جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-12@11:42:52 GMT

"وبشر الصابرين"

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

'وبشر الصابرين'

 

 

أنيسة الهوتية

قال تعالى في محكم كتابه العزيز، في سورة البقرة الآية 155: "وَلنَبلونكم بشيءٍ مِن الخَوفِ والجوعِ وَنقصٍ مِن الأموالِ والأنفسِ والثمراتِ وَبشر الصابرين" صدق الله العظيم.

والابتلاء اختبارٌ يُنزله الله تعالى على عبادهِ ليستخرج معدن إيمانهم الحقيقي، وقوتهم في التوكل على الله وإحسان الظنَ بهِ سبحانه عز وجل، وهو بالأغلبِ يحمل في طياته معنىً تربويًا من الخالق وله هدف وغاية إيمانية بحتة في صياغة وصقل المؤمن وإيصاله إلى أعلى الأهداف النورانية للاستشعار بالنور الإلهي في دواخلهِ الفكرية والذهنية والعاطفية.

والسحر العظيم الذي ليس فيه شك للتوفيق في هذه الحياة هو في إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى، وكما روي في الحديث القدسي، قال الله تعالى: "أنا عند ظنِ عبدي بي إن ظن خيرًا فله، وإن ظن شرًا فله". حديث صحيح

وإحسان الظن بالله من القيم السامية التي يحث عليها دين الإسلام، ونتائجه عظيمة على المستوى الشخصي الذهني والفكري والعاطفي للفرد والتي من خلاله تؤثر على المجتمع وتجعله مثالًا لغيرهِ ممن يعانون الظلام في حياتهم حتى يضيئها لهم.

ومن أهم النقاط التي ينالها الإنسان عندما يرتقي إلى أعلى درجات إحسان الظن بالله، هي الطمأنينة وراحة البال والنفس، وإبعاد القنوط واليأس من قلبه واللذين هما بابين من أبواب وسوسة الشيطان لخلق الخوف والقلق والتوتر في حياة بني البشر، وبالتالي تحقيق السعادة الذاتية، والتشبع بالمحبة الإلهية التي تغنيهِ عن أي شيء آخر في الوجود.

وقد رأينا الكثير من الشخصيات التي بقوة إيمانها، وإحسان الظن بالله، تحولت من مجرد مادة كربون غير متبلور مثل السخام، أو جرافيت في طبقات متوازية كالمستخدم في أقلام الرصاص، إلى كربون نقي متميز بترتيب ذري مميز بذراته المرتبطة ببعضها البعض في شبكة ثلاثية إلى رباعية الأبعاد، حتى أصبح نقيًا مشعًا بالجمال وواحدًا من أصلب المواد الموجودة في الطبيعة حولنا.

وبالرغم من الظروف الجيولوجية التي كانت لا ترحم في عمق يتراوح بين 140 إلى 200 كيلومتر تحت الأرض، والضغط بقوة على قطع الكربون المسكينة تلك وتهيشمها، أو تذويبها بالحرارة العالية التي تتعدى 900 درجة مئوية وقد تصل إلى 1500 درجة مئوية، مع الضغط المرتفع جدًا من 45 إلى 80 كيلو بار، إلّا أن قطعة الألماس تلك إستطاعت أن تقاوم ذلك كله، ثم فاجأت كل تلك الظروف ببطولتها حتى لم يستطيعوا تحملها في جوف سواد الفحم المندثر والسارب من ضغطهم، حتى يتم لفظها عبر النشاط البركاني أثناء الثورات العميقة، حتى تخرج إلى السطح وهي بين أحضانِ صخور الكيمبرلايت البركانية النادرة والتي دائمًا بطبيعتها تحتضن المعادن المميزة، وتنقذها بإخراجها من جوف الأرضِ إلى سطحه ولو بعد مليون عام!

وبما أننا شبهنا الألماس بالإنسان الصبور، المؤمن، المتكل على الله، ومحسن الظن به سبحانه، فإننا هُنا نشبه صخور الكمبرلايت النادرة أيضًا بالإنسان المنقذ، الذي يخرج الألماس الخام من وحل السخام وظلمِ الظروف الجيولوجية عليها، حتى يتم استشكافها وصقلها لتكون في مكانٍ يُلائم بريقها وقوتها وصلابتها النادرة.

ولا اكتفي فقط بوصفهِ بالمنقذ، إنما هو كذلك إنسانٌ حباه الله وأكرمه بمَلَكةِ التصوير الضوئي واستيعاِب نوعيات الطبيعة البشرية، حتى أصبح ذا نظرة ثاقبة ومعرفة تامة بمعادنهم، والمُستخرج لكينونتهم الصافية لخدمة البشرية بما حباهم الله من رزق العلم، والدين، مكافئةَ لهم على صبرهم. وهؤلاءِ هم جنود الله في الأرض، وماجندهم الله إلا مكافأة لهم على إحسان ظنهم به سبحانه، فجعلهم أجمل الناس خُلقًا وخلقًا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عودة السانات والراسطات والناس الواقفة قنا !!

لازالت ذكریٰ تلك الأيام النَّحِسات، والليالي النَّجِسات الكالحات، التی أعقبت لوثة ديسمبر، تلح علی الخاطر ومعها المناظر الباٸسة لأولٸك الذين كوَّنوا جمهوريات وهمية، مثل جمهورية أعلی النفق!! وقد بلغ النفاق السياسي قمته عندما جریٰ ذكرهم فی خطاب رسمی من رٸيس مجلس السيادة أقریٰ فيه فخامته لهم السلام، فقال (التحية للسانات والراسطات والناس الواقفة قنا)!!

وكل هٶلاء مُصنفون بأنهم (بيضربوا الصَنف الكعب) وأنهم من كان يقوم بتتريس الشوارع الرٸيسة، وتخريب الأرصفة، وخلع أعمدة الكهرباء، وإسقاط لوحات الإعلانات، وكانوا يمنعون وصول المرضی للمستشفيات، ويمنعون مرور الضباط إلیٰ مقار قيادتهم، ويطلقون علی أنفسهم أسماءً مشبوهة مثل لجان المقاومة وملوك الإشتباك وغاضبون، فلما وقع الإشتباك واستحرَّ القتل، واستجاش الغضب، لم نجد فيهم مقاومة ولم نر لهم بأساً، لأنهم لاذوا بالمخابٸ، أو هربوا من سوح المعارك،أو تعاونوا مع مليشيا آل دقلو، فقد كانوا كمخلب قط فی يد الأجهزة الأجنبية التي لا تدًّخر وُسعاً فی سبيل تنفيذ مخططها الرامی إلیٰ ضرب المنظومة القيمية، وتمزيق النسيج الإجتماعی، وتفتيت اللُّحمة الوطنية، تمهيداً للإستيلاء علی مقدرات بلادنا، وحرماننا من أن نعيش أحراراً علی تراب وطننا.

ومثل ما يزيِّن عقل المخبول لصاحبه الأوهام، فيُسرِج له خيل السراب الذی يطير به فوق السحاب، فقد زُيَّن للبعض بأن وقت حصاد نتاٸج حرب الكرامة قد أَزِفَ، تلك الحرب التی ما خاضوا غمارها، ولا ذاقوا وبالها، ولا غبروا أقدامهم فی عرصاتها، ولا أوجفوا عليها من خيل ولا ركاب، بل كان موقفهم الجبان يتدثر بشعارهم (لا للحرب) ليس حقناً للدماء ولكن تثبيطاً للهمم وتخذيلاً للشعب من أن يلتف حول جيشه، ولكن علی العكس من مايشتهون رأوا جموع الشعب تلتف حول الجيش، وتخرج فی مسيرات عارمة إحتفالاً بانتصاراته الساحقة،واستقبالاً للقاٸد العام، وقبل ذلك راعهم أن يروا جموع المستنفرين في ميادين القتال تحت قيادة الجيش. دفاعاً عن الأرض والعِرض وذوداً عن حياض الدين من أن يعكر صفوه الأوباش الأنجاس.

في الآونة الأخيرة ومعارك حرب الكرامة تقترب من خواتيمها، بدأت تلك المجموعات (ذاتها) تتدثر بثوب جديد تحت مسمی (العودة) وتزامن ذلك مع تقدم الجيش فی بعض من أحياء فی الخرطوم بحري وشرق النيل، والجيش عادة يطلب من سكان الأحياء إخلاء المنطقة حفاظاً علی أرواحهم، لأنها ستكون منطقة عمليات، وقد إشتكی بعض السكان بأنَّ منازلهم تعرضت للسرقة وهی تحت حماية الجيش!! ولا يساورني أدنی شك فی عفة يد الجيش من أن تمتد لممتلكات المواطنين،،ولكن !!

الحذر واجب وتنقية الصفوف من اللصوص ضرورة، مثلما فعل الجيش السوري وهو يقاتل فلول الأسد في منطقة الساحل، فقد اندس بين صفوفه اللصوص الذين ضُبطت بحوزتهم ممتلكات المواطنين التی استولی عليها من يزعمون أنهم ثوار وسيقدمون للمحاكم، وحري بنا أن نستلهم الدروس والعِبر من تلك الوقاٸع، فلا نترك للمندسين فرصة تخريب إنجازات الجيش، وتهشيم الصورة التی رسمها بالمُهج والدماء والعرق، لتلصق بها تهمة زاٸفة تروج فی بعض المقاطع لبعض المواطنين يتعجبون (حاجاتنا ما اتسرقت فی الحرب تتسرق بعد ما الجيش إتقدم)!!!

واضح جداً إنها دعاية سوداء لفك الإرتباط بين الجيش والشعب ولكن هيهات لن يعود السانات والراسطات والناس الواقفة قنا للمشهد مرة أخری، فقد خبرناكم وعجناكم وخبزناكم ولن نلدغ من جحركم مرة أخری، ولن تفلتوا من العقاب!!

-النصر لجيشنا الباسل.

-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.

-الخزی والعار لأعداٸنا، وللعملاء

محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الطبلاوي.. آخر المقرئين الكبار وصاحب التلاوة النادرة في جوف الكعبة
  • في محاضرته الرمضانية الحادية عشرة قائد الثورة : الإنسان في تكوينه يشعر بحاجته الدائمة إلى الله سبحانه وتعالى
  • شباب ليبيا يناقشون التحديات التي تواجه الاقتصاد
  • عودة السانات والراسطات والناس الواقفة قنا !!
  • الإطار التنسيقي يدين المجازر التي يتعرض لها المواطنون في سوريا
  • الاستثمار والتنمية في الإسلام
  • محمية الأحراش.. تحتوي علي أهم الأشجار والنباتات النادرة
  • أمريكا تندد بالمجازر التي حدثت في الساحل السوري
  • بالفيديو.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف عن عدد المرات التي شُق فيها صدر النبي
  • 170 مليون دولار.. صناعة مربحة فوق سطح القمر| ما القصة؟