بينها أدوية السكر.. كيف تعمل حقن التخسيس وما مخاطرها؟
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
كتب - أحمد جمعة:
أثار إعلان عدد من المشاهير في مصر عن إصابتهم بأزمات صحية بعد استخدامهم لحقن إنقاص الوزن، جدلًا بشأن تلك الأدوية خاصة تلك التي بالأساس تستخدم لعلاج مرضى السكري، وسط تحذيرات رسمية من تداعيات "إساءة استخدام" تلك الأدوية في "التخسيس".
بدوره، شدد مساعد رئيس هيئة الدواء، يس رجائي، على أن هناك بعض الأشخاص يستخدمون أدوية "في غير غرضها العلاجي" لإنقاص الوزن وفق توصيات من غير متخصصين، مما يتسبب في أزمات صحية لهم، مطالباً إياهم بضرورة عدم الحصول على أي جرعات دوائية دون استشارة الأطباء المتخصصين، مع استخدام الأدوية المحددة لهذا الغرض والتي جرى الموافقة عليها رسميا من هيئة الدواء.
وأوضح "رجائي" لمصراوي، أنه من الضروري تجنب الحصول على تلك الحقن داخل عيادات أو مراكز تغذية علاجية غير مرخصة، لافتًا إلى تلقي شكاوى من عدد من الحالات بالآثار الجانبية جراء الحصول على تلك الأدوية.
وطالما أثارت أدوية التخسيس مخاوف جمّة من آثارها الجانبية. مؤخرًا رُبطت وفاة ممرضة بريطانية لأول مرة باستخدام علاج ضد السِمنة، تقول لندن إنها ترغب في توسيع قاعدة المستفيدين منه لتخفيف الضغط على نظام الصحة العامة في المملكة، حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
تحاكي أدوية على غرار "مونجارو" و"أوزمبيك" تأثيرات هرمون GLP-1، الذي يحفز إنتاج الجسم للأنسولين، إذ يرسل GLP-1 أيضا إشارات إلى المخ للمساعدة في التحكم في الشهية.
مخاطر.. ومخاوف
وتحدث استشاري العلاج الدوائي السريري الدكتور ضرار بلعاوي، لموقع مصراوي، بأن أدوية منبهات مستقبلات GLP-1، التي طُورت أساسًا لعلاج داء السكري من النوع الثاني، أظهرت فعالية ملحوظة في تعزيز فقدان الوزن، مما أدى إلى زيادة شعبيتها، ومع ذلك، فقد نتج عن ذلك أيضًا إساءة استخدامها وتعاطيها، مما أثار مخاوف كبيرة.
وأوضح "بلعاوي" أن هناك إساءة لاستخدام هذه الأدوية من بينها الاستخدام خارج نطاق التسجيل لفقدان الوزن التجميلي، إذ يسعى العديد من الأفراد الذين لا يعانون من داء السكري أو مضاعفات صحية مرتبطة بالسمنة إلى الحصول على هذه الأدوية لأسباب تجميلية فقط، مدفوعين بالضغوط المجتمعية والمثل العليا غير الواقعية لصورة الجسم.
كما لفت إلى استخدام جرعات أعلى من الموصوفة، حيث يقوم بعض الأفراد، الذين يتوقون إلى نتائج أسرع، بزيادة جرعاتهم دون استشارة طبيبهم، وهذا يزيد بشكل كبير من خطر الآثار الجانبية، مثل الغثيان الشديد والقيء ومشاكل المرارة.
كما حذر أستاذ العلاج الدوائي من مخاطر دمج تلك الأدوية مع أدوية أخرى لفقدان الوزن دون إشراف طبي، إذ يمكن أن يؤدي خلط منبهات مستقبلات GLP-1 مع أدوية أخرى، خاصة تلك التي تستهدف أيضًا فقدان الوزن، إلى تفاعلات دوائية خطيرة وعواقب صحية غير متوقعة.
يمكن أن تتراوح العواقب نتيجة لتناول هذه الأدوية من عدم الراحة الخفيف إلى المخاطر الصحية الخطيرة، والتي من بينها:
* مشاكل الجهاز الهضمي: الغثيان والقيء والإسهال والإمساك والتهاب البنكرياس.
* مشاكل المرارة: حصوات المرارة والتهاب المرارة.
* مشاكل الكلى: إصابة الكلى الحادة وأمراض الكلى المزمنة.
* انخفاض نسبة السكر في الدم (نقص السكر في الدم): خاصة عند دمجه مع أدوية أخرى لمرض السكري.
* زيادة معدل ضربات القلب.
* خطر الإصابة بسرطان البنكرياس (على الرغم من أنه لا يزال قيد البحث).
وعلى هذا المنوال، أشار أستاذ أمراض الباطنة والمناعة، الدكتور أشرف عقبة، إلى أن هناك توجهاً نحو استخدام علاجات لإنقاص الوزن، وهذا الأمر أصبح شائعًا مؤخراً، مبينًا أن هذه الأدوية تعتمد على هرمونات يفرزها الجسم طبيعياً، وتستخدم أساساً لعلاج مرضى السكر، خصوصاً الحالات التي تعاني من السمنة، ويقوم الأطباء بوصف هذه الحقن بعد التأكد من سلامة المريض الجسدية.
وشدد "عقبة" على أن استخدام هذه الحقن يتم تحت إشراف طبي، خاصة أن لها أعراضاً جانبية خطيرة حال استخدامها بجرعات غير منضبطة في العديد من الحالات، إذ قد تؤدي إلى التهاب البنكرياس أو أورام في الغدة الدرقية، مما يستدعي ضرورة توخي الحذر واتباع التعليمات الطبية الصارمة.
وأشار إلى أن تلك الحقن تعمل على تقليل حركة المعدة، عبر تأثيرها على مراكز الجوع في الدماغ، ما يُشعر المرضى بالشبع وعدم الرغبة في تناول الطعام.
اقرأ أيضًا:
بعد أزمة هند عبدالحليم.. تحذير رسمي من حقن التخسيس: تستخدم لهذه الحالة فقط
أدوية السكر حقن التخسيس مخاطر حقن التخسيس حقن إنقاص الوزن
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة أستاذ الكبد يحذر من حقن التخسيس: تؤدي إلى مضاعفات خطيرة أخبار استشاري جراحات السمنة يحذر من استخدام حقن التخسيس لهذه الأسباب أخبار نشرة التوك شو| رد حكومي على إقرار حزم جديدة من الحماية الاجتماعية أخبار بعد أزمة هند عبدالحليم.. تحذير رسمي من حقن التخسيس: تستخدم لهذه الحالة أخبار أخبار مصر صور- محافظة الجيزة: ضبط منشأة تنتج مصنعات اللحوم باستخدام جلود وعظام منذ 39 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر 10 مدارس متنوعة الفئات.. محافظ الجيزة: مجمع مدارس متكامل بحي بولاق منذ 45 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر وزير الصحة يكلف الدكتور أحمد مصطفى برئاسة هيئة التأمين الصحي منذ 55 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر رفع الجلسة العامة لمجلس الشيوخ ومعاودة الانعقاد 24 نوفمبر منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر رئيس "زراعة الشيوخ" يدعو للاستفادة من مؤسسات المجتمع المدني في حل منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر الرئاسة تكشف تفاصيل لقاء الرئيس السيسي مع رئيس وزراء لبنان منذ 1 ساعة قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخباربينها أدوية السكر.. كيف تعمل "حقن التخسيس" وما مخاطرها؟
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك بعد حكم إعدامه.. قرار عاجل من الاستئناف بشأن المتهم بقتل 3 مصريين بقطر تغير مفاجئ في الطقس.. الأرصاد تُعلن أماكن سقوط الأمطار ودرجات الحرارة خاص| عضو بوفد صندوق النقد بالقاهرة: لم نناقش مدَّ أجل تنفيذ الإصلاحات 28القاهرة - مصر
28 19 الرطوبة: 37% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشتركالمصدر: مصراوي
كلمات دلالية: الإيجار القديم أحداث أمستردام دونالد ترامب الحرب على غزة تصفيات أمم إفريقيا 2025 أسعار الذهب نوة المكنسة أدوية السكر حقن التخسيس مخاطر حقن التخسيس حقن إنقاص الوزن قراءة المزید أخبار مصر صور وفیدیوهات هذه الأدویة حقن التخسیس تلک الأدویة الحصول على
إقرأ أيضاً:
هل حان وقت التخلص من السكر؟ حقائق قد تغير حياتك
شمسان بوست / متابعات:
لم يكن السكر دائما من المكونات الرئيسية في غذاء البشر.
فقبل قرنين من الزمان، كان من النادر أن يستهلك الفرد أكثر من بضعة كيلوغرامات في العام، حتى في أكثر الدول ثراء. أما الآن، فإن استهلاك السكر في كثير من البلدان متوسطة الدخل والبلدان مرتفعة الدخل يبلغ ما بين 30 إلى 40 كيلوغراما للفرد سنويا، ويزيد هذا الرقم عن 45 كيلوغراما في الولايات المتحدة، وفق أولبي بوسما أستاذ التاريخ بجامعة في يو أمستردام ومؤلف كتاب “عالم السكر: كيف غيرت هذه المادة الحلوة سياستنا وصحتنا وبيئتنا على مدى 2000 عام”.
وفي القرن التاسع عشر، كان السكر يعطى للعمال الذين يعانون من الإجهاد وسوء التغذية كوسيلة رخيصة وسريعة لزيادة السعرات الحرارية في غذائهم. أما في القرن العشرين، فكان السكر يضاف إلى مؤن الجنود في أمريكا وأوروبا واليابان لزيادة قدرتهم على التحمل.
ويقول بوسما إنه مع بداية القرن التاسع عشر، بدأ الأطباء يربطون بين استهلاك السكر والسمنة وما يعرف الآن بالنوع الثاني من مرض السكري. ويضيف الأكاديمي الأمريكي أن الناس كانت تعلم أن استهلاك السكر بكميات كبيرة قد يؤدي إلى السمنة والمرض، بيد أن صناعة السكر والمشروبات كرست مجهوداتها التسويقية لإقناع الناس بأن الدهون وليس السكر هي التي تشكل خطرا حقيقيا على القلب والأوعية الدموية.
لكن في الآونة الأخيرة، ازدادت التحذيرات من المخاطر المحتملة للإفراط في تناول السكر، والتي من بينها الإصابة بأمراض عديدة.
فهل يجب أن نكف عن تناول السكر؟
السكر شكل من أشكال الكربوهيدرات البسيطة، وهناك أنواع كثيرة منه، أبرزها الغلوكوز والفركتوز اللذان يتحدان معا لتكوين السكروز – وهو ما نطلق عليه عادة اسم السكر، والذي يستخدم في تحلية الشاي والقهوة وصنع الكعك. هناك أيضا اللاكتوز الذي يوجد بشكل طبيعي في اللبن الحليب، والمولتوز الذي يوجد في حبوب الغلال كالذرة والشعير والقمح، والغالاكتوز الذي يشبه في تركيبه الكيميائي الغلوكوز، ويوجد في منتجات الألبان وبعض الخضروات والفواكه.
ويطلق مصطلح “السكريات الحرة” على تلك التي تضاف إلى الطعام والمشروبات، وتلك التي توجد بشكل طبيعي في عصائر الفواكه والفواكه المهروسة، والعسل. سبب هذه التسمية هو أنها ليست موجودة داخل خلايا الطعام الذي نأكله. فعندما نحول الفواكه إلى عصير على سبيل المثال، تخرج السكريات من خلاياها وتصبح حرة، وهو ما يؤدي إلى فقدان الألياف المفيدة التي كانت موجودة في تلك الفواكه.
هل نحتاج إضافة السكر إلى غذائنا؟
تحتاج أجسامنا إلى أحد أنواع السكر المشار إليها آنفا، وهو الغلوكوز، إذ تستخدمه الخلايا المختلفة، ومنها خلايا العضلات والدماغ، كمصدر أساسي للطاقة، أو تخزنه للاستخدام في وقت لاحق. وتستطيع أجسامنا تصنيع ما تحتاج إليه من غلوكوز خلال تكسير جزيئات الكربوهيدرات والبروتينات والدهون. كما أن بعض أنواع السكر توجد بالفعل بشكل طبيعي كما ذكرنا في أطعمة مثل الفواكه واللبن والخضروات، وهي أطعمة تحتوي بالإضافة إلى السكر على عناصر غذائية مهمة كالألياف والفيتامينات والبروتينات.
ومن ثم، كما تقول بريدجيت بنيلام، عالمة التغذية بالمؤسسة البريطانية للتغذية لـ بي بي سي، “إذا أرادنا أن نتحرى الدقة، نستطيع القول بأننا لسنا بحاجة إلى إضافة السكر إلى غذائنا”.
هل نسرف في تناول السكر؟
يتفق كثير من الخبراء على أنه، رغم أن السكر ليس سيئا في حد ذاته، فإن الإسراف في استهلاكه هو ما يزيد من مخاطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، ولا سيما بعد أن صار يضاف إلى عدد كبير من الأطعمة والمشروبات لتحسين مذاقها.
توصي الإرشادات الحكومية البريطانية بأن الحد الأقصى لكمية السكر التي ينبغي ألا يتخطاه الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 11 عاما أو أكثر هو 30 غراما يوميا، أي ما يعادل 7 مكعبات، وبأنه لا ينبغي أن يشكل السكر أكثر من 5 في المئة من عدد السعرات الحرارية التي يتم تناولها يوميا. لكن بعض الإحصاءات تشير إلى أن السكر يشكل ما بين 9 إلى 12.5 في المئة من السعرات الحرارية التي يتناولها سكان المملكة المتحدة في اليوم الواحد.
وفي الولايات المتحدة، ينصح مركز السيطرة على الأمراض بألا تزيد كمية السكر المضافة إلى الطعام عن 10 في المئة من إجمالي السعرات الحرارية التي يتناولها الأفراد الذين يبلغون من العمر عامين أو أكثر، أي حوالي 50 غراما أو 12 ملعقة صغيرة من السكر، ومع ذلك تشير أحدث الأرقام إلى أن المواطن الأمريكي يتناول في المتوسط ما يعادل 17 ملعقة صغيرة من السكر يوميا.
ومن الصعب الحصول على إحصاءات دقيقة عن كمية السكر التي يتناولها الفرد في البلدان العربية، ولكن منظمة الصحة العالمية أشارت إلى وجود اتجاهات تصاعدية فيما يتعلق بتناول السكر في المنطقة، بسبب الزحف العمراني وزيادة توفر الأطعمة والمشروبات المعالجة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.
ما المشكلات الصحية التي قد يتسبب فيها السكر؟
ربطت بعض الدراسات التي أجريت مؤخرا بين تناول كميات كبيرة من الفركتوز، ولا سيما من المشروبات التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر والقطر المستخلص من الذرة (Corn syrup)، وبين زيادة الدهون في الكبد ومن ثم الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.
وأشارت مراجعة منهجية لعدد من الدراسات أجريت عام 2020 إلى وجود صلة بين تناول كميات كبيرة من السكر وبين زيادة مؤشرات الالتهاب المزمن في الجسم المرتبط بدوره بارتفاع خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، ومن بينها السكري وأمراض القلب واضطرابات الأيض.
كما أن هناك دراسات تربط بين الإسراف في تناول السكر وتسارع شيخوخة الجلد.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن “السكريات الحرة” هي العامل الغذائي الرئيسي المسبب لتسوس الأسنان، الذي ينتج عن تحويل البكتيريا الموجود في الفم السكريات إلى حمض يؤدي تآكل طبقتي المينا والعاج.
هل السكر “يغذي” السرطان؟
من المقولات التي يرددهها بعض الأطباء الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، أن “السكر يغذي خلايا السرطان”، أو “السرطان يعشق السكر”. كما أن ثمة من يتحدث عن تعافى شخص من السرطان بعد الامتناع عن استهلاك السكر، أو من يقول إن عدم تناوله سيساعد في علاج السرطان.
فما حقيقة ذلك؟ طرحت السؤال على البروفيسورة أريج الجواهري أخصائية الأورام الطبية والأستاذة المشاركة بكلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية.
شرحت لي البروفيسورة أريج أن “كافة خلايا الجسم تحتاج إلى الغلوكوز لكي تنمو وتتكاثر، ومن ثم فإن ذلك لا يقتصر على خلايا السرطان”.
“ليس هناك دليل مباشر يظهر بوضوح وجود علاقة سببية بين استهلاك السكر وخطر الإصابة بالسرطان أو استفحاله. صحيح أن خلايا السرطان تستهلك الغلوكوز، لكن استهلاك السكر باعتدال كجزء من نظام غذائي متوازن وصحي ليس مرتبطا بتغذية السرطان أو التسبب في نمو أسرع للسرطان. النظام الغذائي الذي يشمل تناول أطعمة تحتوي على نسبة عالية من السكر المعالج والكربوهيدرات المكررة من الممكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسمنة ومقاومة الإنسولين. والسمنة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، لكن أكرر أن العلاقة ليست سببية ولكنها ارتباطية”.
وفيما يتعلق بتناول مرضى السرطان للسكر من عدمه، تقول أريج: “لا نعتقد أن حذف السكر من النظام الغذائي من الممكن أن يساعد على التعافي من السرطان أو الوقاية من خطر عودته. أهم شيء هو اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، غني بالخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات والدهون الصحية. أعتقد أن تفادي تناول كميات كبيرة من السكر المكرر أو الأطعمة فائقة المعالجة (والتي تعد غير صحية لأسباب عديدة) هو مقاربة معقولة لنظام غذائي صحي”.
هل هناك سكر صحي وسكر غير صحي؟
وفقا لموقع كلية الطب بجامعة هارفارد، فإن السكر الموجود بشكل طبيعي في الطعام والسكر المضاف يمران بنفس عملية الأيض (التمثيل الغذائي أو تحويل الغذاء إلى طاقة) داخل أجسامنا. لكن بالنسبة لغالبية الأشخاص، تناول السكريات الطبيعية مثل الفاكهة غير مرتبط بآثار صحية ضارة، لأن نسبة السكر فيها عادة ما تكون صغيرة، و”مغلفة” بألياف وغيرها من العناصر الغذائية المفيدة، في حين أن “أجسامنا لا تحتاج إلى السكر المضاف أو تستفيد منه”.
أما بالنسبة للأنواع المختلفة من السكر المضاف، فيذكر الموقع أنه لا توجد أنواع أفضل من غيرها بالنسبة لغالبية الأشخاص.
تقول عالمة التغذية بريدجيت بنيلام إن “هناك العديد من الأشكال الكيميائية المختلفة للسكر، لكن الشيء المهم الذي يجب الالتفات إليه هو النظر إليها ضمن نظام غذائي متوازن”، وتشدد على أهمية استهلاك كمياة محدودة من السكريات الحرة لأنها “تضيف سعرات حرارية لغذائنا وتزيد من خطر الإصابة بتسوس الأسنان”.
هل أصبحنا مدمنين على السكر؟
بعض الدراسات التي أجريت على حيوانات أشارت إلى سلوكيات تشبه الإدمان على السكر، لكن ليست هناك أدلة كافية تدعم إمكانية حدوث إدمان للسكر لدى البشر.
تقول بنيلام: “هناك جدل حول ما إذا كان من الممكن تصنيف أطعمة مثل السكر على أنها تؤدي إلى الإدمان. ما نعرفه هو أننا لدينا ميل طبيعي للمذاق الحلو، ومن ثم يحب كثير منا الأطعمة والمشروبات الحلوة. وفي بيئة تكون فيها الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على السكر متاحة بشكل كبير، يستهلك كثير منا كميات أكثر بكثير مما ينبغي”.
هل ينبغي الامتناع عن تناول السكريات الحرة؟
ربما تكون الإجابة الأكثر منطقية هي نعم، لأننا لسنا بحاجة إليها. لكن هناك بعض النقاط التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار.
على سبيل المثال، اتباع نظام غذائي قاس قد يؤدي إلى هوس غير صحي بالطعام الصحي، ولا سيما بين الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة باضطرابات الأكل.
كما أن الامتناع عن تناول السكر قد يؤدي إلى بدائل له، ما قد يترتب عليه مشكلات صحية أخرى. على سبيل المثال، أشارت إحدى الدراسات إلى أن بعض المُحليات المصنعة قد تؤدي إلى إحداث تغييرات في تركيبة البكتيريا النافعة في الأمعاء، وأن تلك التغييرات مرتبطة بحدوث اضطرابات في الأيض.
تقول بنيلام: “لكي يكون النظام الغذائي صحيا، من المفيد تقليل استهلاك الأطعمة والمشروبات السكرية، ولكن ليس من الضروري الكف عن تناول السكر تماما. اتباع نظام غذائي متطرف عادة ما يكون غير قابل للاستدامة. أهم شيء هو الالتزام بحمية متوازنة على المدى الطويل، بدلا من اللجوء إلى حلول سريعة”.
“ديتوكس” السكر
تنتشر على مواقف التواصل مقاطع بعنوان “تحدي عدم تناول السكر لثلاثين يوما”، أو “ماذا يحدث لجسمك عندما تتوقف عن تناول السكر 14 أو 30 يوما”. ويتحدث أصحاب هذا المحتوى عن أنهم لاحظوا تحسنا عاما في صحتهم أو بشرتهم، أو ازدادوا نشاطا، أو أن وجوههم أصبحت أقل انتفاخا، أو فقدوا بعض الوزن.
*فهل من المفيد أن نلجأ إلى “ديتوكس السكر” لتخليص أجسامنا مما يصفه البعض بـ”السم الأبيض”؟
قمت بهذه التجربة بنفسي لأرى ما إذا كانت ستؤدي إلى تغييرات كتلك التي تحدث عنها صناع المحتوى.
ربما كان التغيير الوحيد الذي لمسته بعد التوقف عن تناول أطعمة تحتوي على سكر مضاف والاكتفاء بمصادر السكر الطبيعية كالفواكه لبضعة أسابيع هو تحسن تطفيف في البشرة. وما فاجأني هو أنني لم أفتقد السكر على الإطلاق، ولم أشعر بأي أعراض “انسحاب” كتلك التي تحدث عنها بعض “المؤثرين”، وهو ما شجعني على تقليل تناول الشوكولاتة والمخبوزات الحلوة بشكل كبير: فبعد أن كنت أتناول قطعة صغيرة معظم أيام الأسبوع، اقتصر الأمر على مرة كل أسبوعين.
تقول بنيلام: “اتباع نظام غذائي صحي يعني معرفة ما يناسبك. بالنسبة لبعض الأشخاص، التوقف التام عن تناول الأطعمة التي تحتوي على سكر لفترة من الوقت ربما يساعدهم على كسر عادة أكل الحلوى بانتظام. ولكن بالنسبة لآخرين، فإن منعه كليا قد يأتي بنتيجة عكسية، وفي هذه الحالة يكون من الأفضل تقليل كميات الأطعمة السكرية وعدد مرات تناولها”.