الكرملين ينفي حصول مكالمة هاتفية بين بوتين وترامب
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
نفى الكرملين الإثنين ما أوردته صحيفة أميركية بشأن اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مشيرا الى أن موسكو لم تتلق بعد أي مؤشرات من الحلفاء الغربيين لكييف عن استعدادهم للبحث في سبل إنهاء حرب أوكرانيا.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" أفادت الأحد نقلا عن مصادر لم تكشفها أن ترامب الذي سينصّب رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير، تحدث إلى الرئيس الروسي وحضّه على عدم تصعيد الحرب في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن ما أوردته الصحيفة "لا يمت للواقع بأي صلة على الإطلاق، هذا مجرد اختلاق... هذا ببساطة نبأ كاذب" مضيفا "حتى الآن، ليس هناك من خطط ملموسة" لاجراء مثل هذه المحادثات. وقد أبدى الرجلان الأسبوع الماضي استعدادهما للتحادث.
وقال متحدث باسم الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب في تصريح لوكالة فرانس برس إنه "لن يعلق على المكالمات الخاصة بين الرئيس ترامب وقادة آخرين". وكان ترامب تحدث الأسبوع الماضي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وردا على استفسار لوكالة فرانس برس، أشار مسؤول كبير في الرئاسة الأوكرانية أيضا إلى عدم وجود تأكيد لهذا الاتصال أو بحقيقة أنه كان يتعلق بالنزاع في أوكرانيا.
"نواصل العملية العسكرية"
وقال بيسكوف "من جانبنا، نواصل العملية العسكرية الخاصة" مستخدما المصطلح الروسي الرسمي للحرب.
وبعد مرور أكثر من عامين ونصف عام على شن روسيا هجومها على أوكرانيا، تطالب موسكو التي تتقدّم قواتها ميدانيا، أوكرانيا بالاستسلام والتنازل عن جزء كبير من أراضيها والتخلي عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). وكلّها شروط غير مقبولة بالنسبة إلى كييف.
وتواجه القوات الأوكرانية صعوبات ميدانية خصوصا في شرق البلاد، تعود بشكل رئيسي الى نقص العديد والعتاد بالإضافة إلى تأخر المساعدات العسكرية الغربية، فيما يواصل الجيش الروسي التقدم التدريجي الذي يحققه منذ أشهر في شرق أوكرانيا.
وبعد هجمات متبادلة بمسيّرات على نطاق غير مسبوق في نهاية هذا الأسبوع، قُتل ستة أشخاص على الأقل ليل الأحد الاثنين وأصيب حوالى عشرين آخرين في هجمات روسية في ميكولايف وزابوريجيا في جنوب أوكرانيا، وفقا للسلطات المحلية.
وفي أخبار سيئة إضافية بالنسبة إلى أوكرانيا، وقّع بوتين معاهدة دفاع مشترك مع بيونغ يانغ الأحد تزامنا مع تحذير الغرب من التصعيد الكبير في الصراع والمتمثل في مشاركة آلاف الجنود الكوريين الشماليين في القتال.
وتتّهم كييف وحلفاؤها الغربيون موسكو بنشر جنود من حليفتها كوريا الشمالية في منطقة كورسك بجنوب روسيا، حيث شنّ الجيش الأوكراني عملية عسكرية مباغتة في أغسطس أتاحت له السيطرة على مساحة واسعة تقدر بمئات الكيلومترات. وتقول كييف إن الجنود الكوريين الشماليين بدأوا القتال الى جانب الجيش الروسي.
كما أن انتخاب ترامب الذي قال خلال حملته الانتخابية مرارا إنه قادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا "في 24 ساعة"، يثير قلق أوكرانيا والأوروبيين من وقف الرئيس الأميركي الجديد المساعدات المخصصة لأوكرانيا في الأشهر المقبلة.
لكن الأحد، تحدث المستشار الألماني أولاف شولتس مع دونالد ترامب وأعلنا أنهما "مستعدان للعمل معا من أجل عودة السلام إلى أوروبا"، وفق ما أعلنت الحكومة الألمانية.
"لا إشارة" من الغرب
وبحسب بيسكوف، فإن بوتين كرر الأسبوع الماضي "أنه منفتح على أي مفاوضات" مع الغرب بشأن أوكرانيا، لكن "لم يتم إرسال أي إشارة" منهم.
وأضاف "إذا قالوا إن الإشارات ستصل، فيجب انتظارها. في الوقت الراهن، لم تصل أي إشارة".
ورغم أن المسؤولين الروس يعلنون عن استعدادهم للحوار، فهم يكررون أن ذلك يجب أن يتم وفقا لشروطها والوقائع الميدانية على الجبهة.
قال رئيس مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو إن الغرب يجب أن يتفاوض مع موسكو بشأن أوكرانيا من أجل تجنّب "تدمير الشعب الأوكراني".
وصرّح شويغو خلال اجتماع لمسؤولين أمنيين من دول مجاورة لروسيا "الآن بما أن الوضع في ساحة المعارك ليس مؤاتيا لنظام كييف، أصبح لدى الغرب خياران: مواصلة تمويله (أوكرانيا) وتدمير الشعب الأوكراني أو الاعتراف بالواقع الراهن وبدء التفاوض".
ويزور شويغو الصين الاثنين والثلاثاء لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الصينيين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكرملين بوتين وترامب صحيفة أميركية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأميركي المنتخب دونالد ترامب موسكو
إقرأ أيضاً:
بوتين يعلن هدنة مؤقتة لثلاثة أيام في أوكرانيا، وكييف تدعو لهدنة ثلاثين يوماً
أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وقف إطلاق نار مؤقت في الحرب في أوكرانيا.
صرح الكرملين بأن وقف إطلاق النار سيستمر من صباح يوم 8 مايو/ أيار المقبل حتى 11 مايو/ أيار، وهو ما يتزامن مع احتفالات النصر الروسي في نهاية الحرب العالمية الثانية.
وأفاد بيان للكرملين بأن بوتين أعلن وقف إطلاق النار “لاعتبارات إنسانية”.
رداً على ذلك، دعا وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيا، إلى وقف إطلاق نار فوري يستمر “30 يوماً على الأقل”.
في حين صرّح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي يحاول التوسط في هدنة بين الجانبين، بأنه يريد رؤية وقف إطلاق نار دائم، وفقاً لبيان من البيت الأبيض.
وجاء في بيان الكرملين: “تعتقد روسيا أن على الجانب الأوكراني أن يحذو حذوها”.
“وفي حال انتهاك الجانب الأوكراني لوقف إطلاق النار، سترد القوات المسلحة الروسية ردا مناسبا وفعالا”.
وأضاف: “ويؤكد الجانب الروسي مجددا استعداده لإجراء محادثات سلام دون شروط مسبقة، بهدف القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، والتفاعل البناء مع الشركاء الدوليين”.
ترامب “محبط من قائدي البلدين”
وعقب صدور البيان الروسي، قال وزير الخارجية الأوكراني سيبيا: “إذا كانت روسيا تريد السلام حقاً، فعليها وقف إطلاق النار فوراً”.
وتساءل في منشور على موقع إكس: “لماذا الانتظار حتى 8 مايو/ أيار؟ إذا أمكن وقف إطلاق النار الآن أو في أي تاريخ (سابقا) لمدة 30 يوما، فهذا أمر حقيقي، وليس بهدف الاستعراض.”
وقال إنّ أوكرانيا مستعدة لدعم “وقف إطلاق نار دائم وشامل. وهذا ما نقترحه باستمرار، لمدة 30 يوماً على الأقل”.
وقالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، إنّ ترامب “يشعر بإحباط متزايد من قائدي كلا البلدين”.
“إنه يريد أن يرى وقفا دائما لإطلاق النار”.
وأضافت: “علمتُ أن فلاديمير بوتين عرض هذا الصباح وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار. أوضح الرئيس أنه يريد أولا وقفاً دائماً لإطلاق النار، من أجل وقف القتل وإراقة الدماء”.
كان الكرملين قد أعلن عن هدنة مماثلة لمدة 30 ساعة خلال عيد الفصح، ولكن بينما أفاد كلا الجانبين بانخفاض حدة القتال، تبادلا الاتهامات بمئات الانتهاكات.
وشهدت الحرب في أوكرانيا محاولات لوقف إطلاق النار أكثر من 20 مرة، جميعها باءت بالفشل في النهاية، وبعضها فشل في غضون دقائق من دخوله حيز التنفيذ.
كان آخرها – هدنة عيد الفصح – محدودة النطاق للغاية، ولم تسفر إلا عن انخفاض طفيف في حدة القتال، حيث تبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك الهدنة.
Reutersشوهد انفجار طائرة مسيرة في سماء أوكرانيا، خلال غارة روسية في 24 أبريل/ نيسانيأتي هذا الإعلان الأخير خلال ما وصفته الولايات المتحدة بأنه أسبوع “حاسم للغاية”، فيما يتعلق بمحادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.
وتحاول واشنطن التوسط للتوصل إلى اتفاق بين الجانبين، لكن إدارة دونالد ترامب هددت بالانسحاب إذا لم يحرزا تقدما.
يحرص بوتين على إعطاء انطباع بأن روسيا جادة في السعي لتحقيق السلام، وهو حريص على أن يسمع ترامب هذه الرسالة، خاصةً وأن أوكرانيا قد قبلت اقتراح واشنطن بوقف إطلاق نار أكثر استدامة لمدة 30 يوماً.
يأتي هذا بعد أن أعرب الرئيس الأمريكي عن انزعاجه، من استمرار الهجمات الروسية على أوكرانيا.
وشنت روسيا غزوا شاملا على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط من عام 2022، وتسيطر حاليا على حوالي 20 في المئة من أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم الجنوبية التي ضمتها موسكو عام 2014.
وتشير التقديرات إلى أن مئات الآلاف من الأشخاص – غالبيتهم العظمى من الجنود – قُتلوا أو جُرحوا من الطرفين منذ عام 2022.