حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

 

العلاقات السياسية والاقتصادية بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا الديمقراطية تشهد تطورات إيجابية ونموًا كبيرًا على كل المستويات، حيث توسَّعت هذه العلاقات خلال السنوات الخمسين الماضية، وشهدت الكثير من التطورات الإيجابية من حيث عدد زيارات المسؤولين في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمُجتمع المدني.

لقد كان ذلك جليًا من خلال كلمة السفير الكوري في الحفل السنوي للسفارة الكورية بمسقط مؤخرًا بمُناسبة يوم العيد الوطني ويوم القوات المُسلحة بحضور عدد من المسؤولين والسفراء العُمانيين، بجانب ممثلي المؤسسات والشركات العُمانية العاملة في البلاد بالإضافة إلى الصحفيين والإعلاميين ومسؤولي مؤسسات المجتمع المدني.

احتفال هذا العام تميَّز في الفقرات نتيجة قيام الحكومة الكورية بإرسال فريق النخبة من مقر التايكوندو الكوري لتقديم استعراض جميل نال إعجاب الحاضرين، الأمر الذي يزيد من الروابط القوية بين لاعبي التايكوندو الكوريين والعُمانيين في المستقبل. ومن هذا المنطلق، أكد سعادة السفير كيم كيجو سفير جمهورية كوريا لدى سلطنة عُمان  في كلمته على أهمية الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، موضحًا أنَّ هذه الذكرى تُشكّل نقطة تحول في الشراكة طويلة الأمد والتي ازدهرت خلال العقود الخمسة الماضية على ثلاث ركائز قوية تمثلت الركيزة الأولى في الشراكة الممتدة في التعاون السياسي والدفاعي والأمني، الأمر الذي يُساعد على تعزيز الالتزام بالسلام والازدهار بين البلدين، فيما نتج عن ذلك تعزيز التبادلات والزيارات الرسمية رفيعة المستوى وكذلك العلاقات الدبلوماسية التي تم تدعيمها في المحافل الدولية ومؤسسات الأمم المُتحدة.

الجميع على علم بأنَّ البلدين يعملان وبشكل وثيق في المساهمة في السلام والاستقرار الإقليمي والدولي. ويتمثل ذلك في الحفاظ على الأمن البحري باعتبار أن البلدين يقعان على البحر، فيما تقدّر كوريا الدعم الثابت الذي تقدمه الحكومة العُمانية للوحدة البحرية الكورية التي لعبت دورًا فعالًا في الحفاظ على الأمن البحري في هذه المنطقة.

أما الركيزة الثانية فهي مرتبطة بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين والتي شهدت تطورًا ونموًا كبيرًا  لتصبح كوريا اليوم واحدة من أكبر الشركاء التجاريين الرئيسيين للسلطنة. والأرقام التي تناولها السفير الكوري تُشير إلى أنَّ حجم التجارة الثنائية بين البلدين كبير وصل إلى 5.8 مليار دولار في عام 2023، الأمر الذي يعنى عمق العلاقات التجارية والاقتصادية النابضة بالحياة بين البلدين، فيما تعمل الشركات الكورية بزيادة تعاونها مع شركائها العُمانيين وتزويدها بالتقنيات المتطورة التي تحتاج إليها في مجالات السيارات والكهربائيات والإلكترونيات وغيرها من القطاعات الأخرى. واليوم تتوجه هذه الشراكة الاقتصادية بين عُمان وكوريا في دفع المبادرات الموجهة نحو المستقبل بما في ذلك صناعة الهيدروجين الأخضر والطاقة المُتجددة وبما يتماشى بشكل وثيق مع رؤية عُمان 2040.

أما الركيزة الثالثة فهي تستهدف تعميق المجالات الثقافية والتعليمية والاجتماعية من خلال تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين، وزيادة المبادلات التعليمية وتقديم المنح الدراسية العالمية، بالإضافة إلى تعزيز المبادلات الثقافية والرياضية ضمن الصداقة بين الشعبين.

إنَّ هذه العلاقات القائمة بين البلدين مرشحة بمزيد من العمق خلال السنوات المُقبلة في إطار التوجهات التي ترسمها حكومتا البلدين سواء في مجال العلاقات الرسمية مع المؤسسات الحكومية أو القطاع الخاص، الأمر الذي يُعزز من التبادلات على مستوى المسؤولين وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني في السنوات المُقبلة.

علينا الاستفادة من كوريا الجنوبية في الكثير من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، حيث تضع بيانات بلومبيرغ هذه الدولة في المرتبة الـ12 كأكبر اقتصاد في العالم، متجاوزة كل من أستراليا والمكسيك. ويستند هذا التقدم إلى الناتج المحلي الإجمالي لكوريا لعام 2023 الذي يُعادل 1.84 تريليون دولار أمريكي استنادًا إلى سعر صرف السنة الماضية، وهو ما يُسلط الضوء على دور كوريا الجنوبية المهم في المشهد الاقتصادي العالمي. أما صندوق النقد الدولي فقد رفع توقعات نمو اقتصاد كوريا الجنوبية للعام الحالي 2024 إلى 2.5% على خلفية التوسع الاقتصادي العالمي المُستقل، في الوقت الذي يتعافى فيه الاقتصاد الكوري الجنوبي بفضل ارتفاع الصادرات السنوية. وعليه فإنَّ الاستفادة للسلطنة ستكون كبيرة من خلال التعاون مع هذه الدولة في مختلف المجالات وخاصة في التدريب والتعليم وتأهيل العُمانيين في مجالات الإدارة والأعمال والثقافة والرياضة أيضًايضاأ.

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من كوريا الجنوبية لشوارع أمريكا.. ترامب يبدأ ولاية الجديدة باحتجاجات نسائية

في أعقاب فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفترة رئاسية جديدة، بدأت العديد من النساء في الولايات المتحدة بإظهار دعمهن لحركة "4 بي" النسوية على منصات التواصل الاجتماعي.

وتدعو الحركة، التي تتبناها النساء المناهضات لترامب، إلى الامتناع عن الزواج، الإنجاب، حيث جاء هذا التحول في ظل القلق المتزايد بين النساء، خاصةً من يناصرن الحزب الديمقراطي، بشأن احتمال فرض المزيد من القيود على حقوقهن الصحية، مثل الإجهاض، بعد فوز ترامب بولاية ثانية.

وخلال فترة حكمه الأولى، قام ترامب بتعيين ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة الأمريكية العليا، وهو ما أدى إلى إلغاء الحق الدستوري في الإجهاض في عام 2022. وهذا القرار، الذي سمح للولايات بتحديد سياسات الإجهاض الخاصة بها، أثار موجة من الاحتجاجات واسعة النطاق التي اعتبرت بمثابة تقييد لحرية النساء في اتخاذ قراراتهن الصحية. في المقابل، أيدت فئات أخرى من المجتمع القرار، معتبرةً إياه دعماً للقيم التقليدية.


أصول حركة "4 بي"
بدأت حركة "4 بي" في كوريا الجنوبية قبل عدة سنوات، كرد فعل على التمييز وعدم المساواة بين الجنسين في المجتمع الكوري، واسم الحركة هو اختصار لرباعية من الكلمات الكورية التي تعني "لا زواج، لا ولادة، لا مواعدة ولا جنس مع الرجال".

ويعتقد أن الحافز وراء ظهور هذه الحركة كان حادثة قتل امرأة كورية جنوبية بالقرب من محطة قطار في سيول عام 2016.

وقال القاتل في محاكمته إن دوافعه كانت الانتقام من النساء بسبب تجاهلهن له، حيث أثارت الحادثة ضجة كبيرة في كوريا الجنوبية ودعمت المطالبة بحقوق النساء، مما جعل الحركة تتوسع وتنتشر بين النساء الكوريات.

انتشار "4 بي" في الولايات المتحدة
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، عبرت العديد من النساء الأمريكيات عن دعمهّن لحركة "4 بي" على منصات مثل تيك توك وإنستغرام، متأثراتً بالنتائج التي أظهرت أن أغلب الرجال صوتوا لصالح ترامب.

وفقاً لمسح أجرته وكالة أسوشيتد برس، أيد 52 بالمئة من الرجال الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عامًا ترامب في الانتخابات الأخيرة، في حين صوتت النساء من نفس الفئة العمرية لصالح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.

وكان موضوع الإجهاض أحد القضايا التي فصلت الأصوات في الانتخابات، حيث أكدت هاريس رفضها لأي قيود على الإجهاض، وهو ما كان يشكل مصدر قلق لدى العديد من النساء، خصوصاً بعد القيود المفروضة في بعض الولايات. ورغم أن ترامب كان من أسباب إلغاء الحق الفيدرالي في الإجهاض، وعد بأن إدارته لن تفرض حظراً فيدرالياً عليه.

ولا يزال من غير المعروف مدى تأثير حركة "4 بي" على النساء الأمريكيات في المستقبل، ولكن الحركة أصبحت حديث الساعة على منصات التواصل الاجتماعي، ومن المرجح أن تظل قضية حقوق المرأة من القضايا المحورية في الانتخابات المقبلة.

@wecanstillsmile My take on the 4B movement.. ???? #shavingmyhead #4bhair #trump #trump2024 #2024election #harris #protest #hairloss #alopecia ♬ original sound - Megs

مقالات مشابهة

  • الأزرق ضد الأبيض.. موعد مباراة الكويت وكوريا الجنوبية في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم والقناة الناقلة
  • بدء مناورات ثلاثية مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان
  • اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تطلق مناورات “حافة الحرية”
  • استعدادًا لمباراة مع ترامب.. رئيس كوريا الجنوبية يعود لممارسة الجولف
  • عُمان تشارك في معرض "بوسان" للأسماك والأغذية البحرية في كوريا الجنوبية
  • رئيس كوريا الجنوبية يستعد لاجتماعات مستقبلية مع ترامب بالتدريب على الجولف
  • استعداداً لترامب.. رئيس كوريا الجنوبية يتدرب على الغولف!
  • من كوريا الجنوبية لشوارع أمريكا.. ترامب يبدأ ولاية الجديدة باحتجاجات نسائية
  • تطور العلاقات بين البلدين.. ولي العهد السعودي يتلقى اتصالا من الرئيس الإيراني