مع احتمالات الخروج من قطر.. ماذا تبقى لحركة حماس؟
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
تواجه حركة حماس الفلسطينية ضغوطا مستمرة منذ بدء الحرب في غزة، قبل أكثر من عام، التي أسفرت عن توجيه ضربة قوية للحركة وقياداتها والبنية التحتية لها، مع فشل المفاوضات لوقف الحرب، ثم جاءت التقارير الأخيرة بأن قطر تتجه لإغلاق مكتبها في الدوحة ليطرح تساؤلات عما تبقى للحركة.
وتاريخيا، تنقل مقر الحركة بين عمان ودمشق والدوحة، وفي كل محطة، واجهت الحركة تحديات أدت في النهاية إلى إغلاق مكاتبها في الأردن وسوريا، قبل الانتقال إلى قطر، ومع احتمالات الخروج من الأخيرة، لم يعد يتبقى للحركة إلا بعض الوجود والدعم من اليمن والجزائر وبعض الفصائل العراقية.
ويقول الخبير التركي الفلسطيني، طه عودة أغلو، إن الحركة ستواجه تحديات كبيرة في حال تأكد خبر خروجها من قطر.
يذكر أن الدوحة لم تؤكد ذلك رسميا. وبينما نقلت تقارير إعلامية عدة عن مسؤولين دبلوماسيين أن قطر تتجه لإغلاق المكتب السياسي لحماس لأنه "لم يعد يخدم الغرض منه"، أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية أن هذه التقارير "غير دقيقة".
ويشير عودة أوغلو في تصريحات لموقع الحرة أن حماس ستحاول قدر الإمكان الصمود وسط هذه الضغوط، خاصة أن لديها ورقة ضغط، وهي "الأسرى" التي ستحاول الاستفادة منها، خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
لكن بقاء القيادات في الخارج، وفق عودة أوغلو، وهو من أصول فلسطينية، سيكون المعضلة الأساسية التي سوف تواجهها، خاصة مع ضبابية المشهد الحالي في ما يخص التعامل الدولي مع الحركة بعد وصول إدارة جديدة في الولايات المتحدة.
ووفقا وفقا لمركز الأبحاث "إنتليجكس"، بات أمام الحركة 3 مسارات محتملة: البقاء في قطر، المغادرة الجزئية، أو المغادرة الكلية.
ومن أبرز هذه الوجهات الجزائر التي تربطها علاقات جيدة مع حماس منذ 2016، وفيها مكتب تمثيل رسمي يتولى مسؤوليته القيادي في حماس، محمد عثمان، بالإضافة إلى إقامة القيادي، سامي أبو زهري، في الجزائر العاصمة. علاوة على ذلك، لدى حماس علاقات وثيقة مع حركة مجتمع السلم الجزائرية، وهي أحد فروع جماعة الإخوان المسلمين.
وفي اليمن، للحركة علاقات تعود إلى عهد رئيسه السابق، علي عبدالله صالح، الذي قاد وساطة عام 2008 للمصالحة الفلسطينية.
وبعد سقوط نظام صالح، حافظت الحركة على علاقات وثيقة مع جماعة الحوثي التي تستضيف مكتبا للحركة في صنعاء.
ويشن الحوثيون هجمات تستهدف حركة الملاحة في البحر الأحمر، يقولون إنها دعما للفلسطينيين في غزة.
ومع شن تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة غارات تستهدف مواقع للحوثيين في اليمن، كتب القيادي في جماعة الحوثي، محمد البخيتي، في مايو الماضي: "إن صنعاء تتشرف باستضافة المكتب السياسي لحركة حماس مهما كانت العواقب، وحتى لو أطبقت السماء على الأرض".
وأرفق البخيتي تعليقه على منصة "إكس" بمقال نشرته وكالة رويترز، يفيد بأن "قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب".
وفي 2021، التقى ممثل حركة حماس باليمن، معاذ أبوشمالة، عضو المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، محمد علي الحوثي، وسلمه درع حركة حماس، تقديرا لـ"جهوده في دعم القضية الفلسطينية ودعم المقاومة تحديدا".
وفي أغسطس الماضي، زار رئيس وزراء حكومة الحوثي، أحمد الرهوي، برفقة عدد من الوزراء مكتب حركة حماس بصنعاء، وقال: هذه الزيارة ترفع من معنوياتنا وثباتنا، فأنتم منا ونحن منكم في هذه المعركة الظالمة". وقال أبوشمالة إن "هذا اللقاء الطيب تتويج للعلاقات بين حماس وأنصار الله (الحوثيين)".
خاص للحرة.. مصدر إسرائيلي ينفي ما يتردد بشأن "خطة الجنرالات" أفاد مصدر إسرائيلي لقناة "الحرة"، الاثنين، بأنه لا توجد ما يُسمى بـ"خطة جنرالات" تُنفذ في شمال قطاع غزة، موضحاً أن طلب الجيش من السكان مغادرة أماكن القتال يهدف إلى تجنيبهم مخاطر العمليات العسكرية، حسب وصفه.أما العراق، فلا يقيم علاقات رسمية مع الحركة، لكن قادة الحركة عادة ما يشيدون برفض العراق للتطبيع مع إسرئيل، وصدر عن بعض الفصائل تلميحات إلى الرغبة في استضافة مكتب للحركة في بغداد.
وفي مايو الماضي، تحدث الإطار التنسيقي الشيعي عن محادثات بين العراق وإيران وحركة حماس لبحث خيار انتقال قيادة حماس إلى بغداد.
وفي سبتمبر، قالت مراسلة نيويورك تايمز إن "المسؤولين في الحكومة العراقية سمحوا بهدوء لحركة حماس وجماعة الحوثي بتأسيس وجود دائم في بغداد"، وذلك بعد سنوات من زيارات لممثلي الحركتين للعاصمة العراقية.
وأضاف التقرير أنه لا توجد لافتات على المكتب السياسي لحماس في العاصمة العراقية والشيء نفسه بالنسبة لمكتب جماعة الحوثي الذي يقع على مسافة قريبة بالسيارة من مكتب حماس.
لكن متحدثا باسم الحكومة العراقية وصف هذه الأنباء بأنها "غير دقيقة".
وذكر تقرير إنتليجكس أن لبنان وجهة أخرى محتملة، مشيرا إلى أنها تضم تمثيلا رسميا لحماس، ويقيم فيها عدد من قادتها المهمين، منهم أسامة حمدان، وخليل الحية، بالإضافة إلى قيادات عسكرية وقواعد تنظيمية للحركة في المخيمات الفلسطينية.
وترتبط حماس أيضا بعلاقات وثيقة مع الجماعة الإسلامية، الفرع اللبناني لجماعة الإخوان المسلمين، ولديها شبكة علاقاتها واسعة مع حزب الله، وهو ما يجعل من لبنان خياراً مطروحا، وفقا للمصدر ذاته.
ويتوقع المحلل عودة أن تستمر العلاقات بين حماس والجزائر والحوثيين في اليمن خلال الفترة المقبلة.
وعلى المدى القريب، يتوقع الخبير الأميركي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، رافاييل كوهين، أن تستمر علاقات حماس مع تلك الدول، فمعظمها في فلك إيران وجزء من "محور المقاومة".
لكن على المدى البعيد، يتوقع كوهين في تصريحاته لموقع الحرة أن تصبح العلاقة أكثر توترا لسببين: الأول أن إسرائيل سوف تستمر في مطاردة عناصر حماس أينما كانوا، وسيكون ذلك أسهل إذا كانوا خارج قطر.
والسبب الثاني أن إدارة ترامب القادمة سوف تضغط على الدول التي تحتفظ بعلاقات مع حماس وغيرها من وكلاء إيران، مما سيدفعها إلى إبعاد نفسها عن الحركة.
ويقول المحلل الفلسطيني، أشرف العكة، في تصريحات لموقع الحرة إن حماس تريد إعادة تجربة حركة فتح، في ثمانينيات القرن الماضي، عندما خرجت منظمة التحرير من بيروت إلى تونس، وهو ما "أثر على النضال الفلسطيني".
والمخرج الوحيد، بحسب العكة، هو "العودة إلى حضن منظمة التحرير وتبني مسار وطني للقضية، بعدما أدت الشهور الماضية من الحرب إلى تدمير القطاع ومسار تفاوضي فاشل، إلى الحاجة لجهد فلسطيني من أجل إعادة إعمار القطاع.
وهذا، وفق العكة، "يتطلب إدراكا حقيقيا من حماس لطبيعة المتغيرات وتقديم تنازلات كبرى في سبيل القضية الفلسطينية".
وأضاف أن "الخيار الوحيد هو تفويض القيادة الفلسطينية وارتداء عباءة منظمة التحرير الفلسطينية والعباءة العربية كلية للخروج من هذا المأزق الذي يعيشه قطاع غزة".
ويضيف: "هناك تحركات عربية وعالمية لوقف الحرب. على حماس أن تدرك طبيعة الظروف المتغيرة، وأن تكون جزءا من الحالة الفلسطينية الكلية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المکتب السیاسی جماعة الحوثی لحرکة حماس حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
رافعة صور السيد عبدالملك الحوثي.. المقاومة الفلسطينية تسلّم 3 أسرى إسرائيليين أمام منزل السنوار (تفاصيل + صور)
يمانيون/ تقارير
في مشهد احتفالي كبير، رفعت خلاله صور قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وقادة المقاومة السيد الشهيد حسن نصر الله والشهيد القائد يحيى إبراهيم السنوار، والشهيد القائد إسماعيل هنية وغيرهم من الشهداء العظام ، سلّمت المقاومة الفلسطينية، اليوم الخميس، الأسرى الإسرائيليين الـ3 إلى الصليب الأحمر، ضمن الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى في صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، بالإضافة إلى 5 عمّال تايلانديّين.
وحضرت حشود جماهيرية في ساحتي التسليم، شمالي قطاع غزة وجنوبيّها أمام منزل الشهيد القائد يحيى السنوار في خان يونس، حيث رُفعت رايات المقاومة.
وأكد مراسل الميادين في غزة أنّ الفلسطينيين رفعوا صور الشهيد السيد حسن نصر الله وقائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي، وصور قادة المقاومة من لبنان إلى اليمن.
حيث سلّمت المقاومة الفلسطينية الأسيرة أغام بيرغر إلى الصليب الأحمر من بين أنقاض البيوت المدمّرة في جباليا شمالي قطاع غزة، وفق ما نقل مراسل الميادين. وأعلن “جيش” الاحتلال الإسرائيلي تسلّم بيرغر.
كما سلّمت المقاومة الأسيرين، أربيل يهود، وجادي موزيس، من أمام منزل الشهيد السنوار في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، إضافة إلى 5 أسرى تايلانديين.
وقال الناطق باسم ألوية الناصر صلاح الدين، أبو عطايا، إنّ الألوية تشارك كتائب القسام وسرايا القدس في عملية التسليم من أمام منزل الشهيد يحيى السنوار، وكما تشارك أيضاً في التسليم كتائب المجاهدين، وفق ما أعلن المتحدّث باسمها أبو بلال.
وقدّمت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية عرضاً عسكرياً في خان يونس، قبل تسليم الأسيرين، وسط الحشود الجماهيرية الشعبية.
وقبل وقتٍ قصير من عملية تسليم الأسيرين يهود وموزيس من أمام منزل الشهيد السنوار، نشر الإعلام الحربي لسرايا القدس مشاهد من الاستعدادات للعملية.
وفي مقابل الأسرى الإسرائيليين، سيطلق الاحتلال سراح 110 أسرى فلسطينيين من سجونه اليوم، وذلك في إطار عمليات التبادل المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار، وفق ما أعلن نادي الأسير الفلسطيني، أمس الأربعاء.
وأوضح نادي الأسير، في بيان، أنّ 32 من بين الأسرى الذين سيتحرّرون محكومون بالسجن مدى الحياة و48 صادرة بحقّهم أحكام سجن متفاوتة، إضافة إلى 30 قاصراً.
ومن المفترض أن يصل الأسرى المحرّرون إلى رام الله ظهر اليوم الساعة(10:00 بتوقيت غرينتش)، وسيتمّ إبعاد 20 منهم، على غرار ما حصل في إفراجاتٍ سابقة، بحسب نادي الأسير.
ولفتت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين إلى أنّ الأسير زكريا الزبيدي، أحد قادة عملية نفق الحرية، سيكون ضمن المحرّرين، فيما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أنه سيتمّ إبعاد الزبيدي عن مخيم جنين.