عودة ترامب للبيت الأبيض.. والحاجة لحل مشكلات كثيرة !!
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
ليس من المبالغة في شيء القول إن انتخابات الرئاسة الأمريكية في دورتها السابعة والأربعين التي جرت يوم الثلاثاء الماضي الموافق الخامس من نوفمبر الجاري كانت من أكثر الدورات حساسية وصعوبة وتأثيرا أيضا في حاضر ومستقبل الولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها الداخلية والخارجية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط بما تموج فيه من توترات وحروب ومصادمات قائمة ومحتملة إلى حد كبير.
وفي ضوء الحملة الانتخابية قليلة المدة واللوم والانتقاد الذي ألقاه ترامب ضد كامالا هاريس خلالها، وما سوف يتم خلال الفترة القليلة القادمة على الأقل حتى العشرين من يناير القادم وهو موعد انتقال الرئيس الفائز في الانتخابات إلى البيت الأبيض ليبدأ رسميا مهام رئاسته كرئيس للولايات المتحدة ومن ثم فإن الأسابيع القادمة تعد فترة انتقالية يتم خلالها نقل الملفات الأمنية من إدارة بايدن إلى إدارة ترامب وكذلك إعادة تجهيز البيت الأبيض بما يتلاءم مع متطلبات الإدارة الجديدة، وكذلك وضع الإدارة الجديدة بالنسبة للقضايا المهمة في الصورة ووفق آخر التطورات التي تمس بالمصالح الحيوية للولايات المتحدة في مختلف المجالات وهو ما يحتاج إلى جهد وتعاون الإدارتين السابقة والقادمة وقد أكد بايدن على تعاونه التام مع ترامب في إتمام نقل سلمي ومنظم للسلطة ودون أية مشكلات تحدث عادة خلال هذه العملية التي قد تمتد إلى ما بعد التسليم والتسلم، خاصة وأن الإدارة الجديدة تعمل على تكامل عناصرها لكي تتمكن من السيطرة وإدارة مختلف الملفات بكفاءة وحسبما تريد. وتجدر الإشارة إلى أن كلا من بايدن وترامب سيلتقيان غدا الأربعاء في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض لمناقشة هذا الأمر. وفي هذا الإطار فإنه يمكن الإشارة باختصار شديد إلى عدد من الجوانب لعل من أهمها أولا، أن هناك مشكلات عديدة تواجه الرئيس ترامب ليس أقلها تلك التي تراكمت على عاتقه ومنها حوالي 34 قضية جنائية تم تأجيل البت فيها إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، وهناك الآن أمل يتردد بأن يتخذ الادعاء الأمريكي الإجراءات التي قد تسقط تلك القضايا ربما قبل العشرين من يناير، أي قبل تولي ترامب منصبه رسميا بالفعل، ومن المرجح أن تكون تلك المسألة من بين المسائل التي سيناقشها ترامب مع بايدن غدا في اجتماعهما في المكتب البيضاوي. يضاف إلى ذلك قضايا أخرى سياسية واقتصادية واجتماعية مدنية ذات صلة بالسياسة الأمريكية خاصة تلك المتصلة بالشرق الأوسط والحرب في غزة ولبنان والحاجة إلى وقف الحرب فيهما سريعا، وكان الرئيس بايدن قد أشار قبل أيام إلى عزمه التوصل إلى وقف الحرب في غزة ولبنان، ولكن ذلك اقرب إلى الأمل والرغبة أكثر منه إلى القدرة العملية، والتي يتحمل فيها نتنياهو مسؤولية عرقلة محاولات عدة لوقف القتال خاصة في ضوء ما حدث قبل الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها ترامب. وبالرغم من أن ترامب تحدث عن وقف القتال في الشرق الأوسط، إلا أن تحقيق ذلك عمليا سيستغرق بالضرورة وقتا غير قليل حتى إذا عادت قطر إلى استئناف مشاركتها التي توقفت في الوساطة إلى جانب الولايات المتحدة ومصر ويظل الأمر مرهونا بالوقائع على الأرض وبالنوايا أكثر منه بالتصريحات وبالرغبة في بناء السلام في المنطقة كما أكد ترامب للرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أيام قليلة. ثانيا، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل تصعيد القتال في غزة وفي جنوب لبنان دون توقف حتى في يوم الانتخابات الرئاسية فإنه يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد استغلال الفترة الانتقالية حتى العشرين من يناير القادم وما بعدها لترسيخ وتوطيد العلاقة مع ترامب من ناحية، وتنفيذ إنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان تجعل من الصعب تهديد إسرائيل عبرها من ناحية ثانية، وهو ما يتم تنفيذه بإخلاء مساحات كبيرة من قرى جنوب لبنان حتى يتم تمهيده بعد ذلك بما يخدم المصالح الإسرائيلية في المستقبل بغض النظر عن مصالح لبنان بتنفيذ القرار الدولي رقم 1701 الذي يماطل نتنياهو في تنفيذه ويسعى في الوقت ذاته إلى التخلص من قوات اليونيفيل وإخراجها من لبنان بشتى السبل وهى مشكلة أخرى يريد نتنياهو أن يغرق فيها لبنان والمنطقة ككل بكل ما يترتب على ذلك من نتائج مباشرة وغير مباشرة . ثالثا، إنه في الوقت الذي يسعى فيه ترامب إلى ترتيب عناصر إدارته واستكمالها بما يتناسب مع سياساته في الفترة القادمة سواء مع روسيا والصين وأوروبا الغربية أو بما يساعد على الحد من المشكلات وإنهاء الحروب المشتعلة كالحرب في أوكرانيا وإرساء العلاقات مع أوروبا وحلف الأطلنطي على أسس جديدة تقوم على مبدأ «أمريكا أولا» و«لا حماية أمريكية بدون دفع أوروبي» فإن العلاقات الأمريكية الإيرانية تشغل ركنا مهما ومؤثرا في مسار واتجاه تطور العلاقات بين واشنطن وطهران، ولعل ما يؤكد ذلك أنه تم الإعلان من جانب القضاء الأمريكي عن الكشف عن متهم للإعداد لاغتيال الرئيس دونالد ترامب وهذه ثاني محاولة بعد محاولة الاغتيال التي جرت في 13 يوليو الماضي في تجمع انتخابي كان يحضره ترامب، ومع نفي إيران لذلك وأن الخبر لا أساس له وأنه محاولة للتصعيد ضد إيران وقد يكون مؤامرة إسرائيلية في إطار التنسيق الأمريكي الإسرائيلي ضد إيران والتعاون ضد برنامجها النووي، فإن مشكلات عدة تواجه استئناف المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول البرنامج النووي الإيراني خاصة وأن ترامب هو الذي ألغى التعاون في البرنامج النووي الإيراني، والذي أكدت إيران باستمرار انه برنامج سلمي وأن عقيدة إيران لا تؤمن بامتلاك أسلحة نووية ولذا فإن برنامجها سلمي، ومع ذلك فقد تطور إنتاج اليورانيوم المخصب وازداد كما ونوعا برغم إشراف الوكالة الدولية للطاقة النووية عليه وبلغ اليورانيوم المخصب لدى إيران ما يتجاوز نسبة 60% تقريبا وهي نسبة متقدمة كما بلغ حجم اليورانيوم المخصب أكثر من ثلاثمائة كيلو جرام وهو ما يسهل حركة إيران لبلوغ العتبة النووية خلال بضعة أشهر فقط وليس سنوات. ولذلك تخلت إسرائيل عن ضرب عناصر الطاقة النووية الإيرانية عندما ضربت الدفاعات ومراكز صناعة الصواريخ الإيرانية الشهر الماضي لأن أمامها متسعا من الوقت وبغض النظر عن نفي إيران لكل ذلك، فإن إصرار ترامب على عدم امتلاك إيران لبرنامج نووي يزيد المشكلات التي تواجه ترامب في فترته الرئاسية الحالية ولا يبدو أن هناك فرصة للتخفيف منها، أما العلاقات مع كل من الصين وروسيا فإن لكل منها مشكلاتها الخاصة والتي ستحتاج وقتا وإرادة سياسية وثقة متبادلة لحلها لم تتبلور بعد، ولذا فإن الفتر الثانية لرئاسة ترامب ستكون أصعب وأكثر تعقيدا من الفترة الأولى . |
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحملة الانتخابیة البیت الأبیض کامالا هاریس أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
«البيت الأبيض»: الرئيس ترامب معني بألا تحكم حماس قطاع غزة
قالت متحدثة البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، إن الرئيس ترامب معني بألا تحكم حماس قطاع غزة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي للمتحدثة باسم البيت الأبيض أذاعته قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل لها.
وأكدت أن قطاع غزة أصبح مكانًا "لا يمكن أن يعيش فيه بشر".
وأوضحت أن قطاع غزة يعاني مشكلات كبيرة في المرافق العامة والخدمات الأساسية.
اقرأ أيضاًرئيس مجلس النواب الأمريكي: سندعم مبادرة ترامب بشأن غزة
الجامعة العربية تدين تصريحات ترامب الداعية لتهجير الفلسطينيين
«غزة لأهلها ويجب حل الدولتين».. هجوم دولي واسع على ترامب بسبب مخطط تهجير الفلسطينين