400 يوم من الإجرام الصهيوني .. خذلان عربي وقوانين دولية خارج الخدمة
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
يمانيون/ تقارير
المظلومية الفلسطينية هي واحدة من أوضح المظلوميات على وجه الأرض . فمنذ عقود والشعب الفلسطيني يطرد من أرضه ليبني عليها المستوطنات لليهود الصهاينة، فيما يتعرض شعب فلسطين لإبادة جماعية على مرأى من العالم، تجسد هذه القضية نضالًا طويل الأمد من أجل الحرية والكرامة، وتعكس في الوقت نفسه آلام وآمال ملايين الفلسطينيين الذين يسعون لاستعادة حقوقهم المشروعة.
الأرقام المنبثقة من العدوان الصهيوني البربري تعد بمثابة شهادة على الألم والمعاناة التي تضع الجميع أمام مسؤوليته. إن الوضع يتطلب خروجا من حالة الصمت والتخاذل، فهناك شعب يباد دون مراعاة لأي قوانين إنسانية ولا أخلاقية.
الضحايا ليسوا أرقاماً وإحصائيات، بل هي قصص عائلات فقدت كل شيء.
يوم السبت، 9 نوفمبر 2024، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بيانًا يحمل الرقم (673) تضمن تحديثًا لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الإسرائيلي على قطاع غزة. والذي صادف مرور 400 يوم من الإجرام والتوحش الصهيوني، شهدت تلك الأيام ارتكاب جيش العدو الإسرائيلي لـ3,798 مجزرة، وأسفرت عن استشهاد وفقدان 53,552 شخصًا، بينهم 10,000 مفقود.
من بين الشهداء، وصل 43,552 إلى المستشفيات، بينهم 17,385 طفلًا، و209 أطفال رضع وُلِدوا واستشهدوا خلال الحرب. كما استشهد 825 طفلًا لم يتجاوز عمرهم العام. العدو الإسرائيلي قتل جميع أفراد 1,367 عائلة فلسطينية، ومسحها من السجل المدني. كما استشهد 38 شخصًا نتيجة المجاعة، و11,891 امرأة، و1,054 من الطواقم الطبية، و85 من الدفاع المدني، و184 صحفيًا.
أقام العدو الإسرائيلي 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات، حيث تم انتشال 520 شهيدًا منها. وصل عدد الجرحى والمصابين إلى 102,765، بينهم 398 من الصحفيين والإعلاميين. 70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء. استهدف العدو 202 مركزًا للإيواء، وترك 35,055 طفلًا يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما، و3,500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء.
400 يوم الإبادةعلى مدى 186 يومًا، أغلق العدو الصهيوني جميع معابر قطاع غزة، ما خلق أزمة معيشية خانقة، وصل فيها الحال للاقتصار على بضع لقيمات يسد فيها الفلسطيني جوعه ليوم كامل. ناهيك عن حاجة 12,000 جريح للسفر للعلاج في الخارج، و12,500 مريض سرطان يواجهون الموت، و3,000 مريض بأمراض مختلفة يحتاجون للعلاج في الخارج.
النزوح تسبب في إصابة 1,737,524 شخصًا بأمراض معدية، و71,338 حالة عدوى التهابات كبد وبائي، و60,000 سيدة حامل معرضة للخطر لانعدام الرعاية الصحية. كما يعاني 350,000 مريض مزمن من خطر بسبب منع العدو إدخال الأدوية.
اعتقل العدو 5,300 شخص من قطاع غزة خلال العدوان، بينهم 310 من الكوادر الصحية، و38 صحفيًا. نزح 2 مليون شخص في قطاع غزة، واهترأت 100,000 خيمة أصبحت غير صالحة للنازحين. دمر العدو 206 مقرات حكومية، و129 مدرسة وجامعة بشكل كلي، و344 مدرسة وجامعة بشكل جزئي. قتل العدو 12,700 طالب وطالبة، وحرم 785,000 طالب وطالبة من التعليم. كما قتل 750 معلمًا وموظفًا تربويًا، و138 عالمًا وأكاديميًا وأستاذًا جامعيًا وباحثًا.
دمر العدو 815 مسجدًا بشكل كلي، و151 مسجدًا بشكل بليغ بحاجة إلى إعادة ترميم، واستهدف 3 كنائس، ودمر 19 مقبرة بشكل كلي وجزئي. سرق العدو 2,300 جثمان من مقابر قطاع غزة. دمر العدو 159,000 وحدة سكنية بشكل كلي، و83,000 وحدة سكنية غير صالحة للسكن، و193,000 وحدة سكنية بشكل جزئي. ألقى العدو 86,400 طن متفجرات على قطاع غزة، وأخرج 34 مستشفى و80 مركزًا صحيًا عن الخدمة، واستهدف 162 مؤسسة صحية، و134 سيارة إسعاف.
دمر العدو 206 مواقع أثرية وتراثية، و3,130 كيلومترًا من شبكات الكهرباء، و125 محول توزيع كهرباء أرضي، و330,000 متر طولي من شبكات المياه، و655,000 متر طولي من شبكات الصرف الصحي، و2,835,000 متر طولي من شبكات الطرق والشوارع. دمر العدو 39 منشأة وملعبًا وصالة رياضية، و717 بئر مياه. بلغت نسبة الدمار في قطاع غزة 86%، وبلغت الخسائر الأولية المباشرة لحرب الإبادة الجماعية 37 مليار دولار.
صمود في وجه آلة الإجرام الصهيونية
إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم من انتهاكات بشعة وجرائم يندى لها جبين الإنسانية، يشكل مأساة لا يمكن تجاهلها أو السكوت عنها. فآلة الإجرام الصهيونية، المدعومة من قوى الاستكبار الصهيو-أمريكي، تواصل ارتكاب مجازر حقيقية في حق شعب لم يكن له من ذنب سوى صراخه في وجه الظلم والاحتلال. هذه الجرائم ليست مجرد أرقام، بل هي قصص إنسانية مؤلمة، تعكس معاناة أسر فقدت أعزاءها، ودمرت منازلها، وحرمت من أبسط حقوقها في الحياة.
ومما يزيد من ألم هذه المأساة هو صمت المجتمع الدولي المخزي، والذي يعكس تواطؤاً واضحاً تجاه ما يحدث. إن هذا الصمت يعد بمثابة تشجيع للمعتدي على الاستمرار في ظلمه، دون أن يواجه أي عواقب. أكثر من عام والمجتمع الدولي يطالب نفسه بالتحرك لإيقاف المجزرة!.
إن الدماء التي أُريقت في غزة وجنوب لبنان هي دماء طاهرة، قدمت فداءً للأوطان، وهي تحمل رسالة واضحة للعالم: لا يمكن للحق أن يموت، مهما طال أمد الظلم والإجرام. فكل قطرة دم تُسكب هي باعثة للثورة، ومنبع لعزيمة الشعوب الحرة الساعية إلى انتزاع حقها من الكيان الغاصب.
إن المسار النضالي للشعب الفلسطيني سيستمر، ولن يذهب هذا الكفاح سدى. فالتاريخ يشهد أن الشعوب التي تقاتل من أجل حقوقها ومبادئها لا يُمكن القضاء عليها، وأن الحق سيبقى منتصراً في النهاية. علينا أن نواصل دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وأن نرفع أصواتنا في وجه الظلم، لأن في ذلك عدالة لأرواح الشهداء، ورجاءً لمستقبل أفضل.
عمليات الدعم والإسناد من اليمن والعراق وحزب الله
تشهد الساحة الإقليمية حراكًا متزايدًا من قبل قوى محور المقاومة في المنطقة، حيث تُعتبر كل من اليمن وإيران والعراق وحزب الله في لبنان أبرز المشاركين في دعم القضية الفلسطينية. هذه الحملات تسعى لتعزيز الموقف الفلسطيني في معركة مستمرة ضد العدو، ولتأكيد عدالة القضية.
حزب الله وقف إلى جانب المقاومة الفلسطينية بالمشاركة المسلحة من ثاني يوم للطوفان، ومستمر في تلقين العدو الصهيوني دروسا في المقاومة والاستبسال، محبطا لكل آمال الكيان في تحقيق أي من أهدافه على المستوين الداخل الإسرائيلي أو المواجهة مع كتائب الحزب على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، فضلا عن تقديم الدعم المادي والمعنوي للمقاومة الفلسطينية.
في اليمن، ينفذ الجيش اليمني عمليات عسكرية نوعية تمكن خلالها من الوصول إلى “تل أبيب” متجاوزا كل أنظمة الحماية، كما تمكن فرض حصار على الكيان الصهيوني، ودخل في مواجهة مباشرة مع أمريكا وبريطانيان وطوال المدة الماضية تمكن من استهداف أكثر من 202 سفينة.
و شهد العراق موجة من الدعم الشعبي والعسكري لفلسطين، حيث تستمر عمليات المقاومة الإسلامية بالصواريخ والمسيرات إلى العمق الإسرائيلي بشكل يومي، وهي في تطور نوعي من حيث الأسلحة المستخدمة وانتقاء الأهداف.
إن ما يعيشه العالم العربي والإسلامي، اليوم وعلى وجه الخصوص على محور المقاومة من حراك متزايد لصالح القضية الفلسطينية يعبّر عن تطلعات الشعوب في انتصار قريب قد يُفضي إلى تغيير جذري في موازين القوى. مواقف الدعم المتزايدة من قبل دول المقاومة، تشير إلى أن الوقت قد حان للإطاحة بالمشاريع الصهيونية الغاصبة .
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی دمر العدو من شبکات بشکل کلی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد الصهيوني يتهاوى: عجز مالي متصاعد وهروب المستثمرين في ظل تصاعد المقاومة
يمانيون – متابعات
يتلقَّى اقتصادُ العدوّ الصهيوني ضرباتٍ متتاليةً مع استمرار العدوان والحصار على غزة ولبنان، وما يترتب على ذلك من عمليات مضادة ونوعية تنفذها المقاومة الفلسطينية وحزب الله، وكذا جبهات الإسناد اليمنية والعراقية والإيرانية، حَيثُ يرتفع العجز وينهار الإنتاج وينخفض التصنيف وترتفع وتيرةُ هروب المستثمرين ومتاعب أُخرى.
وفي جديد المعاناة الاقتصادية التي يكابدها العدوّ الصهيوني، ذكرت وسائل إعلام “إسرائيلية” أن حكومة المجرم نتنياهو سجلت عجزاً جديداً في الميزانية عن شهر أُكتوبر الفائت بواقع 8 %؛ جراء تصاعد الحرب على الجبهة الشمالية مع لبنان، فضلاً عن ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة الفلسطينية وعمليات المقاومة العراقية والقوات المسلحة اليمنية، وارتفاع المخاوف من عملية إيرانية قوية؛ رداً على الاعتداءات الإسرائيلية.
وذكرت هيئة البث الصهيونية أن ما تسمى وزارة المالية الصهيونية تسعى لإضافة مبالغ في الميزانية بواقع 33 مليار شيكل؛ أي بنحو 9 مليارات دولار؛ لتغطية العجز الحاصل في الموازنة؛ بسَببِ الإنفاق الكبير الذي استغرقته حكومة العدوّ خلال شهر أُكتوبر الفائت.
ويضاف هذا العجز إلى سلسلة متواصلة من الإخفاقات المالية سجلتها حكومة العدوّ التي زادت نسبة العجز في موازنتها إلى أكثر من 53 مليار دولار.
ويعتبر أُكتوبر الفائت هو أكثر الأشهر تسجيلاً للعجز في موازنة العدوّ على الرغم من لجوئه لموازنة تكميلية، ويرجع سبب هذا العجز الكبير إلى الإنفاق الضخم على جبهة لبنان، حَيثُ أكّـدت تقارير صهيونية أن تكاليف الحرب مع حزب الله تكبد العدوّ في اليوم الواحد أكثر من 135 مليون دولار كنفقات مباشرة، ناهيك عن الأضرار الكبيرة التي يحدثها حزب الله بعملياته النوعية وانعكاساتها على العدوّ، والتي تكبد الكيان الصهيوني مبالغَ أُخرى باهظة.
وفيما تؤكّـد تصريحات صهيونية أن تفاقم العجز في ميزانية العدوّ يعود لعدة أسباب بينها تأخر المساعدات المالية الأمريكية؛ فإن هذا يكشف أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المحرك الأَسَاس والراعي الرسمي لكل جوانب الإجرام والغطرسة الصهيونية، حَيثُ إن تأخر المساعدات المالية فقط أدخل العدوّ الإسرائيلي في أزمات متتالية، أما عندما يتعلق الأمر بتأخر المساعدات العسكرية فهذا سيؤول إلى توقف المجازر والجرائم الإسرائيلية، هذا إن لم تتوقف الحرب الوحشية على غزة ولبنان بشكل نهائي، وهو الأمر الذي يؤكّـد أن الدعم الأمريكي المالي والعسكري هو الوقود الذي يحرك الإجرام الصهيوني.
كما تؤكّـد التصريحات الصهيونية أن أبرز أسباب العجز هو اتساع الحرب على لبنان، في إشارة إلى التأثير الكبير الذي تحدثه المقاومة الإسلامية اللبنانية في تهشيم العدوّ عسكريًّا وأمنيًّا واقتصاديًّا.
ومع استمرار العجز التراكمي والشهري يلجأ العدوّ الصهيوني إلى القروض في ظل ارتفاع أسعار الفائدة؛ ما يسبب متاعب اقتصادية إضافية لحكومة المجرم نتنياهو.
وأمام استمرار الضربات الاقتصادية التي يتلقاها العدوّ، في ظل الشلل الحاصل لقطاعاته الإنتاجية بفعل الحصار البحري اليمني وهروب المستثمرين بفعل ضربات حزب الله والقوات المسلحة اليمينة والمقاومة العراقية في العمق الصهيوني واستهداف الأهداف الحيوية، يلجأ العدوّ الصهيوني أَيْـضاً إلى اتِّخاذ سياسات اقتصادية داخلية من شأنها أن تزيد نسبة السخط على حكومة المجرم نتنياهو، حَيثُ تعمل باستمرار إلى إضافات ضريبية لتغطية بعض جوانب الإنفاق في ظل استمرار العجز والأزمة المالية.
وأيضًا ضمن الإجراءات إلى جانب الإضافات الضريبية هو تخفيف الإنفاق على القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية وتجميد معاشات الحد الأدنى من الأجور، وهذه إجراءات تنذر بانفجار الجبهة الداخلية للعدو، كما أنها تضاعف وتيرة الهجرة العكسية في صفوف “المستوطنين”، أما بشأن هجرة المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال فالأرقام تتحدث وتكشف الحال العصيب الذي يعيشه العدوّ الصهيوني.
يشار إلى أن بنك “جيه بي مورغان” -أكبر المؤسّسات المالية في العالم، والذي يلعب دورًا رئيسًا في الأسواق المالية العالمية– خفّض، السبت، توقعاته لناتج العدوّ الصهيوني المحلي بواقع 0.5 % فقط، وهي أقل نسبة توقعات، فيما أورد البنك تلميحات باستمرار هذا الانخفاض إلى مستويات غير متوقعة في ظل استمرار العمليات الصاروخية لحزب الله والمقاومة العراقية والقوات المسلحة اليمنية.
ويأتي هذا التوقع المنخفض بعد أن تقرّر تخفيض تصنيف العدوّ الائتماني من قبل الثلاث الوكالات الدولية “فيتش، موديز، ستاندر أند بورز”، استناداً إلى التهديدات التي تحيط بالعدوّ الصهيوني من كُـلّ جانب.
ومع كُـلّ يوم يعيش العدوّ الصهيوني متاعب اقتصادية جديدة؛ ما يجعل الخيار الوحيد أمامه هو وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة ولبنان، أما الاستمرار في الإجرام فهو مسلك نحو الانتحار، وكل الأرقام والمؤشرات تؤكّـد ذلك.