يمانيون/ تقارير

المظلومية الفلسطينية هي واحدة من أوضح المظلوميات على وجه الأرض . فمنذ عقود والشعب الفلسطيني يطرد من أرضه ليبني عليها المستوطنات لليهود الصهاينة، فيما يتعرض شعب فلسطين لإبادة جماعية على مرأى من العالم، تجسد هذه القضية نضالًا طويل الأمد من أجل الحرية والكرامة، وتعكس في الوقت نفسه آلام وآمال ملايين الفلسطينيين الذين يسعون لاستعادة حقوقهم المشروعة.

وسط تزايد الخذلان العربي والصمت الأممي، دون أمل يرتجى، إلا بسواعد الرجال وفوهات البندقية.

جرائم يندى لها الجبين

الأرقام المنبثقة من العدوان الصهيوني البربري تعد بمثابة شهادة على الألم والمعاناة التي تضع الجميع أمام مسؤوليته. إن الوضع يتطلب خروجا من حالة الصمت والتخاذل، فهناك شعب يباد دون مراعاة لأي قوانين إنسانية ولا أخلاقية.

الضحايا ليسوا أرقاماً وإحصائيات، بل هي قصص عائلات فقدت كل شيء.

يوم السبت، 9 نوفمبر 2024، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بيانًا يحمل الرقم (673) تضمن تحديثًا لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الإسرائيلي على قطاع غزة. والذي صادف مرور 400 يوم من الإجرام والتوحش الصهيوني، شهدت تلك الأيام ارتكاب جيش العدو الإسرائيلي لـ3,798 مجزرة، وأسفرت عن استشهاد وفقدان 53,552 شخصًا، بينهم 10,000 مفقود.

من بين الشهداء، وصل 43,552 إلى المستشفيات، بينهم 17,385 طفلًا، و209 أطفال رضع وُلِدوا واستشهدوا خلال الحرب. كما استشهد 825 طفلًا لم يتجاوز عمرهم العام. العدو الإسرائيلي قتل جميع أفراد 1,367 عائلة فلسطينية، ومسحها من السجل المدني. كما استشهد 38 شخصًا نتيجة المجاعة، و11,891 امرأة، و1,054 من الطواقم الطبية، و85 من الدفاع المدني، و184 صحفيًا.

أقام العدو الإسرائيلي 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات، حيث تم انتشال 520 شهيدًا منها. وصل عدد الجرحى والمصابين إلى 102,765، بينهم 398 من الصحفيين والإعلاميين. 70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء. استهدف العدو 202 مركزًا للإيواء، وترك 35,055 طفلًا يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما، و3,500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء.

400 يوم الإبادة

على مدى 186 يومًا، أغلق العدو الصهيوني جميع معابر قطاع غزة، ما خلق أزمة معيشية خانقة، وصل فيها الحال للاقتصار على بضع لقيمات يسد فيها الفلسطيني جوعه ليوم كامل. ناهيك عن حاجة  12,000 جريح للسفر للعلاج في الخارج، و12,500 مريض سرطان يواجهون الموت، و3,000 مريض بأمراض مختلفة يحتاجون للعلاج في الخارج.

النزوح تسبب في إصابة 1,737,524 شخصًا بأمراض معدية، و71,338 حالة عدوى التهابات كبد وبائي، و60,000 سيدة حامل معرضة للخطر لانعدام الرعاية الصحية. كما يعاني 350,000 مريض مزمن من خطر بسبب منع العدو إدخال الأدوية.

اعتقل العدو 5,300 شخص من قطاع غزة خلال العدوان، بينهم 310 من الكوادر الصحية، و38 صحفيًا. نزح 2 مليون شخص في قطاع غزة، واهترأت 100,000 خيمة أصبحت غير صالحة للنازحين. دمر العدو 206 مقرات حكومية، و129 مدرسة وجامعة بشكل كلي، و344 مدرسة وجامعة بشكل جزئي. قتل العدو 12,700 طالب وطالبة، وحرم 785,000 طالب وطالبة من التعليم. كما قتل 750 معلمًا وموظفًا تربويًا، و138 عالمًا وأكاديميًا وأستاذًا جامعيًا وباحثًا.

دمر العدو 815 مسجدًا بشكل كلي، و151 مسجدًا بشكل بليغ بحاجة إلى إعادة ترميم، واستهدف 3 كنائس، ودمر 19 مقبرة بشكل كلي وجزئي. سرق العدو 2,300 جثمان من مقابر قطاع غزة. دمر العدو 159,000 وحدة سكنية بشكل كلي، و83,000 وحدة سكنية غير صالحة للسكن، و193,000 وحدة سكنية بشكل جزئي. ألقى العدو 86,400 طن متفجرات على قطاع غزة، وأخرج 34 مستشفى و80 مركزًا صحيًا عن الخدمة، واستهدف 162 مؤسسة صحية، و134 سيارة إسعاف.

دمر العدو 206 مواقع أثرية وتراثية، و3,130 كيلومترًا من شبكات الكهرباء، و125 محول توزيع كهرباء أرضي، و330,000 متر طولي من شبكات المياه، و655,000 متر طولي من شبكات الصرف الصحي، و2,835,000 متر طولي من شبكات الطرق والشوارع. دمر العدو 39 منشأة وملعبًا وصالة رياضية، و717 بئر مياه. بلغت نسبة الدمار في قطاع غزة 86%، وبلغت الخسائر الأولية المباشرة لحرب الإبادة الجماعية 37 مليار دولار.

 

صمود في وجه آلة الإجرام الصهيونية

إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم من انتهاكات بشعة وجرائم يندى لها جبين الإنسانية، يشكل مأساة لا يمكن تجاهلها أو السكوت عنها. فآلة الإجرام الصهيونية، المدعومة من قوى الاستكبار الصهيو-أمريكي، تواصل ارتكاب مجازر حقيقية في حق شعب لم يكن له من ذنب سوى صراخه في وجه الظلم والاحتلال. هذه الجرائم ليست مجرد أرقام، بل هي قصص إنسانية مؤلمة، تعكس معاناة أسر فقدت أعزاءها، ودمرت منازلها، وحرمت من أبسط حقوقها في الحياة.

ومما يزيد من ألم هذه المأساة هو صمت المجتمع الدولي المخزي، والذي يعكس تواطؤاً واضحاً تجاه ما يحدث. إن هذا الصمت يعد بمثابة تشجيع للمعتدي على الاستمرار في ظلمه، دون أن يواجه أي عواقب. أكثر من عام والمجتمع الدولي يطالب نفسه بالتحرك لإيقاف المجزرة!.

إن الدماء التي أُريقت في غزة وجنوب لبنان هي دماء طاهرة، قدمت فداءً للأوطان، وهي تحمل رسالة واضحة للعالم: لا يمكن للحق أن يموت، مهما طال أمد الظلم والإجرام. فكل قطرة دم تُسكب هي باعثة للثورة، ومنبع لعزيمة الشعوب الحرة الساعية إلى انتزاع حقها من الكيان الغاصب.

إن المسار النضالي للشعب الفلسطيني سيستمر، ولن يذهب هذا الكفاح سدى. فالتاريخ يشهد أن الشعوب التي تقاتل من أجل حقوقها ومبادئها لا يُمكن القضاء عليها، وأن الحق سيبقى منتصراً في النهاية. علينا أن نواصل دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وأن نرفع أصواتنا في وجه الظلم، لأن في ذلك عدالة لأرواح الشهداء، ورجاءً لمستقبل أفضل.

 

عمليات الدعم والإسناد من اليمن والعراق وحزب الله

تشهد الساحة الإقليمية حراكًا متزايدًا من قبل قوى محور المقاومة في المنطقة، حيث تُعتبر كل من اليمن وإيران والعراق وحزب الله في لبنان أبرز المشاركين في دعم القضية الفلسطينية. هذه الحملات تسعى لتعزيز الموقف الفلسطيني في معركة مستمرة ضد العدو، ولتأكيد عدالة القضية.

حزب الله وقف إلى جانب المقاومة الفلسطينية بالمشاركة المسلحة من ثاني يوم للطوفان، ومستمر في تلقين العدو الصهيوني دروسا في المقاومة والاستبسال، محبطا لكل آمال الكيان في تحقيق أي من أهدافه على المستوين الداخل الإسرائيلي أو المواجهة مع كتائب الحزب على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، فضلا عن تقديم الدعم المادي والمعنوي للمقاومة الفلسطينية.

في اليمن، ينفذ الجيش اليمني عمليات عسكرية نوعية تمكن خلالها من الوصول إلى “تل أبيب” متجاوزا كل أنظمة الحماية، كما تمكن فرض حصار على الكيان الصهيوني، ودخل في مواجهة مباشرة مع أمريكا وبريطانيان وطوال المدة الماضية تمكن من استهداف أكثر من 202 سفينة.

و شهد العراق موجة من الدعم الشعبي والعسكري لفلسطين، حيث تستمر عمليات المقاومة الإسلامية بالصواريخ والمسيرات إلى العمق الإسرائيلي بشكل يومي، وهي في تطور نوعي من حيث الأسلحة المستخدمة وانتقاء الأهداف.

إن ما يعيشه العالم العربي والإسلامي، اليوم وعلى وجه الخصوص على محور المقاومة من حراك متزايد لصالح القضية الفلسطينية يعبّر عن تطلعات الشعوب في انتصار قريب قد يُفضي إلى تغيير جذري في موازين القوى. مواقف الدعم المتزايدة من قبل دول المقاومة، تشير إلى أن الوقت قد حان للإطاحة بالمشاريع الصهيونية الغاصبة .

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی دمر العدو من شبکات بشکل کلی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مقهى خارج الخدمة

 

 

ناصر بن سلطان العموري

nasser.alamoori@gmail.com

 

لم يظهر هذا المقال لحيز الوجود لولا تلك الصدفة التي قادتني للذهاب لمجمع بوشر التخصصي؛ ذلك المجمع الذي يعرفه القاصي والداني، يتم فيه تحويل المرضى من مختلف محافظات السلطنة؛ حيث يتواجد نخبة من الأطباء والاستشاريين والممرضين المهرة.

وأثناء ما كنت أهمُّ بدخول إحدى العيادات، إذا بي أتفاجأ بشخص في الستين من عمره، يسأل عن موقع المقهى، وقد بادر بسؤالي، ظنًّا منه أنني أحد موظفي المركز، فأشرت إليه نحو باب المقهى المدون عليه كلمة (كافتيريا)، وكأنَّه لا توجد كلمة مرادفة لها في باللغة العربية! ردَّ عليَّ أن المقهى قد أغلق أبوابه في وجه مرتاديه، وقلت له: بصراحة لا علم لديَّ بأسباب إغلاقه؟ ثم وجَّه لي سؤالًا عجزت عن إيجاد إجابة له: ومن يريد أن يشرب أو يأكل شيئًا وهو قد خرج من منزله منذ الصباح الباكر ماذا عليه أن يفعل؟!

أثناء الحوار سمعتنا ممرضة، وإذا بها تأتي مشكورة بقناني مياه سلمتهم له، وبادرني بعدها بابتسامة وِدٍّ، وذهب على عجلة من أمره ليُعطي زوجته ما حصل عليه بعد بحث وطول انتظار وصبر.

عرفتُ لاحقًا أنَّ المقهى مُغلق منذ أكثر من 4 أشهر، ومن يرغب بالتزود بالزاد، عليه أن يتجشم عناء المسير للمبنى الآخر! هذا من لديه القدرة الجسدية أو من كان برفقته مرافق يستطيع الذهاب، لكن ماذا عن كبار السن والعجزة والأطفال؛ بل والمرضى الذين هم من الأساس جلهم من المُراجِعين؟

سبب التأخير في إعادة افتتاح المقهى أن الموضوع ما يزال يدور في رُحى الإجراءات البيروقراطية مُتنقلًا بين مكتب مسؤول وآخر. موظفو المركز لم يقصروا بدورهم، فقد حرصوا على ملء برادات المياه المتواجدة في المجمع الطبي بقناني المياه، ولكن نتيجة لكثرة المُراجِعين والازدحام، كانت تنفد القناني بسرعة؛ بما لا تسمح لهم أعمالهم في الأساس من إعادة تعبئتها.

وزارة الصحة- والحقيقة تُقال- لم تقصر لا في تقديم الخدمات العلاجية ولا في تأهيل المراكز الصحية والمستشفيات والكادر الطبي والإداري ولا في الاهتمام بالمُراجِعين من المرضى وغيرهم. لكن يجب أن تكون هناك سرعة في الإجراءات، خصوصًا تلك المعاملات التي تتعلق بتوفير البيئة المثالية للمُراجِع وللمريض وتوفير كل سبل الراحة له، وأن لا تكون حبيسة الأدراج بانتظار من يفرج عنها.

وربما قد يعتقد البعض أن موضوع هذا المقال قد لا يستحق الاهتمام وتسليط الضوء عليه، لكنها قد تكون مسألة مُهمة عند امرأة مُسنة تحتاج إلى قارورة ماء أو طفل يطمح في وجبة طعام خفيفة، أو مريض بحاجة لطعام يُعينه على الأدوية التي يتناولها.. ويجب عدم التغافل عن الأفكار التي يراها البعض صغيرة، إذ قد تكون عند الآخرين أكثر أهمية؛ بل ومن الضروريات.

ومن الضروري متابعة مثل هكذا مواضيع تتعلق بالمُراجِعين، فحالهم ليسوا كلهم؛ سواء فمنهم المريض، وكبار السن والأطفال. ولا بُد من إعطاء الفرصة لأبناء البلد من رواد الأعمال لاستئجار مثل هذه المقاهي، مع تسهيل الإجراءات عليهم ودعمهم، أسوة بما هو حاصل من توجيهات بإعطاء الأولوية لأبناء البلد لا سيما في المناقصات الحكومية.

مِثل هذه المشاهد قد تتكرر في جهات حكومية خدمية أخرى، وعليها أن تدرك هنا أن رضا العميل والمُراجِع يجب أن يكون فوق كل اعتبار، وعلى كل مسؤول أن يُدرك أن نجاحه ليس من خلال شهادته أو منصبه؛ بل في نجاح مؤسساته المشرف عليها؛ فالعمل يجب أن يكون أمانة وتكليفًا لا تشريفاً.

*******

"خارج النص"

عزيزي القارئ.. هذا العمود هو صوتك ومرآتك وليس حكرًا على كاتبه، فإذا كان لديك ملاحظة أو وجهة نظر مُعينة أو نقد بناء يخدم الصالح العام، فلا تتردد في التواصل؛ فكلنا في خدمة عُمان فداءً.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • السيد عبدالملك الحوثي: العدو الإسرائيلي منذ بدأ احتلاله لفلسطين ولديه مخطط معلن وواضح وهو المخطط الصهيوني لـ”إسرائيل الكبرى”
  • السيد القائد: العدو الإسرائيلي اتجه إلى النكث بالاتفاق في قطاع غزة بتشجيع ودعم أمريكي كامل ومفتوح
  • السيد القائد : المشاهد الموثقة للمأساة في غزة تكشف حجم الإجرام الصهيوني الأمريكي
  • لجان المقاومة: الشعب اليمني الشريف يدفع ثمنَ مواقفه الإيمانية بمساندة الشعب الفلسطيني
  • العدو الصهيوني يهدد بفصل نحو ألف عسكري بسلاح الجو إثر مطالبتهم بوقف الحرب على غزة
  • الرئاسة الفلسطينية: نحذر من مضي العدو الصهيوني في إنشاء محور “موراغ” لفصل رفح عن قطاع غزة
  • ارتقاء 23 شهيداً جراء غارات العدو الصهيوني على قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • “حماس”: فرض العدو الصهيوني سياسة التجويع جريمة حرب مكتملة
  • استشهاد 3 فلسطينيين جراء قصف العدو الصهيوني منزلًا في مدينة دير البلح
  • مقهى خارج الخدمة