«الأزهر» يوضح حكم إلقاء السلام برفع اليد دون التلفظ به
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
المصافحة من الأمور المسنونة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبرغم ذلك، اعتاد المسلمون عند مقابلة بعضهم إلقاء السلام برفع اليد أو بالإشارة فقط، ولذلك تكثر الأسئلة حول ما إذا كان ذلك يُجزئ عن التلفظ بالسلام أم لا.
إلقاء السلام برفع اليد دون التلفظ بهحول إلقاء السلام برفع اليد أو بالإشارة بدلًا من التلفظ به، أوضح مجمع البحوث الإسلامية عبر موقعه الرسمي أن السلام بالإشارة دون التلفظ به مكروه كراهة تنزيهية لورود النهي عنه.
وأكد المجمع أنه إذا كان ترك التلفظ لحاجة أو عذر، كالأخرس مثلًا، فيصحُّ دون كراهة، كما يجب الرد بالإشارة على الأصم الذي لا يسمع الرد باللفظ.
فضل المصافحة والتلفظ بهاوحول فضل المصافحة والتلفظ بها أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي بأنَّ المصافحة من الأفعال المسنونة التي تُغفر بها الذنوب، وتُحَط بها الأوزار؛ مستشهده بقول البراء بن عازبٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا»، وقول النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ فَصَافَحَهُ، تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ».
كما أشارت «الإفتاء» بأن المصافحة بين الناس من السنن الحسنة التي يغفر الله بها الذنوب وهذا ما اتفق عليه جمهور العلماء سلفًا وخلفًا، بأدلة تدل على مشروعيتها والحث عليها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مجمع البحوث الإسلامية المصافحة دار الإفتاء المصرية السنة النبوية
إقرأ أيضاً:
الجهلُ يعمي البصرَ والبصيرة
بشرى المؤيد
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “بُعِثْتُ بَيْنَ جاهِلِيَّتَيْنِ، لأُخْراهُما شَرٌّ مِن أُولاهُمَا” وحتى يخرج الناس من جهلهم وعدم معرفتهم يجب على المرشد أَو المعلم أن يتخذ أُسلُـوب “الصبر الاستراتيجي” الذي تحدث عنه السيد القائد/ عبدالملك الحوثي -حفظه الله- ويكون هذا المعلم أَو المرشد يتمتع بسعة الصدر والتحمل لما سيلاقي من أذى نتيجة رمي الجاهلين عليه بما لا يتحمل صدره من الأذى والمعاناة فيتخذ أُسلُـوبًا جذاب لرسالته.
منها تعليم الأسس من البداية حتى لو تطلب جهدًا وَوقتًا أكثر، استيعاب أن الناس متفاوتون في مستوى الاستيعاب والذكاء، مهما كان مستوى الإنسان عال في المعرفة إلا أنه ما زال يحتاج إلى التعلم والتطور والنمو في تعليمه حتى لو وصل إلى عمر متقدم يخدم فيها في سبيل الله، وسيلاقي ثمرة جهده وتعبه فديننا يحث على العلم حتى ينقضي العمر المحدّد له من الله عز وجل، فهم النفسيات فالدجَّالون الجاهلون لم ينجحوا إلا أنهم فهموا نفسياتِ من يتعاملون معهم وعلى إثره ينجحون في تمرير ما يريدون، اتِّخاذ “الأُسلُـوب الصحيح وَالراقي” لإقناع الناس وإرشادهم إلى الاتّجاه الصحيح الذي ليس فيه شك أَو ريب، لإيصال فكرة ما تريد إيصالها للناس يجب استخدام وسائل مهارية كفيديوهات، صور، موسيقى، أناشيد، زوامل لتدعيم ما تريد فتصل الفكرة أسرع إلى قلوب وعقول متابعيك، تلاميذك، محبيك، كارهيك.. أيًّا كان نوع الناس الذين تريد تعليمهم.
نرى في أمثلة كثيرة الدعايات الإعلانية الكثيرة التي يمسحون بها وعي الناس باستخدامهم للإعلانات البصرية التي تؤثر على الوعي والمعرفة فَــإنَّ كان الإعلام إيجابيًّا سيقوم بعمل أعمال ممتازة للارتقاء بوعي الناس واستخدام إعلانات بصرية تفيدهم وترتقي بوعيهم وإن كان إعلامًا سلبيًّا سيقوم بما يؤدي إلى تدهور وعي الناس وانحطاطهم إلى أسوأ مستوى؛ فالإعلانات البصرية إما الارتقاء أَو التدهور الأخلاقي والمعرفي والعلمي.
فالدجالون أَو الجاهلون استطاعوا أن يتفوقوا على المتعلمين العارفين بأمور حياتهم باستخدامهم تقنيات ومهارات تناسب فهم المتلقين، الجهلاء {فكريًّا أَو علميًّا}، البسيطون من الناس غير المتعلمين الأميين الذين يسهل غزوهم فكريًّا، ليس الكل؛ لأن هناك أُميين لديهم من الوعي ما يفوق المتعلمين فتكون هذه التقنيات أسرع إلى فهم ما الدجالون إرساله وتلقيه بأُسلُـوبهم ونباهتهم وفهمهم لمستوى عقول المتلقيين أَو مستوى وعي الناس الذين يريدون استقطابهم إلى حَيثُ يريدون.
ولتوضيح الفكرة أكثر سيد الكون سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- حين أراد نشر رسالته العالمية إلى أصقاع الكون لم يكن متعاليًا أَو متكبرًا أَو مغرورًا بنفسه أنه نبي ويعلم الكثير من العلوم والمعارف التي أوحى الله سبحانه إليه عن طريق جبريل عليه السلام، فقام ينشر رسالته بمستو عال، حَيثُ لا يفهمه إلا طبقة معينة من الناس، بل تدرج معهم تدريجيًّا خطوة خطوة ودرجة درجة حتى قدر أن يصل بأمته إلى مستوىً عالٍ وَعظيم من التطور التعليمي وَالفكري العالي فكانوا آنَذاك الوقت “خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ” وكانوا على مستوى عال من الثقافة والإيمان، حَيثُ وصلوا برسالتهم للعالمين.
وَحين وصلوا إلى مستوى عال يمكنهم من نشر الرسالة اختار رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سفراء له ليقوموا بهذه المهمة الصعبة ليوضحوا للناس “ما هو دين الإسلام المحمدي الأصيل؟” فجعل له سفراء مميزين فاهمين بيئةَ وثقافة هذه الدول وَيفهمون لغة هذه الدول، وَأوصل رسالته عن طريق هؤلاء السفراء المفوهين المؤهلين الواعيين لنقل رسالة سيدنا محمد بشكل صحيح، وما تحوي هذه الرسالة من قيم وأخلاق عالية وَإنسانية ورحمة للعالم أجمع؛ فكان سفراؤه واجهة طيبة ومشرفة لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يمثلون أخلاق الإسلام بكل تفاصيله وقيمه ومبادئه وَإنسانيته، قال تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ” وما أدراك أيها الإنسان ما هذه الرحمة التي يمنحها الله سبحانه لعباده.
يُبعَثُ يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول له: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي. فيقول: رب بعملي، فيقول: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي، فيقول: بل بعملي، فيقول الله لملائكته: قايسوا بنعمتي عليه وبعمله، فيوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادته خمسمِئة سنة، وبقيت نعمة الجسد فضلًا عليه، فيقول: أدخلوا عبدي النار، قال: فيجر إلى النار فينادي رب برحمتكم أدخلني الجنة”
فمهما عمل الإنسان من صالحات يبقى مقصِّرًا ويسأل الله الرحمة والمغفرة وأن يعمل صالحًا في الدنيا والآخرة ليتمكّن من الفلاح وَالنجاح في حياته ويعيش هانئًا مطمئنًا راضيًا راجيًا أن يتقبل أعماله الصالحة.