهم بسرعة وسهولة، بينما يتيح نظام الشباك الواحد للمستثمرين الحصول على كافة الخدمات والتراخيص من جهة واحدة، مما يقلل من الوقت والجهد اللازمين لإنهاء الإجراءات الروتينية، وتحسين مناخ الاستثمار وتعزيز النمو الاقتصادى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاستثمارات الصناعية التوطين التنمية المستدامة الصناعات التحویلیة قطاع الصناعة

إقرأ أيضاً:

خبراء: زيادة إجمالي أقساط سوق التأمين إيجابية على مساهمة القطاع بالناتج المحلي

أكد عدد من الخبراء أن قطاع التأمين يُعد سوقاً واعدة تمتلك العديد من المقومات القوية، مشيرين إلى أن صافى أصول قطاع التأمين بلغ 325.9 مليار جنيه بنهاية الربع الأول من العام الجارى، وأن هذه الأرقام تعكس النشاط الكبير الذى شهده قطاع التأمين خلال الفترة الماضية، كما توقعوا أن يستمر الأداء المالى الجيد للقطاع حتى نهاية العام المقبل، وهو ما أظهرته القوائم المالية السنوية لأغلب الشركات المدرجة فى القطاع.

«مصطفى»: التأمين في مصر سوق واعدة تمتلك العديد من المقومات القوية

وقال وليد سيد مصطفى، خبير التأمين الاستشارى، لـ«الوطن» إن قانون التأمين الجديد، يتضمن عدداً من الإجراءات الخاصة بالتأمين التكافلى وإجراءات خاصة بإنشاء شركات جديدة متخصصة مثل شركات التأمين الطبى، وشركات التأمين متناهى الصغير، وإجراءات خاصة بتوفيق أوضاع بعض شركات التأمين التى تعمل بنظامى «TPA» و«HMO»، الأول: يقتصر على إدارة محافظ التأمين الطبى الخاصة بشركات التأمين وفق آلية الطرف الثالث فى العملية التأمينية، والثانى: هو نظام يعمل على تغطية المخاطر التى تواجه العميل فى النشاط الطبى بنفس الآلية التى تعمل بها شركات التأمين، وأيضاً يهتم القانون الجديد، بزيادة رؤوس أموال شركات التأمين وشركات الوساطة.

وأوضح «مصطفى» أن قانون التأمين الموحد الجديد، أصبح فيه دور هيئة الرقابة المالية الإشراف والرقابة وتشريع القوانين، بعد أن كان دورها يقتصر على الإشراف فقط، ما يعطى للمتعاملين فى سوق التأمين ثقة كبيرة فى السوق، بالإضافة إلى أن القانون الجديد سيسمح بتأسيس شركات جديدة متخصصة، وشركات التأمين متناهى الصغر التى يمكن من خلالها الوصول إلى جميع طبقات المجتمع، والتى تتيح مبلغاً تأمينياً تصل قيمته إلى 250 ألف جنيه، الأمر الذى معه سيكون لهذا القانون مردود إيجابى على قطاع التأمين فى مصر، مضيفاً: «سوق التأمين لا تزال سوقاً واعدة رغم أن مساهمتها فى الناتج المحلى لا تتعدى 1%، إلا أنها حققت أرقاماً نحو 62 مليار جنيه أقساط تأمين فى السنة المالية المنتهية فى 30 يونيو 2023، ومتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى نحو 75 مليار جنيه أقساط تأمين بنهاية يونيو 2024».

وأكد خبير التأمين الاستشارى أن عملية إعادة تقييم الأصول الناتجة عن تحرير سعر الصرف فى الفترات الماضية كان لها تأثير إيجابى على سوق التأمين المصرى، ما أدى إلى زيادة فى أقساط التأمين، موضحاً أنه مع دخول شركات جديدة متخصصة فى التأمين وشركات التأمين متناهى الصغر، من المتوقع أن نشهد زيادة فى إجمالى أقساط سوق التأمين، مما سيكون له تأثير إيجابى على نسبة مساهمة قطاع التأمين فى الناتج المحلى الإجمالى لتتجاوز نسبة 1%.

وفيما يخص التطور التكنولوجى الذى نشهده فى الفترة الأخيرة، مثل الذكاء الاصطناعى والتحول الرقمى، أشار «مصطفى» إلى أن اعتماد قطاع التأمين على استخدام هذه التقنيات الجديدة وإدخال الذكاء الاصطناعى فى صناعة التأمين سيكون له تأثير إيجابى كبير على الشركات والخدمات. سيتيح ذلك تقارير دقيقة عن القطاع وتوفير قاعدة بيانات كبيرة، بالإضافة إلى إدارة التعويضات بالذكاء الاصطناعى، ما سيؤدى إلى تطور كبير فى سوق التأمين لتصبح فى مصاف الأسواق والشركات العالمية.

«عبدالقادر»: تحقيق نتائج أعمال جيدة الفترة الماضية

من جانبه، أكد د. خيرى عبدالقادر، خبير التأمين الاستشارى، أن قطاع التأمين المصرى يؤدى دوره بشكل جيد فى الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن سوق التأمين، بشكل عام، هى الداعم الأساسى الذى يحمى أى اقتصاد فى ظل الأزمات، موضحاً أنه فى مصر تمكن من تجاوز التغيرات الاقتصادية سواء على المستوى المحلى أو العالمى، ما يعكس قوة ونشاط القطاع بما فيه من شركات كبيرة لم تتأثر بأى متغيرات بل نجحت فى تحقيق نتائج أعمال جيدة فى الفترة الماضية.

بدوره، قال حسام عيد، الخبير الاقتصادى، إن قطاع التأمين يُعتبر من القطاعات الاقتصادية الهامة التى شهدت نشاطاً ملحوظاً وتطوراً كبيراً خلال الفترة الأخيرة فى ظل ما يشهده الاقتصاد من تحديات عالمية ومحلية، مثل ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع نسب المخاطر غير المنتظمة بسبب التوترات الجيوسياسية العالمية، والتى ترتب عليها أداء إيجابى ونشاط ملحوظ بالقطاع.

وأوضح «عيد» أن هذا النشاط الذى يشهده قطاع التأمين ساهم فى ارتفاع أقساط التأمين خلال النصف الأول من العام الجارى، ما يشير إلى نمو القطاع بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، حيث استحوذ على ما يقرب من 1% من الناتج المحلى الإجمالى.

مقالات مشابهة

  • طرح شركات الجيش فى البورصة يعزز ثقة القطاع الخاص
  • خبير اقتصادي: الدولة وضعت خطوات مدروسة لإحداث طفرة في قطاع الصناعة
  • خبير اقتصادي: خطوات الدولة مدروسة لتحقيق طفرة في قطاع الصناعة
  • وزير الصناعة السعودي: نتعاون مع مصر في تطوير رأس المال البشري
  • الصناعة العُمانية في مهب تحديات المنافسة ونقص المواد الخام
  • خبراء: زيادة إجمالي أقساط سوق التأمين إيجابية على مساهمة القطاع بالناتج المحلي
  • خبراء الضرائب: 14 ألف منشأة بالصناعات الغذائية باستثمارات 500 مليار جنيه
  • خبراء الضرائب: الحوافز الضريبية للشركات الناشئة تضاعف صادرات الصناعات الغذائية
  • «خبراء الضرائب»: الحوافز الضريبية للشركات الناشئة تضاعف الصادرات الغذائية
  • أيمن قرة: دعم التحول للطاقة الخضراء يعزز إستراتيجية التنمية المستدامة