جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-07@05:53:36 GMT

ترامب.. قاهر النساء

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

ترامب.. قاهر النساء

 

د. أحمد بن علي العمري

 

ترامب قاهر النساء؛ هكذا تقول نتائج الانتخابات الأمريكية، فعندما نافس هيلاري كلينتون في عام 2016، فاز عليها، وعندما قابل بايدن في عام 2020 انهزم، والآن في 2024 قابل مرة أخرى كامالا هاريس وفاز عليها، وهذا يعني أن الرجل عندما يُقابل رجلاً آخر ينهزم، وعندما يقابل امرأة ينتصر عليها!

واستنتاج هذا أتركه لكم الأعزاء القراء الكرام!!

المهم في الانتخابات الأمريكية التي شغلت العالم وجعلت العالم أجمعه بين مؤيد لهذا أو منحاز لتلك، وكلٌ يظن الظنون ويتوقع التوقعات ويتأمل التأملات، وهنا نقول لكم وبكل صراحة إن الرئيس الأمريكي لا يملك من الصلاحيات سوى النذر اليسير؛ فهو ليس رئيسًا مطلق الصلاحيات، ولا يملك جميع القرارات بيده، هذا إضافة إلى تأثيرات الداعمين بمئات الملايين والذين ينتظرون نصيبهم من الكعكة، فهل يُعقل أن يدفع إيلون ماسك 114 مليون دولار وتسخير منصة إكس واستخدام كل علاقاته وجميع متابعيه دون أن يستفيد، والرجل له علاقات واسعه في الصين وله مصالح كثيرة وبالتأكيد سوف يكون له تأثيره.

ماذا يبقى من الرئيس الأمريكي وماذا يبقى بين يديه ليعطيه؟!

أرجو أن لا يفرح هذا بفوز من يؤيده، ولا يحزن ذلك على خسارة من يدعمها؛ فالرئيس الأمريكي مهما يكن لونه أو جنسه أو حزبه؛ فهو مُسيَّر وليس مُخيَّر.

كثيرون تكلموا وكثيرون حللوا؛ بل وشرحوا وأوضحوا وحتى فصَّلوا، ولكن يبقى الواقع واقعًا، والحقيقة ليس لها سوى وجه واحد!

ربما ترامب أخذ فرصته من التحضير واستفاد من هفوات سابقة في عام 2020، لكن هاريس على النقيض لم تُنافس داخل الحزب الديمقراطي فقد أتت من "دكة الاحتياط" بعد تنحِّي بايدن، ولم يكن أمام حملتها سوى 107 أيام، وهي قليلة جدًا، وقد ظهرت كمرشحة الوقت بدل الضائع!

ويُؤخذ على الحزب الديمقراطي تخليه عن مبادئه وقيمه وتخليه عن اللاتينيين والسود والعرب والمسلمين والريفيين والعمال؛ الأمر الذي جعل الجمهوريين يستغلون هذا ويلعبون في ملعب الديمقراطيين بكل حرية  وأريحية، وهذا هو الذي قلب الموازين.

لقد نسي الديمقراطيون كل واجباتهم والتزاماتهم المجتمعية التي تلامس معايش الناس وحاجاتهم وركزوا على woke (أي قضايا العدالة الاجتماعية والعرقية) وكذلك قضايا الإجهاض، وكلتيهما حالتين شاذتين.

لهذا خسروا ورجعت عليهم بخيبة وحسرة ووبال، وكما يقول أغلب المحللين إنه ربما يكون هذا غباء استراتيجي للديمقراطيين، بينما الجمهوريون ركزوا على عاملين مُهمين لامسوا بهما قلوب الناخبين وثبتوا عليهما؛ وهما: الاقتصاد والهجرة غير الشرعية، وقد نجحوا في ذلك بامتياز؛ بل إن هناك من يتجاوز ذلك ويقول إن ترامب لم يفز؛ بل إن هاريس هي التي خسرت؛ أي أن النتيجة النهائية للمباراة فوز ترامب بهدفين مقابل هدف واحد!

هنا نحن جميعاً نعرف أن ترامب رجل أعمال ناجح وهو يعرف أن هذه فترته الأخيرة في البيت الأبيض وعليه فسوف تكون عينه على استثماراته بعد فترة الرئاسة؛ سواءً كان ذلك في روسيا أو منطقة الخليج العربي أو حتى الصين، وربما إيران، أو أي مكان آخر في العالم، من باب تجاوز المدى القصير إلى المدى الطويل في النظره الاقتصادية.

وفي جميع الأحوال ومن المؤكد الذي يميل إلى المضمون أن ترمب في فترة رئاسته الثانيه لن يكون كما كان في الأولى؛ بل سيختلف ذلك شكلًا ومضمونًا وتوجهًا، والأيام شواهد وربما يسعى في ولايته الثانية وهو المفتون بالإعلام والظهور فيه ويراوده الأمل لنيل جائزة نوبل للسلام ومن المؤكد أنه سوف يسعى لها حتمًا.

المهم والخلاصة، أننا في منطقتنا يجب أن نحافظ على ثوابتنا ومعتقداتنا ومنهاجنا، ونقول لمن يفوز في أمريكا أو غيرها مبروك ومن يودع نقول له مع السلامة.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قوة الردع الأمريكي.. مجرد فزاعة كشف حقيقتها اليمن

 

 

من يتابع تحليلات المختصين والمحللين العسكريين في العالم وتصريحات بعض القادة في الجيش الأمريكي وحتى تصريحات المجرم ترامب عن حقائق المواجهة الجارية بين قوات البحرية الأمريكية والقوات المسلحة اليمنية منذ بدايتها قبل أكثر من أسبوعين وما سبقتها من مواجهات اليمن لتحالف الازدهار وما حصدته حاملتا الطائرات الأمريكية إبرهام لينكولن وايزنهاور والعديد من البارجات الحربية الغربية -آنذاك- يصل إلى قناعة مؤكدة أن النظام الأمريكي أدخل نفسه في مأزق خطير تتزايد خطورته عليه يوما بعد يوم وأن الهدف الذي جاء مؤخرا لتحقيقه وهو نفس الهدف الذي جاء لتحقيقه سابقا بتحالف غربي كبير والمتمثل بإيقاف عمليات اليمن المساندة لغزة وعمليات الردع لتواجده العسكري في البحر الأحمر لن يتحقق ولو حشد كل إمكانياته العسكرية إلى البحر الأحمر، ولذلك فاعلان وزارة الدفاع الأمريكي عن إرسال حاملة الطائرات كارل فينسون للانضمام إلى حاملة الطائرات ترومان وما رافق ذلك من إرسال عشرات الطائرات الحربية وعدد من القاذفات الأكثر تطورا إلى قواعده العسكرية في جزيرة دييغو والبحرين وقطر والسعودية لن يغير من نتيجة الفشل ويحوله إلى نجاح أبدا، ولن يستطيع إيقافا العمليات اليمنية المساندة لغزة ولن يستطيع رفع الحصار البحري عن سفن إسرائيل أو القاصدة إليها والسبب بسيط جدا هو فشل أمريكا بعملياتها العدوانية على اليمن وعدم قدرتها في ضرب قدرات اليمن الصاروخية والطيران المسيَّر لا اليوم ولا بعد الف يوم لثلاثة أسباب يعلم حقيقتها العدو الأمريكي
الأول: التفوق العسكري اليمني في تكتيكه الحربي واستغلاله العامل الجغرافي في حماية مقدراته وإنتاجها وفي تنفيذ عملياته وانتهاجه استراتيجية النفس الطويل والهادئ في عمليات الردع والإسناد وهو ما أكدته صحيفة وول ستريت جورنال عن فشل قاذفات B-2 وSpirit في تدمير مجمع صواريخ في اليمن تحت الأرض بواسطة قنابل بونكر باستر وهي من أقوى القنابل المخصصة لذلك.
الثاني: اعتماد اليمن على نفسه في تصنيع وتطوير قدراته الصاروخية والطيران المسيَّر والبحرية والتحديث المستمر للإنتاج الحربي في هذه الوحدات طبقا لنتائج المواجهات، ما انعكس على تفوقها على كافة أسلحة الأمريكي المضادة لها والسببان السابقان هما محور تحليلات الكثير من المختصين في العالم وهو ما صرح به الكثير من القادة الأمريكيين الذين شاركوا في المواجهات، وكذلك ما أكده محللون آخرون فالخبير الصيني تانغ تشيتشاو يقول أن اليمن اعتمد على استراتيجية الضعيف ضد القوي واستخدم تكتيكات غير متكافئة لمواجهة التفوق العسكري الأمريكي والإسرائيلي، ومن أبرز أدواته الطائرات المسيرة الانتحارية والصواريخ منخفضة التكلفة، والتي تُكبد القوات الأمريكية والإسرائيلية خسائر مالية كبيرة عند اعتراضها، بينما يستفيد “الحوثيون” –حسب تعبيره- من تضاريس شمال اليمن لتنفيذ حرب عصابات تُضعف فعالية الضربات الجوية، مضيفا أن هذا النموذج “غير المتكافئ” للصراع يُعزز قوة الحوثيين، بينما يُصعّب على خصومهم ممارسة نفوذهم بالكامل وقال تانغ : من الواضح أن أفعال كل من الحوثيين والتحالف الأمريكي الإسرائيلي أصبحت عوامل رئيسية في إعادة تشكيل الديناميكيات الإقليمية والعالمية.
السبب الثالث: ويتمثل في نجاح الاستخبارات العسكرية في اليمن في تحييد أجهزة المخابرات المعادية تحييد كامل وجعل اليمن دائرة مغلقة عليهم لا يستطيعوا تجاوزها، فمخازن الأسلحة الاستراتيجية ومراكز إنتاجها وتطويرها مخفية تماما ولا يمكن كشفها أو رصد مواقعها بأي وسيلة استخباراتية اطلاقا، إضافة إلى أن القوات المسلحة اعتمدت أسلوب التضليل للعدو الأمريكي والتمويه وهو الأمر الذي جعل العدو الأمريكي عاجزا عن تدمير أي هدف عسكري يمني مرتبط بالقدرات العسكرية، وانعكس هذا العجز في تخبط واضح في قصفه لبنى مدنية بحتة واستهدافه للمدنيين وممتلكاتهم وأبراج الاتصالات التابعة لشركات الهواتف النقالة خلال الفترة السابقة الذي نتج عنه سقوط ٢٥٧ مدنياً ما بين شهيد وجريح إلى اليوم وتحوله مؤخرا إلى استهداف سيارات مواطنين، وادعائه كذباً أنه استهدف فيها قيادات حوثية في محاولة يائسة لتغطية فشل عملياته على اليمن وسعيا إلى محاولة إيهام العالم بأنه يحقق نجاحاً لا وجود له على أرض الواضع اطلاقا.
لقد درس العدو الأمريكي كل الخيارات الممكنة أمامه لتحقيق أي هدف، ووجد عدم جدواها جميعا، وما تصريحاته الأخيرة عن تكثيف تواجده العسكري في المنطقة إلا محاولة لاستعادة هيبة ردعه، التي مسحها اليمنيون عن الوجود وكسروا فزاعتها الزائفة أمام العالم ومحاولته إقناع الدول الغربية بالمشاركة في إجرامه ضمن أجندات أخرى مطروحة عليها.

مقالات مشابهة

  • طاهر المصري: كي لا يكون مصيرنا التلاشي
  • كي لا يكون مصيرنا التلاشي
  • قوة الردع الأمريكي.. مجرد فزاعة كشف حقيقتها اليمن
  • لن يكون الرئيس الوحيد الذي يزورها.. إيمانويل ماكرون في جامعة القاهرة غدا
  • ما الذي يحاول ترامب تحقيقه من خلال فرض الرسوم الجمركية؟
  • الكابوس الأمريكي
  • رئيس الوزراء: امريكا ستخسر امام شعبنا الذي اذهل العالم
  • ما هو سلاح الردع الذي يُمكن لأوروبا استخدامه في مواجهة رسوم ترامب؟
  • أخبار العالم| استقالة مدير الأمن القومي الأمريكي.. نتنياهو يستعد لزيارة واشنطن.. وغارات أمريكية على مواقع الحوثيين
  • بعد قرار ترامب بفرض رسوم جمركية | خبير اقتصادي: لن يكون تأثيرها كبير