يمانيون/ كتابات/ حمدي دوبلة
-التفاؤل الذي أبداه البعض – وخصوصا من عرب ومسلمي الولايات المتحدة، ممن أعطوا أصواتهم لصالح المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية، ومعهم كثير من العرب حول العالم، في أن الرئيس المنتخب دونالد ترمب سينجز وعده بوقف الحرب الصهيونية الوحشية على غزة ولبنان- أشبه ما يكون بالأمل في توبة الشيطان، وفي عشم هذا الأخير في الجنة.المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
لماذا رقم 13 مشؤوم ويجلب النحس؟.. انتبه لـ7 أسرار لا يعرفها كثيرون
لاشك أن ما يطرح السؤال عن لماذا رقم 13 مشؤوم ويجلب النحس ؟، هو تلك الاعتقادات الشائعة لدى الكثير من الناس ، الذين يتشاءمون من أرقام بعينها ، ويرون أنها نذير شؤم ومنها الرقم 13 ، وهو ما يضعنا أمام أمر واقع يحتم الوقوف على حقيقة وسبب لماذا رقم 13 مشؤوم ويجلب النحس ؟.
هل الخوف من المصائب يجعله يتحقق؟.. 3 أفعال تنزل عليك البلوى فاحذرهادقائق بسيطة تحصنك وتمنحك بركة وحفظا من الله.. اختم يومك بها لماذا رقم 13 مشؤومقال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، إنه فيما يخص موضوع التشاؤم بالأرقام، ، فالتشاؤم بالأرقام أو غيرها لا ينبغي أن يكون في حياة المسلم.
وأوضح " تمام " في إجابته عن سؤال : لماذا رقم 13 مشؤوم ويجلب النحس ؟، أن التشاؤم بالأرقام أو غيرها لا ينبغي أن يكون في حياة المسلم، لأننا نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي بيده كل شيء، وأن المسلم يجب أن يرضى بما يقدره الله، ويتفاءل دائمًا بالخير.
حكم التشاؤم أو التفاؤل بالأرقاموأفادت دار الإفتاء المصرية ، بأن التشاؤم بالأرقام والأيام وغيرها منهي عنه شرعًا؛ لأن الأمور تجري بقدرة الله تعالى، ولا ارتباط لهذه الأشياء بخير يناله الإنسان أو شرٍّ يصيبه.
وأضافت أن التفاؤل ببعض الأرقام أو الأيام من الأمور الحسنة التي لا مانع منها شرعًا؛ فهي من الفأل المندوب إليه، والذي يبعث في النفس الرجاء في عطاء الله عز وجل، وحسن الظن به وتيسيره، فيتجدَّد به أمل الشخص في نجاح مقصوده، ويُقَوِّى عزمه، ويحمله تفاؤله على صدق الاستعانة بالله والتوكل عليه.
ما هو التشاؤموذكرت أن التشاؤم هو: حالة نفسيَّة تقوم على اليأس والنَّظر إلى الأمور من الوجهة السَّيِّئة، والاعتقاد أنَّ كلَّ شيء يسير على غير ما يُرام، وهو عكس اليُمْن أو التفاؤل. انظر: "الصحاح" للجوهري (5/ 1957، ط. دار العلم للملايين)، و"لسان العرب" لابن منظور (4/ 512، ط. دار صادر).
كما أن التشاؤم من عادات العرب قديمًا؛ حيث عُرِف عندهم بـ«التَّطيُّر». (النهاية لابن الأثير 3/ 152، ط. دار الكتب العلمية).
ويقول الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (14/ 218، ط. دار إحياء التراث العربي): [والتطير: التشاؤم، وأصله الشيء المكروه من قولٍ أو فعلٍ أو مرئي، وكانوا يتطيرون بالسوانح والبوارح فينفرون الظباء والطيور، فإن أخذت ذات اليمين تَبرَّكوا به ومضوا في سفرهم وحوائجهم، وإن أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بها، فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم] اهـ.
وقد جاء الإسلام بهدم هذه العادة الجاهلية والتحذير منها؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا عَدْوَى، ولاَ طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الفألُ»، قالوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قال: «كَلِمَةٌ طَّيِّبَةٌ» (متفق عليه).
وروى أبو داود بسنده من حديث عروة بن عامر رضي الله عنه قال: ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «أَحْسَنُهَا الْفَأْلُ وَلَا تَرُدُّ مُسْلِمًا، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ».
ومما يدخل في التَّطيُّر المنهي عنه شرعًا: التشاؤم من بعض الأرقام أو الأيام أو الشهور؛ كأن يعتقد المرء بأن رقمًا ما أو يومًا معينًا يوصف بحصول التعب والضغط والصعوبات معه أو أَنَّ التوفيق فيه يكون منعدمًا، ونحو ذلك من خرافات لا أساس لها من الصحة، فيُحْجَم عن قضاء حوائجه أو أي مناسبة في هذا اليوم أو مع حصول هذا الرقم.
ومع ورود النهي الشرعي عن التشاؤم والتطير عمومًا باعتباره عادة جاهلية؛ فقد ورد النهي النبوي عن التشاؤم من بعض الأزمنة والشهور خاصة؛ وذلك كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ». وفي رواية أخرى للبخاري: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَر».
أثر التشاؤموبين الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان يحب التفاؤل في كل شيء، حتى إنه إذا رأى إنسانًا يحمل اسمه معني تشائميًا؛ طلب منه تغييره.
وأضاف «ممدوح» أن البلاء موكول بالمنطق؛ فإذا كان منطق الإنسان في حياته هو التفاؤل في كل شيء كان الأمر كذلك – بمشيئة الله- وإن كان منطقه التشاؤم فكأنه يتمنى ذلك.
وأوصى بضرورة أن يكون المسلم دائمًا إيجابيا ومتفائلا، مختتمًا: "التشاؤم كالمغناطيس الذى يجلب نحو الإنسان المصائب جميعًا".
النبي كان يحب التفاؤلونوه الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يُحب الفأل الحسن في كل شيء؛ فكان دائم التفاؤل، وهذا لا يتأتى إلا من قلب رحيم.
واستشهد «جمعة» بما روى عن أنس - رضى الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الكلمة الحسنة، والكلمة الطيبة»؛ فكان -صلى الله عليه وسلم- يعجبه الفأل الحسن ويكره التطيُّر بالشر، ويكره التشاؤم؛ ولكنك تجد أحدهم يقرأ في الصباح حظك اليوم بالجريدة، ثم يبدأ يتشاءم، ويتطير، يسمع غراب فيفعل هكذا، ويتشاءم أبدًا.
واستدل أيضًا بما ورد عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة» أخرجه ابن ماجه.
ونبه إلى أنه في الفأل تقوية للنفس، وتقوية للعزيمة، ومعونة أيضًا على فعل الخير، وعلى الربح في هذه الحياة الدنيا؛ مبينًا: أن الفأل بما فيه تقوية للعزائم، ومعونة على الربح فهو باعثٌ أيضًا على الهمة، والعمل الصالح.
واستطرد : "إذن التفاؤل قيمة يعيشها الإنسان عندما يكون قلبه منفتحًا على العالم، محبًا للدنيا، ومحبًا للآخرة؛ وبذلك يجلب السعادة إلى النفس، وإلى القلب، ويتم ترويح المؤمن، ويتم له السرور والحبور".