ما مصير سوريا في ولاية ترامب الجديدة؟ خبير يجيب
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
مع عودة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تبرز تساؤلات عديدة حول سياساته تجاه سوريا، البلد الذي يعاني أزمات متواصلة وحربا أهلية مستمرة منذ أكثر من عقد.
ترامب والملف السوريعلى الرغم من أن سياسات ترامب السابقة تجاه سوريا اتسمت بالصدامية والضغوط القصوى، فإن المراقبين لا يستبعدون أن تحمل الفترة المقبلة تغييرات ملموسة في النهج الأمريكي تجاه هذا الملف.
خلال ولايته السابقة (2016-2020)، اعتمد ترامب نهجًا صارمًا تجاه النظام السوري. ففي أبريل 2017، أمر بشن ضربات عسكرية استهدفت مواقع للنظام ردًا على استخدام الأسلحة الكيميائية في إدلب. كما وصف الرئيس السوري بشار الأسد بـ"الحيوان" عام 2018، منتقدًا الدعم الذي يلقاه الأسد من روسيا وإيران.
بالإضافة إلى ذلك، كانت سياسات ترامب تجاه إيران أكثر تشددًا، حيث أمر باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني عام 2020، ودعم تمرير "قانون قيصر" الذي فرض عقوبات واسعة على النظام السوري.
ترامب أفضل منه..سفير إسرائيلي يتنكر لبايدن بعد دعمه اللا محدود لتل أبيب دون تصويت الشيوخ.. ترامب يخطط لاستنزاف الديمقراطيينومع عودته إلى البيت الأبيض، سيواجه ترامب جملة من التحديات الإقليمية، أبرزها الحرب في غزة، التصعيد الإسرائيلي في جنوب لبنان، وارتفاع التوتر بين إسرائيل وإيران. ورغم أن سوريا تبقى خارج دائرة الحرب المباشرة، إلا أنها تُستخدم كمسرح للضربات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع إيرانية وقادة حزب الله.
وكشف السياسي الأمريكي روبرت ف. كينيدي الابن عن نقاش دار بينه وبين ترامب حول التواجد الأمريكي في الشرق الأوسط، حيث أوضح أن ترامب كان يراجع خرائط انتشار القوات الأمريكية في المنطقة. وأشار إلى وجود 500 جندي أمريكي متمركزين في شمال شرقي سوريا، مقابل 750 ألف جندي تركي و250 ألف جندي سوري.
وتساءل ترامب أمام جنرالاته: "ماذا سيحدث لهؤلاء الجنود؟" فجاء الرد بأنهم "سيكونون وقودًا للمدافع". هذه المخاوف تعكس رغبة ترامب في تقليل التورط العسكري الأمريكي في الخارج، وهو ما قد ينعكس على سياساته المستقبلية تجاه سوريا.
ويرى محللون أن سياسات ترامب في المرحلة المقبلة قد تستمر بالتركيز على الضغط الأقصى على النظام السوري، مع دعم الحلفاء الإقليميين مثل إسرائيل. ومن المتوقع أن تكون العقوبات الأمريكية على النظام السوري مستمرة، مع احتمالية تقليص التواجد العسكري الأمريكي في سوريا.
ويظل الملف السوري يظل محوريًا في سياق السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، سواء فيما يتعلق بمواجهة النفوذ الإيراني أو بمحاربة التنظيمات المتطرفة. ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تبقى الأنظار مسلطة على توجهاته الجديدة وكيفية تعامله مع هذا الملف المعقد.
وفي سياق الحديث عن السياسة الأمريكية الجديدة تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب، وعن مستقبل التواجد الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا في العراق وسوريا قال الدكتور أحمد العناني، المحلل السياسي المختص في الشأن الدولي في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، إن ترامب لطالما أبدى رغبة في تقليل التواجد العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وتجنب النزاعات المباشرة، ومع ذلك، فإن قراراته تتأثر بعدة عوامل استراتيجية، أبرزها حماية أمن إسرائيل، التي يعتبرها محاصرة بمؤامرات إقليمية.
وأشار العناني إلى أن ترامب يدرك أهمية بعض المناطق الحيوية، ولذلك قد يفضل البقاء في مواقع معينة، خاصة تلك التي تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن إسرائيل، مثل سوريا والعراق، بما في ذلك مناطق النفوذ الإيراني.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب دونالد ترامب الرئيس الأمريكي سوريا الملف السوري سياسات ترامب النظام السوری الشرق الأوسط الأمریکی فی
إقرأ أيضاً:
هل تحولت المقاومة بغزة إلى جيوب قتال؟ خبير عسكري يجيب
قال الخبير العسكري اللواء واصف عريقات إن المشاهد التي تبثها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تؤكد أن زمام المبادرة والسيطرة لا يزال فاعلا لدى المقاومة الفلسطينية، نافيا تحولها إلى "جيوب قتال".
واعتبر عريقات -في حديثه للجزيرة- فيديو القسام الجديد دليلا إضافيا على كلامه، وقال إن قدرة المقاتلين على الوصول إلى مكان تحصن جنود الاحتلال تعتبر بحد ذاتها "عملية عسكرية معقدة وشجاعة كبيرة" رغم أن ميزان القوى مختل لصالح الجيش الإسرائيلي.
ويشير الخبير العسكري إلى فيديو القسام الذي بثته اليوم الأربعاء، وأظهر استهداف قوة إسرائيلية قوامها 12 جنديا تحصنت بأحد المنازل بقذيفة مضادة للأفراد وسط بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وتضمن الفيديو أيضا إطلاق مقاتلي القسام النيران بكثافة صوب جنود إسرائيليين ترجلوا بين المنازل في منطقة الجواني وسط المنطقة ذاتها.
وأكد عريقات أن المقاوم الفلسطيني لا يزال يثبت نفسه بعد مرور أكثر من 13 شهرا على الحرب ورغم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي اللذين ينفذهما جيش الاحتلال.
وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري إن المقاتلين الفلسطينيين لديهم مهارات وكفاءات قتالية توازي الجنود والضباط الإسرائيليين رغم التفوق الكمي والنوعي لجيش الاحتلال.
وأكد أن وصول المقاتلين إلى القوات والآليات الإسرائيلية في بيت لاهيا يأتي رغم "البيئة المعقدة في ظل تحليق المسيّرات وقصف الطائرات والمدفعية المتواصل على مدار الساعة".
وبشأن فيديو القسام، أعرب عريقات عن قناعته بأن من بقوا من جنود الاحتلال الذين تعرضوا لإطلاق نار مكثف من المقاومين "قتلوا معنويا ونفسيا وباتوا في حالة قلق ورعب دائمين".
واستحضر الخبير العسكري تصريحات إسرائيلية زعمت في أكثر من مناسبة القضاء على المقاومة بنسبة تصل إلى 90%، وقال إن العمليات الفلسطينية اليومية تدحض تلك الادعاءات.
وخلص إلى أن الجيش الإسرائيلي بات مجبرا على الاعتراف بخسائره البشرية وعدم إخفائها في ظل نشر فصائل المقاومة مشاهد الاستهداف والكمائن وعمليات القنص.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي أعلنت اليوم الأربعاء مقتل 27 جنديا في مخيم جباليا وشمال القطاع منذ بدء العملية البرية الأخيرة مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحسب معطيات الجيش الإسرائيلي، ارتفع بذلك عدد القتلى إلى 800 عسكري منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 377 خلال المعارك البرية التي بدأت في 27 من الشهر ذاته.