معرض الصين الدولي للاستيراد.. نتائج مثمرة وفرص مشرقة
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
تشو شيوان
اختُتِمت الدورة السابعة من معرض الصين الدولي للاستيراد في مدينة شانغهاي قبل أيام بعد تحقيق نتائج مثمرة؛ حيث بلغ حجم المعاملات التقريبي لمعرض الصين الدولي للاستيراد في عام واحد 80.01 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 2.0% عن الدورة السابقة، وخلال الدورة الجارية، تحتل الشركات من الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى المراتب الأولى من حيث حجم المشاركة وحجم الصفقات، أيضًا هناك زيادة من حيث عدد الشركات العالمية الرائدة والتي تشارك لأول مرة في المعرض في شتى المجالات، الأمر الذي يعكس ثقة الشركات العالمية بالتنمية الاقتصادية المستمرة في الصين وتأثيرها على حجم شركاتهم وأسواقهم المستهدفة.
ويُعد معرض الصين الدولي للاستيراد أول معرض عالمي يركز على مواضيع الواردات، والهدف الأساسي لاستضافة المعرض يرجع إلى أن الصين تسعى إلى تعزيز الانفتاح رفيع المستوى وفتح سوقها أمام العالم، وهذا ما جذب انتباه الشركات العالمية للمشاركة في المعرض، وقد توافدت المشاركات من جميع دول العالم، ومنذ دورته الأولى في عام 2018، يواصل معرض الصين الدولي للاستيراد استخدام "المنصات الأربع الرئيسية" للمشتريات الدولية، وترويج الاستثمار، والتبادلات الشعبية، والتعاون المفتوح، ليصبح نافذة لبناء نمط تنمية جديد، ومنصة لتعزيز الانفتاح رفيع المستوى، ومنتج مشترك عالميًا، خصوصًا وأنه في الوقت الحاضر يتباطأ النمو الاقتصادي العالمي وتتزايد الحمائية التجارية، وقد أصبحت فرص الانفتاح من الموارد النادرة، أما إقامة معرض الصين الدولي للاستيراد فهي تقدم فرص سانحة للدول المختلفة لتقاسم الفرص التنموية الصينية، وهذا هو جوهر الفلسفة الصينية في هذا الجانب.
وتعمل الصين على تحقيق التنمية عالية الجودة والانفتاح علي المستوى، الأمر الذي يضخ طاقة إيجابية جديدة في دفع التنمية الاقتصادية وازدهارها في العالم، وخلال الأيام الماضية، قد رفعت بنك يو بي إس وبنك جولدمان ساكس ومؤسسات أخرى توقعاتهم بشأن النمو الاقتصادي في الصين هذا العام، ووفقًا للتوقعات صندوق النقد الدولي، خلصت بلومبرج إلى أن الصين ستظل أكبر مساهم في النمو العالمي في السنوات الخمس المقبلة، وهذا يعزز نمو المعرض كنافذة للتبادلات التجارية بين الصين والعالم بما يدفع بالاقتصاد العالمي نحو أفاق أوسع من التعاون.
ومن توسيع الواردات بشكل نشط، ومواصلة تسهيل الوصول إلى الأسواق، وتنفيذ قوانين الاستثمار الأجنبي، إلى تنفيذ استراتيجية تحسين منطقة التجارة الحرة التجريبية، وتسريع بناء ميناء هاينان للتجارة الحرة... يتم تنفيذ سلسلة من تدابير الانفتاح التي تم الإعلان عنها في الدورات السابقة من معرض الصين الدولي للاستيراد بشكل تدريجي مع الإجراءات والنتائج العملية، وكل ذلك يثبت أن باب الصين للانفتاح لن يؤدي إلا إلى الانفتاح على نطاق أوسع وأوسع، كما أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في مناسبات عدة على أن الصين تعمل على التنمية عالية الجودة والانفتاح علي المستوى، وذلك من خلال البناء المشترك للحزام والطريق بشكل شامل وتطوير القوى الإنتاجية الجديدة النوعية بشكل خاص، وأعتقد أن الصين ستضل محركًا ولاعبًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي العالمي خلال السنوات المقبلة، وهذا سيقلل من تأثير التباطئ العالمي.
ومن الاستمرار في إقامة معرض الصين الدولي للاستيراد، ومعرض التجارة في الخدمات، ومعرض كانتون، إلى المشاركة الفعالة في التعاون مع الآليات المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، ومجموعة العشرين، ومجموعة البريكس، ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، ومنظمة شانغهاي للتعاون، وتعزيز البناء المشترك عالي الجودة للحزام والطريق، والمشاركة بنشاط في الحوكمة العالمية لمعالجة تغير المناخ... فتتخذ الصين إجراءات عملية للجمع بين قوى التعاون العالمية بشكل مستمر.
وانطلاقًا من الدورة الجديدة من معرض الصين الدولي للاستيراد، تستعد الصين دائما للعمل مع الدول الأخرى لممارسة التعددية الحقيقية، وبناء المزيد من التوافقات المتعلقة بالانفتاح، والتغلب على الصعوبات والتحديات التي تواجه التنمية الاقتصادية العالمية بشكل مشترك، والسماح للانفتاح بجلب مستقبل مشرق جديد للتنمية العالمية، وعند الحديث عن هذا الجانب فالشركات العربية خير مثال على ذلك، فالتعاون الصيني العربي من خلال المعرض فتح نوافذ مهمة لمستقبل مشترك ومشرق، وكل عام تزداد الفرص مع ازدياد أعداد الشركات المشاركة؛ إذ بالتعاون والمشاركة والانفتاح على الآخر نمضي قدمًا نحو مستقبل أفضل.. وهذه هي فلسفة المعرض، وهي نفسها فلسفة الصين في فتح أسواقها للعالم والاستفادة من خبرات العالم في مختلف المجالات.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الصين تستعد للكشف عن نسختها من مقاتلة إف-35
ستكشف الصين النقاب عن طائرة مقاتلة لا يرصدها الرادار ومسيّرات هجومية في معرض جوي كبير هذا الأسبوع، يترقبه الخصوم والمحللون على حد سواء لما قد يتضمنه من مؤشرات نادرة على تطوير بكين لمعداتها العسكرية.
وسيتم أيضا استعراض العلاقات الوثيقة بين بكين وموسكو في معرض الصين للطيران، الذي يعرض قطاع الطيران المدني والعسكري كل عامين في مدينة تشوهاي الجنوبية.
ويتزامن المعرض هذا العام مع الذكرى 75 لتأسيس سلاح الجو لجيش التحرير الشعبي الصيني.
وقامت بكين باستثمار الموارد بهدف تحديث وتوسيع قدراتها الجوية، بينما تواجه الولايات المتحدة وغيرها حول نقاط التوتر الإقليمية مثل تايوان.
وتم إرسال عدد قياسي من الطائرات الحربية الصينية حول الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، على مدى السنوات القليلة الماضية.
ويؤكد محللون أن الطائرة الجديدة جاي-35 أي، التي توصف بأنها "مقاتلة متعددة الأغراض متوسطة الحجم"، تبدو مشابهة في التصميم لطائرة إف -35 الأميركية، لكن التفاصيل قليلة.
المقاتلة الأميركية الشبح إف 35 (رويترز) مقاتلة الشبح الصينيةويقول جيمس تشار الخبير في الشؤون العسكرية الصينية بجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة "من غير المرجح أن يكشف أداؤها في المعرض الكثير عن قدراتها، لكن حقيقة أن جيش التحرير الشعبي واثق بما يكفي للكشف عنها الآن قد تكون علامة على اعتقاد قيادته العليا بأن المشروع سيصل إلى رحلاته التجريبية النهائية قريبا".
وبحسب المحللين فإنه في حال تشغيلها، ستصبح الصين الدولة الوحيدة الأخرى المعروفة في العالم التي لديها مقاتلتي شبح في الخدمة بعد الولايات المتحدة.
ولأول مرة، ستكون طائرة بحرية تابعة لجيش التحرير الشعبي حاضرة في العرض الجوي، وفقا لقناة "سي سي تي في" الحكومية.
ويشير تصميم الطائرة "جاي-15 تي" إلى أنه قد يكون مخصصا للاستخدام على أحدث حاملة طائرات صينية، فوجيان.
وبحسب وسائل الإعلام الرسمية، سيكشف عن قطعة رئيسية أخرى من الأجهزة التي ظهرت لأول مرة هي نظام صواريخ أرض-جو HQ-19، المصمم لاعتراض الصواريخ البالستية والمركبات الانزلاقية الأسرع من الصوت.
طائرات بدون طيار صينية في معرض جوي سابق (غيتي) حرب المسيّراتوبينما اضطرت الصين إلى بذل جهود كبيرة لمواكبة واشنطن عندما يتعلق الأمر بمعظم التكنولوجيا العسكرية التقليدية، يختلف الأمر في مجال الطائرات المسيّرة حيث تهيمن الصين على السوق التجارية.
وسيتم أيضا عرض مسيّرة "اس اس" الضخمة والتي يمكنها إطلاق أسراب من الطائرات المسيّرة الأصغر حجما بسرعة لجمع المعلومات الاستخباراتية، فضلا عن الضربات – في المعرض، بحسب ما أوردت صحيفة " ساوث تشاينا مورنينغ بوست".
ويرى شيو جيه شيانغ من معهد تايبيه لأبحاث الدفاع الوطني والأمن أن المسيّرات الأخرى المعروضة قد تكون طائرات بدون طيار انتحارية أو طائرات ذات قدرات خفية أو قدرات خاصة أخرى.
وقال شيو لوكالة الصحافة الفرنسية "لا تزال الولايات المتحدة تمتلك أفضل الطائرات المسيّرة فيما يتعلق بالأداء، لكن الصين قوة عظمى في مجال الطائرات المسيّرة أيضا".
وسيضم المعرض الجوي لأول مرة منطقة مخصصة للطائرات المسيّرة، ما يعكس الأهمية المتزايدة لها في مناطق الحرب، بما في ذلك أوكرانيا.
وعززت موسكو منذ الحرب مع أوكرانيا علاقاتها العسكرية والدفاعية مع بكين.
وسيحضر سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو المعرض، حيث ستقوم المقاتلة الشبح سو-57، الأكثر تقدما في بلاده، برحلة استعراضية.