لجريدة عمان:
2025-04-26@04:53:19 GMT

دور المكتبات في تنويع الصناعات الثقافية

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

تُعد المكتبات من أهم المؤسسات الحضارية فـي المدن والحواضر، ويُقاس وجودها بدرجة تقدم المجتمع والأفراد ورقي الذوق والرغبة فـي خلق مصادر المعرفة وتشكيل الوعي وترسيخ الهوية الوطنية، ولذلك قال عنها الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس (1899-1986) «الكون هو ما يسميه الآخرون المكتبة»؛ فالمكتبة هي الحيز المكاني الذي يجتمع فـيه خلاصة الفكر البشري وإبداعات الإنسان منذ عصر التدوين إلى عصر الذكاء الاصطناعي، لهذا فإننا نثني على جهود منظمي المؤتمر الخامس والثلاثين للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات المقام فـي مسقط خلال هذه الأيام تحت عنوان «المكتبات ومؤسسات الأرشيف العربية ودورها فـي تعزيز الهوية والمواطنة الرقمية».

ونتأمل من المؤتمر الخروج برؤى وأفكار تساهم فـي إيجاد وظائف غير تقليدية للمكتبات والعمليات المرتبطة بها.

وقبل أن نتطرق إلى أهمية المكتبات فـي توفـير الأسس الفكرية والثقافـية التي تُمكِّن الفرد من توسيع مداركه العقلية فـي استيعاب المعلومة وخلق الوعي القادر على صون الذات وتحفـيزها لنشر القيم الإنسانية وترسيخها. فإنا نُشير إلى الخطط الوطنية التي عززت من قيمة المكتبة فـي استراتيجياتها فمثلا خصصت الاستراتيجية الثقافـية العُمانية (2021-2040) مجالا للمكتبات ضمن هدفها الخاص بالثقافة والمجتمع «كتهيئة البيئة المناسبة للحراك الثقافـي فـي مختلف المحافظات، وأنسنة المدن، ورفع مستوى الوعي بمبدأ التنوع الثقافـي المحلي والخارجي والحوار والنقد البنّاء، وتفعيل الدور الثقافـي للمؤسسات الأهلية وتشجيع إنشاء مبادرات ثقافـية لترسيخ منظومة الشراكة المجتمعية».

إن رغبة المؤسسات المعنية بالثقافة فـي تهيئة البُنية الأساسية لإقامة المكتبات، تمنحنا قدرا من التفاؤل لإيجاد مكتبات عامة فـي قلب العواصم الإدارية فـي كافة محافظات سلطنة عمان تضفـي على المكان قدرا من الجمالية الروحية، مثلما ذكر المترجم والمحرر الكندي من أصل أرجنتيني ألبرتو مانغويل (1948) «ليس ثمة مكان يُضفـي قدرًا أكبر من الإيمان الراسخ بتسامي آمال الإنسان أكثر من مكتبة عامة». ولكيلا يُفهم الطموح بوجود مكتبة أن تتواجد هياكل أسمنتية، فإننا نشير إلى ضرورة وجود العنصر البشري المؤهل لإدارة المكتبات وتنشيطها من خلالها خطط مرسومة وبرامج ثابتة وأنشطة ملموسة لنقل المعارف من الكتب والمؤلفات إلى أذهان الجمهور المتردد على المكتبة التي يتوجب عليها المنافسة فـي استقطاب القراء من كافة الفئات العمرية وخاصة الشباب القادرين على تحويل المعلومات المتوفرة فـي الكتب إلى محتوى رقمي يعود بالنفع المادي والمعنوي على صانعه.

صحيح أن هناك تحديات جمة تواجه المكتبات وخاصة المكتبات العامة، ولكن فـي المقابل هناك وسائل يمكن توظيفها لجذب الشباب منها على سبيل المثال خلق توأمة مع مكتبات عامة خارج سلطنة عمان تتيح إمكانية الاطلاع على الكتب والمراجع المتوفرة فـي مواقع المكتبات الإلكترونية؛ بغية الحصول على قيم معرفـية وثقافـية يمكن استثمارها وتوظيفها فـي صناعات ثقافـية، مثلما يذكر الكاتب عبدالقادر قسمي فـي كتابه علم المكتبات وتوظيف التكنولوجيا «يوصي بعض المهتمين بعلوم المكتبات والمعلومات بضرورة استثمار المعلومات وتحويلها إلى علم نافع أو سلعة قابلة للتسويق، وأنه إذا كانت المعلومات طاقة، فإن المكتبة العامة هي المسؤولة عن توفـير مقومات تحويل هذه الطاقة إلى قوة دفع فـي خدمة برامج وأهداف التنمية الاجتماعية الشاملة، وإذا كانت المعلومات سلعة فإن المكتبة العامة هي منافذ تسويق هذه السلعة، وخدمات المعلومات التي تؤديها المكتبة العامة هي وسيلة الترويج لها.. يقع على عاتق المكتبة العامة تحويل المعلومات إلى معرفة تستفـيد منها جميع فئات المجتمع».

ختاما نقول إن الدور المُرتجى من المكتبات العامة يتجاوز الدور التقليدي فـي تهيئة أجواء للقراءة والاطلاع إلى مساحات توفر المعلومة وتستثمرها، بمعنى أن المكتبات مؤسسات يمكن استغلالها فـي خلق وظائف مستقبلية تقوم على المادة الخام للمعلومة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المکتبة العامة

إقرأ أيضاً:

رئيس هيئة السويس: نستهدف تحويل القناة إلى منصة لوجستية متكاملة وخلق فرص عمل للشباب

أعلن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، عن تخصيص منطقة حرة في سفاجا بهدف التوسع في صناعة اليخوت السياحية والقاطرات والسفن، جاء ذلك على هامش احتفالية تدشين القاطرتين الجديدتين "عزم 1" و "عزم 2" في ترسانة سفاجا البحرية، حيث أكد أن هذه المشروعات تهدف إلى خلق فرص عمل للشباب وتوفير العملة الصعبة للبلاد.

وأوضح الفريق ربيع أن الهيئة تسعى بخطى ثابتة نحو التحول إلى هيئة متعددة الأنشطة الاقتصادية ومنصة واعدة لتقديم الخدمات البحرية واللوجستية المتنوعة، ويتجسد هذا التوجه في إنشاء مصنع مصر للقاطرات وشركة قناة السويس للقوارب الحديثة ضمن المنطقة الحرة المزمع إنشاؤها بسفاجا، وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص الذي أثبت نجاحه في هذا المجال.

وفي سياق متصل، أشار رئيس الهيئة إلى أنه يجري التنسيق لإنشاء مدرسة متخصصة في دراسة بناء الترسانات البحرية بسفاجا، بهدف تخريج كوادر مؤهلة قادرة على مواكبة التطورات الحديثة في هذا القطاع الحيوي.

أكد الفريق ربيع أن تدشين القاطرتين "عزم 1" و"عزم 2" يمثل إضافة نوعية لقدرات وإمكانيات أسطول قناة السويس البحري في مجال الإنقاذ البحري، بالإضافة إلى مهام الإرشاد والتوجيه، وتتميز القاطرتان الجديدتان بقوة شد كبيرة تصل إلى 90 طنًا ومزايا ملاحية متطورة وتقنيات صديقة للبيئة.

على صعيد آخر، أكد رئيس الهيئة على الدور الرائد لقناة السويس في تطوير أسطولها البحري ودعمه بوحدات صديقة للبيئة، وذلك ضمن استراتيجية الهيئة الطموحة لتحويل القناة إلى "قناة خضراء" بحلول عام 2030، وتشمل هذه الاستراتيجية العمل على خفض نسبة الانبعاثات الكربونية، بما يتماشى مع توصيات المنظمة البحرية الدولية (IMO).

وفي هذا الإطار، أشار إلى إطلاق خدمة جمع وإزالة المخلفات الصلبة للسفن العابرة للقناة بالتعاون مع مجموعة "V Group" اليونانية، كأحد أبرز المساعي لتقديم خدمات صديقة للبيئة.

من جانبه، وصف المهندس مصطفى الدجيشي، رئيس شركة ترسانة البحر الأحمر، تدشين القاطرتين بالإنجاز الهام الذي يعكس التعاون المثمر مع هيئة قناة السويس. وأكد التزام الشركة بتقديم أعلى معايير الجودة في بناء الوحدات البحرية والمساهمة في توطين هذه الصناعة الاستراتيجية في مصر.

وأوضح أن القاطرتين الجديدتين تتميزان بتصميم متطور من مكتب "روبرت آلان" العالمي، وبأبعاد متماثلة (طول 32 مترًا، عرض 13.5 مترًا، غاطس 6 أمتار) وسرعة تصل إلى 12 عقدة. كما أشار إلى أن الترسانة تعمل حاليًا على استكمال بناء 4 قاطرات أخرى سيتم تدشينها خلال المرحلة المقبلة.

تكنولوجيا صديقة للبيئة وقدرات فائقة:

أكد الدجيشي أن قاطرات "عزم" تعد من الوحدات البحرية الصديقة للبيئة، حيث تتميز بماكينات رئيسية تقلل الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى قوة تشغيل عالية وعمر افتراضي طويل. كما تتضمن نظامًا خاصًا لإطفاء الحرائق الخارجية بقدرة مياه تصل إلى 2400 متر مكعب، مما يعزز قدرتها على المناورة والسيطرة خلال حالات الطوارئ.

أشاد رئيس الشركة بالشراكة الوطنية مع هيئة قناة السويس، مؤكدًا أنها ركن أساسي في تنفيذ الخطة التوسعية الطموحة للشركة، والتي تشمل توسعات في ساحة البناء وإنشاء رصيف بحري متطور بطول 140 مترًا وتجهيز الترسانة بونش رفع وإنزال الوحدات البحرية بحمولة تصل إلى 850 طنًا.

وفي ختام الاحتفالية، تفقد الفريق أسامة ربيع ساحة الترسانة الرئيسية للاطلاع على مستجدات أعمال بناء القاطرات الأربع الأخرى ("عزم 3" و "عزم 4" و "عزم 5" و "عزم 6")، حيث تجري الأعمال الميكانيكية والكهربائية وأعمال المواسير بالتوازي بعد الانتهاء من بناء هياكلها.

مقالات مشابهة

  • تحويل الأفكار إلى مشروعات..جامعة حلوان تطلق حاضنة ريادة الأعمال ومبادرات طبية
  • النواب يناقش مشروع قانون تحويل "هيئة الثروة المعدنية" إلى هيئة اقتصادية.. الأحد
  • «الكهرباء»: تعديل تعريفة الاستهلاك للأنشطة التي تتجاوز أحمالها 0.5 ميغاوات بدءًا من 15 مايو
  • الكويت تدرس تحويل 4 مليارات دولار من ودائعها لاستثمارات في مصر.. تفاصيل
  • خالد الجندي: لازم نلتزم برأي الأزهر في الفتوى العامة التي تمس المجتمع
  • الخطوط الهندية: تحويل الرحلات لمسارات بديلة بعد إغلاق المجال الجوي الباكستاني
  • السوداني: العراق يتجه الى توطين الصناعات الدوائية
  • نسيمة سهيم… نموذج المرأة المناضلة التي وضعت الإنسانية فوق كل اعتبار
  • رئيس هيئة السويس: نستهدف تحويل القناة إلى منصة لوجستية متكاملة وخلق فرص عمل للشباب
  • منظمة بدر: بدعم من مكتب خامنئي والإطار تحويل قضاء تلعفر إلى محافظة