عمر خيرت.. ليلة موسيقية تسافر بالجمهور للزمن الجميل
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
الشارقة (الاتحاد)
في ليلة موسيقية لن ينساها زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 43 التي انطلقت تحت شعار «هكذا نبدأ»، قدّم الموسيقار العالمي عمر خيرت - بصحبة فرقته الموسيقية - باقة من أجمل مقطوعاته التي حملت معها ذكرياتٍ وألحاناً كانت وما زالت عالقةً في وجدان الجمهور العربي الذي تفاعل بحماسٍ مع كل مقطوعة صدح بها بيانو خيرت ومن خلفه الأوركسترا، في أجواءٍ جمالية ميزتْ تلك الحفلة الموسيقية التي يعزفُ فيها عمر خيرت لأول مرة في إمارة الشارقة.
خلال زمن الحفل لم تهدأ قاعة الاحتفالات بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، من بين تصفيق إيقاعي مع الأوركسترا، وترديد نغمي خلف ما يُعزف، فموسيقى خيرت بالنسبة لجمهور المعرض ليست مجرد موسيقى، بل هي قصص وشخصيات عاشوا وتفاعلوا شعوريّاً معها عبر شاشات التلفاز على مدار سنوات كثيرة، وقد بدا هذا واضحاً بتفاعلهم المدهش مع مقطوعة «قضية عم أحمد» التي عادت بالحضور إلى تلك الدراما الشهيرة، كذلك أثارت مقطوعة «ليلة القبض على فاطمة» في نفوسهم مشاعر قوية شوهدتْ على وجوههم، باستحضارهم دراما الفيلم وأحداثه المشوقة. ومع عزف «خلي بالك من عقلك» تمايل الجمهور مع لحن البداية، وامتلأت القاعة بالبهجة، وجاءتْ مقطوعة «اللقاء الثاني» وكأنها الاستراحة، حيث أخذت المستمعين لعوالم حُلمية جميلة هادئة.
أداء ممتعٌ وأصيل
تميز أداء عمر خيرت في حفله بتقديمه بعض التوزيعات الموسيقية الجديدة، أضافت لمسةً رائعة على بعض المقطوعات، وكذلك أكسبتْ الحدث خصوصيةً، ومن اللافت للانتباه أيضاً، إبداع خيرت في إدخال صولوهات لآلات، مثل العود والكمان والهارب، ما أضاف ثراءً وجمالاً للألحان المقدمة، ففي البداية حاور الهارب البيانو خالقاً عمقاً روحانياً جميلاً، ملأ القاعة بالسكينة، ثم أضاف العود بُعداً شرقياً مميزاً عندما عزف منفرداً في بداية إحدى المقطوعات.
حواريةٌ لا تنسى
المميز كذلك في حفل عمر خيرت قدرته الاستثنائية على جعل البيانو نقطة الانطلاق والإلهام لبقية الآلات الموسيقية، ففي كل مقطوعة قدمها خيرت في حفله، كان البيانو يفتتح بجملة موسيقية، لتتبعه الكمنجات في استكمال هذه الجملة بنعومة، ومن ثم تأتي آلات النفخ مثل الأبواق لتضيف العمق والقوة، ومن خلف الجميع الطبول تخلق جواً مهيباً، هذا الكونشيرتو الرائع بين البيانو منفرداً وبقية الآلات في الأوركسترا خلق في قاعة الاحتفالات بمعرض الشارقة الدولي للكتاب حواراً مذهلاً بين الآلات، جسد قصة أو مشهداً حيّاً، خطّ تفاصيله كل شخص على حدة في القاعة، بما يتوافق مع شعوره وذكرياته وذائقته الخاصة.
في ختام الحفل واصل الجمهور التصفيق لدقائق عديدة، ممتلئين بشعور عميق بالسعادة، والتقدير للفنان الذي أحبوه وعاشوا مع موسيقاه أجمل الأوقات والذكريات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عمر خيرت الموسيقى معرض الشارقة الدولي للكتاب الشارقة البيانو عمر خیرت
إقرأ أيضاً:
لأول مرة.. رصد الآلاف من دلافين ريسو تسافر قبالة سواحل كاليفورنيا
تمكن علماء الأحياء البحرية من رصد مشهد نادر لمجموعة ضخمة من الدلافين تقدر بأكثر من 1500 دلفين من نوع "دلافين ريسو" وهي تقفز وتسبح قبالة سواحل كاليفورنيا.
كان ذلك في خليج كارمل، الذي يعد نقطة جذب للحياة البحرية بفضل مياهه الغنية بالمغذيات، والتي تدعم أنواعًا مختلفة من الأسماك وأسماك القرش النمرية ودلافين ذات الأنف الزجاجي وأسود البحر.
دلافين ريسودلافين ريسو هي نوع مميز، يمكن أن يصل طوله إلى أكثر من 10 أقدام ويزن نحو نصف طن، وتُعرف بوجود ندوب بيضاء على أجسامها. تتكيف هذه الدلافين مع العيش بالقرب من الجرف القاري حيث يمكنها البحث عن فرائس على أعماق تصل إلى حوالي 600 متر.
على الرغم من أن دلافين ريسو غالبًا ما تُرى في مجموعات صغيرة من 10 إلى 30 فردًا، فإن مشهد مجموعة ضخمة كهذه، تضم مئات الأفراد، يُعتبر نادرًا للغاية، وهو ما أثار دهشة العلماء الذين كانوا في الأصل في مهمة لرصد الحيتان الرمادية المهاجرة.
تفاعل الدلافين مع القارب كان مذهلًا أيضًا، حيث أشار العلماء إلى أن الدلافين كانت تقفز في الهواء وتصفق بذيلها، وتقترب من القارب بشكل يشبه الاحتفال، كما قالت عالمة الأحياء البحرية كولين تالتي من مركز مراقبة الحيتان في خليج مونتيري: "لقد كانوا يقيمون حفلة كبيرة". ووصف إيفان برودسكي من Monterey Bay Whale Watch المشهد بقوله: "كانوا يمتدون على الأفق بقدر ما أستطيع أن أرى".
يُعتقد أن هذا النوع من الدلافين يوسع نطاقه، حيث تم رصدها في مناطق جديدة مثل قبالة السواحل النرويجية شبه القطبية، مما يشير إلى حركة نحو بيئات جديدة. ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن الضوضاء الناتجة عن الأنشطة البشرية في المحيطات، مثل القوارب الآلية، قد تهدد هذه الأنواع. خاصةً أن الضوضاء ذات التردد المنخفض تؤثر على سلوك الدلافين الصوتي، مما يعيق قدرتها على استخدام النقرات والطنين لتحديد موقع الفرائس.
إن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على تعقيد حياة الدلافين والتهديدات البيئية التي تواجهها، مما يبرز الحاجة إلى مزيد من البحث لحمايتها والحفاظ على موائلها.