الفلسفة المغربيّة تُجدّد نفسها بعيداً عن التصنيفات التقليديّة
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أكد مفكرون مغاربة وأساتذة في الفلسفة، أنّ الفلسفة المغربية والعربية عموماً تشهد تحولات جوهرية، خصوصاً بعد تحررها من القيود التقليدية لتصبح أداة نقدية تُعزز الوعي والإبداع، مشيرين إلى أنه على الرغم من الإنجازات الفكرية التي حققها الفلاسفة المغاربة، فإنّ إطلاق مصطلح «مدرسة» على الفلسفة المغربية قد يكون مبالغة، حيث إن هذه الفلسفة لا تمثل تياراً موحداً أو مدرسة فلسفية تقليدية، بل هي مجموعة من الاجتهادات الفردية لمفكرين يعملون في مجالات متنوعة ويتبعون مسارات فكرية مختلفة.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان «المدرسة الفلسفية المغربية والفكر العربي»، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، استضافت كلّاً من المفكر والمترجم والأستاذ الجامعي عبد السلام بنعبد العالي، ومحمد نور الدين أفاية، أستاذ الفلسفة المعاصرة في جامعة محمد الخامس، والباحث في الفكر الفلسفي المعاصر عبد الصمد الكباص.
وأجمع المتحدثون على أنّه ورغم التحديات المعقدة والسياقات الصعبة التي يواجهها الفلاسفة المغاربة، فقد تمكنوا من مواصلة إنتاجهم الفكري وتسجيل حضورهم في الساحة الثقافية، كلٌ بطريقته الخاصة ومنظوره المتميز.
رؤية عابرة للحدود
استهل محمد نور الدين أفاية حديثه بتأكيده أن الفلسفة لا يمكن أن تكون وطنية أو قومية، فهي تتطلب تجاوز الحدود الزمانية والمكانية لتصبح فلسفة عابرة للثقافات. محمد نور الدين أفاية أخبار ذات صلة ركن الطهي يعرّف الزوار بالأكلات التراثية في «الشارقة للكتاب» وزير الثقافة والتواصل المغربي يزور «معرض الشارقة للكتاب»
وتطرق إلى أن الفلسفة المغربية لم تنعزل عن تطور الفكر العربي منذ عصر النهضة، مشيراً إلى مسارها المتأثر بالمدارس الفلسفية الفرنسية، ومن ثم انتقالها نحو مرحلة حداثة فلسفية مغربية أصيلة.
وأكد أن الفكر الفلسفي في المغرب بدأ فعلياً في منتصف القرن العشرين، معتبراً أن الفيلسوف المغربي يجب أن يعمل على عدة مستويات، منها تأكيد هويته الفكرية، وتوظيف التراثين العربي الإسلامي والثقافي المحلي، ومواكبة الأفكار الجديدة، فضلاً عن ترجمة الأعمال الأجنبية للطلاب لتعزيز معارفهم.
تأريخ المفاهيم
بدوره، انتقد عبد السلام بنعبد العالي الطريقة التقليدية في تصنيف الفلسفة عبر المدارس والتيارات الفكرية، مشيراً إلى أن هذا التصنيف لا يحقق الأهداف المرجوة في فهم التحولات الفلسفية. وبدلاً من ذلك، يرى بنعبد العالي أن التوجه الأفضل للفكر العربي هو التأريخ للمفاهيم الأساسية مثل مفهوم الأيديولوجيا، إلى جانب استكشاف «المناخ الفلسفي» الذي يسري عبر شخصيات مختلفة وليس حصراً على فلاسفة بعينهم.
وشدد على أهمية توسيع هذا المناخ ليشمل نطاقات فكرية وأدبية متعددة، مؤكداً أن الفلسفة يجب أن تتجاوز حدودها الأكاديمية وتتداخل مع الحقول الأخرى لتكتسب أبعاداً أعمق.
التجربة الفردية
أما عبد الصمد الكباص، فقد أشار إلى أن اهتمامه بالفلسفة جاء عن حب وتطلع إلى فهم الذات، مشدداً على أن التجربة الفلسفية لا يمكن معرفتها بصورة نهائية، بل يمكن فهمها وتذوقها.
وركز في حديثه على مفهوم الجسد باعتباره قضية فلسفية كبرى، حيث استخدم تكنولوجيا الرغبة كمنهج لفهم العلاقات الفكرية، مشيراً إلى أن هذا المنهج يساعد في قراءة الفلسفة كرحلة تتنقل عبر مجالات متعددة مثل السينما والأدب، ما يتيح للمفاهيم الفلسفية فرصة للتفاعل والتجديد.
واعتبر الكباص أنّ الفلسفة يجب أن تكون حيوية وأن تسهم في تقديم حياة تستحق أن تُعاش.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفلسفة المغرب معرض الشارقة الدولي للكتاب إلى أن
إقرأ أيضاً:
مصر.. روضة حمزة تدافع عن نفسها بعد ميزانية الـ 3 آلاف جنيه
تصدّر اسم الدكتورة روضة حمزة محركات البحث في مصر خلال اليومين الماضيين، عقب تقديمها مقترحاً لميزانية يمكن للأسرة المصرية الاعتماد عليها، في حدود 3 آلاف جنيه شهرياً، لتلبية احتياجات الطعام والشراب والمستلزمات الأساسية.
ماذا قالت؟خلال لقاء تلفزيوني، شرحت أستاذ الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان خطة تفصيلية بالأرقام لحجم الاستهلاك المفروض للأسرة، وأسعاره حالياً، موضحةً أنه من الممكن تحقيق التوازن المالي وتلبية احتياجات الأسرة الأساسية بمبلغ 3 آلاف جنيه، شريطة التخطيط الجيد والابتعاد عن الاستهلاك المفرط. كما نصحت بضرورة تخصيص مبلغ من المال للادخار لمواجهة أي طارئ.
وأشارت إلى أن سر النجاح يكمن في التخطيط المسبق وتحديد أولويات الإنفاق، فبدلاً من الانسياق وراء "رغبات اللحظة"، على حد تعبيرها، وشراء سلع غير ضرورية، يجب التركيز على الأساسيات مثل الغذاء والمنظفات، والمستلزمات المنزلية.
قوبلت تصريحات روضة حمزة بهجوم واسع عبر وسائل إعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لكون الميزانية التي اقترحتها لا تتلاءم مع الأسعار الحالية، ولا تكفي لاحتياجات أسرة مكونة من 4 أفراد، كما زعمت.
بعد تصاعد الانتقادات، خرجت أستاذ الاقتصاد المنزلي للتوضيح مجدداً، وأشارت إلى أن تصريحاتها تم اقتطاعها من سياقها، موضحةً أنها أجابت على سؤال طرحه عليها مقدّم البرنامج فحسب، وأنها تثق في كل ما قالته.
وأضافت في مداخلة تلفزيونية، مساء السبت، بأنها ليست مسؤولة عن تحديد مقدار الراتب الكافي للأسرة، ولكن تخصصها هو الاقتصاد المنزلي، وبالتالي من حقها الحديث عن كيفية تعظيم الفائدة من ميزانية الأسرة، على قدر الراتب المتاح.
وأشارت روضة حمزة، أستاذ الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، إلى أن ميزانية الـ 3 آلاف جنيه وضعتها كتصوّر لربات الأسر محدودة الدخل، لكي تمنح أطفالها بروتيناً صحياً في أكبر عدد ممكن من الأيام على مدار الشهر، وليس باعتبارها الميزانية الأمثل للعائلات.