البوابة نيوز:
2024-11-13@16:24:27 GMT

مرحباً ترامب!

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فسر أصدقائى الأعزاء حالة الشماتة التى انتابتنى فى خسارة الحزب الديمقراطى للانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة الأمريكية، بجملة سياسية لا علاقة لها بما تنطوى عليه الشماتة من حالة ضعف، ومشاعر بدائية لا تليق بسلوك من ينسبون أنفسهم للنخب السياسية والثقافية: معك حق، عدو صريح خير من عدو مستتر.

فاز «دونالد ترامب» بالرئاسة بضربة قاضية، وليس بفروق طفيفة بينه وبين منافسته الديمقراطية «كاميلا هاريس». خيب فوزه الساحق توقعات كبار الفنانين والفنانات والشخصيات العامة التى اصطفت وراءها، وانتقادات الصحف الأمريكية الكبرى، وكبريات الفضائيات، التى أمعنت فى التنديد بشعبويته التى لعبت دوراً مهماً فى نجاحه، وأماطت اللثام عن تفاصيل مطاردة العدالة له فى قضايا أخلاقية وأمنية، وحذرت من وصول من يطلق من هو مثله لسانه بالنقد والتنديد والسباب فى كل اتجاه، إلى سدة الرئاسة مرة أخرى، بما يشكله من مخاطر على مستقبل الديمقراطية الأمريكية، وأسقطت مصداقية استطلاعات الرأى، التى تخلت عن مهنيتها، واشتغلت بالسياسة، وهى تروح وتجئ وتعلو وتهبط، مبشرة بفرص نجاح هاريس.

ولعلها كذلك قد أحبطت تحليلات مراقبين عرب استهانوا بعوامل الضعف التى أحدقت بالمرشحة الديمقراطية، وفى مقدمتها تأخر قرار بايدن بالانسحاب من الانتخابات، الذى يبدو أنه قد أجبر عليه، والانقسامات العنيفة داخل الحزب الديمقراطى بشأن ترشيحها، بينما بدت مواقف ترامب للناخب الأمريكى أكثر تماسكاً وثباتاً ومصداقية. وقبل هذا وبعده تقلب مواقفها أثناء أقل من أربعة أشهر من خوض الحملة الانتخابية، لا سيما من الحرب الإسرائيلية فى غزة ولبنان، واقترابها من الخطاب اليمينى الذى يروج به منافسها لنفسه .

وأثناء جولاته الانتخابية، وعد ترامب التجمعات العربية والإسلامية بوقف الحرب ضد الشعب الفلسطينى حين توليه السلطة، وبصرف النظر عن مدى صدق التزامه بتنفيذ وعده، فقد ضمن به أن يذهب التصويت العقابى العربى إليه، فى الوقت الذى رفضت هاريس طلبهم، بإتخاذ موقف فورى من إدارة بايدن، مازال فى صلب سلطاته، بوقف نهائى للحرب فى غزة ولبنان .

وكان من المفاجآت الصادمة للديمقراطيين ولغيرهم، أن يذهب الصوت النسائى، فى مجتمع يقدس الحريات الفردية ويتغنى بحرية المرأة، إلى ترامب، برغم معارضته لمشروع مرشحتهم، بإشاعة الحق فى الإجهاض فى كل ولايات الاتحاد الفيدرالى. وكانت المحكمة العليا الأمريكية - تشبه المحكمة الدستورية العليا لدينا - وينتمى غالبية أعضائها التسعة إلى التيار المحافظ، وتحظى أحكامها بانعدام نقضها، قد ألغت قبل نحو عامين حكماً كان قد صدر عام 1973، أقر بأن حق المرأة فى إنهاء حملها محمى بموجب دستور الولايات المتحدة. وكشفت تلك النتيجة أن ترامب، بدا عليماً أكثر من منافسته بالتوجهات الاجتماعية الحقيقية، لا الدعائية، للمجتمع الأمريكى، التى تميل أغلبيته إلى السلوك المحافظ الذى يشكك فى القدرات القيادية للنساء، ويحفل بالعنصرية تجاه الملونين وغير الغربيين، وينحو إلى التمسك بالتقاليد الدينية التى تحرم الإجهاض .

انتصار تاريخى لترامب، خاصة أن إدارته التى تتسلم السلطة فى 20 يناير المقبل، قد أحكمت سيطرتها على مجلس الشيوخ بعد فوز الجمهوريين معه بأغلبية المقاعد، فى الوقت الذى باتوا يحتفظون فيه بأغلبية مقاعد مجلس النواب، وهو ما يمنحه الحرية فى صياغة سياساته وتنفيذها دون مناوءة من خصومه فى الحزب الديمقراطى ومن هم خارجه .

قد يكون من المبكر التكهن أن ترامب العائد إلى البيت الأبيض للمرة الثانية، سوف يكون غير الذى دخله فى العام 2017. وسوف تكشف اختياراته لوزرائه ومعاونيه خلال الأيام القادمة، إلى أى مدى يكون قد تعلم من أخطاء تجربته الأولى، وبأى قدر سيكون مستعداً لرأب الصدع فى المجتمع الأمريكى المفكك والمرتبك، ونبذ ما راج عن نيته فى الانتقام من الخصوم، وإلى أى حد سيأخذ من الاجراءات ما يعيد بناء الحزب الجمهورى ويقويه ويدعم مؤسسات الدولة، التى اتسم عهده الأول باحتقارها وتجاهلها؟!.

 هل سيفى ترامب بوعوده بوقف الحروب فى منطقتنا؟.. المؤكد أن ضمان أمن إسرائيل وبقاء تفوقها العسكرى، هو محل تنافس بدرجات متفاوتة بين الرؤساء الديمقراطيين والجمهوريين. لكن منطقتنا لم تعاصر أبشع وأحط من إدارة بايدن ووزير خارجيته. غير أن المؤكد أنه ينوى وقف الحرب فى أوكرانيا. وقد يشكل مجيئه الذى رفع شعار أمريكا أولاً، بما يصحب ذلك من انكفاء على السياسات الداخلية صحوة فى دول الاتحاد الأوروبى لتحرير قرارها من الذيلية للموقف الأمريكى .

فى حوار مع فضائية «فرنسا 24»، ذكر الدبلوماسى الجزائرى والدولى الأخضر الإبراهيمى، رداً على سؤال ماذا يريد العرب من ترامب، أن المسئولين الغربيين حين نتحدث معهم عن مساندة قضايا المنطقة، يقولون لنا لسنا ملكيين أكثر من الملك، ونحن نسمع فى المحافل الدولية أصواتاً عربية متناقضة. ومعنى كلام الإبراهيمى أن بمقدره العرب حين تتوحد كلمتهم أن يستمع إليها القادم إلى البيت الأبيض، ويضعها فى حسابه وهو يرسم سياساته ويصوغ علاقاته مع دول المنطقة. فمتى ياترى نرى ونسمع ما يحقق تلك النصحية، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟.

*كاتبة صحفية رئيس مجلس إدارة الأهالى

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ترامب هاريس الولايات المتحدة الأمريكية

إقرأ أيضاً:

مقتل وإصابة 12 جرّاء انفجار مصنع في كنتاكي الأمريكية

أسفر انفجار بمصنع في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي الأمريكية عن مقتل اثنين من العاملين، وانهيار جزئي للمبنى وتحطيم نوافذ المنازل والشركات المجاورة، حسبما أعلنت شركة "جيفودان سينس كلر"، اليوم الأربعاء.

ووقع الانفجار ظهر، الثلاثاء، في شركة "جيفودان سينس كلر" لصناعة ألوان الأغذية والمشروبات.

An explosion at a factory in Louisville has killed at least two people and injured several others, with the local government declaring it a “hazardous materials incident” and briefly issuing a shelter-in-place order for people within one mile of the blast. https://t.co/goT0Q4u0Uh pic.twitter.com/1cbCcW2LR6

— The Washington Post (@washingtonpost) November 13, 2024

وقالت شركة جيفودان السويسرية المصنعة في بيان عبر البريد الإلكتروني، الأربعاء، إن الانفجار في المصنع  أدى إلى مقتل موظفين وإصابة عدد آخر.

وقال عمدة لويزفيل كريغ غرينبيرغ في بيان سابق إن خدمات الطوارئ تلقت عشرات المكالمات حول الانفجار.

وقال إن 12 شخصاً أصيبوا، وتراوحت الإصابات من طفيفة إلى حرجة أو مهددة للحياة. 

وصفت إدارة الإطفاء في لويزفيل الانفجار الذي وقع في المصنع، بأنه "حادث واسع النطاق".

وقال غرينبيرغ إن إدارة الإطفاء تقود التحقيق في الانفجار بمساعدة من شركاء الولاية والحكومة الفيدرالية، مضيفاً أن فريق إعادة الإعمار الفيدرالي من مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات سيزور لويزفيل للمساعدة في تحديد سبب الحادث.

مقالات مشابهة

  • رقم قياسي لعدد حكام الولايات الأمريكية من النساء.. كم عددهن؟ (إنفوغراف)
  • مقتل وإصابة 12 جرّاء انفجار مصنع في كنتاكي الأمريكية
  • رئيس برلمانية الحزب الديمقراطي يتقدم بتعديلات على قانون التصالح في مخالفات البناء
  • انفجار محول كهرباء يحول مزغونه إلى جحيم ورئيس شركة الكهرباء يرفض صرف 100 متر كابلات
  • ‏الخارجية الأمريكية: بلينكن يزور بروكسل غدا الأربعاء لبحث الدعم الأمريكي لأوكرانيا بعد فوز ترامب
  • السيناريو المجنون!
  • ترامب يعيّن قيصر الحدود مسؤولا عن الهجرة في الإدارة الأمريكية الجديدة
  • خالف.. و"تصالح"
  • يتعافى المرء بأصدقائه