المقاومة بين زمنين.. من بيروت إلى الدوحة
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
في حرب يوليو عام 2006، لم يكن لحزب الله ناصرًا ولا حاضن حقيقيًا سوى محور المقاومة المُعلَن، والمتمثل في سوريا وإيران، كما كانت جميع القوى العظمى في العالم ضد الحزب؛ بما فيها الصين وروسيا، أُضيف على ذلك تصنيف الحزب كمنظمة إرهابية وفق التصنيف الأمريكي، والتصفيق الرسمي العربي في إطار مسلسل مخرجات الاجتماعات العربية سيئة الذكر.
وفي عملية اجتياح لبنان من قبل الكيان الصهيوني بدعم ومباركة من ورعاته الدوليين والاقليميين عام 1982م، بقصد القضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية وإخراجها من لبنان كآخر معقل مقاوم بعد إخراجها من الأردن وإخراج مصر من معادلة القوة المضادة للعدو بفعل معاهدة "كامب ديفيد"، وبما أن هناك خللًا مزمنًا بين النتائج والأهداف عادة، فقد نتج عن حرب تموز نتائج عظيمة، أعظمها سقوط سردية الجيش الذي لا يُقهر، وتبين لشرفاء لبنان بأن لبنان قوي بقوته لا بضعفه.
ونتج عن عملية ترحيل فصائل المقاومة الفلسطينية وقادتها من لبنان الى تونس، أن تحولت منظمة التحرير من فصيل مقاوم الى فصيل سياسي منزوع السلاح.
يدور الحديث اليوم عن ضغوط أمريكية غربية تُمارس على قطر بقصد التخلي عن قادة حماس وإغلاق مكتبهم بالدوحة، ويُصوِّر البعض هذا القرار على أنه فاجعة من الفواجع على فصائل المقاومة بغزة في ذروة الحرب والمواجهة مع العدو.
الفارق الزمني ما بين بيروت بالأمس والدوحة اليوم، أن خيارات فصائل المقاومة اليوم توسعت ورحبت، وأن ثقافة المقاومة أينعت وأثمرت وأصبحت عابرة للحدود والأجيال، عربيًا وإقليميًا ودوليًا، وأن بعض الكبار اليوم رعاة وداعمين حقيقيين للمقاومة، وأن الوعي والضمير العالمي والمتغيرات على الساحة الدولية لصالحهم.
الفارق بين مواجهات الفصائل الفلسطينية للكيان الصهيوني بلبنان عام 1982م، وفصائل المقاومة بغزة اليوم، أن بالأمس كانت الفصائل تقاتل على أرض غير أرضها وهي لبنان، رغم وحدة الرسالة والمصير، بينما اليوم فصائل المقاومة بغزة تقاتل على أرضها وبأرضها ومن أجل أرضها. الأمر الثاني أن ما فقدته فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان بفعل الإكراه والجبر وهو عنصر السلاح والمقاومة حيث أبقي لها غصن زيتون جاف بلا سلاح، استعادته القضية اليوم في غزة حيث التحم مجددًا خيار غصن الزيتون والبندقية معًا.
"طوفان الأقصى" اليوم أفقد العدو ورعاته والمراهنين عليه- خوفًا وطمعًا- توازنهم، وأصبح العدو ولأول مرة يتحدث عن الزوال، لهذا يُعيد تجربة المُجرَّب وتوظيف خبراته التاريخية المتراكمة في الخراب والدمار الممنهج بقصد تهجير وإخلاء مدن وقرى ومناطق بداخل غزة وجنوب لبنان بقصد احتلالها لاحقًا، وهو نفس الأسلوب الذي أنتهجته عصابات "شتيرن" و"هاجاناه" الصهيونية لتهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم تمهيدًا لاحتلال فلسطين. مع الفارق الزمني في أسلوب الكيان بين الأمس واليوم؛ حيث يقوم سلاح الجو الصهيوني اليوم بدور تلك العصابات بالأمس.
وكما كان النظام الرسمي العربي عام 1948م بين مُحتل وتحت الوصاية الأجنبية، برهن طوفان الأقصى اليوم بأن النظام الرسمي ما زال قيد الاحتلال والوصاية وإلى تحرر آخر.
أما المقاومة اليوم، فلم تعد محصورة ولا محشورة في جنوب لبنان أو طرقات وأزقة بيروت، أو غزة وجنين؛ بل أصبحت في لبنان وغزة واليمن وسوريا والعراق وإيران، ولم تعد ترتل طقوسها سرًا في مغارات وكهوف؛ بل أصبحت فخرًا وأوسمة لأحرار العالم شرقًا وغربًا، ومؤشرًا انتخابيًا وازنًا في صناديق اقتراع لعواصم لم تكن تعلم بفلسطين على الخارطة.
لهذا لا ولن يضرها أو يُضعفها إغلاق مكتب هنا أو هناك، أو ترحيل قيادي من هنا أو هناك، فقلوب المعمورة رحبة اليوم لاحتضان المقاومة ورموزها بفخر لا يوصف.
قبل اللقاء.. برهن طوفان الأقصى حجم الاحتلال الغربي للأقطار العربية بالنسبة والتناسب، وبين أهمية التقاط الظرف التاريخي اليوم لنيل السيادة والاستقلال الكاملين لمن أراد الكرامة والنجاة وولوج المستقبل.
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حزب الله يستهدف قاعدتين صهيونيتين بالمسيرات الانقضاضية
وقالت المقاومة في عدة بيانات: إنه "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمُقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، وفي إطار سلسلة عمليّات خيبر، وبنداء "لبيك يا نصر الله"، شنَّ مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة، هجومًا جويًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة رامات ديفيد (قاعدة جويّة رئيسية في الشمال وتضُم أسراب قتالية حربية) تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 50 كلم، جنوب شرق مدينة حيفا المُحتلّة، وأصابت أهدافها بدقة.
وفي إطار سلسلة عمليّات خيبر،أيضا، وبنداء "لبيك يا نصر الله"، شنَّ مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة، هجومًا جويًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة بيت ليد (قاعدة عسكريّة تحوي معسكرات تدريب للواءي الناحل والمظليين) تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 90 كلم، شرق مدينة نتانيا، وأصابت أهدافها بدقة.
واستهدفت المقاومة كذلك قاعدة تدريب للواء المظليين في مستوطنة كرمئيل، بصليةٍ صاروخيّة، كما قصف المجاهدون مدينة صفد المُحتلّة، وتجمعات لقوات العدو في مستوطنات "المنارة"، وفي "كفار بلوم"، و"أفيفيم"
وأسقط مجاهدو المقاومة، طائرة مسيرة صهيونية في أجواء بلدة الطيبة بالأسلحة المناسبة.
وفي وقت سابق اليوم أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان أنها أسقطت عند الساعة 10:00 من مساء أمس الاثنين، طائرة مسيّرة إسرائيليّة من نوع هرمز 450 في أجواء بلدة الطيبة، بصاروخ أرض – جو.
على جانب العدو، أقرت وسائل إعلام العدو بمصرع عسكري وإصابة 4 آخرين حالة أحدهم حرجة جراء انفجار طائرة بدون طيار أطلقت من جنوب لبنان وسط تجمع للقوات الصهيونية.
فيما دوت صافرات الإنذار في "صفد"، و"ميرون" ومحيطهما، و"كريات شمونة"، وكذلك في "شتولا" و"نطوعه"، و"معالوت ترشيحا" ومحيطها بالجليل الغربي، وفي "كفار بلوم" و"عامير" بالجليل الأعلى، وفي "الكرمائيل" ومحيطها، و"المنارة" و"المطلة" في إصبع الجليل
إلى ذلك، تحدثت وسائل إعلام العدو عن وقوع حدث أمني صباح اليوم في الشمال عند الحدود مع لبنان وتم نقل عدد من الإصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي بعضها وصفت بالحرجة.
وأفاد إعلام العدو بهبوط مروحيات عسكرية إسرائيلية في مستشفى رمبام في حيفا ومستشفى بليسنون في "تل أبيب"، مضيفة أنه تم نقل جنود بحالة خطيرة من الجبهة الشمالية إلى المستشفى.