هل سيـُنـهي الرئيس الأمريكي الجديد الصراعات كما وعد؟
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
أثار فوز دونالد ترامب في الانتخابات مخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي، فخلال حملته الانتخابية اقترح ترامب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على جميع الواردات الأمريكية ورسوم جمركية بنسبة 60% على السلع الصينية. ونظرًا لترابط سلاسل التوريد العالمية بشكل كبير، فإن حرب التعريفات الجمركية ضد اقتصاد واحد اليوم تعني حرب تعريفات جمركية ضد العديد من البلدان، وأن حرب التعريفات الجمركية أو الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة تنتهي إلى الإضرار بالاقتصاد الأمريكي والمستهلكين.
لقد كان التعاون المربح للجانبين، خاصة بين أكبر اقتصادين في العالم، مفيدًا دائمًا ليس فقط لشعبي البلدين، بل للعالم بأسره. إن أحد المخاوف الرئيسية هو نوع الأشخاص الذين سيختارهم الرئيس المنتخب لحكومته الجديدة، فقد حذر رون بول، عضو الكونجرس الجمهوري السابق من تكساس، من خطر «عودة المحافظين الجدد» للإدارة الأمريكية الجديدة، أشخاص مثل جون بولتون ومايك بومبيو. وقد أشاد (إيلون ماسك) مؤسس تيسلا وسبيس إكس بتغريدة على منصة إكس بذلك، قائلًا: «أوافق على أننا لا ينبغي لنا تمكين دعاة الحرب المحافظين الجدد». لقد أصبح العالم اليوم مكانا أكثر خطورة بسبب هوس إدارة بايدن بلعب ألعاب محصلتها صفر، وخاصة في تعاملاتها مع الصين، وتركيز طاقتها على التدابير الرامية إلى احتواء الصين وتقسيم العالم إلى كتل سياسية مواجهة. إن الدور السلبي الذي تقوم به الولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يشمل إذكاء التوترات في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي. كما عملت على إطالة أمد الصراع بين روسيا وأوكرانيا وإسرائيل وفلسطين، من خلال صب الزيت على النار لتحقيق أهدافها الجيوسياسية الضيقة. حذر العديد من الخبراء، ومن بينهم جيفري ساكس، أستاذ جامعة كولومبيا، من أن السياسة الخارجية الأمريكية الحالية تدفع العالم نحو حرب باردة جديدة، وحرب عالمية ثالثة محتملة، وحتى حرب نووية يمكن أن تبيد الجنس البشري بأكمله. في حين يشكك كثيرون في الوعود التي قطعها الرئيس الأمريكي المنتخب خلال حملته الانتخابية، خاصة تعهده «بوقف الحروب»، فإن الوفاء بمثل هذه الوعود ضرورية أكثر من العديد من الأشياء الأخرى في عالم اليوم. ورغم أن هذا التصرف يعد غير صحيح من الناحية السياسية في واشنطن، فقد قال ترامب مرارا وتكرارا إنه من الرائع أن يتوافق مع الصين وروسيا وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية. كوني صحفيا غطى القمة الأولى بين ترامب وزعيم جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كيم جونج أون في سنغافورة عام 2018، فقد أعجبت بجهوده الرامية إلى التقارب مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، لأن هذا أمر آخر مهم يحتاجه العالم اليوم. من المبكر للغاية أن نتنبأ بما قد تبدو عليه إدارة ترامب الثانية. ولكنني آمل أن يفي بوعده بإنهاء الصراعات في أوراسيا والشرق الأوسط، واستعادة السلام الدائم في الشرق الأوسط، وتحسين العلاقات مع الصين وروسيا وكوريا الشمالية، وبالتالي وقف الانحدار نحو حرب باردة جديدة، أو حتى حرب عالمية ثالثة. لا ينبغي للعالم أن يرى حربًا باردة جديدة أبدًا، ناهيك عن حرب عالمية أخرى. ـ تشين وي هوا رئيس مكتب صحيفة «تشاينا ديلي» في الاتحاد الأوروبي ومقره بروكسل. |
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الأمريكي: ملفات التشدد تجاه الصين وإيران وأوكرانيا
22 يناير، 2025
بغداد/المسلة: صادق مجلس الشيوخ الأميركي، بالإجماع على تعيين ماركو روبيو، مرشح الرئيس دونالد ترامب، وزيرًا للخارجية.
و بهذا التعيين، يصبح روبيو أول أميركي من أصول كوبية يتولى هذا المنصب، وأول عضو في إدارة ترامب الجديدة يحصل على تصديق الكونغرس.
ماركو روبيو معروف بمواقفه الصارمة تجاه الصين وروسيا وإيران. خلال عضويته في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، كان من أبرز الداعين إلى سياسة أميركية حازمة ضد الأنظمة التي يعتبرها معادية لمصالح واشنطن.
في ما يخص إيران، شدد خلال جلسة المصادقة على ضرورة توخي الحذر في تقديم أي تنازلات، مشيرًا إلى مخاوف من أن تستغل طهران تلك التنازلات لتعزيز قدراتها العسكرية ودعم وكلائها الإقليميين، مثل حزب الله.
أما بخصوص أوكرانيا، دعا روبيو إلى حل تفاوضي لإنهاء الحرب المستمرة منذ عام 2022، معتبراً أن استمرارها دون جدوى يُفضي إلى مزيد من القتلى بلا أفق لتحقيق نصر واضح لأي طرف. هذا الموقف تماشى مع سياسته التصويتية عندما كان أحد السيناتورات الجمهوريين الذين رفضوا حزمة مساعدات عسكرية كبيرة لكييف.
تحولات في المواقف ونهج ترامب
رغم انتقاداته السابقة لسياسة ترامب، أصبح روبيو أقرب إلى نهج الرئيس الـ47، خاصة فيما يتعلق بتجنب التدخلات العسكرية الخارجية. في 2019، انتقد انسحاب ترامب من سوريا، لكنه لاحقاً تبنى مواقف أكثر انسجامًا مع فلسفة “أميركا أولاً”.
هذه التحولات ظهرت جلية في مواقفه تجاه أوكرانيا وإسرائيل. فعلى الرغم من دعمه القوي السابق لإسرائيل، أثار تصويته ضد حزمة تمويل لصالحها في أبريل تساؤلات حول تغير استراتيجياته لتعكس سياسات أكثر تحفظاً.
من ميامي إلى وزارة الخارجية
ولد روبيو عام 1971 لعائلة كوبية مهاجرة كافحت في الولايات المتحدة. عمل والده نادلاً ووالدته عاملة تنظيف، قبل أن يستقروا في ميامي. حصل روبيو على شهادة القانون من جامعة ميامي وبدأ مسيرته السياسية حتى وصل إلى ترشحه للرئاسة عام 2016، حيث خسر أمام ترامب.
يؤمن روبيو بأن الولايات المتحدة هي “أعظم دولة في العالم”، ويدعو إلى إصلاحات اقتصادية واجتماعية تعيد التوازن إلى الداخل الأميركي.
روبيو أمامه ملفات شائكة: مواجهة النفوذ الصيني المتصاعد، وإيجاد حلول للأزمة الأوكرانية، وضبط العلاقات مع إيران، مع الحفاظ على سياسة تُوازن بين القيم الأميركية والمصالح الاستراتيجية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts